أغلقت مؤشرات الأسواق الأميركية في "وول ستريت" بنيويورك تعاملات نهاية الأسبوع، الجمعة، متباينة، ولم يزد الارتفاع أو الهبوط على نحو نصف نقطة مئوية ليوم الجمعة. وعلى الرغم من ارتفاع المؤشرات، الخميس، فإن المتوسط الأسبوعي لأداء الأسهم بدا ضعيفاً ومتبايناً أيضاً.
وأغلق مؤشر "داو جونز" للشركات الصناعية تعاملات الجمعة 21 مايو (أيار) على ارتفاع طفيف بنسبة 0.4 في المئة، لكنه في المتوسط الأسبوعي أنهى الأسبوع على تراجع طفيف أيضاً بنسبة 0.5 في المئة. وأنهى مؤشر "أس أند بي" تعاملات الجمعة من دون تغيير تقريباً (انخفاض بنسبة 0.1 في المئة) ليفقد في المتوسط الأسبوعي نسبة 0.4 في المئة. أما مؤشر "ناسداك" لشركات التكنولوجيا فقد في تعاملات الجمعة نسبة 0.5 في المئة، مع ذلك أنهى تعاملات الأسبوع على ارتفاع بنسبة 0.3 في المئة في المتوسط الأسبوعي وذلك بعد أربعة أسابيع من التراجع الأسبوعي.
استقرار لدى شركات التكنولوجيا
وفي المتوسط الشهري، أي بحساب أربعة أسابيع تنتهي الجمعة، يظل أداء مؤشرات الأسهم في نطاق ضيق، باستثناء أسهم شركات التكنولوجيا التي تظل متراجعة في المتوسط الشهري. وفي مايو حتى الآن، نجد مؤشر "ناسداك" متراجعاً بنسبة نحو 3.5 في المئة، أما مؤشر "أس أند بي" ففقد ما نسبته 0.5 في المئة في شهر مايو. فقط مؤشر "داو جونز" ارتفع في خلال الشهر الحالي بنسبة واحد في المئة حتى الآن.
كذلك أنهت الأسواق الأوروبية الرئيسة تعاملات الأسبوع الجمعة متباينة، فعلى الرغم من انخفاض مؤشر الـ"فايننشال تايمز" في بورصة لندن بشكل طفيف جداً يكاد لا يذكر (نسبة 0.02 في المئة)، إلا أن بقية المؤشرات الأوروبية الرئيسة ارتفعت بشكل طفيف أيضاً (داكس الألماني 0.4 في المئة وكاك الفرنسية 0.7 في المئة). ولم يختلف الوضع كثيراً في آسيا مع ارتفاع مؤشر "نيكي" في بورصة طوكيو بأقل من نقطة مئوية، بينما لم تشهد المؤشرات الصينية الرئيسة تغييراً كبيراً نتيجة تراجع أسهم شركات التكنولوجيا.
وإجمالاً، على الرغم من التحسن في أسهم شركات التكنولوجيا على المؤشرات الأميركية وتراجعها على المؤشرات الصينية وفي بقية أسواق آسيا، يمكن القول إن شركات التكنولوجيا بدأت تستقر في السوق إثر أسابيع عدة من الضغط النزولي على أسهمها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العملات المشفرة عادت للتراجع
التحرك الأبرز كان في قيمة العملات المشفرة التي مرت بأسبوع في غاية الاضطراب. فبعد استعادة "بيتكوين" بعضاً من الخسائر التي مُنيت بها، عادت للتراجع مرة أخرى لتفقد هي وبقية العملات المشفرة الأخرى ما بين 10 و14 في المئة من قيمتها. ويتوقع المحللون أن يستمر التذبذب الكبير في أسعار العملات المشفرة في عطلة نهاية الأسبوع.
ويلاحظ أيضاً أن بقية محركات السوق تحركت في نطاق ضيق مع غياب المؤثرات القوية في الأسابيع الأخيرة، باستثناء مخاوف المستثمرين من ارتفاع معدلات التضخم وبالتالي احتمال تغيير السياسة النقدية. وكان الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي نشر محضر اجتماعات لجنة السياسات النقدية الشهري، والذي أظهر احتمال اتجاه البنك للتقليل من برنامج شراء الأصول مع مؤشرات التعافي الاقتصادي.
لكن ذلك لم يؤثر كثيراً في السوق، التي يبدو أنها بدأت تستوعب الارتفاع الأخير في مؤشرات التضخم، وربما تقبل أيضاً بوجهة نظر البنوك المركزية بأن معدلات التضخم المرتفعة حالياً مؤقتة وأنها ستستقر بعد فترة قصيرة.
سوق العقار
حتى مؤشرات أداء الاقتصاد التي صدرت خلال الأسبوع الماضي لم تثر قلقاً كبيراً في السوق بشأن تعاف اقتصادي من أزمة وباء كورونا أقوى وأسرع من المتوقع. فعلى سبيل المثال، جاء مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو في شهر مايو عند 56.9 نقطة مقابل 53.8 نقطة لشهر أبريل (نيسان). ويتسق ذلك مع التقديرات المعقولة للتعافي الاقتصادي.
ولا يتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل بيانات مهمة تؤثر بقوة في السوق، باستثناء مؤشرات على سوق العقار خصوصاً في الولايات المتحدة وبعض البيانات الأخرى، التي تدل على توجه الإنفاق الاستهلاكي في الاقتصادات الرئيسة. وتظل أنظار المستثمرين على أي إشارة بشأن توجه البنوك المركزية في الأشهر المقبلة، وإن كان هذا العام سيشهد أي تغير مؤثر في السياسات النقدية.