Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

42 ألف نازح في مراكز "أونروا" وإسرائيل تعلن نيتها قصف مدرستين

اضطرت عائلات فلسطينية للخروج من منازلها جراء الغارات الإسرائيلية القريبة

كانت فاطمة تعد وجبة العشاء لأطفالها الأربعة، عندما انهمرت القذائف الإسرائيلية على بيت جيرانهم، مسويةً إياه بالأرض. وسقطت جدران شقة فاطمة من قوة الانفجار على رؤوس أطفالها، فسارعت إلى البحث عنهم، بينما كانت تصرخ مصدومة بالعامية "يما ردوا عليا... انتو مناح؟؟ عايشين؟؟".

وبدأت فاطمة تتفقد الصغار الذين ظنوا أن غرفة والدتهم هي الملجأ الآمن من انفجارات القذائف الإسرائيلية التي تساقطت على حي الشاطئ غرب مدينة غزّة، مسببةً دماراً كبيراً في البيوت والطرقات.

لملمت السيدة الفلسطينية أطفالها حولها، وهدأت روعهم ثم نزلت برفقتهم تسير في ظلمة الشوارع ليلاً تبحث عن مكان آمن. وكحالها وجدت جميع جيرانها يهرعون في الطرقات المدمرة باتجاه مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا".
 


النزوح سيراً على الأقدام

ولا يقتصر الأمر على سكان حي الشاطئ، بل يشمل أيضاً القاطنين بالقرب من الحدود بين قطاع غزّة وإسرائيل، اضطروا للخروج من منازلهم، بعدما بدأت المدفعية الإسرائيلية في إطلاق قذائفها عشوائياً على طول الشريط الحدودي، فلم يكن أمامهم من خيار سوى التوجه إلى مراكز الإيواء، هرباً من النيران التي اشتعلت في منطقتهم.
وقال راجي أحد سكان المناطق الحدودية، إنهم خرجوا من بيوتهم سيراً على الأقدام وقطعوا مسافة أربعة كيلومترات وسط ظلام الليل وانقطاع تام للكهرباء عن أحياء مدينة غزّة، حتى تمكنوا من الوصول إلى مدارس أونروا للإيواء فيها، هرباً من الموت والدمار والغارات التي لا تميز بين مدني وعسكري ولا ترحم الأطفال.

48 مليون دولار خسائر قطاع الإسكان

وفي حين بدأ سكان المناطق الحدودية وأصحاب المنازل المدمرة والمتضررة جراء استمرار الغارات الإسرائيلية بالنزوح، شنت مقاتلات الجيش سلسلة هجمات على الطرقات الرئيسة ودمرتها بالكامل، الأمر الذي عرقل مسير هؤلاء السكان، ووصول مزودي الخدمات إليهم (الإسعاف والهلال الأحمر والدفاع المدني).
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إن "إسرائيل دمرت ألف وحدة سكنية بشكل كلي، وتضررت ستة آلاف وحدة أخرى بين أضرار بليغة وجزئية، فيما وصلت خسائر قطاع الإسكان إلى قرابة 48 مليون دولار أميركي"، مشيراً إلى أن "مقاتلات الجيش الإسرائيلي دمرت البنية التحتية بشكل يؤثر على الخدمات الأساسية الموجهة إلى المواطنين".


قدرة استيعاب مدارس الـ "أونروا"

وفتحت "أونروا" مدارسها للنازحين لتصبح مراكز إيواء لهم. وقال المستشار الإعلامي للوكالة التابعة للأمم المتحدة عدنان أبو حسنة، إن "42 ألف فلسطينياً نزحوا داخلياً في قطاع غزّة، تاركين منازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية المتواصلة، ولجأوا إلى 50 مدرسة نعمل على إدارتها، من بينهم نحو 2500 فلسطيني من إجمالي الذين وصلوا مراكز الإيواء باتوا بلا مأوى بعدما دُمرت منازلهم".
وأوضح أبو حسنة أن مدارس "أونروا" الـ50، قادرة على استيعاب حوالى 50 ألف فلسطيني، مضيفاً أن "أعداد النازحين حالياً تثير مخاوفنا من تزايدهم في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية، ما يجعل الوكالة غير قادرة على مواجهة نتائج العدوان الإسرائيلي ومتطلبات النازحين، لذلك أونروا بحاجة إلى دعم عاجل لمساعدة الفلسطينيين في غزة".
وبحسب أبو حسنة، فإن أونروا بدأت بتوفير بعض الاحتياجات الأساسية للنازحين، وأرسلت مشرفين ومرشدين نفسيين للتخفيف من حدة التوتر لدى النازحين جراء العنف والقتل والدمار الذي شهدوه.


"سنقصف مدرستين"

وفي السياق، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن عدداً من النازحين غادروا منازلهم إلى المساجد وكذلك المدارس، وسط وصول محدود للماء، والغذاء والنظافة والخدمات الصحية، وذلك في ظل تردي التغذية بالتيار الكهربائي المهدَد بالتوقف كلياً، نتيجة نفاذ الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد.
وإلى جانب "أونروا"، أعدت الجهات الحكومية في غزّة خطةً لتحويل عدد من المدارس التابعة لها إلى مراكز إيواء، على أن تدخل الخدمة في حال طالت الغارات الإسرائيلية مزيداً من المواقع المدنية. وبحسب القوانين الدولية، فإن مراكز الإيواء والمدارس والمساجد، تُعد أماكن آمنة، ولا يجوز تدميرها أو الاعتداء عليها. إلا أنه على الرغم من ذلك وبحسب أحدث المستجدات الميدانية، أبلغ الجيش الإسرائيلي مؤسسات الأمم المتحدة نيته قصف مدرستين غرب مدينة غزّة.
وقال مسؤول الإعلام الحكومي سلامة معروف، إن "هاتين المدرستين مصنفتان على أنهما ضمن المراكز المعدة للإيواء وإحداثياتهما موجودة مسبقاً لدى الجهات الدولية، ووضعهما في بنك أهداف إسرائيل يدلل على وتيرة الجرأة لدى الجيش الإسرائيلي في قصف الأعيان المدنية المحمية بقوة القانون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


القتال متواصل

ميدانياً، ما زالت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تتبادلان إطلاق النار لليوم الثامن على التوالي، وقد ارتفع عدد الضحايا إلى 200 قتيل على الأقل، من بينهم 53 طفلاً و29 سيدة، إلى جانب 1300 جريح، فيما قُتل نحو 10 إسرائيليين وأُصيب مئات آخرين جراء القذائف الصاروخية التي سقطت على تل أبيب والتجمعات السكانية المحيطة بالقطاع.
ومن جهة الفصائل الفلسطينية، ما زالت الرشقات الصاروخية تتواصل وتركزت الليلة الماضية (الأحد) صوب مدينة بئر السبع. وأطلقت الفصائل ليل الأحد، 60 صاروخاً، ليصبح إجمالي عدد الصواريخ المُطلَقة خلال الجولة الحالية من الصراع، 3100 صاروخ.
في المقابل، تحدث المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عن إحباط عملية في المجال البحري، وتدمير تسعة منازل لقادة في حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، ومبنى للاستخبارات العسكرية، إضافة إلى مشروع أنفاق تابع لحماس.

المزيد من الشرق الأوسط