Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يتردد مديرو الأصول حول الاستثمار في العملات المشفرة؟

محللون: تقلبات الأسعار بشكل حاد في الأسواق مؤشرات تثير المخاوف

القلق يتصاعد بشأن الاستثمار في العملات المشفرة (أ ف ب)

أعرب عدد من صناديق إدارة الأصول حول العالم عن تصاعد القلق من الاستثمار في العملات المشفرة، مثل "بيتكوين" وغيرها، مع التقلبات القوية والسريعة في قيمتها. ويرى محللو الأسواق أن ذلك يضعف فرص دخول العملات المشفرة ضمن المشتقات الاستثمارية التقليدية التي تحسنت العام الماضي.

وزادت تحفظات صناديق ومستثمرين مؤسساتيين في شأن الدخول في مجال العملات المشفرة. وذكر عدد من صناديق إدارة الأصول الكبيرة، مثل صندوق إدارة الثروات في "يو بي أس"، وصندوق "بيمكو"، وصندوق "تي راو برايس"، وصندوق "غلينميد إنفستمنت مانجمنت"، أنها أصبحت أكثر تردداً في الاستثمار بالعملات المشفرة.

وأشار أغلب هؤلاء إلى أن التقلبات في قيمة تلك المشتقات الرقمية، أحياناً "بسبب تغريدة من شخصية مشهورة، مثل إيلون ماسك"، هو أحد أهم أسباب التردد في الاستثمار فيها.

وكانت تغريدة للمياردير الأميركي إيلون ماسك، مؤسس شركة صناعة السيارات الكهربائية "تيسلا"، يوم الأحد، أدت إلى فقدان "بيتكوين" نحو 10 في المئة من قيمتها ليهوي سعرها دون 45 ألف دولار بعد أن كان تجاوز حاجز 60 ألف دولار مطلع العام. وفهم من تغريدة ماسك أن شركة "تيسلا" قد تبيع ما بحوزتها من عملات "بيتكوين"، ما يعني ضغطاً أكثر على سعرها نزولاً. وكانت "تيسلا" أعلنت في فبراير (شباط) الماضي أنها استثمرت 1.5 مليار دولار في "بيتكوين"، لكن في في إفصاحها عن بياناتها المالية للربع الأول قبل نحو أسبوعين بدا أنها باعت جزءاً مما بحوزتها من "بيتكوين"، حيث سجلت أرباحاً بأكثر من 100 مليون دولار من بيع عملات مشفرة.

وتراجعت شركة "تيسلا" قبل أيام عن إعلان سابق لها، روجه أيضاً إيلون ماسك عبر "تويتر"، بأنها ستقبل دفع ثمن سياراتها بـ"بيتكوين". وبعدها بيوم غرد ماسك منتقداً "بيتكوين" لأنها تسهم في تلوث البيئة والتغير المناخي بسبب الاستهلاك الهائل للطاقة في عملياتها. يذكر أن تغريدات إيلون ماسك العام الماضي كانت السبب وراء الارتفاع الهائل في قيمة العملات المشفرة نتيجة ترويجه لها وإعادة نشر تغريداته عبر منصات دردشة إلكترونية مثل "ريديت"، وغيرها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مشتقات غير مستقرة

كانت "بيتكوين" قد كسبت أرضية واسعة بين المستثمرين ومديري الأصول في صناديق الاستثمار خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت التعاملات في عقودها الآجلة أكثر سيولة في السوق أخيراً. كما بدأت سلطات تنظيم الأسواق في الولايات المتحدة دراسة إمكانية إعطاء الموافقة على صناديق مبادلات عقود العملات المشفرة.

لكن مديري الأصول أصبحوا أكثر قلقاً أخيراً، وهم يرون العملات المشفرة لا تحقق أي استقرار في قيمتها كان مأمولاً من قبل مع دخولها النظام المالي التقليدي. وزادت الشكوك حول إمكانية أن توفر تلك المشتقات الرقمية أي تحوط تجاه تقلبات أسواق الأسهم أو معدلات التضخم.

وزاد من تلك المخاوف ما أعلنته سلطات مالية أميركية من تحذيرات للمستثمرين من شراء محافظ استثمار تعاونية منكشفة على عقود "بيتكوين" الآجلة باعتبارها "استثماراً شديد المضاربة. وحذر قسم إدارة الاستثمار في لجنة البورصة والأوراق المالية في الولايات المتحدة صناديق المحافظ التعاونية من أن دخولها تعاملات العملات المشفرة سيكون محل تدقيق أكثر صرامة.

وفي مقابلة مع "الفاينانشيال تايمز"، قال جايسون برايد، كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق "غلينميد" للثروات الخاصة، إن الصندوق ينصح عملاءه في شأن العملات المشفرة "أن يبتعدوا عنها". وأضاف، "لا أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) وهيئات الرقابة والتنظيم الأخرى يقبلون بالتركيبة الحالية للعملات المشفرة في السوق".

كذلك الحال مع صندوق "تي راو برايس" الذي يقول رئيسه، روب شاربس، "للعملات المشفرة تأثير في أسواق المال، ونحن خبراء فيها، لكن التزامنا في إدارة ثروات عملائنا لا يتناسب مع الاستثمار بها، وندرك حجم المضاربة في هذا المجال".

وفي مذكرة لصندوق إدارة الثروات في "يو بي أس" يقول البنك الاستثماري الشهير، "نتوقع مزيداً من الضوابط والقيود التنظيمية على العملات المشفرة". ويضيف أن تقلبات الأسعار التي تلي إعلانات "تيسلا" وبياناتها "تشير بوضوح إلى المخاطر الكبيرة التي تقدم عليها الشركات حين تصبح منكشفة أكثر على العملات المشفرة في حسابات ميزانياتها".

ويتوقع المحللون أن التردد المتزايد من قبل المستثمرين المؤسساتيين تجاه الاستثمار في العملات المشفرة ربما يشكل ضغطاً أكبر على قيمتها في المستقبل القريب، إذ إن تراجع الصناديق عن الاستثمار فيها سيجعلها أكثر فأكثر مجرد مشتق استثماري رقمي يخضع للمضاربات الهائلة من المستثمرين الأفراد الذين دخلوا الأسواق في السنوات الأخيرة فحسب.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة