Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

10 قتلى في احتجاجات كولومبيا المستمرة والجيش يحضر في كالي

أمر الرئيس إيفان دوكي بإرسال العسكر إلى المدينة لمساعدة الشرطة في مواجهة التظاهرات المناهضة للحكومة

محتجون يحرقون مصرفاً في ميديلين بكولومبيا (أ ف ب)

أمر الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، الجمعة 28 مايو (أيار)، الجيش بالانتشار في شوارع كالي، ثالث كبرى مدن البلاد ومركز تظاهرات احتجاجية عنيفة مستمرة ضد الحكومة منذ شهر أسفرت خلال النهار عن مقتل 10 أشخاص على الأقل.

وقال دوكي عقب الاجتماع، إنه "اعتباراً من هذه الليلة، يبدأ الجيش بتقديم أقصى قدر من المساعدة للشرطة الوطنية في مدينة كالي"، التي يبلغ عدد سكانها 2.2 مليون نسمة.

وأدى تجدد التظاهرات في المدينة إلى سقوط 10 قتلى على الأقل، الجمعة، وفق مسؤول الأمن في كالي، كارلوس روخاس. ومن بين الضحايا محقق في الشرطة أطلق الرصاص على متظاهرين وقتل اثنين منهم، قبل أن يتعرض بدوره للقتل على أيديهم.

56 قتيلاً على الأقل

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد شهر على بدء التظاهرات في كولومبيا في 28 أبريل (نيسان)، ضد مشروع حكومي لزيادة الضرائب. وعلى الرغم من أن الحكومة تراجعت عن مشروعها، تواصل السخط الشعبي وتحول إلى احتجاجات أوسع في بلد يعاني عنفاً مستمراً وصعوبات اقتصادية فاقمها تفشي فيروس كورونا.

وقتل خلال شهر من الانتفاضة الشعبية 56 شخصاً على الأقل، بينهم شرطيان، وفق حصيلة رسمية. وأصيب نحو ألفين آخرين، وأعلن عن فقدان 123 شخصاً. وتتحدث منظمة "هيومان رايتس ووتش" من جهتها عن سقوط 63 قتيلاً.

وكتب مدير منطقة الأميركيتين في المنظمة، خوسيه ميغيل فيفانكو، في تغريدة، "الوضع في كالي خطير للغاية"، داعياً الرئيس الكولومبي إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة لوقف التصعيد بما في ذلك إصدار أمر محدد بحظر استخدام الأسلحة من قبل عناصر الدولة". وأكد فيفانكون أن "كولومبيا لم تعد تحتمل سقوط مزيد من القتلى".

هدوء نهاراً وشغب ليلاً

ويجري السيناريو نفسه يومياً منذ شهر. فخلال النهار تكون التظاهرات سلمية وفي الليل يتحول الاحتجاج إلى أعمال شغب تختلط فيه قذائف الهاون بالزجاجات الحارقة والرصاص الحي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتهز حركة الاحتجاج غير المسبوقة المدن الكبرى التي نصبت فيها حواجز وأغلقت طرق، ما تسبب بنقص في المواد الأساسية وإثارة استياء جزء من السكان.

وعلى الرغم من تكليف وسطاء التفاوض مع لجنة الإضراب الوطني التي أطلقت حركة الاحتجاج، تبدو الحكومة عاجزةً عن وقف أزمة لا تهدد في الوقت الحالي بإسقاطها.

ويرى محللون أن هذه الأزمة كشفت قبل كل شيء عن الغضب الكامن لشباب مسيس أفقره وباء كوفيد-19 ولم يعد يريد السكوت.

تهميش المطالب الاجتماعية

ولمدة نصف قرن، حجب النزاع مع متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) واقعاً أصبح صارخاً جداً، إذ يقول البنك الدولي إن كولومبيا واحد من البلدان التي تشهد أكبر تفاوت في المداخيل ولديها أكبر سوق للعمل غير الرسمي في أميركا اللاتينية.

وركزت الدولة على محاربة المتمردين، الذين بقي منهم جيش التحرير الوطني ومنشقون عن "فارك"، وأهملت بالكامل المطالب الاجتماعية.

وفي عام 2019، بعد عام على انتخاب إيفان دوكي، نزل الطلاب إلى الشوارع للمطالبة بتحسين التعليم العام المجاني والوظائف وجعل الدولة والمجتمع أكثر تضامناً.

لكن وباء كوفيد-19 أوقف التعبئة في عام 2020، من دون أن يقدم رئيس الدولة البالغ من العمر 42 عاماً تنازلات كبيرة، لذلك جاء رد الفعل أقوى مع تسارع انتشار الفقر الذي بات يطال 42.5 في المئة من أصل السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة. وأدى الوباء إلى إغراق الفئات الأكثر ضعفاً في الفقر المدقع.

وقالت المتخصصة في العلوم السياسية ساندرا بوردا، "ضاع عقد على الأقل من محاربة الفقر".

"نزاعات حضرية"

الأكاديمي هيرناندو غوميس بوينديا، مؤلف كتاب "بين الاستقلال والجائحة"، قال من جهته إن اتفاق السلام الذي وقع مع المتمردين في عام 2016 وأدى إلى نزع سلاح أقوى حركة تمرد في القارة، أنهى نزاعاً عفا عليه الزمن وبعيداً عن الجيل الجديد في المدن الذي "يكتشف السياسة".

وأضاف أن ثلث الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين 14 و28 عاماً لا يعملون ولا يدرسون، مشيراً إلى أن "كولومبيا تتحول" إلى "بلد لنزاعات حضرية".

وقالت ساندرا بوردا إن "هناك جزءاً فاعلاً من المجتمع تم إقصاؤه منذ فترة طويلة عن السياسة وعالم العمل والآن من نظام التعليم، وضاق ذرعاً بذلك الآن، وهو الذي يتظاهر في الشوارع اليوم".

صعود اليسار

وتعتقد سينثيا أرسون، مديرة برنامج أميركا اللاتينية في مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء، أنه خلافاً للاضطرابات الاجتماعية في تشيلي، حيث أدت انتفاضة اجتماعية إلى إصلاح دستوري، أو في الإكوادور التي نظمت للتو انتخابات، لا يملك الكولومبيون حتى الآن "صمام" أمان للتنفيس عن إحباطاتهم الكثيرة.

ويبدو أن عدم شعبية إيفان دوكي الذي يفترض أن يغادر منصبه في 2022، يخدم مصلحة اليسار الذي لم يسبق أن ترأس البلاد.

ويتصدر رئيس بلدية بوغوتا السابق والمتمرد السابق غوستافو بيترو استطلاعات الرأي حالياً.

المزيد من دوليات