Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تتجنب الخسارة في العملات الرقمية؟

محللون يحذرون من المخاطر الكبيرة التي تنطوي على الاستثمار فيها بسبب التقلبات الكبيرة في أسعارها

عملة "بيتكوين" الرقمية (أ ف ب)

"استعد لخسارة كل أموالك"، هذه هي النصيحة التي أجمع عليها مستثمرو العملات المشفرة، وخاصة أن الدخول في سوق متقلبة مثل العملات المشفرة، يمثل دائماً مخاطرة مستمرة.

وكانت هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة قد حذرت مستثمري العملات الإلكترونية من خطر فقدان كل أموالهم. ووفقاً للمحللين، تتفاقم مخاطر الاستثمار بسبب أنشطة الاحتيال أيضاً. كما يشير المتخصصون البريطانيون إلى أن الاستثمارات ومنتجات القروض المتعلقة بالعملات المشفرة تنطوي على "مخاطر عالية جداً".

تحذيرات هيئة السلوك المالي البريطانية لم تأتِ من فراغ فقد لاحظت الهيئة أن العملات المشفرة هي "استثمارات مضاربة عالية المخاطر"، وأن من يشتروها يجب أن يتأكدوا من فهم "ما يستثمرون فيه، والمخاطر المرتبطة بالاستثمار وأي حماية تنظيمية تنطبق عليها"، مع التذكير بأن العملات المشفرة لا تخضغ لأي بنوك مركزية ولا لتشريعات أو قوانين أو منظمين ماليين "لقد ولدت كي لا تكون مقيدة"، هذا الانفتاح غير المحكوم بأية ضوابط أو رقابة مالية يعمق مستويات المخاطرة ويضاعف احتمالات الخسارة بشكل كبير. 

"بيتكوين" ورحلة التقلبات 

لنأخذ "بيتكوين"، على سبيل المثال، في بداية عام 2020 بلغ متوسط سعرها 7300 دولار أميركي، وأغلقت العام عند أكثر من 29 ألف دولار أميركي. وهذا يعني نمواً تقريبياً بنسبة 300 في المئة في آخر 12 شهراً. اعتباراً من أوائل ديسمبر (كانون الأول) وحده، بلغت قيمة العملة المشفرة نحو 19000 دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 53 في المئة في شهر واحد، ثم في 7 يناير (كانون الثاني) من هذا العام، وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 40 ألفاً، ثم عادت وانخفضت إلى 30 ألفاً بعد بضعة أيام فقط، ثم بقيت أسابيع تتأرجح بين 32 ألفاً و36 ألف دولار للوحدة. وفي 8 فبراير (شباط) الماضي أعلن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا"، إيلون ماسك، عن أنه سيستخدم أموال الشركة لشراء الأصول الرقمية وقبولها كطريقة دفع مقابل مركباتها. 

وما هي إلا أسابيع قليلة حتى خرج ماسك بتغريدة أخرى يتراجع فيها عن بيع سيارات "تيسلا" باستخدام "بيتكوين" لأسباب تتعلق بالبيئة واستهلاك العملة المشفرة للطاقة، وتسببت تغريدته الثانية في تراجع أكبر عملة مشفرة في العالم بنسبة 40 في المئة تقريباً من رقمها القياسي البالغ 65 ألف دولار أميركي، وتم تداولها بنحو 39360 دولاراً، وهو مستوى شوهد آخر مرة قبل أن يكشف صانع السيارات الكهربائبة عن استثماراته. ومع مضاعفة ماسك انتقاداته للعبء البيئي للعملة المشفرة انخفضت عملة "بيتكوين" بنحو 15 في المئة. لتأتي بعد ذلك الضربة القاضية بإصدار بنك الشعب الصيني بياناً أكد فيه أنه لا يمكن استخدام الرموز الرقمية كشكل من أشكال الدفع، مما يسلط الضوء على المخاطر التنظيمية المعلقة على العملات المشفرة، في حين ساهم إعلان البنك الصيني في إعادة عملة "بيتكوين" إلى ما مستويات ما قبل فبراير الماضي، أي أعادها 8 مستويات. وقالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق المالية في "سيتي إندكس"، لـ "إيكونوميك تايمز": "هذه التقلبات الضخمة التي شهدناها في العملات المشفرة تسلط الضوء حقاً على الطبيعة التخمينية للعملات المشفرة كأصل". وأضافت، "لدينا إيلون ماسك يقود الصفقات في عالم التشفير ويثير المتاعب، ليست المرة الأولى، ولا أستطيع أن أتخيل أنها ستكون المرة الأخيرة أيضاً". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مبدأ وقف الخسارة

قدم عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد للأوراق المالية والاستثمار"، وضاح الطه، في حديث لـ"اندبندنت عربية"، جملة من النصائح للمستثمرين في العملات المشفرة، داعياً إياهم إلى عدم الاستثمار بنسبة عالية من محافظهم في حال قرروا أن يجربوا الاستثمار في العملات المشفرة. 

وقال الطه، إن على المتداولين في العملات الرقمية والمشفرة أن يدركوا حجم المخاطر العالية في هذا النوع من الاستثمار بسبب التذبذبات الحاصلة في سوق العملات الرقمية. كما دعا أن تكون المساهمة بالاستثمار في العملات المشفرة محدودة للغاية. وأضاف أنه بسبب افتقاد قوانين محددة في عالم العملات الرقمية، سواء من قبل البنوك المركزية أو الجهات الرقابية، ينبغي مراقبة تحركات تلك العملات بشكل منتظم، منوهاً بأن البقاء والاستمرار في العملات المشفرة قد يعرض المستثمر لخسائر كبيرة، بالتالي يفضل الطه أن يكون الاستثمار في عملات رقمية مدعومة بأصول وليس عملات رقمية ليس لديها أي دعم أو احتياطي. ويقول إنه من المهم جداً مراقبة الأخبار الخاصة بالعملات الرقمية، وتحديداً تلك القادمة من الجهات الرقابية المالية في العالم، وكذلك عدم التركيز على عملة واحدة فقط. ويضيف أنه من المهم أن لا يكون هناك انتظار من جانب المستثمر لتعويض خسائره، فيجب أن يكون لديه مبدأ إيقاف الخسارة في حالة هبوط العملة المشفرة والخروج مباشرة من التداول وعدم الانتظار بنية تعويض الخسائر. وينصح الطه المستثمرين باتباع مبدأ "ستوب لوس"، أو وقف الخسارة، كما دعاهم إلى الحذر من الارتفاعات الكبيرة، والتي قد تحصل في العملات المشفرة، والتي تغري سيولتها بمزيد من التداول عالي المخاطر.

تقلبات شديدة

من جانبه، يقول الكاتب الكويتي والباحث في الشؤون الاقتصادية، محمد رمضان، إن هناك اعتقادات خاطئة منتشرة لدى الكثيرين عند الحديث عن العملات المشفرة، بما فيها الحديث عن أنها ستكون البديل القادم للعملات التقليدية، وهي اعتقادات عارية من الصحة. وتحدث رمضان عن المخاطر الكبيرة التي تنطوي على الاستثمار في هذه العملات بسبب التقلبات الكبيرة في أسعارها، مضيفاً أنه من الطبيعي مثلاً أن تصعد قيمة العملة المشفرة بنسبة 20 أو 30 أو 50 في المئة، وفي اليوم نفسه تهبط بنسب مماثلة، ما يجعلها عملات متقلبة جداً، بالتالي هذه التقلبات الشديدة يجب أن تدفع المستثمرين إلى استثمار جزء صغير في العملات المشفرة إذا ما أرادوا تحمل المخاطر بحيث في حال حدوث خسارة لا يفقد المستثمر كل أمواله ومدخراته، ويكون قادراً على تقبل الخسارة المالية، وهذا الأمر ينطبق على الأسهم، كما يقول رمضان.

ضرورة فهم المخاطر

ودعا الكاتب الكويتي والباحث في الشؤون الإقتصادية المستثمرين إلى ضرورة فهم مخاطر الاستثمار في العملات المشفرة غير المحكومة بقوانين أو تنظيم مالي. وأشار رمضان إلى أن تقلبات الأسعار الشديدة للعملات المشفرة تعد جزءاً من المخاطر القائمة في هذا النوع من الاستثمار، بالتالي هناك حاجة لفهم هذه المخاطرة، وتحديد إن كان المستثمر قادر على خوض هذه المخاطرة. ونصح رمضان باتباع استراتيجيات تحمي المال من الضياع مثل استراتيجية "ستوب لوس"، بحيث يتم وقف الخسارة وفي حال تحقيق الربح ضمان استمراريته لفترة أطول، أي الخروج بخسارة 10 أو 20 في المئة على سبيل المثال أفضل من الاستمرار وتحمل خسائر بــ50 و60 في المئة كما أن الأمر يختلف من عملة إلى عملة وأيضاً طريقة التداول تختلف من عملة لأخرى، كما أن حجم السيولة المستخدمة في التداول تتباين هي الأخرى.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية