Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة تؤكد إمكانية تفادي مئات وفيات الأطفال عبر الحدّ من الحرمان

يوجد "رابط واضح" بين خطر الوفاة ومستوى الحرمان بالنسبة للأطفال في إنجلترا

تكشف دراسة أكاديمية أنه يمكن تفادي نحو 700 حالة من وفيات الأطفال إن كان خطر الوفاة متساوٍ بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في أكثر المناطق حرماناً وأقلّها حرماناً (غيتي)

وجدت دراسة موّلتها هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا أنّه يمكن تفادي مئات وفيات الأطفال سنوياً عبر الحدّ من مستويات الحرمان.

ووجدت الدراسة، التي ترأّسها قسم قاعدة بيانات وفيات الأطفال الوطنية في جامعة بريستول، "رابطاً واضحاً" بين خطر الوفاة ومستوى الحرمان بالنسبة للأطفال في إنجلترا، في كافة المجالات باستثناء مرض السرطان- واستنتجت بالتالي أنه يمكن تفادي نحو 700 وفاة سنوياً.

حلّل الباحثون سجلات وفيات 3347 طفلاً توفّوا في إنجلترا بين 1 أبريل (نيسان) 2019  و31 مارس (آذار) 2020، وباستخدام بيانات الرموز البريدية، ربطوا العناوين السكنية لكل طفل بمستويات الحرمان كما حددتها الحكومة. وهي تُحتسب من خلال سبع مجالات رئيسية منها المدخول والعمل والتعليم والوصول إلى المسكن والخدمات. 

ووجدوا أنّ نسبة الوفيات تزداد مع ازدياد نسبة الحرمان- ويتضاعف معدل الوفيات نحو ثلاث مرات في مناطق العشر الأكثر حرماناً مقارنة بأقل المناطق حرماناً.

وتكشف الدراسة أنّه يمكن تفادي أكثر من خُمس وفيات الأطفال مجتمعة (23 في المئة) إن كان خطر الوفاة متساوٍ بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في أكثر المناطق حرماناً وأقلّها حرماناً، وهو ما يعادل أكثر من 700 وفاة أقل سنوياً للأطفال.

وقال البروفيسور السير مايكل مارموت من كلية لندن الجامعية وكاتب توطئة التقرير، إنه يجب أن يكون "المجتمع الثري" قادراً على "تفادي" الحرمان، ولا سيما النوع الذي يؤدي إلى وفيات الرضّع والأطفال- مضيفاً أنّها مسألة "عدالة اجتماعية".

وتابع بأن "التحرّك الفوري" ضروري من أجل زيادة السخاء في مخصصات الأطفال، ومنها إعانة الأطفال.

وصرّح وزير العمل ومعاشات التقاعد في حكومة الظل جوناثان رينولدز: "إنّ فكرة وفاة أطفال بلادنا مبكراً بسبب الفقر المتجذّر تُخزينا جميعاً. لا يمكننا تعزيز اقتصادنا وتحقيق الازدهار في كل أنحاء البلاد من دون الحرص على أن يكون لدى العائلات ما يكفيها لمعيشتها." 

إن تحليل الباحثين لسجلات وفيات الأطفال حيث ذُكر موضوع الحرمان أظهر قضايا تتعلق بالبيئة الاجتماعية، التي شملت الديون العائلية والمتاعب المالية وتشريد الأمهات الحوامل، ومعاناة الوالدين من مشاكل نفسية ومعاناة الأمهات من سوء التغذية.

ومن المواضيع الأساسية التي تم تحديدها قضايا الإسكان، بما فيها مخاوف تتعلق بنقص النظافة وأماكن الإقامة غير المناسبة التي تشمل مثلاً اكتظاظاً سكانياً أو مشاكل صيانة ومنها الرطوبة والعفن أو تردّي أحوال المنزل. 

ورُصدت مشكلة السكن في 123 حالة وفاة تمت مراجعتها، شملت عائلات تقيم في مساكن مؤقتة أو تنتقل غالباً بين مسكن وآخر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما وجدت الدراسة أن التشريد وغياب المأوى ذُكر في حالة 33 وفاة، سواء تشريد الأب أو الأم أو الأطفال.

وكان أكثر الناس تأثراً بالتشريد الحوامل اللواتي أنجبن بعد ذلك أطفالاً توفّوا، والعائلات التي لديها أطفالاً بعمر صغير، واليافعين الذين إما تركوا منازل أُسَرِهم أو طُردوا منها.

وقالت كارين لويت، بروفيسورة طب حديثي الولادة في جامعة بريستول والكاتبة الرئيسية للدراسة، إن التقرير وجد "دليلاً قوياً" على علاقة وفيات الأطفال بالحرمان الاجتماعي في إنجلترا.

وهو يأتي بعد أن كشفت البيانات الصادرة في مارس (آذار) تسجيل الفقر بين الأطفال أعلى معدّل له منذ 12 عاماً في العام الذي سبق الجائحة، فيما ارتفع عدد الأطفال الذين يعيشون في فقر نسبي بعد احتساب كلفة السكن بـ172 ألفاً ليبلغ 4.3 مليوناً في 2019-2020.

وهو ما يعادل 31 في المئة من إجمالي عدد الأطفال أي بارتفاع عن 29 في المئة خلال العام السابق وهو أعلى معدّل منذ 2007-2008.

وحذّر الخبراء من أنّ فقر الأطفال قد يكون ارتفع حتما أكثر خلال الجائحة- ولم تُنشر البيانات المتعلقة بهذه الفترة- وأنّ الأُسَر العاملة تواجه "تهديداً مضاعفاً" هذا الشتاء بالنسبة لمستويات معيشتها مع ارتفاع البطالة وتخفيض المساعدات الحكومية. 

واعتبر ديفيد فينش، أحد كبار الباحثين في مؤسسة هيلث إنه يجب "التحرّك فوراً" من أجل منع وقوع نسبة أكبر من وفيات الأطفال في المزيد من المناطق المحرومة.

"لكي يكون مجتمعنا صحياً وعادلاً، علينا الحرص على معالجة العوامل الأوسع التي تحدد الوضع الصحي- مثل المدخول والتعليم والسكن."  

"تسلّط هذه النتائج الضوء على الأهمية الكبيرة لتطبيق برنامج رفع مستوى المناطق لكي يتسنّى للجميع التمتع بنوعية حياة جيدة وتزيد من ضرورة تنفيذه عاجلاً."

وقالت أليسون غارنهام، المديرة التنفيذية لمجموعة عمل فقر مكافحة فقر الأطفال: "لا يمكن إيجاد إدانة صارخة أو مخزية أكثر لفشل أنظمة الحماية الاجتماعية التي وضعناها من نتائج هذا التقرير."

"إن الحرمان قاتل وقبل أن نضع استراتيجية حكومية موثوقة لإنهاء فقر الأطفال والحرمان، سوف نواصل خذلاننا للأطفال بما يرتّب ذلك عليهم من أسوأ النتائج الممكنة."

طُلب من الحكومة التعليق.

© The Independent

المزيد من تقارير