Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيات أجبرن على "وضع كمامات أثناء الولادة" في انتهاك للقواعد

أم وضعت مولودها حديثاً تقول: "شعرتُ وكأنني على وشك الموت تحت وطأة الألم الشديد. وفيما كنت أقوم بدفع طفلي للخروج، كان يتحتم علي ارتداء كمامة في ظل معاناتي من رهاب الأماكن المغلقة"

"يُطلب عادةً من بعض النساء الحوامل ارتداء الكمامة إلى حين نقلهن إلى غرفٍ خاصّة" (غيتي)

كشفت دراسةٌ جديدة أجريت في المملكة المتّحدة، أن مئاتٍ من النساء أجبرن على وضع كمامات الوقاية أثناء الولادة، على الرغم من أن هذا الإجراء يشكّل انتهاكاً للقواعد الرسمية المعمول بها.

التقرير الذي أعدّته مجموعة  Pregnant Then Screwed (تدعم النساء اللواتي يتعرّضن للتمييز أثناء الحمل أو الولادة، عبر تقديم إرشاداتٍ لهن ومشورة قانونية مجّانية) ونشره موقع "بي بي سي نيوز"، وجد أن امرأةً من كلّ خمس نساء حوامل، طُلب منهن ارتداء كمامة الحماية أثناء المخاض، خلال فترة تفشّي أزمة "كوفيد".

وسجّل الباحثون الذين استطلعوا آراء 936 امرأة أنجبن أطفالاً خلال شهر ديسمبر (كانون الثاني) من العام 2020، أن 160 امرأةً قلن إنه قد طُلب منهن ارتداء كمامات الوقاية أثناء الولادة، علماً أن التوجيهات الإرشادية التي نشرتها "الكلّية الملكية للقابلات" في المملكة المتّحدة Royal College of Midwives ، و"الكلية الملكية لأطبّاء النساء والتوليد" College of Obstetricians and Gynaecologists  في يوليو من العام الماضي، تنصّ بوضوح على أنه ينبغي عدم مطالبة النساء بوضع أيّ نوع من أغطية الوجه أثناء الولادة، لأن هذا الإجراء يمكن أن يكون مؤذيا.

روزي وهي إحدى النساء اللواتي عشن هذه التجربة أثناء وضعها طفلها الثالث في ديسمبر (كانون الأول) الفائت، أكّدت أن العاملين في غرفة التوليد طلبوا منها وضع الكمامة عندما كانت في مرحلة متقدّمة من الولادة.

وتعاني هذه المرأة البالغة من العمر 39 عاما، وهي من لندن، من حالةٍ توصف برهاب القيء وتُسمى Emetophobia، وقد جعلتها هذه الحالة تعيش نوباتٍ من الهلع أثناء ارتدائها الكمامة.

وتضيف أنها عندما قامت بنزعه، تمّ إبلاغها بوجوب إعادة ارتدائه. وقالت لـ"بي بي سي نيوز" في وصف ما حصل: "شعرتُ وكأنني أموت من شدّة الألم. وفيما كنت أقوم بدفع طفلي خارجاً، كان يتعيّن عليّ وضع الكمامة، في ظلّ معاناتي من رهاب الأماكن المغلقة الذي شكّل ضغطاً إضافياً بالنسبة إليّ."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"كانت تفوح من الكمامة رائحة قيء مزعجة، الأمر الذي جعلني أشعر بغثيانٍ شديد. وعندما أحسستُ بأنني على وشك التقيّؤ، أصبتُ بنوبةٍ من الهلع. وما بين الألم ورهاب الأماكن المغلقة، تملّكني خوفٌ آخر من أن أتقيّأ والكمامة على وجهي. شعرتُ بذعرٍ شديد، وكان الأمر برمّته مرعباً للغاية."

الدكتورة جو ماونتفيلد نائبة رئيس "الكلّية الملكية لأطبّاء النساء والتوليد" في بريطانيا، أعربت لصحيفة "اندبندنت" عن شعورها بخيبة أملٍ لسماع تقارير تفيد بأنه "قد طُلب من النساء وضع كمامات الحماية أثناء الولادة".

وتضيف الاستشارية في طبّ الولادة: "إن إرشادات هيئة خدمات الصحّة الوطنية" NHS في ما يتعلّق بارتداء أغطية الوجه، تُطبّق في المستشفيات على الموظّفين والزائرين، وعلى الأفراد الذين يحضرون إلى مواعيد العيادات الخارجية، وليس على الأشخاص الذين يدخلون المستشفى للعلاج، بمَن فيهم النساء الحوامل في مرحلة المخاض."

"يُطلب عادةً من النساء الحوامل اللواتي يتمّ إدخالهن إلى المستشفى وقد ثبتت إصابتهم بعدوى ’كوفيد - 19‘، أو اللواتي ظهرت عليهن أعراض الإصابة بالفيروس، ارتداء الكمامة إلى حين نقلهن إلى غرفٍ خاصّة. إننا نتفهّم القلق الذي ينتاب النساء اللواتي يلدن أثناء الوباء، ونقدّر أن بعضهن مرّ كما أسرهن بتجارب شديدة الصعوبة. وندعو في هذا الإطار إلى أن يضمن أيّ تخطيطٍ مستقبلي لمواجهة الوباء، عدم تأثّر الحوامل، بغير وجه حقّ، بالتغييرات السريعة التي تطرأ على التوجيهات الإرشادية في البلاد."

وكانت صحيفة "اندبندنت" قد تحدّثت عن الطريقة التي يتمّ من خلالها إرغام نساء على الولادة بمفردهن في غياب الشريك، وكيف أن خطط الحمل الخاصّة بهن قد تمّ تغييرها في اللحظة الأخيرة خلال فترة الوباء.

وتقول ماريا بوكر من مؤسّسة "بيرثرايتس" Birthrights، وهي منظّمة خيرية رائدة في مجال رعاية الولادات: "طلبنا من الكلّيات الملكية في مطلع شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي، أن توضح هذه المسألة، وألا تكون النساء ملزماتٍ بوضع كمامات الوقاية أثناء فترة المخاض، وقد استجابت لطلبنا."

واعتبرت أن "إلزام المرأة بارتداء كمامة أثناء المخاض هو عملٌ غير إنساني، من هنا إننا ندعو جميع الأقسام المعنية بتقديم خدمات الولادة، إلى الحرص على تجنّب حدوث هذا الأمر".

يأتي ذلك بعدما خلصت دراسةٌ أجريت هذا الأسبوع، إلى أن أمّهاتٍ أنجبن حديثا، هنّ أكثر عرضة بمرتين للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، مع تعرضهن للعزلة والإرهاق.

وأشارت مقالةٌ بحثية نشرتها "كلية لندن الجامعية" UCL، إلى أن الافتقار للدعم الاجتماعي أدّى إلى حدوث حالاتٍ من الاكتئاب ما بعد الولادة. ودعت الحكومة البريطانية إلى الإقرار بالتداعيات المقلقة التي خلّفتها إجراءات الإغلاق على الأمّهات الحديثات في كلّ مرة يتمّ فيها اعتماد تدابير مستقبلية لمعالجة أزمة الصحّة العامة.

يُذكر أن استطلاعاً للرأي أجرته مجموعةٌ مؤيّدة لحملة "إجعلوا الولادة أفضل" Make Birth Better وتمّت مشاركته حصرياً مع صحيفة "اندبندنت" الخريف الماضي، أظهر أن ما يقرب من نصف عدد النساء الحوامل اللواتي كنّ معتمداتٍ على دعم قابلةٍ متخصّصة في الصحّة العقلية، أفدن بأن تلك المساعدة توقّفت.

© The Independent

المزيد من صحة