Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائريون يصومون أطول ساعات رمضان عربيا

تستقبل العائلات شهر رمضان بعادات خاصة مثل التنظيف الشامل للبيوت وشراء الأواني الجديدة

صلاة التراويح في المسجد الكبير خلال شهر رمضان في الجزائر العاصمة (رويترز)

يستعد الجزائريون لاستقبال شهر رمضان الاثنين المقبل، بنكهة خاصة هذا العام، تتزامن مع حراك شعبي عارم يدعو إلى رحيل رموز النظام السياسي في البلاد، وبمعدل صوم يقدر بـ 16 ساعة، وهي الأطول في الدول العربية وفق تصريحات الخبير الفلكي لوط بوناطيرو.

وقال بوناطيرو إن ذلك يعود إلى سببين، الأول تزامن شهر رمضان مع اقتراب يوم 21 يونيو (حزيران)، أو ما يسمى بالاعتدال الصيفي. أما السبب الثاني فهو أن الجزائريين يصلون الفجر قبل وقته، وحجته أن المسلمين في الحرم المكي يصلون الفجر قبل شروق الشمس مباشرة بوقت قصير، لكن في الجزائر يصلون الفجر وسط ظلام الليل.

وفي العام الماضي، اتّهم بوناطيرو وزارة الشؤون الدينية بالتهرب من تصحيح رزنامة مواقيت الصلاة والإمساك، مشيراً إلى أن مركز البحث المعتمد من قبل الوزارة في تحديد المواقيت يعتمد على "الفجر الفلكي" وليس "الفجر الديني"، وهو مكمن الخطأ في نظر بوناطيرو، الذي يعتقد أن الجزائريين يصومون 40 دقيقة إضافية ويصلون الصلاة في غير مواقيتها.

وأوضح الخبير في تصريحات سابقة له، أن الجدل حول مواقيت الصيام والصلاة الحالي قد اندلع سابقاً خلال التسعينيات، عندما قدّم تصحيحاته التي "لم تطبق بسبب الوضع الأمني، ولا تزال الوزارة تصرّ على المواقيت الخاطئة إلى يومنا هذا من دون مبررات"، بحسب قوله.

وأثار هذا التصريح حفيظة وزير الشؤون الدينية آنذاك محمد عيسى، الذي قال إنه "ليس للدولة مصلحة في أن يصوم الجزائريون أكثر أو أقل مما كتبه الله عليهم، وليس القائمون على شؤون التديّن أعداء للشريعة الإسلامية حتى يزوّروا مواقيت الصلاة والصيام".

الجزائريون لا يبالون

على الرغم مما يُثار هنا وهناك حول شهر رمضان من كل سنة، إلا أن الجزائريين لا يعتقدون أنهم طرف في كل ما يقال، ولم يثر موضوع ساعات الصيام الطويلة حفيظتهم. على العكس من ذلك، فإنهم يعتبرون أن هذا الشهر فيه بركة في الأرزاق والصحة، لما في الصيام من فوائد جمة على جسم الإنسان.

وتستقبل العائلات الجزائرية شهر رمضان بعادات خاصة، من خلال القيام بعمليات تنظيف شاملة للبيوت، وشراء النسوة الأواني الجديدة حتى تستعمل لتقديم الأطباق التقليدية الشهيرة.

وفي العادة، تجتمع العائلات الجزائرية بعد يوم طويل من الصيام، حول مائدة الإفطار الرمضانية المميزة. ويحرص الجزائريون على كسر الصيام بالتمر واللبن في جميع المدن، غير أن المساحة الشاسعة للجزائر ساهمت بشكل كبير في اختلاف العادات والتقاليد، وحتى الأطباق المميزة من منطقة لأخرى. إذ تتفنن الجزائريات في إعداد أشهى الأطباق وأطيبها، التي تشتهر بها المنطقة التي يتحدرن منها.

وبينما تتميّز مائدة العاصمة الجزائر بالعديد من الأطباق، على رأسها "الشوربة" وهي حساء ساخن، تعد أهم طبق في رمضان مرفقاً بـ "البوراك" وهي أوراق تصنع من الطحين، ويجري حشوها باللحم المفروم والجبن، إضافة إلى "طاجين الزيتون" وهو طبق يحتوي على الدجاج والمرق والزيتون الأخضر، في حين تتربع "الحريرة" على عرش المأكولات الرمضانية في الغرب الجزائري وحتى الجنوب، بينما للشرق حصته من التنوع حيث نجد "الجاري" و"البريك" وهي من أشهر الأطباق الرمضانية في المنطقة، إضافة إلى العديد من الأطباق الأخرى.

السهرات الرمضانية

السهرات الرمضانية هي من أكثر المناسبات المحببة على قلوب العائلات الجزائرية في رمضان. إذ يجري تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء بعد الإفطار مباشرة أو بعد أداء صلاة التراويح، وهي مناسبة يرى فيها الجزائريون فرصة للتقارب وتعزيز أواصر المحبة بينهم، وعادة ما تكون حول طاولة مزينة بأشهى الحلويات التقليدية مثل البقلاوة والمقروط، إضافة إلى أشهر نوعين من الحلويات في الجزائر، وهما قلب اللوز والزلابية، بينما يفضل البعض الخروج إلى الحدائق والمقاهي بعد الإفطار للتنزه.

ومع اقتراب موعد أذان الفجر الذي يعلن عن بداية الإمساك، يتناول الجزائريون وجبة السحور التي تكون عادة عبارة عن قهوة مع فاكهة أو طبق من الكسكسي مع اللبن، استعداداً ليوم طويل وشاق من الصوم.

وعلى غرار بقية المسلمين حول العالم، يغتنم الجزائريون فرصة حلول رمضان من أجل التصدق والتمسك بالسلوك الحسن والابتعاد عن كل ما يمكنه إفساد الصوم. كما يحرصون على أداء الصلاة في المساجد وقراءة القرآن، خصوصاً أيام الجمعة وصلاة التراويح.

المزيد من العالم العربي