Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 حقول وما زال التنقيب مستمرا... مصر تغير خريطة العالم في الغاز

أمين عام أوابك: القاهرة أولى دول شرق المتوسط في البحث... والحديدي: الاكتشافات جذبت الشركات العالمية للاستثمار ومستحقات الأجانب تقلصت

حققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

بدأت مصر اكتشافات الغاز الطبيعي منذ أربع سنوات، ففي يناير 2014 أعلنت وزارة البترول المصرية فوز شركة "إيني" الإيطالية بحق امتياز للبحث عن الغاز في منطقة "شروق" على بعد 200 كيلومتر قبالة السواحل المصرية شرق البحر المتوسط، ولم يمر أكثر من 20 شهراً حتى أعلنت شركة إيني الإيطالية اكتشاف أكبر حقول البحر المتوسط ليرتفع حجم إنتاج مصر من الغاز إلى 6.6 مليارات قدم مكعب بعد اكتشاف حقل "ظهر" نهاية 2018..

الاكتشافات جعلت مصر مقصداً للاستثمار الأجنبي، واحتلت القاهرة بفضلها المركز الأول على مستوى دول شرق المتوسط في إجراء عمليات البحث عن الغاز في منطقة البحر المتوسط، حسب دراسة أصدرتها منظمة الأقطار العربية المصدرة البترول "أوابك" حول مستقبل الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، بعنوان (واقع آفاق الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط)، اطلعت "اندبندنت عربية" على نسخة منها.

مصر الأولى
قال الأمين العام للمنظمة عباس علي النقي، في الدراسة، إن "منطقة شرق المتوسط حصلت على قدر بالغ من الأهمية في السنوات الأخيرة بعد عدة اكتشافات متتالية للغاز في تلك المنطقة من العالم"، مشيراً إلى "اكتشاف حقل (أفر وديت) في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، واكتشاف حقل (ظهر) بمصر".

وحسب الدراسة، تعد "مصر أولى دول شرق المتوسط في إجراء عمليات البحث عن الغاز في منطقة البحر المتوسط، وذلك عبر طرح مزايدات عالمية منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، إذ تعود البداية الفعلية لنشاط مصر في فتح مياه البحر المتوسط أمام شركات البترول العالمية في منطقة المياه العميقة إلى عام 1998، عندما طرحت الهيئة العامة المصرية للبترول جولة الترخيص الأولى، التي تضمنت ثمانية قطاعات في مساحة إجمالية 170 ألف كيلو متر مربع، من بينها ثلاثة قطاعات بحرية في منطقة البحر المتوسط، التي أثرت عمليات البحث والاستكشاف في تحقيق اكتشافات عريضة للغاز".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابعت الدراسة، أن "الفترة من 2002 إلى 2015 شهدت نشاطاً مكثفاً في طرح المزايدات العالمية للبحث عن النفط والغاز في منطقة المتوسط ودلتا النيل، التي لاقت إقبالاً واضحاً من شركات البترول العالمية مثل (بي. بي) البريطانية، (بريتيش بتروليوم) سابقاً، وشركة (إيني) الإيطالية وغيرهما، وعلى أثر ذلك حصل عدد من الشركات العالمية على حقوق الامتياز في عدد من القطاعات البحرية، ونجحت في تحقيق اكتشافات أسهمت في تحقيق قفزة كبيرة لقطاع الغاز الطبيعي في مصر، وهو الأمر الذي كان له انعكاسٌ واضحٌ على مسار التنمية في مصر".

اكتفاءٌ ذاتيُّ واستثمارات أجنبية
ورصدت الدراسة "الاكتشافات المتتالية للغاز في مصر، التي بدأت وتيرتها تتصاعد منذ عام 2000 في دعم الاحتياطي المتبقي من الغاز، وجذب الاستثمارات الأجنبية لإنشاء بنية أساسية لتصدير فائض الغاز، إذ قامت مصر بإنشاء محطتين لتصدير الغاز الطبيعي المسال في مدينتي دمياط وإدكو عام 2005، إضافة إلى خطي أنابيب لتصدير الغاز إلى دول الجوار، وهما خط الغاز العربي لتصدير الغاز إلى الأردن وسوريا ولبنان، وتقدر طاقته التصميمية بنحو مليار قدم مكعب غاز/ يوم والخط البحري لتصدير الغاز إلى فلسطين بطاقة 677 مليون قدم مكعب غاز/ يوم، وحققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في سبتمبر (أيلول) الماضي، مع زيادة الإنتاج من هذه الحقول، وعلى رأسها (ظهر)، وهو ما أدى إلى التوقف عن استيراد شحنات الغاز المسال من الخارج".

شركاء جدد
قال تامر أبو بكر، رئيس غرفة البترول باتحاد الصناعات المصرية، إن "اكتشافات الغاز الطبيعي على أرض مصر في السنوات الأخيرة خلقت حالة من الثقة في مزيد من الاكتشافات مستقبلاً".

وأضاف أبو بكر لـ"اندبندنت عربية"، أن "اكتشافات حقول (ظهر) و(نورس) و(أتول) و(غرب الدلتا) وغيرها غيّرت من خريطة الشركاء الأجانب المتعاقدين مع مصر، إما بالاستمرار، وإما دخول شركاء جدد للبحث والتنقيب في مصر سواء في البحر المتوسط أو البحر الأحمر".

وقال طارق الحديدي، الرئيس الأسبق لهيئة البترول المصرية، إن الاكتشافات الأخيرة لحقول الغاز، وعلى رأسها اكتشاف ظهر كان لها تأثيرٌ إيجابيٌّ جداً وعناصر جذب دفعت المزيد من الشركات العالمية للدخول إلى مصر والاستثمار فيها بمجال التنقيب عن البترول والغاز.

مزايدة جديدة للتنقيب في البحر الأحمر
وكشف حمدي عبد العزيز، المتحدث الرسمي لوزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، لـ"اندبندنت عربية"، أن الوزارة طرحت مزايدة جديدة للتنقيب عن النفط في 10 قطاعات بالبحر الأحمر، محدداً آخر موعد لتسلم العقود هو الأول من أغسطس (آب) من العام الحالي 2019، مؤكداً "أن مناطق التنقيب في البحر الأحمر قد تشهد اكتشافات كبرى من الغاز الطبيعي".

 

وأضاف عبد العزيز، أن "الوزارة توسع عملياتها الاستكشافية بجميع المناطق البرية والبحرية وطرحها عبر مزايدات عالمية"، لافتاً إلى "أن مصر قامت بترسيم حدودها البحرية مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أتاح لها إقامة مشروع لمسح جميع المياه في البحر الأحمر".

وقال حمدي، إن "إكسون موبيل تتبادل دور أكبر شركة في العالم في هذا المجال مع شركة شل، وبالتالي دخول شركة بهذا الحجم إلى مصر سيدفع مزيداً من الشركات إلى محاولة الوجود في المزايدات المقبلة، ويشجع على مزيد من اكتشافات الغاز والزيت الخام".

لافتا إلى "فوز شركة شل بخمس مناطق للاستكشاف، وفوز شركة إيني بمنطقتين يعتبر امتداداً للتعاون بينهما وقطاع البترول المصري، الذي يعود إلى سنوات طويلة، والثقة المتبادلة، ومؤشراً على أن مصر لا تزال واعدة في مجال الاستكشاف والإنتاج".

مستحقات الشركاء الأجانب
مستحقات الشركاء الأجانب تراكمت بعد ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، حتى وصلت إلى نحو 6.3 مليار دولار في عام 2011 - 2012، ثم بدأت الحكومة المصرية تقليصها تدريجيا بالسداد تشجيعاً للشركات للبحث والتنقيب وزيادة الإنتاج.

وأكد حمدي عبد العزيز، أن "مستحقات الشركاء الأجانب تقلصت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى نحو مليار دولار فقط"، لافتا إلى "أنه مقارنة بـ1.2 مليار دولار في شهر يونيو (حزيران) 2018 يعد تأكيداً على أننا نسير في الطريق الصحيح".

حقول الغاز في مصر
مصر تمتلك عدداً من حقول الغاز الطبيعي بمنطقة البحر المتوسط، وكان للحقول دورٌ كبيرٌ في تحويل الطاقة الإنتاجية لمصر من الغاز من 3.8 مليار قدم مكعب إلى 6.6 مليار قدم مكعب غاز، بما يعني أن الاكتشافات البترولية على مدار الثلاثة أعوام الماضية أسهمت في تحقيق مصر اكتفاء ذاتيا من الغاز.

ظهر
أكبر حقول الغاز الطبيعي في مصر ومنطقة البحر المتوسط، ويطلق عليه كثيرون حقل الأرقام القياسية نتيجة الإسراع بتنفيذه والإنتاج المبكر منه في وقت قياسي منذ اكتشافه مقارنة بحقول مماثلة على مستوى العالم، بإجمالي استثمارات 44 مليار دولار.

سلامات١
شمال دمياط البحرية بالبحر المتوسط، ويحتل المرتبة الثانية بعد حقل "ظهر"، تقدر احتياطاته الأولية من الغاز بـ٢. ١ تريليون قدم مكعب غاز.

أتول
شمال دمياط البحري، يتراوح إنتاجه بين 300 مليون قدم مكعب و400 مليون قدم مكعب غاز، وتقدر احتياطاته بـ١. ٥ مليار قدم مكعب غاز.

نورس
يقع بدلتا النيل، وأعيد اكتشافه في عام 2015، وعودة الحقل إلى الحياة بعد توقفه عن الإنتاج، ومن ثم الوصول بمعدلات إنتاجه إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعب غاز يومياً.

نيدوكو
يقع بمنطقة خليج السويس، يبلغ إنتاجه 300 مليون قدم مكعب غاز يومياً.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد