Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أشعلت المضاربات إنهيار الأسعار في سوق العملات الرقمية ؟

15 في المئة ضرائب متوقعة على التجارة بالعملات المشفرة بأميركا

شهدت قيمة "بيتكوين" تقلبات واسعة النطاق  (رويترز)

قال متخصصون إن الانخفاضات الأخيرة في سوق العملات الرقمية التي أدت إلى تبخر 50 في المئة من حجمها، أو ما يعادل 1.3 مليار دولار، كانت نتيجة تلاعب في الأسواق من دائرة القوة، إضافة إلى موجة تضخيم تسبب فيها الإعلام، ما دفع المضاربين الجدد إلى المسارعة بالخروج من السوق، إلا أن العملة القائدة للأسواق الرقمية "بيتكوين"، وصلت إلى قاع مستقر حتى الآن، ويتوقع لها أن ترتفع خلال فترة 30 إلى 90 يوماً المقبلة.

مخالفات وتلاعب

وقال محمد رأفت، المتخصص بالتجارة في العملات الرقمية، إن أقل من 2 في المئة من الحسابات المجهول أصحابها في "بيتكوين"، تسيطر على 95 في المئة من الأصول الرقمية للعملة المشفرة، ويطلق عليها اسم دائرة القوة، أحد أعضاء هذه الدائرة براين أرمسترونج الذي بدأ عمله مستشاراً في شركة "آي بي أم"، وانضم لاحقاً لشركة "إير بي أن بي" ليساعد في إنشاء منصتها لتحويل الأموال، ثم تلقى 150 ألف دولار من فريد إيرسوم وأسسا معاً شركة "كوين بايز" في 20 يونيو (حزيران) 2012. وغادرها الأخير لاحقاً في عام 2017 بعد أن بلغ حجمها مليارات الدولارات، ليشارك في تأسيس شركة "باراديم" للاستثمار في العملات المشفرة بأصول تزيد على مليار دولار في عام 2018.

على الرغم من ذلك ظل إيرسوم عضواً مستقلاً في مجلس إدارة "كوين بايز"، واحتفظ بـ6 في المئة على الأقل من أسهم الشركة، التي طرحت في البورصة الأميركية بتاريخ 21 أبريل (نيسان) 2021، وهو نفسه التاريخ الذي بدأ فيه انهيار سعر "بيتكوين".

وأشار رأفت إلى أنه كانت هناك مخالفات عدة سبقت الطرح العام لأسهم "كوين بايز"، مثل رفض إيرسوم الإفصاح عن حجم ما يمتلكه من أسهم وعملات رقمية في "كوين بايز"، وعلى الرغم من ذلك سار الطرح العام لأكبر شركة للتجارة في العملات الرقمية بالولايات المتحدة بشكل طبيعي.

وبدأ الاكتتاب الأولى على أسهم "كوين بايز" بالموظفين الداخلين، مصحوباً بإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أنها ستستحوذ على السوق، وسترفع سعر "بيتكوين" لمستويات خرافية، فارتفع سهم الشركة في بداية الطرح العام إلى 500 دولار، قبل بدء موجة بيع جماعي لأسهم الشركة وعملات "بيتكوين"، وانخفض سعر سهم "كوين بايز" إلى نحو 200 دولار، ومعه سعر "بيتكوين"، في موجة بدأت في 21 أبريل 2021.

اتجاه صاعد

وأضاف المتخصص في العملات الرقمية، أن "سعر "بيتكوين" ارتفع بنسبة 11 في المئة حالياً من أدنى انخفاض وصلت إليه، وارتفع أيضاً نصيبها من سوق العملات الرقمية من 42 إلى 45 في المئة، وعلى الرغم من أن ارتفاع "بيتكوين" يرفع الأسعار، فإن هذه المؤشرات لا تعني حتى الآن أن السوق في طريقها للارتفاع مرة أخرى، لأن هذه ارتدادات على المدى القصير".

