Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان تطوان الافتراضي يجمع ضفتي المتوسط سينمائياً

أفلام عالمية وعربية تتنافس وتقدم صورة شاملة عن الواقع الفني في ظل كورونا

أجواء السينما المتوسطية في مهرجان تطوان (الخدمة الإعلامية للمهرجان)

بعد توقفه العام الماضي بسبب جائحة كورونا، يعود مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط ليستأنف نشاطه، عبر تنظيم الدورة الـ 26 بين 4 و6 يونيو (حزيران). غير أن المنظمين ارتأوا أن ينقلوا أنشطة هذه الدورة من الواقعي إلى الافتراضي، عبر عرض الأفلام والندوات على المنصات الرقمية بدل القاعات. وهذا ما سيؤثر بالضرورة على واحد من أعرق مهرجانات سينما المتوسط، وقد تأسس سنة 1985، قبل مهرجان بروكسل لسينما المتوسط بأربع سنوات، وبعد مهرجان "مونبولييه" بست سنوات.

في غياب الجمهور حضورياً، ستعرض الأفلام المشاركة في المسابقة والفعاليات الموازية لها عبر قناة رقمية ينخرط فيها جمهور افتراضي تعمل إدارة المهرجان على منحه شيفرات الدخول بعد التنقيب عنه، واختياره من فئات قريبة إلى عالم الفن السابع، مثقفين وفنانين ومحبين للسينما.

تحمل الدورة الجديدة شعار "العناد والأمل" في إشارة الى تعيشه السينما في العالم، وما يأمله أهل هذا الفن ومحبوه من إمكان تجاوز المحنة. وتأتي الدورة الجديدة للمهرجان في وقت ما زالت الدولة المغربية مصرة فيه على إغلاق قاعات العرض.

الندوتان المركزيتان للمهرجان ستناقشان علاقة السينما بالرسم، وآثار جائحة "كوفيد-19" على الفن السابع. وسيشارك فيها نقاد ومديرو مهرجانات من المغرب ومصر وإسبانيا وفرنسا. وستتبارى هذه السنة تسعة أفلام متوسطية طويلة على جوائز المهرجان، الفيلم السلوفاني- الكرواتي "غرز"، والبلغاري- اليوناني "الأب"، والتركي "التل"، واليوناني "زيزوطيك"، والفرنسي-البلجيكي "الأبطال لا يموتون أبدا"، والفلسطيني "بين الجنة والأرض"، والتونسي "الفزاعات"، والفيلم اللبناني "1982"، والفيلم المغربي "نساء الجناح ج". أما مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فيشارك فيها الفيلم المغربي "ليالينا السوداء في السبعينيات،" والسوري "من أجل سما"، والتركي "الملك لير"، والتونسي "فجر أحلامنا"، والإسباني "زومكري"، والفيلم الفرنسي - المغربي "منجميون".

وتضم فقرة "بطاقة بيضاء" التي تقترح عناوينها هذه الدورة الفيدرالية الدولية للصحافة السينمائية (FIPRESI)  الأعمال الآتية، الفيلم الفرنسي "إني أتهم"، والنمساوي "ليليان"، والتركي "الأخوات الثلاث". أما في فقرة "خفقة قلب" فيعرض الفيلم الإيطالي - الفرنسي "الخائن" والفيلم الإسباني "الأم".

ويترأس لجنة الأفلام الروائية الطويلة المخرج والمنتج الفرنسي - الإيفواري جاك ترابي، وتضم اللجنة كل من الممثلة والمخرجة الإسبانية مابيل لوزانو، والناقد السينمائي والكاتب والسيناريست المغربي محمد العروسي، والفنان التشكيلي المعروف محمد الباز. وتترأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية المخرجة والممثلة الفرنسية ماريون سطالينس، بينما يترأس لجنة "مصطفى المسناوي" للنقد المخرج الفلسطيني نصري حجاج.

تفاوت سينمائي بين ضفتي المتوسط

وبخصوص انتقال التظاهرة السينمائية من صيغتها الحضورية إلى الصيغة الافتراضية، يقول الناقد عبداللطيف البازي، الكاتب العام للمهرجان والمسؤول عن التواصل، في تصريح خاص بـ "اندبندنت عربية"، "نتمنى أن تكون هذه المسألة مؤقتة وعابرة، لأن المكان الشرعي لعروض الفن السابع هو القاعات السينمائية". وعن الفروق والاختلافات يقول، "تتمثل خصوصيات المهرجان في عقد لقاءات وحوارات وفقرات ثقافية، إضافة إلى أنه يمنحك فرصة في التعرف على أسماء كنت تراها فقط من بعيد أو عبر الشاشة، وكذلك خلق مشاريع في ردهات القاعات السينمائية. وهذا ما لا يتأتى عبر المنصات الرقمية. لذلك فهذه الصيغة مجرد حل موقت، في انتظار العودة إلى الحال الطبيعية. هناك فرق كبير بين المتابعة الافتراضية واللقاء المباشر مع السينما وأهلها وجمهورها".

يستطرد البازي منبها إلى أهمية التقنيات الرقمية الحديثة في ظل ما نعيشه، "عندما يكون هناك عرض أو مهرجان في مدينة كبيرة مثل الدار البيضاء، فلا يمكن أن تحضر العامة، وبالتالي فإن فئة كبيرة تكون مقصية عن مشاهدة العرض مباشرة، وهنا تبرز قيمة تلك التقنيات وتكون الفرصة متاحة أمام عدد كبير".

 أما عن وضع السينما بعد جائحة "كوفيد-19"، فيؤكد لنا أن الدخول إلى كورونا لم يكن مثل الخروج منها، وبالتالي "سيشمل التغيير كثيراً من الأشياء على جميع الأصعدة، بما في ذلك السينما سواء على مستوى الرؤى أم الجماليات، لأن هذه الجائحة مثل حرب عالمية خلفت رجة كبيرة، وسيكون لها تأثير سيئ بالضرورة، بما في ذلك التأثير في طرائق التعبير".

 وعن حضور السينما العربية في هذه الدورة وقيمتها، أشار عبداللطيف البازي إلى "وجود أفلام عربية من تونس وفلسطين، ومشاركة فيلم عربي في المسابقة وكذلك في الأفلام الوثائقية". وأشار إلى غياب عدد من الفقرات التي كانت تقام في الدورات السابقة للمهرجان في صيغته الواقعية مثل فقرة التكريم، فكانت تتم دعوة شخصية سينمائية للاحتفاء بها وبمسارها الغني، واختيار هذه الشخصية يكون بالتناوب بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط.

 وفي سياق حديثه عن حضور السينما العربية داخل الفضاء المتوسطي، يرى الناقد والناشط السينمائي أن "هناك تقارباً في الرؤى والقيم كالتأثر ببعض القضايا الكبرى مثل الهجرة والالتقاء الثقافي". ويشير إلى أن هناك "نوعاً من التراكم والاستمرارية في الضفة الشمالية وأنها لا تعرف انقطاعات، في حين أن الضفة الجنوبية تشهد عكس ذلك"، بحيث إنها "تكون في مسار جيد ثم فجأة تدخل في جو من السبات".

بسبب كورونا تقلص برنامج المهرجان قياساً مع الدورات السابقة، وعن الفقرات التي تم حذفها يقول البازي "إن هناك فقرات ثم حذفها بالفعل، من بينها فقرة التكريمات، لأنها تستدعي حضور المحتفى به، إذ لا أتصور تكريماً عن بعد. التكريم يقتضي اللقاء بالضيف ومصافحته ومرافقته والفرح به. وهناك فقرة أخرى مهمة أيضاً تتمثل في البرنامج التربوي الذي يتم الانفتاح من خلاله على المدارس بمستوياتها، لكن مع الأسف ظروف الجائحة لم تسمح بذلك".

المزيد من سينما