ربما تكون العبارة التي جاءت على لسان أحد أعضاء فريق "BTS" الكوري الجنوبي، حول علاقته بمسلسل "فريندز" في حلقة "لم الشمل" (Friends: The Reunion) ملخصاً ملائماً لتعامل الأجيال الجديدة مع المسلسل الكوميدي الأميركي الأيقوني، إذ كشف عن أن والدته جعلته يشاهده حينما كان طفلاً، ليتمكن من تحسين لغته الإنجليزية، فنشأ مثل الأم محباً للسيت كوم الأشهر. من هنا يمكننا أن نرى أن جماهيرية "الأصدقاء" متوارثة عبر الأجيال، خصوصاً بين الأمهات المتعلقات بقصص الشخصيات الرئيسة الستة.
أجيال من المشاهير تجتمع على حب "Friends"، وهو الأمر الذي بدا واضحاً حينما وجدنا سيلاً من "الكوميكس" و"الميمز" يحتفي بالعودة فور بث الإعلان الترويجي، كما أنه بالتزامن مع اللحظات الأولى للعرض عبر "HBOMAX" في 27 مايو (أيار) الحالي، نشرت آلاف التغريدات التي تستعمل وسم "FriendsReunion#"، ويستعرض خلالها المستخدمون أجواء المشاهدة، بما فيها لم شمل العائلة بمختلف الأجيال، وبينهم أطفال، إذ ذكرت مستخدمة أن ابنتها صاحبة التسعة أعوام بكت تأثراً حينما شاهدت شخصياتها المحبوبة تجتمع في العمل بعد كل تلك السنوات، وهي أمور لا تحدث كثيراً مع مسلسل مر أكثر من ربع قرن على بدء عرضه، و17 عاماً على بث آخر حلقاته. فكوميديا "فريندز" صالحة لكل الأجيال على الرغم من خصوصية الحقبة الزمنية، ولكن ذكاء النص واختيار مفردات الحوار جعلاه عابراً لمختلف الثقافات والأعمار، وتكرار مشاهدته بشكل شبه يومي أمر دائم لجمهوره، وهي من الأفكار التي شدد عليها الضيوف الذين تحدثوا في الحلقة الاستثنائية، وبينهم ديفيد بيكهام وملالا يوسف وكيت هارينغتون، وهم أيضاً مشاهير من أجيال ومجالات مختلفة، إذ يجد كل منهم شبيهاً له بين الأصدقاء، وهو ما أكد عليه كثير من الجمهور من مختلف أنحاء العالم، كما ظهر في الحلقة.
حلقة نقاشية وحنين جارف وبكاء
كان من بين إيجابيات الترويج للحلقة التي حصلت على تقويمات إيجابية من آلاف المستخدمين عبر المواقع المعنية بتقويم الأعمال الفنية، أنه تم التشديد على أن النجوم سيظهرون بشخصياتهم الحقيقية في حلقة نقاشية، ولن يقوموا بتمثيل أدوارهم، كي لا تكون توقعات المنتظرين أعلى من المتوقع. وعلى الرغم من أن الفقرات مدروسة بدقة ومعدة بعناية، ولكنها خرجت بتلقائية وعفوية، والمفاجأة أن الحلقة ومدتها ساعة و44 دقيقة جاءت بناء على رأي كثير من المعلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعلى من المتوقع، وقدمت بشكل مناسب تماماً، خصوصاً في ما يتعلق بحكايات المؤلفين مارتا كوفمان وديفيد كرين عن بدء المشروع وكيفية اختيار الأبطال.
ربما كان يود المشاهد أن يظهر أصحاب الأدوار الثانوية بصورة أكبر، إذ إن بعضهم لم يستغرق مروره على الشاشة سوى ثوان معدودة، مثل كريستينا بيكلز وإيلوت غولد (جودي وجاك غيلر)، وجيمس مايكل (غانثر النادل في "سينترال بيرك") وتوم سيليك (ريتشارد) وماغي ويلر (جانيس)، فيما أبرز نقاط الضعف كانت بعض ضيوف الشرف غير المتعلقين بالحدث، وأبرزهم جاستن بيبر حينما ظهر على المسرح متنكراً في زي البطاطس الذي ارتداه روس غيلر في إحدى الحلقات. وبشكل عام، انقسم الجمهور حول فقرة عرض الأزياء، فلم تنل الثناء المطلوب، باستثناء فقرة ارتداء مات ليبلانك لكم هائل من الملابس في محاكاة لمشهد شهير في المسلسل، وتعتبر فقرة أداء ليدي غاغا لأغنية "Smelly Cat" مع ليزا كودرو (فيبي بوفييه) ملائمة بعض الشيء. أما أفضل المقاطع التي جعلت النوستالجيا في أوجها واستدعت البكاء واعتبرت من أقوى أجزاء "لم الشمل"، فهي جلوس الأصدقاء الستة الذين تقدم بهم العمر على الطاولة، واستدعائهم بعض المشاهد من السيناريو الأصلي وإعادة تمثيلها مجدداً بالحماسة وجودة الأداء نفسها، وأيضاً حينما تحدثوا عن مستقبل الشخصيات في مخيلتهم، وكذلك علاقتهم ببعضهم بعضاً، وكيف أنها لاتزال وطيدة حتى الآن، وكذلك كشفهم عن أنهم حرصوا على الاحتفاظ بقطع تذكارية من ديكور المسلسل أخذوها معهم إلى منازلهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قصة حب حقيقة
أيضاً وضعت الحلقة النقاط على الحروف في ما يتعلق بقصة حب روس غيلر (ديفيد شويمر) وراتشيل غرين (جينفير أنيستون). فعلى الرغم من أن كثيراً من الإشاعات أشارت إلى أن علاقتهما الرومانسية كانت حقيقية ولم تكن على الشاشة فقط، ولكنهما خلال اللقاء كشفا للمرة الأولى بشكل صريح أنهما كان يعيشان بالفعل قصة حب في الكواليس، ولم يقتصر الأمر على الشاشة فقط، ولكن علاقتهما لم تكتمل واقتصرت على الأجزاء الأولى فقط من العمل.
وربما كان من المفترض أن يركز جيمس كوردن، الذي تولى تقديم الجانب الأكبر من الحلقة أمام النافورة الشهيرة، على تفاصيل مثل تلك، ويتعمق في السؤال عنها، خصوصاً أن الهدف من "لم الشمل" هو إعطاء الجمهور لمحات خاصة تتوافق مع حال الحنين المسيطرة على المشاهدين، إذ لم تأخذ جينفير أنيستون فرصتها في الحديث عن وجود زوجها السابق براد بيت كضيف شرف في إحدى الحلقات، والأمر نفسه بالنسبة إلى ماثيو بيري في ما يتعلق بظهور حبيبته السابقة جوليا روبرتس في المسلسل.
صحة ماثيو بيري
وبالعودة إلى ماثيو بيري (تشاندلر بينغ)، فقد أثار حديثه المقتضب والقصير كثيراً من التساؤلات حول صحته، إذ بدا وكأنه يعاني وهو يتكلم، فيما خرجت بعض التقارير عقب ساعات من العرض لتؤكد أن النجم البالغ من العمر 51 عاماً الذي عانى سابقاً مشكلات مع الإدمان، أجرى جراحة طارئة في الأسنان قبيل موعد تسجيل الحقلة، إذ ظهر زملاؤه وهم يدعمونه كثيراً. وحاولت كورتني كوكس (مونيكا غيلر) مناوشته لتعيد للجمهور ذكرى ثنائيتهما في المسلسل، وبدت ليزا كودرو أيضاً قريبة من شخصية فيبي بتصرفاتها وتعليقاتها الطريفة والمتسرعة، أما الأكثر جرأة وحيوية، فكان مات ليبلانك صاحب شخصية جوي تريبياني، إذ فاجأ الجمهور حينما علق على كلمات أنيستون وشويمر بأن علاقتهما كانت قصيرة المدى وأصبحت سريعاً سطحية، بأن هذا الكلام عار من الصحة.
واعتبر المتابعون أن ديفيد شويمر هو قائد "لم الشمل"، إذ كان أقلهم لجوءاً إلى إلقاء النكات، وحرص على أن يوجه الحديث أكثر من مرة بجدية وتركيز، وهي صفات تتوافق مع شخصيته روس، وكذلك كان هو صاحب الظهور الأول في "استديو 24" لشركة "وارنر براذرز"، إذ كان يتجول في الديكورات الحقيقية لشقتي مونيكا وجوي منذ اللقطة الأولى، وبعدها توالى حضور باقي الأصدقاء، وكان وجودهم معاً في المكان نفسه بعد كل هذه السنوات أمر له أثر بالغ فيهم، ولم يتمالكوا أنفسهم من البكاء، فقد أعيد بناء الديكورات بالدقة نفسها.
وحرص نجوم "فريندز" على نشر انطباعاتهم من خلال فيديوهات نادرة لهم في الكواليس، فيما نشرت ليزا كودرو صورة لها مع ديفيد شويمر معلقة بالقول إنها انتظرت طويلاً كي تجتمع معه، ووجهت له الشكر. وعلى الرغم من الاستقبال الحافل للحلقة المنتظرة والتي تم تصويرها في أبريل (نيسان) الماضي، بعد أن تأجلت مراراً بسبب أزمة فيروس كورونا، وتم حذف ما يقرب من ست دقائق منها حينما بثت في الصين، بينها تلك اللقطات التي ظهرت فيها فرقة "بي تي إس" المحظورة هناك، وكذلك لقطات لأشخاص مثليي الجنس، وبينها فقرة جاستن بيبر وليدي غاغا أيضاً، وهما ضمن قائمة الممنوعين في الصين.