Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمات مخرج" نسل الأغراب" تخرج عن السيطرة

الشركة المنتجة توقف التعامل معه لتخطي ميزانية العمل والمصنفات الفنية تقضي باقتباسه مسلسل "البرنس"

المخرج المصري محمد سامي  (الصفحة الرسمية للفنان على فيسبوك)

لم تهدأ عواصف الهجوم على المخرج المصري محمد سامي في الساعات الماضية، وتعددت الأسباب والأزمات التي وضعت مخرج مسلسل "نسل الأغراب" في منطقة حرجة من كل الجهات. كانت البداية بهجوم من الجمهور والنقاد على "نسل الأغراب" الذي لعب بطولته النجمان أحمد السقا وأمير كرارة، وكان السبب الأساس للهجوم هو خروج المسلسل عن التوقعات المنشودة، وظهوره بصورة أقل من أسماء النجوم المشاركين به، وتصويره الواقع في صعيد مصر على أنه غابة يتصارع فيها شخصان ويقتلان ويحرقان ويعيثان في الأرض فساداً، دون وجود أي رادع أو قيم مجتمعية، إضافة إلى تهميش دور الشرطة في مواجهة الفساد والجرائم التي يرتكبها عساف وعفران الغريب بطلا العمل.

تضمنت الانتقادات أيضاً فرض المخرج لزوجته الممثلة مي عمر مساحات درامية واسعة، جاءت على حساب بطلي العمل لدرجة أصبحت جليلة التي تقوم بدورها زوجته محور الأحداث من الحلقة الأولى وحتى النهاية، على الرغم من إمكاناتها التمثيلية المحدودة وعدم قدرتها على إقناع المشاهد بأنها أم لشابين، هما أحمد مالك وأحمد داش، وهي في الثلاثينيات من عمرهما، أي تقترب من عمر من قاما بدور ولديها. كل هذه الأسباب ربما أطاحت مصداقية العمل، وجعلت من الأحداث أمراً غير منطقي يلوي ذراع الدراما والتسلسل الفني والسياق الصحيح.

بدأت ردود الفعل ضد مؤلف ومخرج العمل محمد سامي عندما أصدرت الشركة المنتجة بعد انتهاء عرض مسلسل "نسل الأغراب" بيوم ونصف اليوم، بياناً بوقف التعامل مع المخرج محمد سامي نهائياً. وجاء في البيان، "تم اتخاذ قرار بوقف التعامل مع المخرج وكاتب السيناريو محمد سامي".

مجاملة الزوجة

ولم توضح الشركة أسباب القرار، ورفض المسؤولون فيها التعليق تماماً، ولكن انطلقت معلومات مؤكدة من داخلها تشير إلى أن أهم أسباب صدور القرار، هو تجاوز مسلسل "نسل الأغراب" الميزانية المقررة له وقيام سامي بزيادة مشاهد إضافية لزوجته مي عمر على حساب باقي الأبطال، إلى جانب حدوث خلافات كثيرة بين فريق العمل بسبب إضافة سامي أو تعديله مشاهد للأبطال عن النسخة الأولى التي قاموا بقراءتها.

وردد البعض أن المخرج تعامل مع المسلسل أنه ملكية خاصة، لدرجة أن جعل من زوجته البطلة، وشقيقته ريم البطلة الثانية، وكتب على شارة المسلسل أنه قصته وإخراجه، وفي نهاية كل حلقة صاحب الشارة شكر خاص وجهه المخرج لوالده، ووالدته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كل هذه التفاصيل حملت استفزازاً للجمهور، بخاصة أن المسلسل خيب التوقعات وحمل كثيراً من المبالغات غير المنطقية مثل القصور الفخمة وماكياج بطلة المسلسل زوجة المخرج التي خصها بشكل بعيد تماماً عن شكل أهل الصعيد، وطريقة تزيين مبالغ فيها وغير منطقية بالمرة، في نفس الوقت الذي ظهرت فيه كل الممثلات اللاتي جسدن أدواراً صعيدية بالعمل بشكل منطقي وبماكياج أقرب للبشرة السمراء الصعيدية.

وأدى وقف سامي بقرار الشركة المنتجة، وفسخ عقده الذي كان متبقياً فيه أكثر من مسلسل، إلى استمرار الهجوم عليه وترديد كثير من التكهنات، منها أنه عرض رد أجره وأجر زوجته وأخته للشركة المنتجة، عارضاً التصالح بأي ثمن، كما قيل أنه عرض رد مزيد من الأموال التي تخطت الميزانية المحددة إرضاءً للشركة المنتجة وفي محاولة لإيجاد طريق للمفاوضات.

إهانة الممثلين

إلى هنا توقفت أزمة سامي مع الشركة المنتجة، لكنها فتحت مجالاً أوسع لحملات الهجوم عليه، حيث صرحت الممثلة مريم سعيد، التي قامت بأحد الأدوار الرئيسة في "نسل الأغراب" من خلال  منشور كتبته عبر صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك" عن سامي، روت فيه تعرضها للإهانة والسب على يده، هي وغيرها من نجوم المسلسل، الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي. وأكدت في تصريحات لـ"اندبندنت عربية" أنها وأسرة المسلسل قابلوا أياماً سيئة بسبب المعاملة القاسية التي يقوم بها سامي في موقع التصوير مع الممثلين غير المشاهير.

أزمة المجاميع

وتأكيداً لكلام مريم، اشتكى عدد من المجاميع والممثلين الذين يقومون بأدوار كومبارس معاملة سامي السيئة أثناء التصوير، وأكدوا عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وقوع مشادات وصلت حد التشابك بالأيدي، بينهم وبين المخرج  أثناء التصوير مطلع ديسمبر(كانون الأول) الماضي. وأكد مصدر داخل فريق عمل المسلسل وقوع مشاجرة بين المجاميع المشاركين في العمل مع مخرجه، بسبب أن بعضها لم تنفذ تعليمات المخرج بالشكل الذي يريده، وهو ما جعله يطالب بالاستعانة بغيرهم، ما أدى لخروج الأمر عن السيطرة مع بعضهم، وحدثت أزمة بين المخرج وبين سيدة منهم، فدفعها وكُسرت ساقها، وعندما اعترض أحد الرجال من المجاميع على الاعتداء على المرأة ضربه هو الآخر، ما أغضب جميع المشاركين في التصوير، وتم طردهم.

سرقة "البرنس"

لم تكن أزمة "نسل الأغراب" هي الوحيدة خلال الساعات الماضية ضد سامي، حيث واجهته أزمة جديدة  بسبب مسلسل "البرنس" الذي عرض رمضان 2020، بعد أقل من 24 ساعة على قرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وقف التعامل معه.

إذ صدقت الهيئة المتخصصة بحق الملكية الفكرية والأدبية في مصر، على اقتباس المخرج محمد سامي فكرة "البرنس"، الذي عرض في السباق الرمضاني لعام 2020، وكان من بطولة الفنان محمد رمضان، من فيلم "صورة مهزوزة" الذي عرضه عليه شخص يدعى أحمد عبد الرحمن يوسف، وهو محامٍ. قال إنه أرسل له الفيلم بالكامل عبر تطبيق "واتساب" وفوجئ بعمل الفيلم على شكل مسلسل "البرنس" بكل التفاصيل والشخصيات. بعدها قدم شكوى إلى نقابة الممثلين، وأخرى لنقابة المهن السينمائية اتهم خلالهما المخرج محمد سامي بالاستيلاء على فكرة الفيلم، مؤكداً أن نقابة السينمائيّين طلبت حضور الأخير للتحقيق، ولكنه رفض.

وصدقت الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية بأنه يوجد تطابق بين الفكرة والشخصيات الدرامية والصراع الدرامي للعملين، ليواجه بذلك سامي تهمة سرقة مسلسل البرنس من المحامي أحمد يوسف وفيلمه "صورة مهزوزة".

وقال المحامي المصري، إنه حصل في أغسطس (آب) من عام 2018 على ترخيص الملكية الفكرية من هيئة المصنفات الفنية التابعة لوزارة الثقافة المصرية، لقصة فيلم بعنوان "صورة مهزوزة"، تدور أحداثه حول مجموعة من الإخوة يحاولون الحصول على إرث والدهم من عمهم، أحدهم غير متزن بسبب مرضه النفسي ولكنه طيب، والآخر أناني ووصولي ويتملكه حب المال، وآخر طالب حقوق خبيث، والأخير شاب مستهتر يبدد أمواله على السهر".

وحاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع المخرج محمد سامي، ليكون له حق الرد على ما نسب إليه، لكنه أغلق كل وسائل التواصل ورفض التعليق.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة