Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون لا يستبعد إبقاء الإغلاق بعد ما وفر له كامينغز فرصة للتأمل

ثمة ابتكار يمكنه أن يعجل برفع الإغلاق على الرغم من المتحور الهندي وهو "جواز سفر كوفيد" وهو نوع من الشهادات التي تظهر أن حالة فيروس كورونا سلبية

غالباً ما وقعت أخطاء في الحكم على الوضع على امتداد الـ15 شهراً الماضية وينبغي لرئيس الوزراء أن يتحمل المسؤولية عنها (أ ف ب)

بصرف النظر عن الضرر الذي ألحقه به دومينك كامينغز، مستشاره السابق، ربما أسدى هذا لبوريس جونسون معروفاً حقيقاً من خلال إجباره على أن يعيش من جديد بعض الأخطاء العديدة (والأسوأ بينها) التي ميزت الشطر الأكبر من استجابة حكومته إلى أزمة كوفيد. وعلى وجه الخصوص، فإن تأكيد كامينغز أن الإغلاقات قد فرضت بالفعل على نحو بطيء أكثر مما يجب كما تم تخفيفها بشكل أسرع مما ينبغي، يجب أن يكون قد وفر لرئيس الوزراء فسحة ضرورية للتفكير، وذلك مع اقتراب موعد رفع الإغلاقات الكبير في 21 يونيو (حزيران) المقبل.

وكرر جونسون، الذي كان يتحدث أمام كاميرات التلفزيون من خلف الكمامة التي ارتداها – وربما كانت في حد ذاتها علامة على وجود خطر - صيغته المألوفة عن خلو البيانات الجديدة من مؤشر يفيد بأنه يتعين علينا أن نحيد عن "خريطة الطريق"، بيد أنه أضاف تحذيراً غير مألوف جاء فيه "لكن ربما كان علينا أن ننتظر".

وفي أعقاب المهزلة الأخيرة المتعلقة بالإغلاقات المحلية التي لم تكن إغلاقات على الإطلاق، لعل عبارات رئيس الوزراء تشي بإحساس ينم عن عدم الارتياح – أو لعله يوحي بتردد مربك وحالة عجز عن اتخاذ القرار - لخطر المتحور الهندي من فيروس كورونا. في هذه الأثناء، لا يزال خطر هذا المتحور مموهاً، في الوقت الحالي، بفضل مجموعة من الأرقام المنخفضة بصورة مضللة لكل من الإصابات بفيروس كورونا، والمرضى الذين أدخلوا المستشفيات وأيضاً الوفيات.

وهذه الأرقام مضللة، نظراً إلى أن المتحور الهندي قادر على التفشي بسرعة من شأنها أن تجعلها ترتفع قريباً بالطريقة المتسارعة المعتادة – والملاحظ أن هناك حالياً اتجاه تصاعدي في بعض البيانات. وقد تعلمت البلاد في ربيع وخريف العام الماضي درساً مؤلماً مفاده أنه إذا انتظرت السلطات حتى تبدأ الأرقام بالتحليق عالياً، فسيكون عندها الأوان قد فات سلفاً لاتخاذ الإجراءات الفعلية، وأن الإغلاق الأصعب والأطول والأكثر تعطيلاً وتسبباً في الاكتئاب قد بات نتيجة حتمية لا فكاك منها.

لقد أصبح من الواضح بصورة متزايدة في الأسابيع الأخيرة أن هذا المتحور الجديد يثير القلق لأنه أكثر قدرة على الانتشار ونقل العدوى من الأنواع المتحورة السابقة، وهو يتفشى بسرعة في النقاط الساخنة وخارجها، كما أنه آخذ في التحول إلى متحور مهيمن، ومن المرجح أن ينتشر على نحو أسرع بكثير من أن تستطيع حملة التلقيح أن تحصن الناس منه قبل وصوله إلى المناطق ذات العلاقة. ونحن نعلم الآن، على وجه الخصوص، أن لقاحات كوفيد هي أكثر فاعلية بكثير ضد المتحور الهندي بعد ما يتلقى الشخص الجرعة الثانية منها. وعلى أساس هذا المقياس، يتضح أن المملكة المتحدة تتمتع بحماية أقل بكثير ضد المتحور الجديد مما كان متوقعاً في السابق.

