Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تدرج اللغة الصينية في مدارسها سعيا للفوائد الاقتصادية والثقافية

توجه بكين للتقارب مع المنطقة العربية وخبراء يدربون المعلمين المصريين

لاقى تدريس اللغة الصينية في مدارس مصرية ترحيباً من قسم واسع من أولياء الأمور (أ ف ب)

تبدأ مصر تدريس اللغة الصينية في المدارس الإعدادية (المرحلة المتوسطة) بدءاً من العام الدراسي المقبل، الذي يبدأ في سبتمبر (أيلول) 2021، في خطوة تزيد من التقارب المصري - الصيني على المستوى الثقافي، وتأتي متوافقةً مع أهمية اللغة الصينية في سوق العمل عالمياً.

ويبدأ تدريس اللغة الصينية للطلاب الملتحقين بالصف الأول الإعدادي على نطاق محدود، في 10 مدارس عامة ومدرسة واحدة للتعليم الفني، بصورة تجريبية، تمهيداً للتوسع في عدد المدارس لاحقاً، على أن تكون لغةً اختيارية في تلك المدارس الرسمية للغات (مدارس حكومية).

وأكد وزير التربية والتعليم طارق شوقي، أن "مصر توفر لغات عدة للاختيار من بينها لدراستها، من أجل تمكين الطلاب من التعامل مع العالم وتحسين فرصهم في الحصول على وظائف داخل وخارج البلاد"، مشيراً إلى أن "اللغة الصينية أصبحت تُدرَّس في مناطق عدة من العالم، نظراً إلى التطور الهائل الحاصل في الصين"، معتبراً أن "المستقبل يحتاج تلك اللغة".

خبراء صينيون

وكان وزير التعليم المصري عقد اجتماعاً قبل أيام مع سفير بكين لدى القاهرة، ناقشا خلاله الاستعدادات لتدريس اللغة الصينية العام المقبل، وتدريب طلاب مصريين في مجال التعليم الفني بالتعاون مع جامعة صينية. وأشاد الوزير المصري خلال الاجتماع بالعلاقات المتميزة بين البلدين، مشدداً على حرص الدولة المصرية على الاستفادة من التجربة الصينية، التي وصفها بـ"الفريدة والملهِمة في التنمية في مختلف المجالات".
ووقع وزير التعليم اتفاق تعاون مع "معهد كونفوشيوس الثقافي" التابع للحكومة الصينية، في سبتمبر 2020، لإتاحة تدريس اللغة الصينية في التعليم ما قبل الجامعي كلغة اختيارية. وتضمن الاتفاق إرسال خبراء لتدريس اللغة الصينية وتدريب معلمين مصريين.
كما لاقى تدريس اللغة الصينية في المدارس ترحيباً من قسم واسع من أولياء الأمور، باعتبار أن أسواق الصين كبيرة، وفيها فرص عمل يمكن للمصريين استغلالها. وطالب الأهل بتقديم طرق سهلة للتدريس تساعد الطلاب على استيعاب تلك اللغة.

فوائد اقتصادية

وقال الأمين العام لـ"غرفة التجارة المصرية - الصينية" ضياء الفقي، أن "تدريس اللغة الصينية يقوي الروابط الثقافية والسياسية بين البلدين"، مضيفاً أن "تخرّج شباب لديهم عِلم باللغة والثقافة الصينية، يساعد على تعزيز الروابط التجارية بين البلدين، مع وصول حجم التبادل التجاري إلى حوالى 15 مليار دولار سنوياً، منها واردات تُقدَّر بـ14 مليار دولار، وصادرات بنحو مليار دولار". وتوقع الفقي أن تصبح الصين "أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030، ما يزيد من دوافع التقارب مع الاقتصاد الصيني".
وأشار إلى أن "الصين منذ تولي الرئيس شي جينبينغ منصبه، أولت اهتماماً كبيراً بالتقارب مع مصر والمنطقة العربية، وهي فرصة لا بد من استغلالها"، مؤكداً على ضرورة أن تصيغ الدولة المصرية "استراتيجية تربط تدريس تلك اللغة في المدارس والجامعات بإيجاد فرص عمل، ضمن المجالات التي تشكل أولوية في خطط الدولة للتنمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تعاون لإعداد المناهج

وتعمل وزارة التعليم المصرية حالياً على إعداد منهج دراسة اللغة الصينية، وقال الوزير طارق شوقي، إن "الوزارة تسابق الزمن لإنهاء تلك المناهج خلال الأشهر المقبلة، قبل العام الدراسي الجديد"، واصفاً تلك المناهج بالعمل الضخم "لأنها جديدة في كل شيء"، مؤكداً أن "الوزارة ستدرب معلمي اللغة الصينية قبل بدء العام الدراسي".
ومن المقرر أن يقوم بالتدريس معلمون صينيون ومصريون. وقال  زو هوي، مسؤول الدبلوماسية في السفارة الصينية بالقاهرة، إن البلدين يعدان المنهج الدراسي. وأضاف أن "تدريس اللغة الصينية في المدارس المصرية يعزز التعاون بين البلدين، وأن السفارة ستوفر الدعم المطلوب للجانب المصري، كي يبدأ تعليم اللغة للطلاب المصريين في أسرع وقت ممكن".

لغة اختيارية

وتوجد في مصر مدارس خاصة تعلّم اللغة الصينية كلغة ثانية اختيارية لطلاب الثانوية العامة. وفي العام الدراسي الأخير 2019-2020 بلغ عدد طلاب الثانوية العامة الممتحَنين للغة الصينية 96 طالباً، شكا كثير منهم من صعوبة أسئلة الامتحان. وفتحت وزارة التعليم تحقيقاً كشف أن الاسئلة مطابقة لمواصفات الامتحان ولم تخرج عن المنهج، كما حصل 35 طالباً على الدرجة النهائية. ووفق نظام التعليم المقرر، يدرس الطلاب في مرحلة الثانوية العامة لغةً أولى إجبارية هي اللغة الإنجليزية، ويختار لغةً ثانية من بين الفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية.

وكانت الحكومة المصرية نفت في مارس (آذار) 2019، إشاعة ترددت حول إقرار وزارة التربية والتعليم، الصينية كلغة إجبارية لطلاب الثانوية العامة، ضمن نظام التعليم الجديد. ووصِفت تلك الإشاعات في بيان رسمي بأنها تستهدف "إحداث بلبلة بين الطلاب فى ظل تطبيق النظام التعليمي الجديد".

المزيد من العالم العربي