Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مساعٍ مصرية – أردنية لهدنة 12 ساعة في غزة قابلتها شروط إسرائيلية

المبعوث الأميركي في تل أبيب لمحاولة احتواء الموقف ومجزرة ترتكب بحق مدنيين في القطاع

على الرغم من وصول مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو إلى تل أبيب لبحث سبل إعادة الهدوء بين الطرفين، إلى جانب المساعي التي ما زالت الوساطتان المصرية والأردنية تجريانها في الشأن ذاته، إلا أن طائرات الجيش الإسرائيلي واصلت شنّ الغارات على أرجاء قطاع غزة لليوم السادس على التوالي.
ودخل الأردن يوم الجمعة 14 مايو (أيار) الحالي، على خط الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" من أجل التوصل إلى اتفاق يفضي في نهايته إلى إعادة الهدوء لسكان غزة. وصرّح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أنه تواصل مع نظيره المصري سامح شكري لبحث سبل توفير الحماية للفلسطينيين من خلال وقف التصعيد الخطير في غزة والقدس وبقية الأراضي المحتلة، لافتاً إلى أن "سلطات إسرائيل تتحمّل مسؤولية التصعيد في القطاع".

رفض الهدوء المؤقت

وعرضت الوساطة المصرية – الأردنية ليل الجمعة - السبت على تل أبيب و"حماس" أفكاراً بشأن هدنة إنسانية يجري خلالها وقف إطلاق النار من جانب واحد يقابله الأمر ذاته من الطرف الآخر، لمدة 12 ساعة، ليتمكّن خلالها الوسطاء من إجراء مباحثات واجتماعات تناقش مبادرات إعادة الهدوء والتوصل إليها.
من جانب الحركة، قال نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري إنهم تلقّوا عرضاً لوقف إطلاق النار لمدة ست ساعات أو ثلاث لبحث فرص التهدئة، لكنهم رفضوه، مشيراً إلى أن "لا مشكلة لدى حماس في وقف القتال من حيث المبدأ، ولا ترفض وقف إطلاق نار مؤقت، وإنما تريد وقف العدوان".
وبحسب العاروري، فإن "حماس تتلقّى يومياً عروضاً لوقف القتال، من بينها خفض مستوى المواجهة"، في حين تصرّ على "وقف العدوان على القدس والأقصى والاعتداءات على حيّ الشيخ جراح وغزة".
أما من جهة إسرائيل، فهي رفضت التهدئة أيضاً، وصرّح المتحدث باسم رئيس الحكومة أوفير جندلمان أن "الموضوع لم ينتهِ بالنسبة إلينا، وسنواصل العمل ضد حركة حماس".


لا معلومات حول قرب التوصل إلى الهدوء

في سياق متصل، قال لـ"اندبندنت عربية"، مدير تحرير جريدة "الأهرام" المصرية أشرف أبو الهول الذي يتابع المساعي التي يجريها الوسطاء، إن "مصر والأردن ما زالا يحاولان التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، لكن يبدو أن الأمور متأزمة في إسرائيل، هناك تعنّت من قبل رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو وقيادته الأمنية في رفض مناقشة مبادرات الهدوء". وأضاف  "نعلم أن الأردن دخل بقوة إلى جانب مصر للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، لكن نتنياهو ما زال يُفشل المبادرات، بحسب المعلومات التي حصلنا عليها، إذ يرفض وقف النار أو تخفيف الغارات على القطاع".
وبحسب مدير تحرير "الأهرام"، "لا معلومات حول قرب التوصل إلى اتفاق تهدئة، على الرغم من المحاولات القوية التي يجريها الوفد المصري - الأردني وعدد من الوسطاء الآخرين"، مستبعداً أن "ينجز المبعوث الأميركي تهدئة سريعة خلال ساعات أو يوم على الأقل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الأميركي بحاجة لوقت

من جهة أخرى، وفي إطار عمل نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو، فإنه سيلتقي القيادتين الأمنية والسياسية في تل أبيب، ثم سيزور رام الله للاجتماع مع كبار المسؤولين الفلسطينيين، الأمر الذي يرى مراقبون أنه سيستغرق وقتاً للوصول إلى وقف للنار بين المتقاتلين.
وتفيد معلومات خاصة بأن طرفَي القتال درسا عروضاً للعودة إلى الهدوء، وأبدت إسرائيل موافقة مشروطة لعرقلة التوصل إلى ذلك، إذ عبّرت عن رغبتها بفرض رقابة على "حماس" لمنع تكرار التصعيد. واعتبرت أن على الفصائل الفلسطينية وقف القتال بما يضمن تحقيق مكاسب إسرائيلية، وهو ما رفضته الحركة.
وفي تأكيد على ذلك، صرّح رئيس "حماس" في الخارج خالد مشعل أن "إسرائيل تراوغ في ما يتعلق بوضع حدٍّ للقتال، وتريد أن نتوقف أولاً بذريعة أننا بدأنا العدوان".

القتال يتواصل

ميدانياً، واصلت الفصائل الفلسطينية في غزة إطلاق القذائف الصاروخية صوب المدن الإسرائيلية، فيما تابعت مقاتلات الجيش الإسرائيلي شن غاراتها على أرجاء القطاع. وفي أحدث إحصاء لوزارة الصحة، سقط ضحية الاشتباك المستمر لليوم السادس على التوالي، نحو 139 قتيلاً على الأقل، بينهم 39 طفلاً و22 سيدة، وألف جريح.
والليلة الماضية، أغارت المقاتلات الإسرائيلية على أهداف مدنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، راح ضحيته 10 مدنيين بينهم أطفال، وأكثر من 15 جريحاً. واعتبرت "حماس" ذلك "مجزرةً وتجاوزاً قانونياً". وقال الناطق باسمها حازم قاسم "إنها جريمة حرب مكتملة الأركان، وتعكس بشاعة الإرهاب الإسرائيلي ضد سكان غزة".
من جهته، صرّح المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة أن "12 عائلة خرجت من السجل المدني في العدوان الإسرائيلي، وهذا دليل على الإجرام الذي تركّز على المواطنين العُزّل"، لافتاً إلى أن "الجيش (الإسرائيلي) لا تهمّه القوانين والمواثيق الدولية ويتجاهل المحكمة الجنائية الدولية".
من جانب إسرائيل، أكد المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي استمرار العملية في غزة، إذ أغارت الطائرات الحربية على عدد كبير من مواقع إطلاق صواريخ و"الراجمات تحت الأرض"، إضافة إلى تدمير موقف يضم صواريخ مضادة للدروع ومنزلَين لقائدين في "حماس" وفتحة نفق. وأشار أدرعي إلى أنهم لا يزالون يحاولون "اعتراض الصواريخ التي تعمل حماس والفصائل الأخرى على إطلاقها من غزة، صوب القدس والتجمعات السكانية الإسرائيلية المحاذية للقطاع وبلدات أخرى".

المزيد من الشرق الأوسط