يطرح الفنان السويدي كيم جاكوبسون أعمالاً تشكيلية فريدة من نوعها، تكسوها قصص درامية مؤثرة، دامية في مجملها وشديدة الحزن. توقظ الكثير من الأسئلة حولها، إذ لا تجد ضمن جملة أعماله لوحة واحدة تبعث السرور بالمرة، إلا أنها تجد قبولاً واسعاً في محيط النساء على وجه الخصوص.
ينتمي كيم إلى بلدة صغيرة تسمى أوريبرو، تقع في السويد، ويقول عن تجربته "ليس لدي الكثير من القصص، ولم يكن لدي أي طموح لأن أصبح فناناً تشكيلياً كما يحدث للبعض، في حين اكتشفت ميولي نحو هذا المجال منذ عامين تحديداً".
وأضاف "أرى أنه لا توجد طرق مختصرة للنجاح، علينا جميعاً القيام بالطحن، والاستمرار في التدريب، لنشعر في النهاية بالرضا عما ننتجه. بالنسبة لي، أحاول ألا أفعل ما يفعله الأخرون، إنه أمر صعب حقاً في الوقت الحاضر، لأنني أشعر أن معظم اللوحات قد رسمها شخص آخر بالفعل، وأحاول من خلال عملي إيجاد مكان لنفسي في مساحة الفن".
تشويه الأعمال
لا يجد الفنان السويدي أعماله مخيفة بالنسبة للمتلقي كما تبدو، بل يصنفها مجردة من أشكال التعبير، مؤكداً أنه سئم نوعاً ما من الصورة الواقعية، على رغم إعجابه بها، "فيعجبني تشويه الوجوه وجعلها مجردة، من دون محاولة، أو تعمد جعلها مخيفة، لكنها تخرج تلقائية في صورتها النهائية هكذا".
وبسؤاله حول مصدر أفكاره أجاب الفنان، "لطالما كنت مهتماً بالحركة. أعتقد أنني أرى فني كشيء مؤثر. وجه مشوه ويتحرك من تلقاء نفسه بطريقة ما. أحصل على أفكاري من كل مكان. عادة ما تأتي فكرة اللوحة من مشاهدة فيلم أو دراسة الوجوه على وسائل التواصل الاجتماعي".
وعندما يكون لدى كيم وجهاً يثير انتباهه، فإنه ينسخ الصورة في "فوتوشوب" حيث يلعب بها ويجعلها "تبدو مجردة بعد ذلك، أفكر قليلاً قبل أن أقرر ما إذا كنت أرغب في رسمها على قماش أم لا".
كيف يتعاطى الذكور والإناث مع أعماله؟
يعتقد ابن مدينة أوريبرو أن النساء أكثر ميلاً إزاء أعماله من الذكور، "فمعجباتي يمكن أن يضعن أنفسهن في اللوحات بطريقة مختلفة. في الغالب لأنني أرسم النساء. أقول إن 90 في المئة من لوحاتي لنساء. وأنا لا أهدف إلى تصوير الجمال. ربما تجد بعض النساء هذا التمكين".
يمارس كيم نشاطه الفني من خلال الاستديو الخاص به، "أفعل ذلك في شقتي الصغيرة، ومن خلالها أعيش نوعاً من الفوضى، بين اللوحات المكتظة في كل ركن من أركانها، ومع ذلك أفكر في الانتقال يوماً ما إلى لندن التي أشعر أنها المكان المناسب للفنان الآن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع "أريد أن أعيش حياة الفنان كاملة، فلا يوجد في السويد أي مستقبل للفنان، ولا يوجد مشهد فني يمكن الحديث عنه، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من ممارسة الأشياء الخاصة بي أسهل من أي وقتٍ مضى، ويمكنني بسهولة إرسال اللوحات إلى جميع أنحاء العالم، والتواصل مع الأشخاص، بالأخص من خلال موقع إنستغرام".
سوق لوحات كيم
قدم كيم عدداً من الأعمال الفنية التشكيلية المتنوعة خلال مسيرته الفنية التشكيلية، ويمتلك بحوزته حالياً قرابة ستين عملاً، واقتنيت أغلب أعماله في العام الماضي، أغلاها لوحة حملت عنوان "حامل الله"، وبلغت قيمتها أربعة آلاف وثمانمئة وثمانون دولار أميركياً.
لم يقم جاكوبسون حتى الآن أي معرض فني خاص، ويقول "يشعرني هذا بالخوف، إذ لم يطلب مني القيام بمعرض واحد".