Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تخاطر بالتخلف عن بلدان أخرى خلال عشر سنوات

البلاد ليست مستعدة للتغيير المطلوب بالنسبة إلى بريكست و"كوفيد" والمناخ وشيخوخة السكان والتحولات التكنولوجية

تعتبر الطاقة النظيفة من أبرز المفاصل في تحديد مسارات الدول الكبرى خلال القرن الجاري (إنيرجي.غوف)

حذر تقرير من أن اقتصاد بريطانيا سيتخلف عن بلدان أخرى كألمانيا، ما لم يجر التعامل مع التحولات "الزلزالية" بما فيها تغير المناخ، وشيخوخة السكان، وبريكست، وتداعيات "كوفيد".

وأفادت "مؤسسة القرار" بأن المملكة المتحدة باتت تواجه "عقداً حاسماً" وليست مستعدة للتغيير على هذا النطاق، وليست معتادة عليه.

وقد صدر تقرير عن تلك المؤسسة كُتِب بمشاركة "مركز الأداء الاقتصادي" في "كلية لندن للاقتصاد"، يسلط الضوء على أن الماضي القريب للمملكة المتحدة اتسم بركود في مستويات المعيشة، وضعف في الإنتاجية، وانخفاض في الاستثمار، وارتفاع في التفاوتات.

ولفت أيضاً إلى أن المملكة المتحدة باتت الدولة الأكثر تفاوتاً بالمقارنة مع كل دول الاتحاد الأوروبي باستثناء بلغاريا، ومرت للتو بأبطأ عقد من نمو الإنتاجية في 120 سنة.

وأضاف التقرير أن"هذا يجعل تجديد التوجهات الاقتصادية أمراً مرغوباً. وكذلك يفرض حجم التحديات المقبلة، أن يكون التجديد ضرورياً".

ولفت أيضاً إلى إنه إذا استمرت المملكة المتحدة على مسارها الحالي من الأداء الناقص النسبي، فستكون مستويات الدخل أقرب إلى نظيرتها في إيطاليا وليس ألمانيا، مع حلول 2030. وظل الاقتصاد الإيطالي راكداً طيلة السنوات الـ20 الماضية.

واستطراداً، فبهدف تجنب الوصول إلى تلك النتيجة، يدعو واضعو التقارير إلى وضع استراتيجية جديدة في معالجة عدد من التحديات الاقتصادية التي سيكون لها أثر اجتماعي واسع النطاق.

وقد كتب أولئك الباحثون، "إن النمو البطيء، واتساع فجوة التفاوت، والتعطل الاقتصادي الذي يجري التعامل معه في شكل سيئ، هي عوامل تقوض الرفاه، وتُكثف الانقسامات الاجتماعية، وتُنشئ مشكلات سياسية ذات تأثيرات دائمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق نفسه، فبينما تعهد بوريس جونسون بـ"إعادة البناء في شكل أفضل" بعد الجائحة، لم تضع الحكومة بعد خطة لتحقيق هدفها.

ولذا، أشارت "مؤسسة القرار" إلى أن "كل الاستراتيجيات من ذلك النوع، قد غابت عن خطاب الملكة الأسبوع الماضي، في شكل ملحوظ".

ويُعَد التحرك نحو انبعاثات كربونية صفرية تماماً أمراً عاجلاً. وكذلك يتعين على المملكة المتحدة أن تواجه ارتفاع تكاليف التجارة بعد بريكست، وفق التقرير. ومن ناحية أخرى، ستسجل نسبة السكان في سن العمل إلى السكان في غير سن العمل هبوطاً حاداً.

وخلال هذا العقد، من المقرر أن تزيد نسبة من تقل أعمارهم عن 20 سنة، أو تزيد على 65 سنة، بالمقارنة مع الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و64 سنة، من 72 لكل 100 إلى 79 لكل 100.

وفي ذلك الصدد، لاحظ مؤسس "مؤسسة القرار"، السير كلايف كاودري، "أن سجل المملكة المتحدة الأخير في ضعف الإنتاجية، وركود مستويات المعيشة، وارتفاع مستويات التفاوت، يجعل نهجاً اقتصادياً جديداً مرغوباً. ويتلخص ما يفرض تبني نهج جديد كضرورة أساسية، في حجم التغيير المقبل. إن المملكة المتحدة تواجه الآن عقداً حاسماً مع تلاقي تداعيات "كوفيد-19"، وبريكست، والتحول إلى الصفر التام (في انبعاثات الكربون)، مع التحولات الكبرى في التكنولوجيا والديموغرافيا.

وأضاف، "إنها أمور أكثر أهمية من الاقتصاد بكثير. ويهدد الفشل في مواجهة هذا التحدي بتراجع البلد وانقسامه".

وتطلق "مؤسسة القرار" و"مركز الأداء الاقتصادي" في "كلية لندن للاقتصاد"  تحقيقاً لمدة سنتين حول أفضل السبل لمواجهة هذه التحديات.

ويهدف "التحقيق الاقتصادي 2030"، الذي تموله "مؤسسة نافيلد"، إلى وضع مقترحات بشأن الإصلاح الاقتصادي من أجل دفع النمو القوي المستدام العادل، وإدخال تحسينات كبيرة على مستويات معيشة الناس ورفاهيتهم.

© The Independent