إلا أنه أكد أن "الاتجاه العام هو صعود أسعار "بيتكوين" وسوق العملات المشفرة عموماً، طوال السنوات الخمس المقبلة، وسيكون هناك داخل هذه الاتجاه العام بالطبع ارتدادات صغيرة هبوطاً، لكن حتى إن وصلت الهبوط إلى نسبة 50 في المئة، فإن هذا لن يغير الاتجاه العام بالصعود، وهذا شيء معتاد حتى في تجارة الفوركس، أو البورصات العالمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح أنه، "إضافة إلى ذلك، ما زلنا في موسم العملات البديلة، الذي بدأ منتصف عام 2020، وهي مضاربات تتم على عملات صغيرة غير معروفة للربح السريع، والمضاربون من هذا النوع لا يستمرون كثيراً في الأسواق، ولا يحتفظون بالعملات المستقرة، مثل "بيتكوين" وإيثيريوم".

الضرائب الأميركية

من جانبه، قال المحامي الأميركي بلايك هاريس، رداً على سؤال عن الضرائب على التجارة بالعملات المشفرة في الولايات المتحدة، إن "المعدنين يجب عليهما دفع ضرائب، وكذلك المتاجرين، إذا تجاوز تعاملهم 10 آلاف دولار، أما المشترون فعليهم فقط إبلاغ السلطات، فإن احتفظوا بالعملات الرقمية لأكثر من عام، فسيدفعون ضريبة أيضاً"، مضيفاً أن "نسبة الضريبة المتوقعة تعتمد على حجم الدخل من هذه العملات، إلا أن المداولات في واشنطن تدور حالياً حول فرض ضرائب تتراوح بين 15 و20 في المئة"، مشيراً إلى أن هدايا العملات الرقمية التي لا تتجاوز 15 ألف دولار معفاة من الضرائب.

تضخيم مقصود

ورداً على سؤال عن تصريحات بنك الشعب الصيني الأخيرة، التي تسببت في مزيد من الانهيار بأسواق العملات الرقمية، قال إن "الإعلام قام بتضخيمها عن عمد، في عملية تهدف إلى التلاعب بالسوق، للسماح لأطراف بالشراء بأسعار أرخص"، مضيفاً أن "بنك الشعب الصيني اعتاد في السنوات الأخيرة منع التجارة بالعملات الرقمية في كل دورة للسوق يندفع فيها المضاربون للشراء، بالتالي لم تكن التصريحات الصينية الأخيرة جديدة، وفهمت بشكل خاطئ. فالمضاربون الجدد في سوق العملات الرقمية، يتحكم الخوف في قراراتهم".

عملة أنظف

كما وصف بلايك أيضاً تصريح إيلون ماسك، الذي اتهم فيه عملة "بيتكوين" بتلويث للبيئة، بأنه "تصريح خاطئ لأن العملات الرقمية أنظف من نظيرتها الورقية، وهذا أمر معروف، وبعملية ذهنية بسيطة ستجد أن إصدار وتوزيع وتجديد وحماية العملات الورقية والبنوك تستهلك طاقة أكبر".

ويتم إنتاج 74 في المئة من الطاقة المستخدمة في تعدين عملة "بيتكوين" من الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الكهرومائية، التي يستخدمها معظم أصحاب مناجم تعدين "بيتكوين" في الصين، وفقاً لدراسة أعدتها كوين شير. وفي أبريل الماضي أطلق كونسورتيوم من المنظمات غير الربحية وشركات البلوك تشين اتفاقية "كريبتو كلايمت"، لاستخدام طاقة متجددة بنسبة 100 في المئة لتشغيل صناعة العملات الرقمية بأكملها بحلول عام 2025، والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040.

80 بنكاً مركزياً

ويدرس 80 بنكاً حول العالم حالياً إصدار عملات رقمية، بحسب تصريحات سابقة لكريستين لاغارد. وقال المحامي المتخصص بالضرائب وحماية الاستثمارات الخارجية، إنه "عندما يحدث هذا يتوقع أن تختفي العملات الرقمية الموجودة حالياً بعد 10 سنوات من صدور عملات البنوك المركزية". وتابع أنه "إلى حين حدوث ذلك، فإن هناك مزيداً من التشريعات المتوقعة لتنظيم تجارة العملات الرقمية على الأراضي الأميركية، وهي خطوة تعتبر اعترافاً حكومياً بها كأصول، ما سيزيد ثقة المتاجرين في الأسواق، معتبراً أن العملات الرقمية تعد استثماراً جيداً، في الوقت الحالي وفي المستقبل"، متوقعاً أن "تعاود أسعار "بيتكوين" الصعود مرة أخرى خلال 30 إلى 90 يوماً".

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية