Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرئيس الفلسطيني يدين "العدوان الإسرائيلي" ويطلق صاروخاً على حماس

يرفض التفاهمات البعيدة من منظمة التحرير ويدعو إلى مصالحة وطنية لمواجهة المؤامرات

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس إلى تسليم إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية (أ. ف. ب)

في ظل مطالبة القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي بوقف "العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها، تتابع رام الله التصعيد في القطاع مع دعوتها حركة حماس إلى إنهاء سيطرتها على القطاع وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. 

ويرفض المسؤولون الفلسطينيون التفاهمات التي تبرمها حركة حماس مع إسرائيل برعاية مصرية باعتبارها تكريساً للانقسام وخطوة إضافية على طريق فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وإجهاض إمكان إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967. 

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن على من يحكم قطاع غزة أن يفهم أن "قضية تهدئة هنا أو هناك لا قيمة لها ولا فائدة منها"، داعياً إلى تحقيق "مصالحة وطنية تاريخية" تجمع شمل الشعب الفلسطيني، لمواجهة المؤامرات التي تحيط بالقضية الفلسطينية. 

وعبّر عباس عن أسفه وإدانته ما يجري في عزة مطالباً بوقف العدوان الإسرائيلي. 

ودعا حركة حماس إلى تسليم مسؤولية إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية كي تُجرى انتخابات وفقاً لاتفاق القاهرة في العام2017 . 

صفقة القرن

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن "عدوان الاحتلال الإسرائيلي" على غزة تمهيد لإمرار صفقة القرن، مضيفة أن تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عدوانه البشع" يشبه لعبة "شد الحبال" الهادفة إلى تكريس فصل القطاع عن الضفة الغربية، وابتزاز الطرف الفلسطيني، لتحسين شروطه لفرض تهدئة طويلة المدى من دون أن تضطر تل أبيب إلى دفع الأثمان المطلوبة، وفقاً للجدول السياسي والزمني الذي يحقق مصالح التحالف الأميركي الإسرائيلي. 

وقالت الخارجية الفلسطينية، إن إسرائيل تدير الوضع في غزة تكتيكياً وليس عبر التوصل إلى حلول أساسها وقف العدوان وإنهاء الحصار. 

ورحبت الخارجية الفلسطنينة بالجهود المصرية "لوقف العدوان وإنهاء الحصار"، مشددةً على إنهاء الانقسام وعودة اللحمة إلى جناحَي الوطن. 

يلاحظ المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن القيادة الفلسطينية مع مطالبتها بوقف العدوان على غزة هي ضد أن يبرم أي فصيل فلسطيني، مهما كبر، تفاهمات مع إسرائيل بعيداً من منظمة التحرير الفلسطينية. 

ويعتبر سويلم، أن مشروع حماس والجهاد الإسلامي جزء من محور إقليمي لا علاقة له بالوطنية الفلسطينية، مضيفاً أن الحركتين تقومان بـ"عنتريات خاصة ضمن أجندة إقليمية". 

أهداف نتنياهو

ويرى عضو المجلس الوطني الفلسطيني وليد العوض، أن نتنياهو يريد من خلال التصعيد في غزة سداد الفاتوة للناخب الإسرائيلي المتطرّف الذي دعمه بقوة خلال الانتخابات قبل شهرين، ومساعدته في مفاوضات تشكيل الحكومة مع الأحزاب اليمينية، وتهيئة المناخ لضم أجزاء كبرى من الضفة الغربية إلى إسرائيل، مضيفاً أن التصعيد ضد قطاع غزة سيستمر بالوتيرة الحالية ولن يتطوّر إلى حرب كبرى. 

أضاف العوض، أن المراهنة على إلزام إسرائيل تفاهمات تخفيف الحصار على قطاع غزة خاسرة، مشيراً إلى خطأ إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن قضايا إنسانية جزئية، وبعيداً من منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين. 

ودعا العوض، إلى تشكيل جسم فلسطيني موحّد من خلال تحقيق الوحدة الوطنية لإلزام إسرائيل تنفيذ التفاهمات التي توصلت إليها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل برعاية مصرية في العام2014 . 

ويقول الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن المواجهة الحالية بدأت بسبب رفض إسرائيل تنفيذ التفاهمات السابقة مع حركة حماس، مضيفاً أن التصعيد هو حتى الآن تحت السيطرة. 

وأردف، إن التصعيد بين الجانبين يعتبر نوعاً من المفاوضات لتحسين الشروط التفاوضية لهما، مشيراً إلى أن لا مصلحة للطرفين في مواجهة مفتوحة. 

وشدّد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التصعيد، داعياً حماس إلى "إدراك أنه لا يمكن لها أن تبقى تختطف قطاع غزة وتقيم مؤسسات مستقلة عن السلطة الوطنية". 

وحذّر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، من أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى تقديم بعض التسهيلات ونزع الصفة السياسية عن القضية، وتحويلها إلى مسألة إنسانية وإغاثية، معرباً عن قلقه من ابتعاد أي مفاوضات برعاية مصرية عن اتفاق العام 2014، والذي تمّ تحت مظلة منظمة التحرير. 

وترى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، أن نتنياهو يستغل بشكل ممنهج آلام الشعب الفلسطيني وحياته لتحقيق أهدافه السياسية. وها هو يصعد لأسباب لها علاقة بتشكيل الحكومة الجديدة. 

ويقول الاختصاصي بالشأن الإسرائيلي فايز عباس، إن تل أبيب تسعى إلى تهدئة طويلة المدى، لكن بشروطها، مضيفاً، أنها تتعامل بعنف مع قطاع غزة، مع الحفاظ على حكم الحركة فيه. 

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط