Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطين وليبيا وسد النهضة أبرز ملفات زيارة بلينكن الأولى إلى مصر

أكد اهتمام واشنطن بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع القاهرة وتكثيف التنسيق بشأن قضايا الشرق الأوسط

بلينكن متحدثا خلال لقائه بطاقم السفارة الأميركية في القاهرة الأربعاء 26 مايو الحالي (رويترز)

غادر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأردن صباح الخميس عائداً إلى الولايات المتحدة بعد جولة في الشرق الأوسط استمرت يومين سعى خلالها لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة.
والتقى بلينكن مساء الأربعاء الملك الأردني عبد الله الثاني، كما أجرى محادثات مع وزير الخارجية أيمن الصفدي.
وكتب بلينكن في تغريدة صباح الخميس بعد لقائه مع الصفدي "أبدينا دعمنا المشترك لوقف إطلاق النار والجهود الرامية إلى فرض احترامه. من حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش بأمان والتمتع بالحرية والازدهار والديموقراطية ذاتها".

بلينكن اختتم، مساء أمس الأربعاء، زيارته الأولى إلى مصر ضمن جولة إقليمية ركزت على توضيح مواقف إدارة الرئيس جو بايدن إزاء قضايا وأزمات المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فضلاً عن تأكيد الروابط الأمنية والاستراتيجية بين الولايات المتحدة وشركائها الأساسيين في الشرق الأوسط، في ظل مستجدات الملف النووي الإيراني، مع استئناف مفاوضات فيينا بشأنه وموافقة طهران على تمديد عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والتقى بلينكن عقب وصوله، صباح الأربعاء، إلى مصر، حيث كان في استقباله السفير الأميركي بالقاهرة جوناثن كوهين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعقد لقاء موسعاً مع طاقم السفارة.

زيارة "مكثفة" وأجندة أمنية

واستقبل السيسي الزائر الأميركي في قصر الاتحادية بالقاهرة، بحضور وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، إضافة إلى وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، والسفير الأميركي لدى القاهرة جوناثان كوهين، ونائب سكرتير رئيس الأركان الأميركي توماس سوليفان، والسفيرة باربرا ليف من مجلس الأمن القومي الأميركي.
وذكر بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن السيسي أكد "علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتطلع إلى تعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة".


وبوصول بلينكن إلى القاهرة في المحطة ما قبل الأخيرة في جولته التي شملت: إسرائيل، وفلسطين، ومصر، والأردن على التوالي، سجلت العلاقات المصرية - الأميركية تطوراً لافتاً في عهد بايدن، مع مرور الأشهر الخمس الأولى من أول عام من ولاية الرئيس الأميركي الذي تعهدت إدارته بتبني سياسة "تصحيحية" لمواقف وقرارات سلفه الجمهوري دونالد ترمب. وأكد بلينكن اهتمام بلاده "بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وتكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول كل قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي الفعال الذي تتمتع به مصر في الشرق الأوسط ومحيطها الإقليمي، ومساهمتها في السعي إلى تحقيق الاستقرار المنشود لكل شعوب المنطقة"، بحسب البيان الصادر عن الجانب المصري.
وبحث الجانبان "ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف"، حيث أكد السيسي "إرادة مصر الثابتة حكومة وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً، وتدعيم مبادئ المواطنة الراسخة من التآخي والتعايش وحرية الاعتقاد"، مشدداً على أهمية استمرار التنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة لدعم تلك الجهود.

وفي توقيت يشهد جدلاً متنامياً حول الانسحاب الأميركي من أفغانستان بعد عقد من الحرب التي شُنت في إطار مكافحة الإرهاب في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، لفت بيان الرئاسة المصرية إلى أن بلينكن "أشاد بنجاح الجهود المصرية الحاسمة في هذا الإطار خلال الفترة الماضية وما تتحمله من أعباء في مجال مكافحة الإرهاب"، معرباً عن دعم الإدارة الأميركية لتلك الجهود، ومؤكداً أن "مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود".
كما تناول اللقاء موضوعات العلاقات الثنائية، فأشاد بلينكن بالجهود التنموية في مصر، فيما أكد الرئيس المصري أن هدف ما تنفذه بلاده من مشاريع تنموية هو "تحقيق التنمية الشاملة في كل القطاعات والارتقاء بكل جوانب الحياة المعيشية للمواطنيين وكذلك بالخدمات المقدمة من قِبل الدولة".

القضية الفلسطينية محور في المباحثات

في السياق، أتت زيارة بلينكن القاهرة لتستكمل أسبوعاً حافلاً بالاتصالات النشطة بين الجانبين، كان أبرزها اتصالان بين رئيسي البلدين أكدا فيهما دعم الولايات المتحدة للجهود المصرية لاحتواء التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبخاصة في مدينة القدس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، في أعقاب موجة الصدام العسكري الأخيرة، وفي ظل غياب الأفق بشأن استئناف عملية السلام التي ظل يُنظر إليها لعقود كعملية "أسيرة" للرعاية الأميركية وسط مساعٍ فلسطينية وعربية لتوسيع مظلة رعاية عملية السلام من خلال تفعيل عمل "الرباعية الدولية" لدفع المفاوضات المجمدة منذ سنوات.
وتطرق لقاء بلينكن- السيسي إلى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، حيث ثمن الوزير الأميركي الجهود المصرية الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل على تثبيته، في حين أشاد الرئيس المصري بدعم واشنطن الكامل لجهود القاهرة، مشيراً إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أميركي فاعل لإعادة الطرفین مجدداً إلى طاولة الحوار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد السيسي حرص بلاده على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، وعلى "موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين في ما يخص تثبيت وقف النار وكذلك إطلاق عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة تأسيساً على المبادرة المصرية في هذا الإطار".

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة بصدد تقديم أكثر من 360 مليون دولار من المساعدات للشعب الفلسطيني. ويشمل ذلك 38 مليون دولار من المساعدات الجديدة لدعم الجهود الإنسانية في الضفة الغربية وغزة. وتشمل هذه المساعدات نحو 33 مليون دولار مخصصة لدعم عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في الضفة والقطاع، إضافة إلى 5.5 مليون دولار إضافية لشركائها في المجال الإنساني.


سد النهضة والأوضاع في ليبيا

كذلك تناولت مباحثات الجانبين الأميركي والمصري أزمة "سد النهضة"، في ظل ما تشهده من تفاقم نتيجة رفض مصر والسودان ما أعلنته إثيوبيا حول بدء المرحلة الثانية من ملء خزان السد من دون اتفاق. وأكد الرئيس السيسي تمسك مصر بحقوقها من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن الأمن المائي لمصر من خلال قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لكل الأطراف، وشدد على أهمية الدور الأميركي المؤثر لحلحلة تلك الأزمة، في حين جدد بلينكن التزام الإدارة الأميركية ببذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكل الأطراف.
وتناول اللقاء أيضاً ملفات إقليمية أخرى، وتحديداً تطورات الأوضاع في ليبيا ومسار المرحلة الانتقالية هناك وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابي المرتقب في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حيث تم التوافق على أهمية "دعم تلك المرحلة السياسية الفارقة في تاريخ ذلك البلد، مع ضرورة خروج المرتزقة والميليشيات الأجنبية المسلحة من ليبيا، بما سيساهم في تحقيق طموحات الشعب الليبي الشقيق والحفاظ على وحدة أراضي ليبيا وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشي الفوضى فيها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية".

يُذكر أن زيارة بلينكن أتت بعد يومين من زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند إلى القاهرة لبحث تعزيز دعم الحل السياسي هناك، بتيسير من الأمم المتحدة، وذلك في أول زيارة له إلى مصر منذ تسلمه منصبه.

المزيد من الشرق الأوسط