فيما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن العام الثاني لجائحة كورونا قد يكون أكثر فتكا، أظهر إحصاء لوكالة "رويترز" أن أكثر من 162.12 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الجائحة إلى ثلاثة ملايين و501505.
وسُجلت إصابات في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
الهند تعد مبعث قلق كبير
وسجلت الهند زيادة أقل في عدد الإصابات اليومية بكوفيد-19 لليوم الثالث على التوالي، الأحد 16 مايو (أيار)، لكن عدد الوفيات خلال الساعات الـ24 الماضية كان أعلى من أربعة آلاف حالة، ما رفع عدد الوفيات في البلاد إلى 270 ألفاً.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة تسجيل 4077 حالة وفاة جديدة بينما ارتفعت الإصابات 311 ألفاً و170، فيما يعد أقل زيادة في الإصابات اليومية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وارتفع إجمالي الإصابات أكثر من مليوني إصابة خلال الأسبوع والوفيات بنحو 28 ألفاً، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 24.7 مليون.
وبدأت الموجة الثانية الضخمة من الإصابات في الهند في فبراير (شباط) ما زاد من الضغوط على المستشفيات والعاملين في المجال الطبي. وتراجعت الإصابات بشكل مطرد في الولايات التي تعرضت لزيادة مبدئية في الإصابات مثل ولاية مهاراسترا أغنى ولايات الهند وولاية دلهي الشمالية بعد فرض عمليات إغلاق صارمة.
قال مسؤولو الصحة الاتحاديون، السبت، إن إجمالي معدل الحالات الإيجابية لكل اختبار تراجع إلى 19.8 في المئة الأسبوع الماضي، بعد أن كان 21.9 في المئة الأسبوع السابق، ما عزز الآمال في استقرار أعداد الإصابات اليومية.
لكن تم تسجيل زيادات في ولايات مثل تاميل نادو في الجنوب وفي المناطق الريفية.
وحث رئيس الوزراء ناريندرا مودي المسؤولين، السبت، على تعزيز موارد الرعاية الصحية بالريف وتعزيز المتابعة مع انتشار الفيروس بسرعة في تلك المناطق بعد اجتياحه المدن.
وفي جنيف، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن العام الثاني للجائحة قد يكون أكثر فتكاً من العام الأول، وإن الهند تعد مبعث قلق كبير.
وجاءت تصريحات جيبريسوس خلال اجتماع عبر الإنترنت، الجمعة، بعد أن دق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ناقوس الخطر بخصوص الانتشار السريع للمرض في الريف مترامي الأطراف.
وإلى الصين حيث قالت اللجنة الوطنية للصحة الأحد إن البلاد سجلت 18 إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم السبت ارتفاعاً من 14 حالة قبل يوم، وذكرت في بيان أن عشراً من الحالات الجديدة واردة من الخارج.
وأعلنت أن عدد الإصابات الجديدة التي لا تظهر عليها أعراض بلغ 19 يوم السبت نزولاً من 25 إصابة قبل يوم. ولا تصنف الصين تلك الإصابات على أنها حالات إصابة مؤكدة.
ويبلغ حالياً إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 في الصين 90 ألفاً و847 في حين لا يزال عدد الوفيات ثابتاً عند 4636.
قيود جديدة في تايوان
من جهتها، دعت تايوان مواطنيها إلى عدم التدافع لشراء السلع بعد فرض قيود جديدة على التجمعات والحركة لكبح انتشار كوفيد-19 بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات المحلية.
وكانت تايوان قد رفعت مستوى التأهب للتصدي للجائحة يوم السبت في العاصمة تايبه ومحيطها وفرضت قيوداً لمدة أسبوعين والحد من التجمعات.
وعلى الرغم من أن إجمالي عدد الإصابات منذ بدء الجائحة ما زال منخفضاً عند 1475، فقد أدى التفشي الذي شهدته تايوان في الآونة الأخيرة إلى إثارة قلق الناس الذين اعتادوا على الحياة شبه الطبيعية بسبب عدم وجود عزل عام كامل من النوع الذي شوهد في مناطق أخرى.
وناشد وزارة الاقتصاد الناس عبر "فيسبوك" عدم تخزين السلع أو التدافع على المتاجر بعد أن سارع الناس لتخزين السلع الأساسية.
وعلى الرغم من أن الحكومة لم تأمر بفرض عزل عام كامل، فقد حثت الناس على البقاء في منازلهم قدر الإمكان.
ارتباك بشأن الكمامات
وتشهد الولايات المتحدة حالة إرباك وجدل حاد بشأن توصية تسمح للذين تلقوا اللقاح بعدم وضع كمامات، فبعد ما ألغت السلطات توصية باستخدام كمامات من قبل الأشخاص الذين طُعموا بالكامل ويشكلون نحو 35 في المئة من السكان، أعلنت مراكز تجارية عدة تخليها عن فرض وضع الكمامات في محلاتها، مع أنه يبقى إلزامياً عندما تفرض التشريعات المحلية ذلك، لكن التوجيهات الجديدة غير الملزمة التي صدرت عن السلطات الصحية فاجأت المسؤولين المحليين والخبراء والشركات، وأدت إلى جدل وحتى مشادات داخل الكونغرس.
خطط رفع الإغلاق
في هذا الوقت، حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن المتحور الهندي لفيروس كورونا قد يعرقل خطط رفع الإغلاق في بريطانيا إذا استمر في الانتشار فيها، بعد زيادة مقلقة في عدد الإصابات في بعض الأماكن.
وشهدت المملكة المتحدة التي خضعت لتدابير إغلاق صارمة خلال الشتاء وسجلت ما يقرب من 128 ألف وفاة، تحسناً ملحوظاً في وضعها الصحي.
ولكن قبل ثلاثة أيام من مرحلة رئيسية من رفع التدابير والتي تعيد المطاعم والمسارح والأماكن الثقافية بموجبها فتح أبوابها وكذلك استئناف الرحلات إلى الخارج، يتزايد القلق في مواجهة انتشار هذه النسخة الهندية من كورونا.
وقال الزعيم المحافظ خلال مؤتمر صحافي، إنه لا يوجد سبب راهن لتأجيل هذه المرحلة المقررة، الإثنين.
لكن إذا تبين أن المتحور شديد العدوى "سنكون أمام خيارات صعبة" مشدداً على أن "هذا المتحور الجديد قد يعرقل تقدمنا بشكل كبير ويجعل الأمر أكثر صعوبة لاتخاذ الخطوة التالية" المقررة في 21 يونيو (حزيران) حين يفترض أن ترفع معظم القيود.
وأوضح جونسون أنه من أجل وقف انتشار المتحور "بي 1.671.2"، ستقلص الفترة الفاصلة بين جرعتي اللقاح (والتي تصل إلى ثلاثة أشهر) إلى ثمانية أسابيع للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً والأكثر ضعفاً.
توسيع حملة التلقيح
ومن بين الخيارات قيد الدرس أيضاً، توسيع حملة التلقيح لتشمل الأصغر سناً، مع تكثيف الاختبارات في المناطق التي ينتشر فيه المتحور الهندي.
وقال جونسون إن "السباق بين برنامج التلقيح لدينا والفيروس قد يصبح أكثر تقارباً، والأهم من ذلك كله أن يحصل الناس على حماية إضافية عبر الجرعة الثانية"، لافتاً إلى أن خدمة الرعاية الصحية العامة لا تتعرض لضغوط.
وتابع أنه في الوقت الحالي، "لا شيء يشير إلى أن لقاحاتنا ستكون أقل فعالية"، لكنه دعا المواطنين إلى "توخي الحذر الشديد".
وبحسب الأرقام الصادرة، الجمعة، تلقى أكثر من 36 مليون شخص جرعة أولى في إطار حملة التحصين التي انطلقت أوائل ديسمبر (كانون الأول)، وأكثر من 19 مليوناً تلقوا جرعة ثانية.
وارتفع عدد الإصابات المنسوبة إلى المتحور الهندي في المملكة المتحدة من 520 الأسبوع الماضي إلى 1313 هذا الأسبوع، وفقاً لوزارة الصحة. وتتركز معظم هذه الإصابات في شمال غربي إنجلترا مثل مدينتي بولتون ولندن، وكذلك لدى الأصغر سناً الذين لم يتلقوا اللقاح بعد.
وفي اسكتلندا، أعلنت السلطات أن عملية رفع بعض القيود المقررة الإثنين، لن تشمل مناطق معينة تواجه تفشياً للوباء، مثل غلاسكو حيث رصد المتحور الهندي.
وفي مواجهة هذا الأمر المقلق، أعادت ألمانيا، الجمعة، تصنيف المملكة المتحدة ضمن قائمة المناطق الخطرة، وهي الأدنى في المقياس المرجعي، والتي تشمل تلك التي يراوح معدل الإصابة فيها بين 50 و200 إصابة لكل 100 ألف شخص خلال سبعة أيام.
ويمثل، الإثنين، مرحلة فاصلة من رفع إجراءات الإغلاق مع إعادة فتح دور السينما والمسارح فضلاً عن استئناف الخدمة الداخلية للحانات والمطاعم التي أعادت فتح مساحاتها الخارجية في وقت سابق.
وسيسمح مجدداً بالاجتماع في الأماكن المغلقة، على أن يقتصر الأمر على ستة أشخاص أو أسرتين كحد أقصى، وسيكون من الممكن تمضية إجازات في الخارج، رغم أن العائدين من بعض الوجهات فقط معفيون من الحجر الصحي عند العودة.
واعترض آندي بورنهام رئيس بلدية مانشستر الكبرى التي تقع في المنطقة المتأثرة، الجمعة، على إمكان تنفيذ عمليات إغلاق محلية مثل تلك التي فرضت في الخريف.
وقال بورنهام لهيئة "بي بي سي"، "سنكون قلقين جداً إزاء احتمال إخضاع الحكومة بلاكبيرن أو بولتون أو أي مكان آخر لقيود محلية فيما بقية البلاد محررة منها، وخصوصاً عندما تكون هناك أمور يمكنهم القيام بها قبل ذلك"، مؤكداً أن شمال غرب إنجلترا كان عرضة بشكل خاص للإغلاق، كونه إحدى أفقر المناطق في البلاد.
الالتزام بوضع الكمامات
من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، بوجوب التزام الأشخاص المطعمين ضد فيروس كورونا بوضع الكمامات الواقية في المناطق التي ترتفع فيها نسب انتقال العدوى، وذلك غداة تخلي الولايات المتحدة عن الإجراء في أراضيها.
وأعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة، الخميس، أن الأميركيين الذين طُعموا لم يعودوا في حاجة إلى وضع كمامات في الأماكن المغلقة. ولكنها أوصت باستمرار المطعمين في وضع الكمامة في وسائل النقل (الطائرات والحافلات والقطارات وغيرها)، وكذلك في المطارات ومحطات القطار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على سؤال حول الإعلان الأميركي، لم يعلق خبراء منظمة الصحة العالمية بشكل مباشر، لافتين إلى أن كل شيء يعتمد على السياق الوبائي في كل دولة. لكنهم أشاروا إلى أن اللقاحات لا توفر حماية كاملة من كوفيد-19.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج حال الطوارئ الصحية في المنظمة مايكل راين "حتى في الحالات التي يكون فيها نطاق التطعيم مرتفعاً، إذا كان هناك إصابات كثيرة، فيجب عدم الاستغناء عن الكمامة".
وأضاف "في حالة بلد يرغب في الحد من وضع الكمامات أو إلغاء تدابير صحية واجتماعية أخرى، ينبغي عدم القيام بذلك إلا عبر مراعاة نسب انتقال العدوى في المنطقة ونطاق التطعيم".
بدورها، أوضحت كبيرة خبراء منظمة الصحة العالمية سوميا سواميناثان أن البيانات الواردة من البلدان التي توسع نطاق حملات التطعيم تظهر أن اللقاحات "تحمي من العدوى بنسبة تراوح بين 70 و80 في المئة".
وقالت إن ذلك يعني أنه من الممكن التقاط العدوى حتى بعد تلقي اللقاح، وهذا ليس مفاجئاً في رأيها.
وأضافت "هذا هو السبب في أننا بحاجة إلى إجراءات وقائية أخرى، مثل وضع الكمامات والتباعد وغيرهما (...) إلى أن تصل البلدان إلى مستوى يتمتع فيه عدد كبير من الأشخاص بالحماية ويكون انتقال الفيروس بمستويات منخفضة للغاية".
وأكدت أن "قلة قليلة من البلدان بلغت المرحلة التي يمكنها فيها التخلي عن هذه التدابير (...) في معظم البلدان، يجب أن نواصل ما نقوم به".
وتقوم الولايات المتحدة بحملة تطعيم واسعة النطاق، وصارت تشمل الفتيان بين 12 و15 عاماً بدءاً من الخميس.
8790 إصابة و364 وفاة
وأعلنت روسيا، السبت، تسجيل 8790 إصابة جديدة بعد يوم من ارتفاع الإصابات اليومية إلى 9462 وهو أعلى عدد من الحالات الجديدة منذ نهاية مارس (آذار)، وتم تسجيل أكثر من ثلث الحالات الجديدة أي ما يعادل 3073 في موسكو التي أعلنت الجمعة عن أكبر عدد من مرضى كورونا الجدد منذ يناير (كانون الثاني).
وقال فريق العمل الحكومي المعني بمكافحة فيروس كورونا إنه تم تأكيد 364 وفاة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليصل إجمالي الوفيات إلى 115480.
البرازيل والمكسيك
وسجلت وزارة الصحة البرازيلية، الجمعة، 85536 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا، و2211 وفاة بكوفيد-19 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وتجاوز العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة في البرازيل منذ بدء الجائحة 15.5 مليون، بينما ارتفع العدد الرسمي للوفيات إلى 432628، وفقاً لبيانات الوزارة.
من جانبها، قالت وزارة الصحة بالمكسيك، إنها سجلت 2880 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و258 وفاة. ويبلغ إجمالي الإصابات بالفيروس في البلاد مليونين و377995 حالة بينما تجاوزت الوفيات 220 ألفاً.
تركيا تخفف العزل بحذر
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن تركيا ستخفف العزل العام بحذر اعتباراً من الإثنين، وسترفع القيود على نحو أكبر في يونيو. وجاء ذلك بعد تراجع الإصابات بشدة عن ذروتها التي بلغتها في موجة ثانية شرسة من جائحة كوفيد-19.
وفرضت السلطات التركية العزل العام منذ أسبوعين بعد أن قفز عدد إصابات كوفيد-19 اليومي إلى ما يزيد على 60 ألف إصابة، وكان أحد أعلى المعدلات في العالم كما اقترب معدل الوفاة من 400 يومياً.
وقال أردوغان "جدول محكوم للعودة للوضع الطبيعي" سيبدأ الإثنين.
وانخفض عدد الإصابات اليومية الجديدة إلى 11 ألفاً، وهو أقل بكثير من أعداد الشهر الماضي لكنه أكبر من العدد الذي حدده أردوغان في بداية العزل وهو خمسة آلاف إصابة.
وتلقى نحو 10.7 مليون من السكان تطعيماً كاملاً ضد المرض وحصل أربعة ملايين على الجرعة الأولى.