Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التردد والغموض يكتنفان تطعيم الحوامل ضد كورونا

الآراء والنصائح الصحية متضاربة إلى حد التناقض ومتغيرة بسرعة مقلقة

المعلومات المتاحة حول مدة مأمونية اللقاح للنساء الحوامل محدودة (أ ف ب)

يجب تلقيح الحوامل باللقاح المضاد لفيروس كورونا، تحذير واضح من تطعيم الحوامل، تطعيم الحوامل آمن تماماً، تطعيم الحوامل غير آمن تماماً، تطعيم الحوامل قد يبدو آمناً. الفارق الزمني بين هذه الرسائل والأخبار ونتائج الدراسات المتضاربة ليس سنوات أو عدة أشهر أو حتى عدة أيام، بل هو ساعات قليلة وربما تتواتر في وقت متزامن. 

أحدث ما صدر عن "مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركي أو "سي دي سي" بشأن الحوامل وفيروس "كوفيد-19" يضعهن وأسرهن في موقف لا يحسدن عليه. ففي الوقت الذي يحذر فيه المركز بلهجة واضحة وصريحة من أن النساء الحوامل أكثر عرضة للمرض الشديد الناجم من الإصابة بفيروس كورونا، مقارنة مع غيرهن من النساء غير الحوامل، يوجه المركز نصيحة واضحة أيضاً لهن بتلقي اللقاح المتاح، إذ إن التلقيح من شأنه أن يحميهن من التقاط العدوى أو التعرض للأعراض الشديدة في حال الإصابة. 

ويعتقد المتخصصون في ضوء الأبحاث والملاحظات الخاصة باللقاحات أنها على الأرجح لا تعرض متلقيها للخطر، لكنهم يشيرون إلى أن المعلومات المتاحة حول مدة مأمونية اللقاح للحوامل محدودة. ويضيف أن التجارب الإكلينيكة الخاصة بأثر اللقاحات على الحوامل، إما تجرى حالياً أو مخطط لها أن تجري في المستقبل القريب. وبحسب المركز، فإن التجارب التي أجريت على حيوانات حوامل تلقت لقاحات "موديرنا" أو "فايزر بايونتيك" أو "جونسون أند جونسون" لم تجد عوامل خطورة تستوجب القلق على الحيوانات أو صغارها بعد الولادة. 

لكن الجمهرة الغفيرة للنساء الحوامل المنتظرة في إحدى عيادات النساء والتوليد في منطقة شعبية في القاهرة أو عمان أو بغداد أو الدار البيضاء أو غيرها، لا تلقي بالاً إلى مسألة اللقاح، ولا تعتد كثيراً لمأمونيتها على الحيوانات. أما بالنسبة إلى الدراسات، سواء تلك التي تجري أو التي يتم التخطيط إلى إجرائها، فتعتبرها الغالبية حقول تجارب لا شأن لها بها. 

ففي دول ومجتمعات تعاني أصلاً إما من نقص الثقة في اللقاحات المتاحة لحداثتها وتضارب الآراء بشأنها، أو يغلب عليها عنصر الاعتماد على الخالق باعتباره الحامي الأوحد والواقي الأول، مع ترجيح كفة القدر الذي لا يمكن إيقافه في حال الإصابة تجد فئات نفسها في حل عن حديث التلقيح. ويتفاقم الحل حين يتعلق الأمر بالمرأة الحامل التي تعرف أن كل ما يدخل جسدها أثناء فترة الولادة والرضاعة سيصل حتماً إلى جنينها أو رضيعها. 

استحالة التطعيم

حميدة فتحي (24 سنة) (عاملة منزل وحاصلة على الشهادة الإعدادية) حامل في طفلها الثاني ولا تفكر إطلاقاً في تلقي اللقاح. تقول، "بعد الولادة وإتمام الرضاعة سأسجل للحصول عليه. أما الآن، فاستحالة". الاستحالة التي تتحدث عنها فتحي ليست استثناء، بل تشيع بين كثير من الحوامل. كما أنها لا تقتصر على الأقل تعليماً أو ثقافة فقط، بل موجودة بين كثيرات في مختلف الفئات والطبقات وإن كانت بدرجات أقل نسبياً. 

شيرين شوقي (26 سنة) (مهندسة اتصالات) حامل بطفلها الأول. وقد قررت وزوجها ألا تتلقى اللقاح، ولكنهما في الوقت نفسه قررا أن تتخذ أعلى درجات الاحتراز لحين الولادة، وذلك لحمايتها من خطر التقاط العدوى. تقول، إن السبب الرئيس هو أن "زمن حدوث الوباء والوصول إلى تطعيمات وطرحها للجميع لا يكفي بأي حال من الأحوال للتأكد من آثاره، وأنه حين يتعلق الأمر بالمرأة الحامل فإن قرارها يجب أن يشمل روحاً إضافية تحملها معها. ربما أتلقى اللقاح قبل حملي التالي إن شاء الله بعد عامين أو ثلاثة. وقتها ستكون نتائج التجارب وآثار اللقاح على المرأة الحامل وجنينها أو وليدها قد خرجت إلى النور".

للطب رأي مشابه

التوجه نفسه يعبر عنه البعض من أطباء النساء والتوليد، ومنهم أستاذ أمراض النساء والتوليد في جامعة القاهرة، محمد ممتاز الذي يقول إنه حذر أكثر من مرة من تلقي الحوامل والأطفال ومرضى الحساسية للقاح. ويشير إلى أن مأمونية أي دواء أو طعم لا يتم التأكد منها إلا بعد ثلاث مراحل رئيسة من التجارب السريرية والإكلينيكية على مستويات مخلتفة، وأنه عند إعطاء أي دواء للحوامل لا بد من معرفة تأثيره عليها وعلى الجنين.

يشار إلى أن أي لقاح يتم التوصل إليه حديثاً يُختبر في البداية على الحيوانات، وإن ثبتت مأمونيته يتم إخضاعه لثلاث مراحل من التجارب على البشر. وفي حال ثبوت مأمونيته فيها، يلزم اتخاذ سلسلة من الخطوات، منها إجراء عمليات لاستعراض النجاعة والمأمونية من أجل الحصول على الموافقة التنظيمية وموافقة سياسات الصحة العامة. كما يبحث المسؤولون الصحيون في كل دولة بيانات الدراسات قبل اتخاذ قرار التصريح باستخدامه. 

مأمونية ونجاعة

وفي الأحوال العادية، يجب أن يثبت اللقاح مأمونية ونجاعة لدى شريحة واسعة من السكان قبل الموافقة عليه وبدء استخدامه في إطار برنامج وطني للتحصين، ويحدَّد مستوى عال للغاية لمعياري مأمونية اللقاحات ونجاعتها، علماً بأن اللقاحات تُعطى لأشخاص متمتعين بخلاف ذلك بصحة جيدة وغير مصابين بالمرض المعني تحديداً.

لكن الأحوال الحالية أبعد ما تكون عن العادية، لذلك وبصفة استثنائية، تم السماح الدولي لمطوري اللقاحات بسرعة البحث والتجارب والتصنيع والطرح والتمنيع.

وبسبب هذه السرعة، يرى ممتاز أن اللقاحات ممنوعة للسيدات أثناء الحمل وعلى مدار الأشهر الستة الأولى عقب الولادة. وأضاف أنه أثناء فترة الرضاعة الطبيعية يُسمح بأخذ إما "أسترازينيكا" أو "سينوفارم" بعد مرور ستة أشهر على الأقل من بدء الرضاعة. ويضيف أنه يجب أن تتجنب المرأة التي تلقت اللقاح حدوث حمل إلا  بعد مرور ثلاثة أشهر على الأقل. 

تضارب لدرجة التناقض

أقل ما يمكن أن توصف به الآراء والنصائح الصحية في ما يختص بالمرأة الحامل واللقاحات هو أنها متضاربة إلى حد التناقض ومتغيرة بسرعة مقلقة. القلق الذي تعاملت به دولة مثل ألمانيا مع مأمونية اللقاح للمرأة الحامل يثير قدراً مضاعفاً من القلق عربياً. ففي ألمانيا، نشرت مجموعة من جمعيات أطباء النساء والتوليد رسالة موجهة لـ "لجنة اللقاحات الألمانية" المستقلة  STIKO تناشدها باتخاذ موقف أكثر وضوحاً وجرأة والقول مباشرة بأن على النساء الحوامل تلقي اللقاح. ويشار إلى أن اللجنة ما زالت تتمسك بموقفها في هذا الشأن، إذ لا تنصح بتلقي الحوامل اللقاح المضاد للفيروس، وذلك لعدم توافر المعلومات بعد حول المأمونية الكاملة عليهن. وما زالت السلطات الصحية في مناطق في ألمانيا تنصح النساء الحوامل بتلقي اللقاح، وأخرى لا تفعل، وهو ما أوقع النساء في حيرة.

الحيرة في ألمانيا يقابلها توجه رسمي صحي في أميركا لحث الحوامل على تلقي التطعيم على وجه السرعة. هذا التوجه الداعم لتطعيم الحوامل تدعمه دراسة صادرة عن "مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها". الدراسة أجريت على نحو 35 ألف سيدة حامل في أميركا تلقين لقاح إما "موديرنا" أو "فايزر" بين شهري ديسمبر (كانون أول) وفبراير (شباط) الماضيين، وتحتوي على تقارير مضاعفات الحمل لنحو أربعة آلاف سيدة ممن تلقين اللقاح، وذلك بغرض مقارنتها مع مضاعفات الحمل في ما قبل زمن الوباء. واتضح أن بين الـ 4 آلاف امرأة حامل اللاتي تعرضن لمضاعفات حمل، أبلغت 13 في المئة عن إجهاض، وتسعة في المئة عن ولادة مبكرة، و2 في المئة من عيوب خلقية وأقل من 1 في المئة من حالات إملاص (ولادة جنين ميت). ونصحت الدراسة بالمراقبة المستمرة والبحث عن الأدلة الإضافية، لا سيما بين النساء اللاتي حصلن على اللقاح في أثناء مراحل الحمل الأولى. وبقيت التوصية الأقوى والأوضح هي، "يجب على الجميع، بما في ذلك النساء الحوامل ومن يرغبن في الحمل الحصول على لقاح "كوفيد-19، وأن اللقاحات آمنة وفعالة". 

فعالية اللقاح والنصائح

فعالية اللقاحات هنا تقابلها فعالية النصائح هنا. وزارة الصحة والسكان في مصر أصدرت 8 نصائح للمرأة الحامل لحمايتها من خطر الإصابة بـ"كوفيد-19"، ليس من بينها تلقي اللقاح. وقالت الوزارة، إنه نظراً لأن المرأة الحامل من الفئات الأولى المعرضة لخطر الإصابة نظراً لقلة مناعتها، فإن عليها أن لا تخرج من المنزل إلا للضرورة القصوى أو للمتابعة مع الطبيب لمنع الاختلاط أو انتقال العدوى إليها، وتقوية جهازها المناعي بتناول الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات، وغسل اليدين لمدة 20 ثانية بالماء والصابون، وتجنب لمس الأسطح في الأماكن العامة، وسؤال الطبيب المتابع عن الفيتامينات والمكملات الغذائية التي يمكن تناولها، وتجنب لمس الوجه والعين والأنف، وشرب السوائل بكثرة، وتجنب الاختلاط بالمصابين بأعراض الإنفلونزا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتجدر الإشارة إلى أن هذه النصائح الخالية من التطعيم جاءت في أعقاب تحذير أطلقته وزارة الصحة والسكان المصرية للنساء الحوامل بضرورة توخي الحذر الزائد لعدم الإصابة بفيروس "كوفيد-19"، "لا سيما وأنه لا تتوافر لقاحات تناسب المرأة الحامل حالياً في مصر". وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أن لقاحين فقط تم اعتمادهما لتطعيم الحوامل هما "فايزر" و"موديرنا". ويشار إلى أن كليهما غير متاح في مصر وعدد من الدول العربية.

ما لا يقال في شأن تطعيم الحوامل، لا سيما في المنطقة العربية لا يقف عند حدود تضارب الآراء الصحية والعلمية أو محدودية الأبحاث والدراسات نظراً لقلة الوقت، لكنها تمتد إلى أنواع اللقاحات المتاحة وغير المتاحة ودرجة مناسبتها للحوامل. ويشار أيضاً إلى أن "فايزر" و"موديرنا" ليسا متاحين بالضرورة في كل الدول العربية. 

المعلومات المتاحة تشير إلى أن عشر دول عربية تستخدم لقاح "فايزر" هي السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين والأردن ولبنان وتونس والعراق. ويتاح "أسترازينكا" في تسع دول هي: السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين والمغرب ومصر والعراق. ويستخدم "سينوفارم الصيني" في خمس دول هي: مصر والمغرب والإمارات والبحرين والأردن. أما "سبوتنيك الروسي" فمتاح في البحرين وتونس والجزائر. أما "جونسون أند جونسون" فمتاح في البحرين فقط. و"موديرنا" متاح في قطر.

من جهة أخرى، كانت لمناشدة البرازيليات من قبل وزارة الصحة البرازيلية قبل أيام تأجيل الحمل قدر المستطاع لتفادي المخاطر المرتبطة بـ"كوفيد-19"، لا سيما في ظل عدم وجود دراسات وأبحاث علمية أو محلية يعتد بها في هذا الشأن، الأثر الكبير عربياً، لا على الحمل، فهو حادث لا محالة، ولكن على الاستنتاجات والاجتهادات الناجمة من مثل هذه المناشدة. 

لا لقاح لابنتي الحامل 

مها سليم معلمة (56 سنة) وأم لابنة في مراحل الحمل الأولى تقول، إن "المعنى الوحيد لما جرى في البرازيل هو أن اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" ليست فقط غير مأمونة العواقب للمرأة الحامل، ولكنها أيضاً غير معروفة الآثار. لذلك، فقد نصحت ابنتي بعدم التفكير في تلقي اللقاح والحفاظ على نفسها من التعرض للفيروس. لكن هذا لا يعني أبداً معارضتي للقاح، فللضرورة أحكام، وبحكم ظهور الوباء المفاجئ وسرعة الخروج بلقاح، فقط تلقيت جرعتيه كاملتين من دون تفكير".

التطعيم حماية

التفكير في مأمونية اللقاح يشغل بال كثيرين. المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري قال أثناء مؤتمر صحافي افتراضي انعقد قبل أيام عن الأوضاع الصحية في غزة، إن إقليم شرق المتوسط أبلغ عما يزيد على 9.7 مليون إصابة بفيروس "كوفيد-19" ونحو 195 ألف حالة وفاة. وقال إنه بينما يبلغ بعض البلدان عن انخفاض في حالات الإصابة والوفيات، لا يزال الفيروس يصيب ويقتل مزيداً من الناس كل يوم في جميع أنحاء الإقليم، متوقعاً أن يصل الإقليم في غضون الأسابيع المقبلة إلى المرحلة المثيرة للقلق، المتمثلة في بلوغ عشرة ملايين حالة إصابة منذ اندلاع الجائحة، منوهاً إلى انتشار التحورات الجديدة المثيرة للقلق، أو التحورات المثيرة للاهتمام في عديد من بلدان الإقليم. 

وأضاف المنظري، أن التطعيم هو أكثر الأدوات المتاحة فعاليةً في مكافحة هذه الجائحة، "ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه. فكثير من بلدان الإقليم لم يتلقَّ بعدُ جرعات تكفي حتى لتطعيم الفئات الأكثر عرضةً للخطر. ولم يحصل سكان الإقليم إلا على 50 مليون جرعة فقط، مع وجود تفاوت هائل بين البلدان. فقد أعطت بعض البلدان لقاحات لأكثر من 80 في المئة من سكانها، في حين لم توفر بلدان أخرى لقاحات إلا لأقل من واحد في المئة من سكانها. وهناك حاجة إلى ما لا يقل عن 300 مليون جرعة إجمالاً لتطعيم الفئات الأكثر ضعفاً والأكثر عُرضة للخطر التي تمثل 20 في المئة من السكان".

التردد سيد الموقف

وقال المدير الإقليمي، إن التردد في أخذ اللقاحات مازال مصدراً للقلق، وكذلك المعلومات المغلوطة والمُضللة التي توجه هذا التردد. لكن التردد بين فئات مثل النساء الحوامل لا يغذيه فقط التردد الأصلي الناجم من سرعة خروج اللقاحات، ولكن كذلك عن التضارب والتناقض والتصريح بالشيء ثم عكسه من قبل جهات صحية عدة من وزارات وهيئات صحية ومراكز بحثية في جميع أنحاء العالم. 

الطريف أن "فارما"  (المؤسسة التي تمثل شركات البحوث المستحضرات الدوائية الحيوية الأميركية)، نشرت رسماً بيانياً يوضح أثر "الذكاء الاصطناعي" في تسريع الوصول إلى لقاحات الأمراض المختلفة، ربما كنوع من تبييض وجه لقاحات "كوفيد-19" السريعة. فعملية فك كود الحصبة استغرقت 197 عاماً، وشلل الأطفال 158 عاماً، والغدة النكفية 11 عاماً، لكن الوصول إلى التسلسل الجيني الكامل لـ"كوفيد-19" استغرق أسبوعين.

تطعيم الصغار رفاهية؟

وفي سياق لا يخلتف كثيراً عن موقف الحوامل من اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19"، وموقف اللقاحات منهن، يقف الأطفال الذين شمرت دول كبرى عن سواعدها استعداداً لتلقيحهم في حين التزمت بقية دول العالم الصمت تجاههم، حيث توافر اللقاحات من الأصل للفئات الأولى بالتطعيم مازال محل شد وجذب. 

فمثلاً، خفضت "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية قبل أيام قليلة عمر الأشخاص الذين يسمح لهم بتلقي اللقاح إلى 12 عاماً. كما تم السماح باستخدام لقاح "فايزر" للفئات العمرية بين 12 و15 عاماً. وتمتلئ وسائل الإعلام واللوحات الإعلانية في الأماكن العامة بدعوة الأهل لاصطحاب أولادهم لتلقي اللقاح في الأماكن المخصصة لذلك. 

من جهة أخرى قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه ينبغي على الدول الغنية أن تؤجل إخضاع أطفالها للقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" مرجحاً كفة تخصيص هذه اللقاحات لاستخدامات الدول الفقيرة التي يجد عديد منها صعوبات لا حصر لها في توفير اللقاح. 

المتحدث الرسمي للقطاع الصحي في الإمارات فريدة الحوسني قالت، "إن وزارة الصحة ووقاية المجتمع اعتمدت الاستخدام الطارئ للقاح "فايزر-بايونتيك" للفئة العمرية بين 12 و15 عاماً، وذلك بناء على الدراسات وقواعد التقييم المتبعة في تصريح الاستخدام الطارئ". وقالت، "إن الهدف من ذلك هو وقاية هذه الفئة العمرية وتطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين، ما يسهم في الوصول إلى مرحلة المناعة المكتسبة". 

وقالت الحوسني مطمئنة الأهالي، "إنه على الرغم من قلة الإصابات بين الأطفال، إلا أن التطعيم مهم في ظل عودة الطلاب إلى مدارسهم تدريجياً في العام الدراسي المقبل". وأضافت أن رسالتنا لأولياء الأمور هي، اطمئنوا فالتطعيم سيساعدنا جميعاً على الشعور بالأمان والحفاظ على صحة وسلامة أطفالنا، إذ يخفف العبء على الأهل الذين ما زال أطفالهم يتابعون تعليمهم عن بعد، وعليه نهيب بأولياء الأمور بالمبادرة لتطعيم أولادهم حرصاً على صحتهم وسلامتهم".

رفاهية تطعيم الصغار لا تزال حلماً بعيد المنال، حتى في حال مأمونية اللقاح. فجانب غير قليل من الدول العربية ما زال بعيداً عن هدف تطعيم نسبة كبيرة من مواطنيه، لا سيما من الفئات الأكثر عرضة للخطر. وهذا يعني أن تطعيم الصغار يعد هدفاً بعيداً. 

أزمة الهند

يشار إلى أن عدداً من الدول العربية تضرر جراء الأزمة الكارثية التي تمر بها الهند وانتشار الإصابات بـ"كوفيد-19" الكبير، وهو الانتشار الذي انعكس سلباً على إمدادات "كوفاكس" من اللقاحات. ومعروف أن "كوفاكس" هو إطار عالمي لتسريع استحداث اختبارات "كوفيد-19" وعلاجاته ولقاحاته وإنتاجها وإتاحتها بشكل منصف. ومعروف أيضاً أن توزيع اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" في العالم أبعد ما يكون عن التوزيع العادل. ومنذ اعتماد عدد منها للمرة الأولى في ديسمبر الماضي، سارعت الدول الغنية واشترت أغلب ما أنتجته الشركات المطورة للقاحات. 

اقرأ المزيد

المزيد من صحة