Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأردني جلال برجس يخطف البوكر العربية برواية التشويق "دفاتر الوراق"

طغيان الحضور المغاربي ومصر تغيب تماماً ولجنة التحكيم خاضت نقاشاً

الروائي الأردني جلال برجس (اندبندنت عربية)

خطف الروائي الأردني جلال برجس الجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بـ"البوكر" العربية عن روايته "دفاتر الوراق" بعد منافسة مع الروائيين، لا سيما  التونسي الحبيب السالمي الذي خيبه الحظ بعدما وصل ثلاث مرات إلى القائمة القصيرة في2009 و2012و2021. أما الروائيون الآخرون فهم يصلون إلى الطويلة ثم القصيرة للمرة الأولى، وكان برجس وصل إلى الطويلة عام 2019 عن روايته "سيدة الحواس الخمس". كان من المتوقع،  في وسط طغيان الحضور المغاربي، أن يكون الفائز من تونس أو المغرب أو الجزائر. وبدا لافتاً غياب مصر التام في هذه الدورة، مما طرح سؤالاً لا جواب له. أما الروايات التي تنافست فهي: "دفاتر الورّاق" للأردني جلال برجس، و"الاشتياق إلى الجارة" للتونسي الحبيب السالمي، و"الملف 42" للمغربي عبدالمجيد سباطة، و"عين حمورابي" للجزائري عبداللطيف ولد عبدالله، و "نازلة دار الأكابر" للتونسية أميرة غنيم من تونس، و"وشم الطائر" للعراقية دنيا ميخائيل. الروائيون بمعظمهم من الجيل الجديد ومن غير المكرسين، ما خلا الحبيب السالمي وجلال برجس، وهذا شكّل ظاهرة توحي برواج الكتابة الرواية في الأوساط الشابة.

ترأس لجنة تحكيم الجائزة هذه السنة الشاعر اللبناني شوقي بزيع، وتكونت من صفاء جبران، أستاذة اللغة العربية والأدب العربي الحديث في جامعة ساو باولو(البرازيل)، وعائشة سلطان، كاتبة وصحافية إماراتية، ومحمد آيت حنّا، كاتب ومترجم مغربي، يدرّس الفلسفة في الدار البيضاء، وعلي المقري، روائي يمني وصل مرتين إلى القائمة الطويلة للجائزة. وقيل إن النقاش ساد معظم جلسات اللجنة، وتفاوتت الآراء واختلفت، مما يدل على سلامة جو التحكيم.

الواقع الكارثي

 وقال شوقي بزيع رئيس لجنة التحكيم، "قد تكون الميزة الأهم للعمل الفائز، فضلاً عن لغته العالية وحبكته المحْكمة والمشوقة، هي قدرته الفائقة على تعرية الواقع الكارثي من أقنعته المختلفة، فالمؤلف يقدم أشد البورتريهات قتامة عن عالم التشرد والفقر وفقدان المعنى واقتلاع الأمل من جذوره، بما يحول الحياة إلى أرخبيل من الكوابيس. ومع ذلك فإن الرواية ليست تبشيراً باليأس، بل هي طريقة الكاتب للقول بأن الوصول إلى الصخرة العميقة للألم، هو الشرط الإلزامي لاختراع الأحلام، وللنهوض بالأمل فوق أرض أكثر صلابة".

وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، "تلتقي عوالم البؤس والتشرد في دفاتر الورّاق في ثنائية ينشبك فيها التسجيل والتمثيل، تسجيل ما يدور وتمثيل ما كان، فتختلط الأزمنة والأمكنة، إلا أنها تبقى تراوح مكانها في عالم تندمج فيه الحقيقة والخيال. وعلى الرغم من محلية البؤس والتشرد في الرواية، إلا أنهما يبقيان لأزمة إنسانية ينهل منها الأدب كلما فاض التهميش والتشظي في عوالم الفساد والإقصاء والخواء. دفاتر الورّاق هي حكاية عمّان التي تتجاوز نفسها وزمانها، على يد روائي يبسطها أمام أهلها كما فعل محفوظ مع قاهرته، فيسير القارئ في شوارعها ويصعد جبالها ويلتقي شخوصها ويستذكر وراقها ويتألم لحكاياتها ويطل منها على إقليمه وعوالمه بخدر وكدر".

رواية تشويق
 
تقع أحداث "دفاتر الورّاق" في الأردن وموسكو خلال الفترة بين 1947 و2019، وتسرد الرواية قصة إبراهيم، بائع الكتب والقارئ النهم، الذي يفقد كشكه ويجد نفسه أسير حياة التشرد. وبعد إصابته بالفصام، يستدعي إبراهيم أبطال الروايات التي كان يحبها ليتخفى وراء أقنعتهم وهو ينفذ سلسلة من عمليات السطو والسرقة والقتل، ويحاول الانتحار قبل أن يلتقي بالمرأة التي تغيّر مصيره. الدفاتر هي مجموعة من الدفاتر تتوزع بين إبراهيم وبين شخوص الرواية، وهم متقاطعون مع البطل، وتحكي مضمون هذه الحكاية المؤلمة والمتشظية. إنها حكاية المهمشين الذين دائماً ما يُنظر إليهم بإهمال أو لا ينظر لهم أصلاً، إذ يعيشون إلى جانب نمو طبقة متنفذة فاسدة. كما تشير الرواية إلى أهمية البيت، رمزاً للوطن وتلامس واقعاً صعباً ليس في الأردن وحسب، بل في المنطقة العربية بشكل عام".
 
جلال برجس شاعر وروائي أردني من مواليد 1970. يعمل في قطاع هندسة الطيران. عمل في الصحافة الأردنية وترأس عدداً من الهيئات الثقافية، وهو الآن رئيس مختبر السرديات الأردني، ومعدّ ومقدم برنامج إذاعي بعنوان "بيت الرواية". صدرت له مجموعات شعرية وقصصية، وكتب في أدب المكان وروايات. حازت مجموعته القصصية "الزلازل" (2012) على جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع، ونالت روايته "مقصلة الحالم" (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردي عام 2014، كما فازت روايته "أفاعي النار" (في فئة الرواية غير المنشورة) بجائزة كتارا للرواية العربية 2015، وأصدرتها هيئة الجائزة في العام 2016. وصلت روايته الثالثة، "سيدات الحواس الخمس" (2017)، إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

 
وقال جلال برجس الفائز بالجائزة، "شكراً للجائزة العالمية للرواية العربية فقد فتحت لي كل هذه الطرق الجميلة إلى القراء لتصل كلمتي التي عملتُ على أن تكون يداً تزرع البهجة في حقل الإنسانية".
ويقول عن شخصيات روايته وكيف اختارها، "لم يكن ذهابي إلى تلك الشخصيات الروائية إلا رصدًا لحركة الزمن في الممر الإنساني نحو الحياة حين وجدتُ أن تلك الحركة لم يطرأ عليها تغيير سوى القشرة. فأزمة "سعيد مهران" في "اللص والكلاب" هي ذاتها أزمة إبراهيم الورّاق، وأزمة الورّاق هي أزمة "كوازيمودو" في "أحدب نوتردام". وهنا يمكنني القول أن استدعائي لتلك الشخصيات لا يندرج في باب التناص بقدر ما يأتي في باب محاكمة اللحظة الزمنية للشخصيتين. لقد استغرق الورّاق على مدى سنين عمره في القراءة، لكنه انتمى لتلك الشخصيات التي كانت تشبهه في كثير من المناحي، لهذا كان يتقمصها بسهولة مرضية.      
وعن استخدامه تقنية الأصوات المتعددة في الرواية يقول: "من أهم فوائد تقنية تعدد الأصوات هي أنها ترسخ ديمقراطية السرد، وتمنح للشخوص حريتها في التعبير والحركة، وحتى يمكنني القول إنها تفيد في الذهاب إلى مصائرها بكل حرية. هنا ربما تتضافر هذه العناصر لتحيل القارئ إلى نص صادق مقنع، وفيه مساحة كبرى يتسنى للقارئ خلالها أن يكتب عبر فعله القرائي روايته الخاصة".
اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة