Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدوري الإنجليزي يعقد صفقة ضخمة لحقوق البث التلفزيوني

عودته إلى الأعمال أعقبت سقوط الدوري الأوروبي الممتاز بفضل الجمهور في لحظة رائعة ونادرة لكنها عابرة كذلك

استطاع جمهور كرة القدم إثبات قوته عبر إسقاط مقترح الدوري الأوروبي الممتاز (أ ف ب/غيتي)

شكّل سقوط اقتراح الدوري الأوروبي الممتاز لحظة جميلة حقاً.

فقد أسقطت العاطفة والكبرياء أحلام أصحاب المليارات بالحصول على إوزة ذهبية تُبعد المنافسة، وتصنع متجراً مغلقاً مقتصراً على كبريات النوادي. ويُضاف إلى ذلك بعض العمل السياسي.

وفي العادة، يشقّ أولئك المسؤولين عن هذا الأخير (العمل السياسي) طريقهم إلى التجارة والنقود. وفي هذه المناسبةـ لم يفعلوا ذلك لأنهم لم يجرؤوا.

من جهة أخرى، في حين تجري الآن مراجعة وضعية باتت فيها كرة القدم تحت "قيادة المشجعين"، بل برئاسة النائب المحافظة ترايسي كراوتش، استؤنفت الخدمة الطبيعية. وأنا أدعو أولئك الذين يشككون في هذا الرأي، إلى إلقاء نظرة سريعة على الصفقة التلفزيونية الجديدة اللامعة التي أبرمها الدوري الإنجليزي الممتاز.

وتذكيراً، من المقرر أن تنتهي صلاحية الترتيب السابق الذي تبلغ قيمته 4.7 مليار جنيه استرليني (6.6 مليار دولار) في 2022، لكن العمل به سيُمدّد الآن ثلاثة أعوام أخرى، ما يحافظ على منتدى مريح للنوادي حتى عام 2025.

وجاءت تلك الصفقة بمثابة خيبة أمل كبيرة للدوري، الذي تمنّى الحصول على رقم قياسي آخر، ربما بمساعدة "وادي السيليكون" (مقر شركات المعلوماتية والاتصالات المتطورة، في إشارة إلى تزايد البث التلفزيوني عبر شركات كـ"نتفليكس" وغيرها).

في المقابل، شملت صفقة حقوق البث التلفزيوني، معظم قنوات البث، وتشعر "أمازون" بالرضا كونها شاركت للمرة الأولى في باقة تخص النوادي الصغيرة (نسبياً).

ومن ناحية أخرى، قررت "بي تي سبورت" أنها راضية بالمرتبة الثانية بعد قناة "سكاي". وبذا، انتهى ذلك العامل الرئيس في تضخيم الحقوق. وجاءت النتيجة على هيئة خفض في القيمة بـ10 في المئة للرقم القياسي السابق والباهظ أيضاً.

واستطراداً، يعني عدم اليقين بشأن مسار الجائحة أن التخفيضات تبدو جيدة الآن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فقد جاء التمسّك بالصفقة، بدلاً من السعي إلى تلك الفرصة في مزاد آخر، مناسباً للجميع في النهاية، إذ يحصل الدوري الإنجليزي الممتاز (يضم أندية الدرجة الأولى) على العوائد التي يريدها (ويحتاج إليها)، فيما يحصل شركاؤه في البث على تكلفة مؤكدة ويحافظون على مراكزهم في السوق. ماذا بالنسبة إلى المشجعين؟ سيستمر الطلب من المعجبين دفع مبالغ أكثر مما ينبغي في مقابل الاشتراكات. إنه نوع من الأعمال، أليس كذلك؟

لكن انتظروا، ما هذا؟ ثمة 100 مليون جنيه إضافية تذهب إلى تمويل النوادي الأصغر حجماً، وكرة القدم الخاصة بالنساء والفتيات. وحظيت تلك الأموال بقدر كبير من الترحيب باعتبارها تساعد الهرم في "العودة إلى الوقوف على قدميه".

أرجوكم. إنها محاولة لشراء سكوت المنتقدين، إذ لا يشكّل ذلك المبلغ سوى مقدار بسيط بالمقارنة مع المبلغ الإجمالي، لكنه يخصص لإبعاد المنتقدين في أعقاب الضجة التي قادها المشجعون وكل من يتحدث عن "مجتمع" كرة القدم.

واستطراداً، تتمثّل الحقيقة الصعبة في أن الدوري الإنجليزي الممتاز بدا في حد ذاته، غداة انطلاقته ماضياً، شديد الشبه بالدوري الأوروبي الممتاز، بمعنى أنه جاء بمثابة ابتكار مُصمم كي يعزّز العوائد ويبقيها مرتفعة.

وضمن إطار واسع، لا شك في أن المباريات تمتلك أهمية حقيقية. فهناك التأهل أوروبياً على المحك كل عام، وثمة نظام في رفع مرتبة النوادي أو خفضها أيضاً. وأثبت النظام أنه يتمتع بشعبية كبيرة، عالمياً، وفي بريطانيا.

في المقابل، تكشف النضالات المالية التي تخوضها النوادي القابعة في أسفل الهرم الذي ترسّخ بشكل مزمن قبل وقت طويل من وقوع جائحة كورونا، عن المشكلات التي أنشأها. وعمّقها فيروس "كوفيد" للتو. ولن يجري حلها بواسطة 100 مليون جنيه تُدفع على مدى أربعة أعوام، ما يزيد قليلاً عن حيلة باهظة الثمن في مجال العلاقات العامة.

في المقابل، ربما تنجح (الحيلة) على الرغم من كل شيء،

إذ أفادت الحكومة بأنها ستوافق على الصفقة من حيث المبدأ. وسجّلت الحكومة، وكذلك فعل الدوري الإنجليزي الممتاز ناقصاً "النوادي الستة الكبرى" التي اقترحت الدوري الأوروبي الممتاز (قبل أن تتراجع عن ذلك المقترح)، أهدافاً عدة خلال المناورات التي رافقت تلك الأزمة القصيرة.

لقد أتاحت هذه القضية للحكومة، الغارقة في ادعاءات الفساد والمحسوبية، فرصة نادرة للغاية كي تتخذ موقفاً أخلاقياً رفيعاً. وعلى الرغم من أن الضغوط التي مارسها المشجعون فازت بالمباراة (بمعنى أنها أسقطت مقترح الدوري الأوروبي الممتاز) لمصلحة الدوري الإنجليزي الممتاز والاتحاد الأوروبي لكرة القدم والوضع الراهن، إلا أن وقوف بوريس جونسون ورهطه في صفوف المشجعين لم يكُن مضرّاً بكل تأكيد.

ولا ينبغي لنا أن نندهش حين نعلم أن الراحة استمرت، وقطار المال عاد الآن إلى السكة، في وقت أصبح المستقبل ضبابياً.

لا أحد يعلم يقيناً كيف سيُجرَى مزاد في المستقبل. هل تستمر "سكاي"، تحت عباءة "كومكاست" وبعيداً من تعلّق روبرت مردوخ عاطفياً بالحقوق التي بُنيت عليها الأعمال، في زيادة المدفوعات كي تعزّز هيمنتها؟ ما الذي ستفعله "بي تي سبورت" المعروضة للبيع تحت الملكية الجديدة، في حال العثور على ملكية جديدة؟ هل يتمكّن الدوري الإنجليزي الممتاز من أن يستخرج من "وادي السيليكون" مبلغاً أكبر من المبلغ الصغير نسبياً الذي قدّمته "أمازون". هل ستدخل "دازن" أو مؤسسة مشاركة جديدة بعرض سخيّ؟

مع وضع كل تلك المعطيات في خلفية المشهد، إضافة إلى الجائحة، تصبح إعادة المزاد ملائمة للجميع.

واستطراداً، لقد جرت العودة إلى العمل كالمعتاد، مع التأكيد على العمل. إن هذا كل ما ينطوي عليه الأمر. ولطالما كان كذلك. لا تخدعوا أنفسكم بأن الثمار القصيرة للمشجعين (بمعنى تمكّنهم من إسقاط الدوري الأوروبي الممتاز) ستغيّره.

 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد