Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل حان الوقت لضبط سوق العملات المشفرة؟

تغريدات ماسك وإعلان الصين عدم السماح للمؤسسات المالية بقبول الدفع خلقتا موجة عارمة من التقلب في التداول 

مر المستثمرون في "بيتكوين" خلال الأسابيع القليلة الماضية بواحدة من أصعب الأوقات (رويترز)

استمر التقلب الشديد في "بيتكوين" خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ واصلت أكبر عملة مشفرة في العالم وهي "بيتكوين"، في إزعاج المستثمرين. وقد تم تداول "بيتكوين" بسعر 33052 دولاراً، بانخفاض 13 في المئة. وتراجعت العملات المشفرة الأخرى، بما في ذلك "إيثريوم" و"دوغ كوين"، وفقاً لموقع "كوين غيكو دوت كوم". وفي وقت سابق من عطلة نهاية الأسبوع، ارتفعت عملة "بيتكوين" بأكثر من 8 في المئة لتتجاوز 38 ألف دولار بعد تغريدة من إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لـ "تيسلا" الداعمة لـ "بيتكوين". وبحسب "بلومبيرغ" يوجد مقياس للتقلب الضمني لـ "بيتكوين" مقارنة بمؤشر في "آي إكس" لسوق الأسهم الأميركية فوق 130 نقطة، وهو أعلى من نسخة الأسهم التي حصلت عليها في 30 عاماً، ويبلغ التقلب التاريخي للعملة لمدة ثلاثين يوماً حوالى 100 نقطة، أي حوالى سبع مرات أكثر من مؤشر "أس أند بي 500"، ويتجاوز المقياس المماثل في العقود الآجلة للأخشاب، وصندوق "إي تي أف" المصمم لدفع ضعف العائد اليومي من النفط الخام.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، مر المستثمرون في "بيتكوين" بواحدة من أصعب الأوقات على الإطلاق، بعد سلسلة من العناوين الرئيسية السلبية، التي تسببت في تأرجح الأسعار بنسبة تصل إلى 30 في المئة في كل اتجاه. ويوم الأربعاء وحده، انخفضت العملة المشفرة إلى 30016 دولاراً. وهو الأقل منذ يناير (كانون الثاني). ولكن، حتى مع التقلبات، لا تزال عملة "بيتكوين" مرتفعة بأكثر من 250 في المئة عن العام الماضي.

تحديات تواجه "بيتكوين"

وكانت التقلبات في قيمة "بيتكوين" قد بدأت بعدما صرح ماسك بأن "تيسلا" لن تقبل بـ "بيتكوين" بعد الآن في عمليات شراء سياراتها الكهربائية، مشيراً إلى الاستخدام المكثّف للعملة في مجال الطاقة. وجاءت ضربة أخرى يوم الجمعة الماضي، عندما كررت الصين تحذيرها بأنها تعتزم اتخاذ إجراءات صارمة ضد تعدين العملات الرقمية كجزء من محاولة للسيطرة على المخاطر المالية. وتواجه "بيتكوين" مشكلتين، وهما الإدارة البيئية وتقليل الاعتماد على الصين، وكلاهما قد يستغرق بعض الوقت بحسب ما قاله إدوارد مويا ، كبير محللي السوق في "أوندا كورب" لـ "بلومبيرغ".

وشهدت العملات المشفرة الأخرى، الأحد، تراجعاً، إذ تم تداول "إيثريوم" لفترة وجيزة بأقل من 1900 دولار، وهبط الرمز المميز  لـ "دوغ كوين" بأكثر من 16 في المئة، وفقاً لموقع "كوين ماركت دوت كوم". وجاء التحذير الأخير من بكين في أعقاب بيان، في وقت سابق من الأسبوع نشره بنك "الشعب" الصيني، مفاده بأنه لم يُسمح للمؤسسات المالية بقبول العملات المشفرة للدفع. ولطالما أعربت الصين عن استيائها من إخفاء الهوية التي تتيحها "بيتكوين" وغيرها من العملات المشفرة. وتعتبر الصين أكبر موطن لمناجم عملات التشفير في العالم وأولئك الذين يستخدمون كميات هائلة من القدرة الحاسوبية للتحقق من المعاملات على  "بلوك تشين".

إجراءات حكومية صارمة

وكتبت ماريون لابوري، الخبيرة الاستراتيجية في "دويتشه بنك"، في تقرير صدر في 20 مايو (أيار) حمل عنوان "بيتكوين: العصرية في المرحلة الأخيرة قبل أن تصبح مبتذلة"، قائلة "ليس من المستغرب ألا تميل الحكومات إلى التخلي عن احتكاراتها النقدية". وأضافت، "على مر التاريخ تقوم الحكومات أولاً بالتنظيم ثم الاستحواذ على الملكية... ونظراً إلى أن العملات المشفرة تبدأ في التنافس بجدية مع العملات العادية والعملات الورقية، فإن المنظمين وصانعي السياسات سيتخذون إجراءات صارمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال تقرير منتصف الأسبوع من شركة التحليل "بلوك تشين تشيناليسز"، بعنوان "الرهانات العالمية"، إن أكثر من نصف الـ 410 مليارات دولار التي تم إنفاقها على حيازة "بيتكوين" الحالية حدثت في الأشهر الـ 12 الماضية.  في حين تم إنفاق حوالى 110 مليارات دولار من هذا المبلغ على شراء العملات المشفرة بمتوسط تكلفة أقل من 36000 دولار لكل عملة. وهذا يعني أن الغالبية العظمى من الاستثمارات لا تحقق ربحاً ما لم يتم تداول العملة بسعر 36000 دولار أو أكثر.

وقال فيليب جرادويل، كبير الاقتصاديين في شركة "تشيناليسيز"، في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ "بلومبيرغ": "المخاطر أكبر بكثير الآن مما كانت عليه في الماضي". وأضاف "انخفاض الأسعار هذا الأسبوع يعني أن كثيراً من الاستثمارات محتجز الآن، وسيكون هذا اختباراً جاداً للمستثمرين الجُدد، ولكن هناك كثيراً على المحك الآن إذ يوجد الحافز والموارد لمعالجة مشكلات التشفير التي تمنعها من أن تصبح أصولاً ناضجة".

هيكل سوق مركزية

تميل عطلات نهاية الأسبوع إلى أن تكون متقلبة بشكل خاص بالنسبة إلى الأصول المشفرة التي- على عكس معظم الأصول التقليدية- يتم تداولها على مدار الساعة كل يوم من أيام الأسبوع. قبل نهاية هذا الأسبوع، بلغ متوسط تأرجح عملة "بيتكوين" يومي السبت والأحد 5.14 في المئة. ويرجع هذا النوع من التقلب إلى عوامل عدة على رأسها حيازة "بيتكوين" من قبل عدد قليل نسبياً من الأشخاص. ما يعني أنه يمكن تضخيم تقلبات الأسعار خلال فترات انخفاض الحجم.  في حين لا تزال السوق مجزأة بشكل كبير، إذ تعمل عشرات المنصات وفقاً لمعايير مختلفة. وهذا يعني أن العملات المشفرة تفتقر إلى هيكل سوق مركزية مماثلة لهيكل الأصول التقليدية.

وقال إريك جرين، كبير مسؤولي الاستثمار في الأسهم في بن كابيتال، "عندما يكون الضجيج مصحوباً بقدر كبير من المضاربة حيث يمكن تفسير الضوضاء بشكل سلبي، فإنك تحصل على هذه التقلبات الهائلة". وأضاف، "ما يصعد بشكل مستقيم سينخفض في وقت ما". 

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية