Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يسعى من جديد إلى اللحاق بركب مواجهة كورونا

افتتاحية: إن تسريع وتيرة الجرعة الثانية التي يتم تقديمها حالياً و "طفرة" الاختبارات، سيساعدان من دون شك على التخفيف من وطأة المتحور الهندي من فيروس كورونا، لكن هل يكفي ذلك؟

جونسون بين ناري المتحور الهندي وبعض الرأي العام (اندبندنت عربية - علاء رستم)

هل تردد بوريس جونسون في منع السفر من الهند في وقت كانت الفرصة سانحة أمامه من أجل تأخير وصول المتحور الهندي من "كوفيد-19"؟

يرفض مات هانكوك وزير الصحة هذا الاتهام على أنه مجرد تكهن من بنات "إدراك متأخر" [لما جرى في الماضي]، وهو رد لا يعني الدحض الكامل للتهمة.

ويقول رئيس الوزراء إن عدد حالات الإصابة في شبه القارة الهندية كان منخفضاً في الفترة ذات العلاقة، ومع ذلك فقد تم فرض قيود على الوافدين من باكستان وبنغلاديش. ولكن، يجدر القول مجدداً إن رئيس الوزراء لا يحاول حالياً أن ينتزع من قادة هاتين الدولتين أي اتفاقية تجارية هو في أمس الحاجة لها. إلا أنه يحاول التملق لناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند.

كانت هناك مخاوف متزايدة بخصوص المتحور الهندي من فيروس كورونا "ب. 1. 167.2" لفترة من الزمن، وقد اعترف رئيس الوزراء نفسه بوجود هذه المخاوف في مؤتمره الصحافي الأسبوع الماضي، فزج بها خلسة، وعلى نحو تهكمي، في حديثه، وذلك بما يلائم هدفه المتمثل في تأخير التحقيق العام بشأن طريقة تعامله مع الأزمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ربما كان رئيس الوزراء يسرد بشفافية كاملة روايته المتعلقة بكيفية اتخاذ القرار، ولعله قد استند فيه إلى البيانات والمعطيات العلمية، كما يزعم غالباً أنه يفعل. لكن، يبدو في الوقت الحالي، أن مسؤوليته عن المخاطرة بالتسبب في موجة ثالثة، ليست مصدر قلق فوري- وذلك خلافاً لذنبه المتعلق بمحاولة صد موجة كهذه، والذي يبعث على القلق حالياً.

يبدو من الواضح أن المتحور الأحدث يسبب القدر الأكبر من العدوى، مع أن مدى تفوقه من حيث الضراوة على النسخ الأخرى من الفيروس غير مفهوم للآن. وربما لا يمثل هذا المتحور بالنسبة لأولئك الذين تلقوا اللقاح كل ذلك الخطر البالغ على الصحة كما كانت عليه الحال في العام الماضي. أما بالنسبة لهؤلاء الذين لم يأخذوا اللقاح، فإنهم على الأرجح سيشعرون بالقلق لدى سماع الأخبار التي تفيد بأن متحوراً أكثر قدرة على نشر العدوى آخذ بالانتشار على نطاق أوسع.

وربما كان هذا المتحور منتشراً على نطاق أوسع في بولتون وبعض أجزاء العاصمة لندن، ولكن حتى الإغلاقات "المتدرجة" لن تكفي لمنع تمدّده إلى مناطق أخرى منعاً كاملاً. وعليه، فالحكومة تلعب من جديد لعبة الملاحقة وتجريب الحلول عسى أن يجدي أحدها. إن تسريع وتيرة الجرعة الثانية التي يتم تقديمها حالياً و "طفرة" الاختبارات، سيساعدان من دون شك، ولكن سيكون من الأرجح أن يحتاج الوزراء إلى إعادة النظر في مسألة تأجيل بعض جوانب رفع قيود الإغلاق، على الأقل، أو حتى التفكير في العودة عن قرار إنهاء الإغلاق برمته.

إن الوزراء يرغبون في الانتظار لمتابعة البيانات فيما تتغير خلال الأسابيع المقبلة، بيد أن ما يمكن استخلاصه من الأدلة يشير إلى أن العلماء أكثر حذراً – وهم منقسمون أيضاً إلى حد ما- بما يتعلق بالنهج الأفضل لمقاربة الأمر. ومع ذلك، إذا كان ينبغي أن نكون قد تعلمنا شيئاً من العام الماضي فهو أن تخفيف الإغلاق في وقت سابق لأوانه، لا يؤدي إلا إلى إغلاق آخر في وقت لاحق يكون أشد قسوة من سابقه.

بعبارة أخرى، لقد كان في هذا الموقف من قبل، ولا نحتاج إلى بصيرة وتأمل كي نفهم ما يحدث. فالمضي قدماً على أساس خريطة الطريق كما هي حالياً، ينطوي على مغامرة كبيرة. وها هو رئيس الوزراء، يتلاعب مرة أخرى بأرواح الناس؛ سيكون من الحكمة أن يتأكد من صحة ما يفعله.

© The Independent

المزيد من آراء