Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المهرجانات البريطانية تواجه "صيفا ضائعا" آخر بسبب الافتقار إلى التأمين

الحكومة تجاهلت التحذيرات الداعية إلى تقديم دعم تطميني لمواجهة إلغاءات الفعاليات الموسيقية والثقافية

ما يقرب من ألف مهرجان موسيقي في بريطانيا اجتذب أكثر من خمسة ملايين شخص عام 2019، وساهم بنحو 108 مليار دولار في اقتصاد المملكة المتحدة (رويترز)

حذر أعضاء في البرلمان البريطاني من أن المهرجانات البريطانية تواجه "صيفاً ضائعاً" آخر بسبب رفض الحكومة دعم التأمين في مواجهة الإلغاءات.

وأفادت لجنة التكنولوجيا الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في مجلس العموم بأن هذا القطاع عُومِل بوصفه "مجالاً أدنى رتبة" على الرغم من مساهمته بنحو 1.7 مليار جنيه استرليني (2.4 مليار دولار) في الاقتصاد، إذ تجاهلت الحكومة التحذيرات والفرص المتعددة للعمل.

وقال النواب، إن الحكومة استبعدت تقديم الدعم قبل رفع القيود كلها وفق خريطة الطريق (نحو فتح القطاعات)، وهذا سيشكل خطوة متأخرة جداً للمهرجانات هذا الصيف.

ومن المقرر رفع القيود القانونية كلها المفروضة على الاتصال الاجتماعي في 21 يونيو (حزيران)، ما يعني أن المهرجانات قد تمضي قدماً، لكن القطاع يواجه على الرغم من ذلك حالة من عدم اليقين، لا سيما في ضوء الفيروسات المتغيرة الجديدة، بما في ذلك تلك التي اكتُشِفت للمرة الأولى في الهند، ورفض الحكومة ضمان رفع الإغلاق.

ودعت لجنة التكنولوجيا الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة الحكومة مراراً وتكراراً إلى تقديم خطة محدودة زمنياً للتأمين، تعمل بمثابة "شبكة أمان" بخصوص المناسبات الحية التي تُلغَى في حال فرض مزيد من القيود بسبب فيروس كورونا بعد 21 يونيو.

وقال رئيس لجنة التكنولوجيا الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة، جوليان نايت: "تعاملت الحكومة مع مهرجانات الموسيقى باعتبارها مجالاً أدنى رتبة.

"وعلى رغم المساهمة الاقتصادية والثقافية الضخمة التي يقدمها هؤلاء الناس، استفادت قلة منهم من صندوق إنعاش الثقافة، وفي غياب جهودنا كان هذا القطاع ليخرج من برنامج المناسبات التجريبية في شأن العودة الآمنة للجماهير".

وأشار إلى أنه من الواضح جداً أن الأغلبية العظمى من مهرجانات الموسيقى ليست لديها المرونة المالية لتغطية تكاليف سنة أخرى من الإلغاءات على أساس إشعارات متأخرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف نايت: "إذا لم تتدخل سوق التأمين التجارية، لا بد من أن تتحرك الحكومة على وجه السرعة: لا بد من أن تكون المهرجانات على دراية الآن حول ما إذا كانت الحكومة ستدعمها، وإلا فإنها لن تُقَام هذا العام ببساطة".

وقال غريغ بارملي، الرئيس التنفيذي لـ"لايف"، وهي الهيئة الممثلة للموسيقى الحية في المملكة المتحدة، إن هذا القطاع "منزعج" إزاء عدم رغبة الحكومة في التدخل للمساعدة في منع انهياره لعام آخر.

وأضاف: "في غياب أي شكل ما من أشكال التأمين، سيكون خطر المضي قدماً أعظم مما ينبغي للعديد من المهرجانات هذا العام، ومهما قد يحدث مع الجدول الزمني لإعادة فتح القطاعات، فإن الأغلبية العظمى من المهرجانات قد يتم إلغاؤها في الأسابيع المقبلة".

وأُلغِي بالفعل أكثر من ربع المهرجانات البريطانية التي تزيد طاقتها الاستيعابية على خمسة آلاف شخص، بما في ذلك "بومتاون" و"بلودوت"، ويمكن أيضاً تأجيل الـ76 في المئة المتبقية إذا لم تُتخَذ إجراءات فورية لحمايتها، وفق تحذيرات جمعية المهرجانات المستقلة.

وقال الرئيس التنفيذي للجمعية، بول ريد: "نحن مسرورون لأن النواب رددوا مجدداً نداءاتنا المتكررة بضرورة توفير تأمين حكومي للمهرجانات.

"لقد تعهدت الحكومة أساساً بالعمل على مساعدة هذه القطاع  بمجرد التوصل إلى الخطوة الرابعة من خريطة الطريق.

"ونتوقع تدخلاً سريعاً عند تلك المرحلة بالاستعانة بمخطط تأميني يحمي المهرجانات التي قد يجب إلغاؤها بعد 21 يونيو، إذا كان مسار الجائحة يملي فرض إغلاق جديد، أو فرض طاقة استيعابية مخفضة أو تدابير تباعد اجتماعي.

"وبما أن خطة كهذه ستستغرق بعض الوقت قبل التطبيق، فمن الأهمية بمكان العمل بها بأثر رجعي وصولاً إلى حماية المهرجانات كلها المقرر أن تُقَام بعد 21 يونيو".

وسيجري مهرجان "داونلود" هذا الصيف بين 18 و20 يونيو من ضمن مناسبة تجريبية حكومية، على الرغم من إلغائه في مارس (آذار) .

وستنخفض الحشود في مهرجان الروك "دونينغتون بارك" بشكل كبير، من 111 ألفاً إلى 10 آلاف فقط، وقال المنظمون "إن الرقص العنيف سيكون متاحاً".

واجتذب ما يقرب من ألف مهرجان موسيقي أكثر من خمسة ملايين شخص في مختلف أنحاء المملكة المتحدة عام 2019، ما أسهم بنحو 1.76 مليار جنيه في الاقتصاد.

وأُلغِيت أغلبية المهرجانات عام 2020 بسبب القيود التي فرضها كوفيد-19، وانخفضت إيرادات القطاع بنسبة 90 في المئة.

ولم تستفد سوى ثمانية في المئة من المهرجانات في الجولة الأولى من صندوق إنعاش الثقافة التابع للحكومة، إذ لم تحصل المهرجانات الناجحة إلا على 1.3 في المئة فقط من المنح المتاحة.

وقال ناطق باسم الحكومة: "نواصل العمل بشكل ثابت لدعم المهرجانات والمناسبات الحية.

"واستكشف برنامجنا لأبحاث المناسبات كيف يمكن للمهرجانات العودة إلى العمل بطريقة آمنة. وتلقى منظمو المهرجانات أكثر من 34 مليون جنيه من صندوق إنعاش الثقافة، وثمة مزيد من الدعم على الطريق.

"وسنستمر النظر في المساعدات التي قد تكون مطلوبة ونتحرك بحذر لكن  بشكل لا رجعة فيه من خلال خريطة الطريق، بما في ذلك النظر في مسألة تغطية التعويضات".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة