Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عنصرية شربل تجاه دول الخليج تطيح به

أعلن رئيس الجمهورية تعيين وزيرة الدفاع زينة عكر خلفاً له

على أثر استقالة شربل وهبة، وقّع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، مرسوماً يقضي بتعيين زينة عكر وزيرة للخارجية والمغتربين بالوكالة، بدلاً من منصبها السابق وزيرة للداخلية والبلديات بالوكالة، إضافة إلى مهامها الأصلية نائبة لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة للدفاع.

وعرفت عكر للمرة الأولى كونها أول امرأة تتسلم حقيبة وزارة الدفاع الوطني في لبنان والعالم العربي، وشغلت منصب المديرة التنفيذية لشركة "الدولية للمعلومات" لاستطلاعات الرأي، التي يملكها زوجها جواد عدرا.

وكان وهبة، قد تقدم لرئيس الجمهورية ميشال عون بطلب إعفائه من مهامه، على خلفية الأزمة السياسية التي تسببت بها تصريحاته تجاه السعودية والخليج.

وقال وهبة "طلبت إعفائي من مهامي ومسؤولياتي كوزير خارجية في حكومة تصريف الأعمال"، مضيفاً "أتمنى إقفال هذا الموضوع بالكامل ليصبح من الماضي ولتكون العلاقات مع الدول العربية الشقيقة مبنية على الاحترام وأتمنى التوفيق لمن سيتولّى "الخارجية" بالمستقبل لخدمة هذا البلد".

وكان عون قد التقى وهبة وتسلم منه خطاب الاستقالة اليوم، على أن يلتقي برئيس الحكومة حسان دياب ليعلن بعدها تنحيه عن ممارسة مهامه الدبلوماسية وفق ما يقتضي العرف.

استنكار سعودي

وعلى خلفية الأزمة استقبل السفير السعودي في بيروت، وليد بخاري، عدداً من اللبنانيين تقدمهم مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، إضافة إلى عدد من الفنانين والإعلاميين، في خيمة داخل منزله.

وفي حديث لبخاري مع الصحافيين قال فيها "ما أكسب المملكة احترام الخصوم والحلفاء في المجتمع الدولي أن لديها خطاباً سياسياً واحداً في العلن وفي السر"، مؤكداً أن ما يحكى عن سعي المملكة لترحيل اللبنانيين لا أساس له من الصحة.

وكانت الرياض قد استدعت السفير اللبناني، لتعرب عن رفضها "الإساءات الصادرة من مسؤول لبناني".

وقالت الخارجية في بيانها، "إشارة إلى التصريحات المسيئة لوزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة خلال مقابلة تلفزيونية، تطاول فيها على المملكة وشعبها، فإن وزارة الخارجية إذ تعرب عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، لتؤكد مجدداً أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية، ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين".

وأضافت، "نظراً إلى ما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين، فقد استدعت الوزارة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفضها واستنكارها الإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".

ردة فعل خليجية

أما مجلس التعاون الخليجي فقد أعرب على لسان نايف الحجرف، الأمين العام للمجلس، عن رفض الدول الأعضاء واستنكارها لما ورد على لسان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية، خلال مقابلة تلفزيونية "وما ورد فيها من إساءات مشينة بحق دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها وكذلك الإساءة بحق المملكة العربية السعودية".

ولفت المسؤول الخليجي إلى أن سجل دول المجلس حافل بتاريخ من "المواقف الثابتة والراسخة التي قامت بها هذه الدول لدعم الشعب اللبناني الشقيق، تلك المواقف التي يشهد التاريخ لها بهدف سلامة لبنان ودعم استقراره وأمنه".

واعتبر التصريحات الصادرة من الرجل الذي يتحدث باسم الحكومة اللبنانية "تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين دول المجلس ولبنان".

وطالب الحجرف وهبة بتقديم اعتذار رسمي لدول "مجلس التعاون الخليجي" وشعوبها نظير ما بدر منه من إساءات غير مقبولة على الإطلاق.

بدورها، أعربت الإمارات ممثلةً بوزارة الخارجية والتعاون الدولي فيها عن "استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء التصريحات المشينة والعنصرية التي أدلى بها شربل وهبة، وزير الخارجية بالجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال والتي أساءت إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون الخليجي".

واستدعت الإمارات سفير الجمهورية اللبنانية لدى الدولة وسلّمته مذكرة احتجاج رسمية تستنكر فيها التصريحات، وفق وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية "وام"، مؤكدة أنها "تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية التي تجمع لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك أعربت البحرين عن استنكارها الشديد لما تضمنته التصريحات المستفزة، وقامت وزارة الخارجية في المملكة باستدعاء سفير الجمهورية اللبنانية لديها وسلمته مذكرة احتجاج رسمية تضمنت رفض البحرين واستنكارها للتصريحات المسيئة التي صدرت من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني.

أما الكويت فردت على الإساءة التي وصفتها بـ"البالغة  لدول الخليج وشعوبها"، واستنكرت تصريحات الوزير اللبناني، في مذكرة احتجاج شديدة اللهجة سلمتها القائم بالأعمال اللبنانية فيها.

مواقف عربية

وطلبت وزارة الخارجية المصرية تفسيراً للتصريحات المسيئة التي أدلى بها شربل وهبة.

وقال بيان صحافي للخارجية المصرية، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، إنها "طلبت من السفير اللبناني في القاهرة علي الحلبي، تقديم تفسير لما أدلى به وهبة، من تصريحات مسيئة بحق الدول والشعوب العربية الشقيقة في الخليج".

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن أسفه البالغ إزاء ما صدر عن وزير خارجية لبنان وحمل تجاوزاً في حق دول الخليج عموماً والسعودية على وجه الخصوص، واصفاً تلك التصريحات بـ"البعيدة عن اللياقة الدبلوماسية"، وفق وكالة "أنباء الشرق الأوسط". وبحسب الوكالة، نقل مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة العربية، اليوم الأربعاء، عن أبو الغيط اعتباره أن لغة الحوار المستخدم من جانب كبار مسؤولي الدول العربية يتعين أن تعكس دائماً مشاعر الأخوة والاحترام المتبادل بين الشعوب العربية، وأن تتجنب ما يهيج الخواطر أو يُثير البغضاء ويُذكي الفتن. وأعرب المصدر عن الأسف الشديد لأن تأتى هذه التصريحات في توقيت دقيق للغاية يمر به لبنان وفى وقت يحتاج إلى كل الدعم من أصدقائه وأشقائه، وأسهمت في توتر العلاقة اللبنانية- الخليجية بدلاً من تصحيح مسارها بالشكل المطلوب.

ونشرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية اعتذاراً رسمياً من وهبة، الذي قال إن ما بدر منه كان "عبارات غير مناسبة".

وحول التصريحات أكد أن "القصد لم يكن لا أمس ولا قبله ولا بعده، الإساءة إلى أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة التي لم تتوقف جهودي لتحسين وتطوير العلاقات معها"، مضيفاً "جلّ من لا يخطئ في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة".

وتأتي هذه الأزمة في سياق أزمات تشهدها العلاقة بين السعودية بالتحديد ولبنان، بعد أسابيع من إيقاف الرياض استيراد المنتجات الزراعية الآتية من بيروت، بسبب ما قالت إنه "استغلال للصادرات لتهريب المخدرات"، بعد ضبط كمية كبيرة من الحبوب المخدرة في شحنة رمّان آتية من لبنان.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي