Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوة إلى زيادة التطعيمات لمواجهة المتحور الهندي في بريطانيا

تظهر أرقام جديدة أن الحالات الناجمة عن السلالة تضاعفت ثلاث مرات تقريباً خلال الأسبوع الماضي

دعا عدد من العلماء في بريطانيا الحكومة إلى تنفيذ "حملات تطعيم سريعة وطارئة" في مناطق مختلفة من إنجلترا، إذ شهدت أخيراً ارتفاعاً في الحالات التي تتسبَّب بها النسخة المتحورة من فيروس كورونا الآتية من الهند.

تكشف أحدث الأرقام أن عدد الإصابات الناجمة عن المتحور الهندي، الذي يُخشى أن ينتشر على نطاق واسع في بعض أنحاء البلاد، قد تضاعف ثلاث مرات تقريباً خلال الأسبوع الماضي.

يأتي ذلك في وقت حاول أحد المجالس في مقاطعة "لانكشير" البريطانية أن يخرج عن التوجيه الوطني ويتولّى زمام الأمور بنفسه يوم الخميس الماضي، مشيراً إلى إنه سيقدِّم اللقاحات لمن تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق في ثلاثة مواقع في منطقة "بلاكبيرن ويز داروين"، قبل أن يتراجع لاحقاً عن قراره.

ولكن تدرك "اندبندنت" أن المجلس لم يحصل أبداً على الموافقة للمضيّ في الإجراء.

ويُعتقد أن اللقاحات قادرة على تحييد المتحوِّر الهندي، وفي هذا الإطار حثّ خبراء الحكومة البريطانية على تكثيف التطعيمات في المناطق الأكثر تضرّراً بالإصابات في إنجلترا، بينما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك قائلين إنه ينبغي تأجيل رفع القيود إلى حين التوصّل إلى جمع بيانات إضافية في هذا الصدد.

السلالة الهندية المصنفة علمياً برقم "بي 1. 617. 2" (B1.617.2) تسبَّبت بحالات تفشٍ كثيرة في مختلف المناطق البريطانية في الأيام الأخيرة، من بينها بولتون ولندن وبلاكبيرن. وحتى تاريخ 13 مايو (أيار) الجاري، رُصد ألف و313 حالة من المتحوِّر، في مقابل 520 حالة كان شهدها الأسبوع السابق.

في الواقع، تسود ثقة بين أوساط الخبراء في أن المتحوِّر الهندي سوف يعجز عن التملّص بشكل كبير من الاستجابة المناعية الناتجة من اللقاحات- على الرغم من أن قدرته العالية على الانتقال من شخص إلى آخر قد أثارت قلق مكتب رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت، الذي دعا إلى اجتماع عاجل لـ"الفريق الاستشاري العلمي للطوارئ "سيج" Sage، بغية تحديد ما إذا كان من شأن المتحوِّر الهندي أن يؤثِّر في خريطة طريق المملكة المتحدة التي تستهدف رفع الإغلاق.

وصدر عن داونينغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية، أنه لا نية لإعادة فرض قيود إقليمية، بيد أنه لم يستبعد اتخاذ إجراءات محلية بشأن اللقاحات.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الخميس الماضي، "سننظر في الخيارات كافة. لن نستبعد أي أمر. نريد أن نتأكد من الحفاظ على سلامة الناس، وإبقاء خريطة الطريق التي وضعناها على المسار الصحيح.

وتابع المتحدث، "الاجتماع مع "سيج" ينعقد اليوم (الخميس). وفي حال توصلوا إلى أي تحديثات أخرى بشأن المتحوِّر الذي نشأ في الهند وانتشاره الوبائي في المملكة المتحدة، سنضعها في الاعتبار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بريطانيا التي وضعت لنفسها هدف تقديم الجرعة التحصينية الأولى لجميع سكانها البالغين بحلول نهاية يوليو (تموز) المقبل، من غير الواضح ما إذا كانت خطتها تلك ستتأثر بأي قرار يتعلّق بطرح لقاحات إضافية، أو ما إذا كانت تملك أصلاً الإمدادات اللازمة لذلك.

وفي تصريح إلى "اندبندنت"، قال مستشاران علميان لدى الحكومة البريطانية، تحدثا بصفتهما الشخصية، إن اللقاحات المستهدفة يمكن أن تساعد في إبطاء معدلات الانتقال المتزايدة للمتحور الهندي والسيطرة على الوضع.

قال كاملش خونتي، بروفيسور في طب الأوعية الدموية في "جامعة ليستر" Leicester University وعضو في "سيج"، "بشكل عام، هذه الاستراتيجية منطقية".

وتابع خونتي، "سبق أن بدأت بعض المناطق بإجراء اختبارات كشف طارئة، لذا من المنطقي طرح لقاحات تستهدف تلك المناطق لأنها ستسجل أعلى معدل بخصوص خطر انتقال العدوى."

وقالت سوزان ميتشي، بروفيسورة في علم نفس الصحة في "جامعة كوليدج لندن" University College London، وعضو في لجنة فرعية ضمن "سيج" معنية بسلوكيات الناس خلال الجائحة، إن على الحكومة البريطانية "تسخير كل ما تملك في سبيل تحقيق ذلك" (زيادة حملة التطعيمات).

وقالت في هذا الصدد، "إذا قصدت الناس في بيوتهم وشوارعهم من أجل تقديم اللقاحات لهم، إذا وصلت إلى الأشخاص المترددين نوعاً ما بشأن التطعيم، إذا جعلت العملية أكثر سهولة، ربما يصبح هؤلاء أكثر ميلاً إلى أخذ اللقاح".

من وجهة نظر البروفيسورة ميتشي، فإن زيادة التطعيمات "ستبرز أهمية الأمر، وسيدرك الناس، في حال وصلت الرسائل بطريقة صائبة، أن الغرض من ذلك الحؤول دون أي ارتفاع مطرد في العدوى في منطقة بعينها".

وحذَّرت البروفيسورة من أن أعداد الإصابات التي يتسبب بها "بي 1. 617.2" "ترتفع بشكل كبير" في بعض أجزاء البلاد. وتُعزى غالبية الحالات اليومية المسجلة إلى متحور "كنت"Kent  (ظهر أولاً في مقاطعة كِنت البريطانية)، ولكن "بي 1. 617.2" يستأثر بنسبة متزايدة من الحالات.

ووفق البروفيسور كاملش، فإن زيادة التطعيمات ستساعد أيضاً في وضع حد لأشكال التفاوت في معدلات الإصابة بين المناطق الأقل حرماناً ونظيرتها الأكثر حرماناً في البلاد، علماً أن الأخيرة تضررت بشدة بفيروس "كوفيد- 19".

وقال في هذا الصدد، "تأثر هؤلاء السكان أكثر بالجائحة مقارنة بغيرهم، وندرك كذلك الأمر أن الإقبال على اللقاحات في بعض المناطق قليل"، بالتالي فإن استهداف هذه المناطق باستراتيجيات التطعيم من شأنه أن يساعد في خفض الإصابات".

تذكيراً، بعد ارتفاع محلي في الحالات، أعلن مجلس "بلاكبيرن ويز داروين" أنه سيلجأ بنفسه إلى توزيع اللقاحات على السكان في صفوف الفئة العمرية فوق 18 سنة في ثلاث مناطق منفصلة. وذكر إنه حصل على "جرعات إضافية" لتنفيذ هذه السياسة اعتباراً من الأسبوع المقبل.

ولكن المجلس تراجع في وقت لاحق عن خطته. وقال أحد مصادر "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس") NHS في بريطانيا إن المجلس لم يُمنح السلطة التي تخوّله زيادة وتيرة التطعيمات، مشدِّداً على أن السلطات في البلاد ستواصل العمل بالمشورة التي قدّمتها "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين"Joint Committee on Vaccination and Immunisation.

وفي بولتون المجاورة، رُبط المتحوّر الهندي أيضاً بارتفاع أخير شهدته الإصابات بين الشباب. ومع تسجيل 152 إصابة لكل 100 ألف شخص في الأسبوع إلى غاية 7 مايو، تواجه المدينة ثاني أعلى معدل من الإصابات في إنجلترا، وأحد أعلى معدلات "بي 1. 617.2" في البلاد.

وعلى الرغم من أن البيانات الحالية تشير إلى عدم انتشار المتحوّرات في صفوف الفئات العمرية الأكبر سناً التي سبق أن أخذت اللقاح، تسود مخاوف من أن الارتفاع الكبير في الحالات بين البالغين غير المحصنين بالجرعات سيساعد في تأجيج موجة ثالثة من العدوى ودخول المستشفيات مع تخفيف مزيد من القيود.

وتحدثت البروفيسورة ميتشي عن "قلق من ارتفاع معدلات العدوى حتى في ظل القيود، التي من المقرر رفعها يوم الاثنين".

وقالت إيرين بيترسن، بروفيسورة في علم الأوبئة في "جامعة  كلية لندن"، إن تنفيذ حملات تطعيم مكثّفة في المناطق المعرضة للخطر "قد يستغرق بضعة أسابيع" قبل أن يعطي مفعوله، ولكن هذا النهج سيساعد في نهاية المطاف في السيطرة على حالات التفشي".

أما ستيفن غريفين، عالم الفيروسات في "جامعة ليدز"، فشدد على أنه "في الأساس، يفضل عدم السماح للمتحورات بالدخول إلى البلاد. "صراحة، السياسة الحدودية التي نتبعها ضعيفة"، بحسب وصفه.

وأضاف قائلا: "على الرغم من أن التطعيمات الطارئة يمكن أن تساعد، غير أن تطعيم الناس سيستغرق وقتاً طويلاً، إضافة إلى أن الحملة لن تبدأ قبل أسبوعين أو نحو ذلك".

من جهته، أوضح أريس كاتزوركيس، بروفيسور في التطور وعلم الجينوم في "جامعة أكسفورد"، أنه ينبغي التركيز في المقام الأول على "محاصرة" التفشي عبر "التمهّل في رفع الإغلاق في تلك المناطق، وطرح اختبارات طارئة وسريعة واستخدام نظام تتبع الحالات وتعقب المخالطين. ثم تقليص العدوى تدريجياً بالتطعيمات الإضافية".

© The Independent

المزيد من صحة