Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إحياء ذكرى الطالب "البطل" الذي قضى أثناء تصديه لمطلق النار في حرم جامعة "نورث كارولينا"

أحد زملاء رايلي هاويل: "خسر حياته لأجل من يهتم بأمرهم ذلك هو إرثه"

 تكررت حوادث إطلاق النار في جامعات أميركا إلى حدّ أثار قلق أكاديميّاً وتربويّاً واسعاً (أ.ف.ب)

نال طالبٌ أميركيّ أُردي قتيلاً بالرّصاص فيما كان يُحاول التصدّي لرجلٍ مسلّح دخل إلى جامعته عنوةً، وداع الأبطال من قِبَل زملائه، وذلك بالتزامن مع نقل جثمانه إلى منزل العائلة لتشييعه.

وفي وداع أخير، حمل أصدقاء هاويل الشّموع وارتدوا قمصاناً مصنوعة منزليّاً، كُتب عليها عبارة "رايلي هاويل بطل"، إعراباً عن تقديرهم للشاب، ابن الـ21 ربيعاً، الذي قُتل في 30 إبريل (نيسان) الفائت، في حادثة إطلاق النيران التي هزّت جامعة "نورث كارولينا" في مدينة "شارلوت"، وأسفرت عن مقتل طالبٍ آخر، إليس بارليه، 19 عاماً، وجرح أربعة آخرين.

ورجّحت الشّرطة أن يكون هاويل قد أنقذ حياة عديد من زملائه بتصدّيه لمُطلق النار، المدعو تريستان أندرو تيريل، الذي كان يحمل مسدساً مرخّصاً وكميّة كبيرة من الذخيرة.

إذ انقضّ هاويل على تيريل، وهو أيضاً طالب سابق في الجامعة يبلغ من العمر 22 عاماً، في مسعىً منه لمنح الشرطة ما يكفي من الوقت لدخول الصف وإلقاء القبض عليه. وهذا ما حصل!

وبحسب كير بوتني، رئيس شرطة منطقة شارلوت- ميكلينبرغ، ليس هناك من مبرر للاعتقاد أنّ المسلّح كان سيتوقّف عن إطلاق النار لو لم يجري التصدّي له.

كان هاويل يُشارك مع 49 طالباً آخرين في عروض نهاية السنة الخاصة بصف الأنتروبولوجيا، عندما وقعت حادثة إطلاق النار.

"تضحيته أنقذت عديداً من الأرواح"، أكّد رئيس الشرطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان ديفيد بلناب من أصدقاء هاويل وأحد الطلاب الذين وزّعوا قمصاناً في مسيرة الشموع التي نُظّمت في حرم الجامعة في الليلة التي تلت إطلاق النيران. وأكّد بلناب أنّه لم يتفاجأ ببسالة هاويل.

"ذلك التصرّف البطولي ليس بعيداً عن رايلي... لقد ضحّى بحياته لأجل مَن يهتمّ بأمرهم، وذلك هو إرثه"، علّق بلناب الذي هو طالب في السنة الجامعية الثانية.

وفي صباح يوم الثاني من مايو (آيار)، شغّلت سيّارات الشرطة ودرّاجاتها الناريّة إشاراتها الضوئيّة الومضية الزرقاء، لتُغادر موقع المأتم في مدينة "شارلوت"، ناقلةً جثمان هاويل إلى مسقط رأسه في بلدة "واينسفيل" الكائنة على بعد 150 ميلاً.

ومع مرور الموكب، توقّفت حركة المرور على طول شوارع "شارلوت" المزدحمة والمقسّمة الى أربعة خطوط.

أشادت عائلة هاويل بفقيدها واصفةً إياه بأنه "شاب بعضلات مفتولة وقلب كبير". وأكّد والد لورين ويستمورلند التي واعدها الشاب الضحية لست سنوات، إنه كان ليبرع في مجالي الإطفاء أو الأسعاف.

"ولو صحّ ما قيل على لسان البعض عمّا حدث في تلك الغرفة، لصدّقتها من دون تردّد. كان رايلي من أوائل الأشخاص الذين يهبّون لنجدة شخص إن تعثّر أو هوى"، على حد تعبير كيفين ويستمورلند.

الأرجح أن يكون هاويل قد تعرّض لتدريبات تطبيقيّة على حوادث إطلاق نار، على غرار أعداد لا تُحصى من الأميركيّين في جيله. وفي مثل تلك المواقف، يُطلب من الطلاب الفرار إذا أمكنهم، أو الاختباء إذا تعذّر عليهم الفرار، أو الدفاع عن أنفسهم إذا لم يكن أيّاً من الخيارين السابقين متاحاً لهم.

لم تذكر الشرطة حتى الآن دافع تيريل لإطلاق النيران. لكنّها تعتقد أنّ الطالب الجامعي الذي تخلّى عن دراسته في وقتٍ سابق من الفصل الدراسي الحالي، قد تصرّف لوحده. وليس واضحاً ما إذا كان على معرفة مسبقة بالطلاب الذين أصابهم.

"لا يمكننا أن نستشفّ السبب بعد. العشوائيّة هي أكثر ما نخشاه"، قال السيد بوتني.

وفي شريط الفيديو المسجّل الذي بثّته محطّات الأخبار المحليّة في 30 ابريل الماضي، ظهرت عناصر من الشرطة وهي تترجّل من السيارة وتُرافق المشتبه فيه وهو شاب أشعث الشعر ونحيل المظهر.

وفيما كانوا يتوجّهون به إلى مركز الشرطة، نظر إلى الصحافيين من فوق كتفه وابتسم لهم صارخاً "ببساطة، دخلتُ الصف وأطلقتُ النار على الشباب".

وُجّهت إلى تيريل تهمتا الشروع في القتل العمد وأربعة تهم محاولة قتل، ومن المرتقب أن يمثل أمام المحكمة في 15 مايو (آيار) الجاري.

في ولاية كارولينا الشمالية، يُعاقب القانون على جرائم القتل من الدرجة الأولى بحدّ أدنى إلزامي بالسجن المؤبّد من دون إمكانية الإفراج المشروط، ويُمكن لتيريل أن يُواجه حكم الإعدام في حال إدانته.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات