Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"معركة الأبراج" في غزة تدفع بالتصعيد إلى الذروة

إسرائيل تقصف برجا في القطاع وبايدن يتصل بعباس ونتنياهو وسط تعثر الجهود الدبلوماسية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت 15 مايو (أيار) الحالي، أن "إسرائيل ستواصل قصف غزة ما دامت تقتضي الضرورة وستبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط قتلى في صفوف المدنيين".
واتهم نتنياهو حركة "حماس" ببدء الأعمال العدائية المستمرة منذ نحو أسبوع بإطلاق صواريخ على إسرائيل. وقال في خطاب نقله التلفزيون إن "الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن هذه المواجهة ليس نحن، بل مَن يهاجمنا... ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنته بعد وستستمر هذه العملية ما دامت تقتضي الضرورة". وتابع "على عكس حماس، التي تنوي عن عمد إيذاء المدنيين بالاختباء خلف المدنيين، فإننا نفعل كل ما في وسعنا لتجنب أو الحد من الإضرار بالمدنيين قدر الإمكان، وضرب الإرهابيين مباشرة بدلاً من ذلك".
في موازاة ذلك، كثف دبلوماسيون أميركيون وعرب جهودهم في محاولة لوضع حد لأعمال العنف بينما أضاءت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" السماء في المنطقة، ودفعت المدنيين إلى الإسراع نحو المخابئ.

وجدد الطيران الإسرائيلي غاراته الجوية على غزة في ساعة مبكرة من صباح السبت، 15 مايو (أيار)، وردت حركة "حماس" بإطلاق صواريخ على إسرائيل مع دخول المعركة بين الطرفين يومها السادس، في حين وصل موفد أميركي لإجراء محادثات.

قصف برج في غزة يضم وسائل إعلام أجنبية

وشن الجيش الإسرائيلي السبت، ضربةً على مبنى من 13 طبقة في قطاع غزة، يضم مكاتب شبكة الجزيرة القطرية ووكالة "أسوشييتد برس" الأميركية للأنباء، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مراسل لـ"رويترز" إن مالك المبنى تلقى تحذيراً مسبقاً من هجوم صاروخي إسرائيلي وشيك وتم إخلاء المبنى الذي يضم أيضاً عددًا من الشقق والمكاتب الأخرى.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القصف استهدف مبنى إعلامياً يضم "الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس"، مضيفاً أنه حذر من كانوا داخل المبنى قبل قصفه وأتاح "وقتاً كافياً لإخلائه".

الرئيس التنفيذي لوكالة "أسوشييتد برس"، غاري برويت، قال من جهته إن المؤسسة الإعلامية الأميركية "أصيبت بالصدمة والذعر" بعد قصف المبنى. وأضاف في بيان، "إنهم يعرفون منذ فترة طويلة موقع مكتبنا ويعرفون أن الصحافيين كانوا هناك". وأضاف أنه تم تحذير المؤسسة من الضربة وتم إجلاء الصحافيين في الوقت المناسب.

وفي ضوء الضربة، غردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قائلةً "قلنا للإسرائيليين مباشرة إن ضمان سلامة الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلة مسؤولية بالغة الأهمية".

ولاحقاً، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي جو بايدن، أن إسرائيل "تفعل كل ما في وسعها لتجنب الإضرار" بالأشخاص الذي لا يشاركون في قتالها مع حماس وجماعات أخرى في غزة.

وطبقاً لملخص اتصال هاتفي نشره مكتب نتنياهو، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بايدن بأن الأشخاص "غير المشاركين تم إجلاؤهم" من المبنى الذي قصف في غزة. وجاء في البيان، "رئيس الوزراء نتنياهو شكر الرئيس (بايدن) لدعم الولايات المتحدة لحقنا في الدفاع عن أنفسنا".

مكالمة بايدن - عباس

كما قال متحدث باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن الأخير تلقى مكالمة هاتفية مهمة السبت من الرئيس الأميركي. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن بايدن حث في أول اتصال يجريه مع الرئيس الفلسطيني منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، على الهدوء بين إسرائيل وغزة.
في المقابل، أعلن البيت الأبيض في بيان أن بايدن شدد خلال المكالمة مع عباس "على ضرورة أن توقف حماس استهداف اسرائيل بالصواريخ"، كما "أكد التزامه القوي بحل الدولتين عبر التفاوض باعتباره أفضل طريق للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني".

الرئيس الأميركي ونتنياهو

كذلك أفاد البيت الأبيض بأن بايدن تحدث مع نتنياهو وأكّد على "الدعم القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية من حماس والجماعات الإرهابية الأخرى في غزة"، لكنه أعرب عن قلقه "البالغ" إزاء أعمال العنف الأخيرة. 
وبلغت حصيلة الضحايا الفلسطينيين في الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، منذ الإثنين، 139 قتيلاً بينهم 39 طفلاً، وألف جريح حسب أرقام نشرتها السلطات الفلسطينية، فيما قالت السلطات الإسرائيلية، إن عدد القتلى في إسرائيل بلغ تسعة، بينهم طفل وجندي، وإصابة أكثر من 560 آخرين بجروح.

ومع استمرار انقطاع الكهرباء في غزة، فتحت مصر السبت معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، للسماح بدخول 10 سيارات إسعاف تنقل فلسطينيين مصابين بجروح خطيرة لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية، حسب مسؤولين طبيين.


مقتل 10 من أفراد عائلة فلسطينية واحدة

وصباح السبت، قتل 10 أفراد من عائلة فلسطينية واحدة جرّاء ضربة جوية إسرائيلية استهدفت غزة، وفق ما أفاد مسعفون في القطاع الفلسطيني.

وقتل ثمانية أطفال وامرأتان، جميعهم من عائلة أبو حطب، جراء انهيار مبنى من ثلاثة طوابق في مخيم الشاطئ للاجئين بعد ضربة إسرائيلية.

ودان رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، اسماعيل هنية، في بيان، "المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال" في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، محملاً إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن استمرار استهداف المدنيين والآمنين، ونؤكد أن المقاومة سوف تواصل الدفاع عن شعبها الأبي".

وقال مسعفون فلسطينيون، إن ما لا يقل عن أربعة لقوا حتفهم بهجمات جوية في شمال غزة. وقال سكان إن زوارق البحرية الإسرائيلية أطلقت قذائف من البحر المتوسط رغم عدم إصابة أي منها القطاع.

وقالت وزارة الشؤون الدينية الفلسطينية، إن الطيران الإسرائيلي دمر مسجداً. وقال متحدث عسكري إن الجيش يتحرى عن صحة هذا النبأ.

حريق في ميناء أسدود

في المقابل، قُتل إسرائيلي السبت بعدما أصاب صاروخ أُطلق من غزة مبنى في منطقة قريبة من تل أبيب، وفق ما أفادت الشرطة ومصادر طبية.

وقال الناطق باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد، على "تويتر"، "تحديث للضربة الصاروخية على رمات غان، قُتل رجل".

وقالت حركة حماس إنها شنت هجوماً صاروخياً رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت "نساءً وأطفالاً" في غزة. وبعيد ذلك، دوت صافرات الإنذار في تل أبيب.

وفي جنوب إسرائيل، لم يتوقف دوي صفارات الإنذار ليل الجمعة السبت، مع إطلاق نحو 300 صاروخ من غزة. وأعلنت "حماس" مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.

من جانبها، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن صاروخاً استهدف مخزناً لوجيستياً يضم مواد سريعة الاشتعال في ميناء أسدود ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم.

ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للانفجار الذي نجم عن سقوط الصاروخ في المصنع، وقال في تغريدة، "شاهدوا الأضرار بنفسكم. هذا لن يمر من دون رد".

وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت ليل الجمعة السبت "مكتب عمليات" تابعاً لحماس بالقرب من وسط مدينة غزة، بضربات ليلية إضافية استهدفت ما أسماه الجيش "مواقع إطلاق" صواريخ تحت الأرض. كما قصفت "موقعاً للاستخبارات العسكرية" و"مواقع إطلاق صواريخ أرض-أرض" و"مجموعتين إرهابيين"، وفق ما كتب الجيش في تغريدة على "تويتر".

عدة جبهات

وتقاتل إسرائيل على عدة جبهات. في الضفة الغربية من نابلس إلى الخليل وفي جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها منذ عام 1967، رشق فلسطينيون بالحجارة والزجاجات الحارقة وغيرها من المقذوفات، القوات الإسرائيلية التي ردت مستخدمةً الرصاص المطاطي وفي بعض الأحيان بالرصاص الحي.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 28 مواطناً أصيبوا السبت خلال مواجهات متفرقة شهدتها الضفة الغربية بين شبان والقوات الإسرائيلية خلال إحياء الفلسطينيين للذكرى الـ73 للنكبة، وإن بعضهم في حالة خطيرة.

وشهدت مدينة رام الله السبت مسيرة شارك فيها المئات بعد التوقف لمدة 73 ثانية، هي عدد سنوات النكبة، كما قاموا بإطلاق بالونات بألوان العلم الفلسطيني.

وذكرت وزارة الصحة في بيان، أن 16 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي في مواجهات بالقرب من مدينة نابلس، منها إصابتان خطيرتان.

وشهدت مدن وقرى فلسطينية أخرى في الضفة الغربية مواجهات أصيب فيها عدد من الشبان بالرصاص الحي والمطاطي.

كما شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة مركزية في بلدة سخنين في إسرائيل بمناسبة ذكرى النكبة وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وردوا شعارات تضامنية مع غزة.

وأوقعت الصدامات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية 11 قتيلاً ونحو 250 جريحاً الجمعة وحده في الجانب الفلسطيني، خصوصاً خلال تظاهرات غضب وتأييد لسكان قطاع غزة.

وتصاعد التوتر ليل الجمعة أيضاً في حي شعفاط في القدس الشرقية، حيث أشعل متظاهرون فلسطينيون ملثمون النار في أنقاض وردت الشرطة الإسرائيلية بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

واستدعى الجيش الاسرائيلي الاحتياط خشية من فتح جبهة رابعة. فقد سمع دوي ثلاثة صواريخ أطلقت من سوريا مساء الجمعة على شمال إسرائيل.

وفي مكان غير بعيد، على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أطلق جنود إسرائيليون النار الجمعة على متظاهرين لبنانيين تمكنوا من دخول الجانب الإسرائيلي لفترة وجيزة. وقُتل أحد عناصر ميليشيا "حزب الله" كان يشارك في التظاهرة بطلقات نارية. وفي المكان نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه أطلق النار على أشخاص كانوا يحاولون "التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية" عبر الشريط الشائك.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان، بأن الجيش الإسرائيلي رمى قنابل دخانية ومسيلة للدموع وأطلق النار على متظاهرين تسلقوا الجدار الإسمنتي الواقع بين العديسة وكفركلا، ما أدى إلى وقوع ثلاثة جرحى. وبحسب الوكالة، فرق الجيش اللبناني المتظاهرين معيداً الهدوء إلى هذه النقطة.

 

تدمير الأنفاق

وشنت إسرائيل هجمات طوال يوم الجمعة لتدمير ما قالت إنها أنفاق ممتدة لعدة كيلومترات في قطاع غزة ومواقع إطلاق صواريخ وورش لتصنيع الأسلحة في محاولة لوقف الهجمات الصاروخية عليها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، إن العملية الإسرائيلية شملت 160 طائرة إضافة إلى نيران الدبابات والمدفعية من خارج قطاع غزة. وكان من بين أهداف القصف أحد البنوك قالت إسرائيل إنه مسؤول عن تدفق السيولة النقدية بشكل يومي لـ"حماس" وجناحها العسكري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال كونريكوس في إفادة للصحافيين الأجانب إن "ما كنا نستهدفه هو نظام أنفاق متقن يمتد تحت غزة ومعظمها على سبيل المثال لا الحصر في الشمال وهي شبكة يستخدمها عناصر حماس للتنقل والاختباء والتستر". وأضاف "نطلق عليها اسم المترو".

وقال الجيش الإسرائيلي، إن أكثر من ألفي صاروخ انطلقت من قطاع غزة صوب إسرائيل منذ بدء التصعيد الأخير اعترضت منظومة الدفاع الصاروخي نحو نصفها وسقط 350 داخل قطاع غزة.

وعلى الرغم من الدعوات الدولية لوقف التصعيد، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن جيشه سيلحق "انتكاسات خطيرة" بحركة حماس "الإرهابية" التي تسيطر على قطاع غزة الفلسطيني الفقير والمحاصر. وقال "إنهم يدفعون وسيواصلون دفع الثمن غالياً. الأمر لم ينتهِ بعد".

المدن المختلطة

ونشبت اشتباكات أيضاً بين اليهود والأقلية العربية في البلدات والمدن الإسرائيلية المختلطة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 23 شخصاً على الأقل بسبب تلك الاضطرابات.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن "قلقة للغاية بشأن العنف في شوارع إسرائيل"، وحثت وزارة الخارجية رعاياها على تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف.

وتخللت المواجهات في المدن المختلطة أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس، بإرسال "تعزيزات مكثفة" من القوى الأمنية إلى تلك المدن. وقالت الشرطة الإسرائيلية التي عززت عديدها بأكثر من ألف عنصر لمواجهة هذه الاضطرابات إنها اعتقلت أكثر من 750 من "مثيري الشغب" هذا الأسبوع، بينهم أكثر من 100 الليلة الماضية، ومُدد اعتقال أكثر من 450 على ذمة التحقيق.

وأوضحت أن الاعتقالات شملت يهوداً إسرائيليين "كانوا يتجولون بحثاً عن المشاكل" في مدينتي نتانيا وبئر السبع، بينما هاجم مواطنون عرب الشرطة "بالزجاجات الحارقة". وفي مدينة اللد استعد اليهود والعرب لتمضية ليلتهم الرابعة من حظر التجوال الساري في هذه المدينة المختلطة.

وتعليقاً على المواجهات في البلدات المختلطة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة، إن مثيري الشغب العرب الإسرائيليين هم "أقلية مهمة تقوض العلاقات القائمة بين اليهود والعرب"، معلناً نشر قوات جديدة.

وجدد نتنياهو في بيان بالعربية، الجمعة، التأكيد على ضرورة استعادة الأمن والنظام. وقال "قلت اليوم وأكرر، ندعم أفراد الشرطة وجنود حرس الحدود وأفراد قوات الأمن الأخرى دعماً كاملاً، من أجل استعادة القانون والنظام العام". وأضاف أنه تم منح هذه القوات "صلاحيات الطوارئ"، وبالتالي يمكنها "إشراك جنود جيش الدفاع وجهاز الأمن الداخلي" في عملها.

واعتبر "كل هذه الإجراءات مهمة وشرعية وضرورية من أجل وقف العربدة داخل دولة إسرائيل"، داعياً "مجدداً المواطنين الإسرائيليين إلى عدم تطبيق القانون بأنفسهم، ومن يفعل ذلك سيعاقب بشدة". وقال "لا شيء يبرر قتل العرب من قبل اليهود ولا شيء يبرر قتل اليهود من قبل العرب".

جهود دبلوماسية

ووصل مبعوث الإدارة الأميركية هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون إسرائيل والفلسطينيين، الجمعة، للمنطقة قبل جلسة لمجلس الأمن الدولي، الأحد، لمناقشة الوضع.

وقالت السفارة الأميركية في إسرائيل في تغريدة على "تويتر"، إن عمرو وصل إلى "تل أبيب اليوم لتعزيز العمل نحو تهدئة مستدامة، والاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

ومن المقرر أن يلتقي عمرو مع القادة الإسرائيليين في القدس الأحد، قبل أن يتوجه إلى الضفة الغربية لإجراء محادثات مع المسؤولين الفلسطينيين.

وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، إنه يود تشجيع الجانبين على تحقيق "هدوء دائم". وتواجه واشنطن انتقادات تتهمها بعدم بذل جهود كافية لوقف العنف بعد عرقلة انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي كان مقرراً الجمعة.

تهدئة دائمة

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين، إن تركيز الإدارة الأميركية ينصب الآن على استخدام علاقاتها في المنطقة لحل الأزمة بين إسرائيل و"حماس" بالسبل الدبلوماسية، مضيفة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه يضغط من أجل وقف العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال بايدن للصحافيين، "لم يكن هناك رد فعل مبالغ فيه" من جانب الإسرائيليين على الهجمات، وأضاف، "السؤال هو كيفية الوصول إلى نقطة يحدث فيها تقليص كبير في الهجمات، لا سيما الهجمات الصاروخية التي تُطلق بشكل عشوائي على المراكز السكانية، إنه عمل جار في الوقت الحالي".

وتقود مصر جهوداً دولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وسط مخاوف من توسع نطاق الصراع. وقال مسؤولان أمنيان مصريان، إن مصر تضغط على الجانبين من أجل وقف إطلاق النار اعتباراً من منتصف ليل الجمعة انتظاراً لإجراء المزيد من المفاوضات بينما تضغط القاهرة أيضاً على "حماس" وأطراف أخرى منها الولايات المتحدة في محاولة للتوصل لاتفاق مع إسرائيل، وفقاً لوكالة "رويترز".

وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن وزيري الخارجية المصري والأردني ناقشا، الجمعة، جهود إنهاء المواجهة في قطاع غزة ومنع "الاستفزازات" في القدس.

محادثات جدية

وقال مسؤول فلسطيني لـ"رويترز"، "اتخذت المحادثات منحى جدياً حقيقياً الجمعة... الوسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة يكثفون اتصالاتهم بكل الأطراف في محاولة لاستعادة التهدئة لكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك "من شأن هذا القتال أن يطلق العنان لأزمة أمنية وإنسانية لا يمكن احتواؤها وأن يعزز التطرف".

وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان عبر عن قلق بلاده البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين، ودعا كل الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي.

ونقلت الوكالة عن الوزير قوله في بيان، إن الإمارات تدعو "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية للالتزام بوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي".

وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ليل الجمعة السبت، من خطورة ترك النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من "دون حل". وقال بيان صادر عن الديوان الملكي، إنه حذر من "ترك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من دون حل شامل وعادل ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

واعتبر العاهل الأردني أن "ما ينتج عن الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل ضد المسجد الأقصى المبارك والمقدسيين من عنف، يهدد الاستقرار والأمن، ويغذي التطرف ويعزز خطاب الكراهية".

بدوره، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، على "الضرورة الملحة لعودة السلام" في الشرق الأوسط، مؤكداً خلال محادثة مع نتنياهو "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، ومعرباً في الوقت نفسه عن "قلقه على السكان المدنيين في غزة". وكان اتصل، الخميس، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

كما دعت ماليزيا وإندونيسيا مجلس الأمن الدولي، السبت، إلى التدخل ووقف الضربات الإسرائيلية على غزة. وقال رئيس الوزراء الماليزي، محي الدين ياسين، إنه اتفق مع الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، خلال اتصال هاتفي، على ضرورة وقف تصرفات إسرائيل "المشينة" على الفور.

تحذير مسبق

وبدأت حركة "حماس" عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع الذي تديره، الإثنين، مستهدفة القدس وتل أبيب رداً على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين بالقرب من المسجد الأقصى.

وتقول إسرائيل إنها تبذل كل الجهود للحفاظ على حياة المدنيين بما في ذلك التحذير المسبق من الهجمات.

وقدر الجيش الإسرائيلي عدد النشطاء الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية حتى الآن بين 80 و90 مقاتلاً.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن هناك تقارير عن تدمير أكثر من 200 وحدة سكنية أو تضررها بشدة وإن مئات الناس يسعون للاحتماء بالمدارس في شمال القطاع.

وعلى وقع الاشتباكات المتصاعدة، علقت شركات طيران كبرى رحلاتها من وإلى إسرائيل، وقالت مصادر في قطاع الشحن، الجمعة، إن شركتين على الأقل تملكان ناقلات للنفط الخام طلبتا تحويل مسار الملاحة إلى ميناء حيفا بدلاً من عسقلان بسبب الصراع.

وألغت شركتا "الاتحاد" للطيران و"فلاي دبي" الإماراتيتان، السبت، رحلاتهما إلى تل أبيب، وانضمتا بذلك إلى شركات الطيران الأميركية والأوروبية التي أوقفت رحلاتها إلى إسرائيل.

تظاهرات في أنحاء العالم

ودعماً للفسلطينيين، تظاهر عدة آلاف في مدينة سيدني الأسترالية ومئات في ملبورن السبت، احتجاجاً على الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة.

وتظاهر مئات الأردنيين السبت في عمان وقرب الحدود مع الضفة الغربية، تضامناً مع الفلسطينيين، فيما تجمعت حشود من العراقيين في عدة مدن السبت، وهي تردد الهتافات ويحرق بعضها الأعلام الإسرائيلية والأميركية، احتجاجاً على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.

وفي تونس خرجت تظاهرات السبت في العاصمة ومدن أخرى من البلاد دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بتدخل المجتمع الدولي لوقف "جرائم" الجيش الإسرائيلي.

وشارك الآلاف في احتجاج في مدريد السبت لدعم الفلسطينيين، الذين نظمت جاليتهم في إسبانيا مسيرة "القدس" في الذكرى الـ 73 لنكبة عام 1948، عند إقامة دولة إسرائيل.

وفي بريطانيا كذلك، تظاهر آلاف في وسط لندن السبت دعماً للشعب الفلسطيني، مطالبين الحكومة البريطانية بالتدخل لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية. وتجمع المتظاهرون ظهر السبت عند ماربل آرتش بجوار حديقة هايد بارك، وساروا منها باتجاه السفارة الإسرائيلية عند الطرف الآخر للحديقة، رافعين أعلام فلسطينية ولافتات تطالب بـ"إنقاذ" الأراضي الفلسطينية.

وتظاهر آلاف الأشخاص في برلين وعدد من المدن الألمانية الأخرى السبت، تلبية لدعوة جماعات داعمة للفلسطينيين.

أما في فرنسا، فأطلقت الشرطة في باريس، السبت، الغاز المسيل للدموع وصوبت مدافع المياه على محتجين تحدوا حظراً لمسيرة ضد الهجمات الإسرائيلية على غزة، في محاولة لتفريق المتظاهرين المحتشدين في مجموعات من عدة مئات. وشارك مئات أيضاً في احتجاجات سلمية في مدن فرنسية أخرى، منها ليون ومرسيليا.

وكانت شرطة باريس حظرت التجمع بناءً على طلب وزير الداخلية جيرالد دارمانان، مع تخوف السلطات من أن تتحول الاحتجاجات إلى أحداث عنف. غير أن بعض المحتجين خرجوا وهم يلوحون بالعلم الفلسطيني محاولين الانضمام إلى مجموعات متفرقة من المتظاهرين.

وفي أثينا كذلك، أطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه السبت لتفريق متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين. وسار مئات الأشخاص، وهم يهتفون "الحرية لفلسطين" ويلوحون بالأعلام الفلسطينية، إلى السفارة الإسرائيلية في أثينا التي طوقتها حافلات الشرطة.

المزيد من الشرق الأوسط