ومن المفترض، أن ذلك كان السبب وراء تلميح رئيس الوزراء التحذيري بشكل غير عادي إلى ما سيجري في 21 يونيو. وفي الواقع، ربما يبدأ جونسون الآن بالقلق من رفع الإغلاق في المرة الأخيرة قبل عشرة أيام، وما إذا كان ذلك إجراءً حكيماً تماماً. مرة أخرى، وكما هي الحال مع إخفاقات العام الماضي، إن المسألة ليست مسألة إدراك ما بعد الحدث؛ لقد كان هناك العديد من الأصوات المحذرة من تخفيف قواعد الإغلاق بشكل أسرع بكثير مما ينبغي قبل بضعة  أسابيع، وفي الحقيقة فإن تلك الأصوات قد ارتفعت بالتحذير في كل وقت سابق تم فيه تخفيف قواعد الإغلاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غالباً ما وقعت أخطاء في الحكم على الوضع على امتداد الـ15 شهراً الماضية – الأمر الذي تسبب في معاناة كبيرة ووفيات كثيرة لم يكن من الضروري أن تحدث – وكانت ترتكب بصورة فورية، وينبغي لرئيس الوزراء أن يتحمل المسؤولية عنها. ويحسب لدومينك كامينغز، أنه قد أقر سلفاً بمسؤوليته.

ثمة ابتكار يمكنه أن يعجل برفع الإغلاق، على الرغم من المتحور الهندي، وهو "جواز سفر كوفيد" – وهو نوع من الشهادات التي تظهر أن تشخيص فيروس كورونا سالب. وذلك من شأنه أن يوفر لأي مكان ترفيهي، متجر، أو مكان عمل درجة أكبر بكثير من الأمان حيال خطر كوفيد. وهذا بدوره، سيؤدي أيضاً إلى خفض مستويات الخوف وإتاحة المجال للزبائن والزوار لارتياد هذه الأمكنة من جديد، مع وجود حد أدنى من خطر زيادة سرعة انتقال الفيروس.

لقد أظهرت الأحداث التي وقعت فيما كانت التجارب البحثية – بما فيها مباريات كرة القدم والحفلات الموسيقية – تشير إلى كيفية تحقيق مستوى عال من الأمان مع وجود إجراءات وقائية من هذا النوع قيد التطبيق.

وسواء كان السبب هو اللقاح أو التعرض لإصابة سابقة أو حسن الحظ، يجب أن يتمكن هؤلاء الأفراد الذين يستطيعون أن يظهروا من خلال اختبار موثوق به أنهم غير مصابين بكوفيد، أن يتمتعوا بحرية أكبر من أولئك الذين لا يمكنهم أن يثبتوا عدم إصابتهم. إن هذه المعاملة تنطوي على التمييز بين الأفراد، بيد أنها مع ذلك منصفة تماماً؛ إذ سيكون من السخافة بمكان إتاحة فرصة الوصول نفسها إلى الأمكنة أو حضور النشاطات للمصابين بكوفيد ولغير المصابين. وكذلك سيكون من غير المعقول منح فرصة الوصول ذاتها لحاملي شهادة كوفيد ممن لا يعانون من الإصابة وأيضاً لهؤلاء الذين يمكن أن يكونوا مصابين لكنهم ببساطة يرفضون (باعتبار أن ذلك من حقهم) الانخراط في برنامج إصدار شهادة كوفيد.

على أي حال، فإن شرط نتيجة الاختبار السالبة قبل السفر إلى مناطق أخرى في العالم أو بعده، أو في، الإثنين، معاً، من شأنه أن يجبر المعنيين على المضي بشكل أسرع نحو تبني الوثائق التي صارت بحكم الأمر الواقع جوازات سفر اللقاح "الداخلية". وبالنسبة للسفر بغرض الترفيه، ولقطاع الضيافة، والاقتصاد على نطاق أوسع، فإن شهادة كوفيد سيكون لها تأثير عظيم كذاك الذي حققه برنامج التلقيح.

والأمر المقلق، الذي تم توضيحه على نحو يثر الإزعاج في شهادة مايكل غوف ظهر اليوم أمام اللجنة التابعة لمجلس العموم، يتمثل في أن الجدال في أوساط الحكومة بخصوص شهادة كوفيد يمضي ببطء وتردد، وربما كان ذلك نتيجة لنوع التذبذب الكارثي الذي نعلم الآن أنه قد أصاب مقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت ووزارة مجلس الوزراء على امتداد العام الماضي وربما لفترة أطول من ذلك. وإذ يبدو أن طرح جواز سفر كوفيد ليس أمراً ملحاً، فإن هذا يشير بقوة إلى أن المعنيين لم يتعلموا دروس الماضي. وهذا يكاد يكون كافياً كي يجعل المرء يشعر بالحنين إلى الأيام التي كان فيها كامينغز يتنمر على رئيس الوزراء لجعله يتخذ القرارات.  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل