Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحظر الشامل أوقف طقوس العيد في العراق وأشعل احتجاجات

الكاظمي بصدد مناقشة القرار مع قادة الأجهزة الأمنية خلال الأيام القليلة المقبلة

على الرغم من إعلان ديوان الوقف السني وأغلبية المرجعيات الشيعية في العراق باستثناء، المرجع علي السيستاني في النجف، الخميس 13 مايو (أيار) أول أيام عيد الفطر، فإن الاحتفالات بالعيد وطقوسه اختفت من شوارع المدن العراقية بسبب تطبيق الحظر الشامل للتجوال، الذي استُثني منه إقليم كردستان الذي قرر عدم تطبيقه.
وكان ديوان الوقف السني في العراق أعلن، الثلاثاء، أن، الخميس 13 مايو، هو أول أيام عيد الفطر فضلاً عن عدد من علماء الشيعية، بيد أن المرجع الشيعي السيد علي السيستاني أعلن أن الخميس متمم لشهر رمضان، وأن الجمعة 14 مايو هو أول أيام عيد الفطر.
وتوسطت كتل كونكريتية وُضِعت قرب دورية للشرطة، أحد الشوارع الرئيسة في بغداد في صباح أول أيام عيد الفطر في العراق، كجزء من تطبيق حظر التجوال العام الذي بدأ في 12 مايو الحالي ويستمر لمدة عشرة أيام بقرار حكومي كإجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كورونا في البلاد، بعد ما تصاعدت أعداد الإصابات إلى ما بين 4 آلاف و7 آلاف يومياً. 

إجراءات مشددة

وقال الناطق الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، للقناة الرسمية العراقية، إن "الحظر سيشمل منع السفر للمجموعات السياحية كافة والسماح بدخول البضائع عبر المنافذ، ومنع السفر من وإلى الهند حتى إشعار آخر، فضلاً عن استثناء الإعلاميين ومنتسبي الدوائر الخدمية من إجراءات الحظر"، مبيناً أنه "تقرر السماح بمرافقة عجلتين فقط مع الجنائز". وأضاف الخفاجي أن "القرارات تضمنت أيضاً السماح للأفران ومحلات البضائع لغاية السابعة مساءً والصيدليات المرخصة، وغلق كل العيادات غير المرخصة"، مشيراً إلى "غلق الطرق كافة حتى مع إقليم كردستان والسماح فقط بنقل الوقود والبضائع، وغلق مداخل العاصمة بغداد والسماح فقط للفئات المستثناة من الحظر".
وتابع أن "القوات الأمنية ستقطع الجسور الرابطة بين الكرخ والرصافة باستثناء جسرين، كما سيتم غلق مداخل العاصمة بغداد"، مبيناً أنه "سيتم نشر دوريات النجدة في الأحياء لمنع التجمعات، فضلاً عن منع التجمعات والمراكز التجارية".

صلاة العيد

وعلى الرغم من إجراءات حظر التجوال والقيود التي فرضتها الأجهزة الأمنية العراقية والتي حدت من تحركات السكان فإن صلاة العيد أقيمت في عدد من مناطق العاصمة، خصوصاً منطقة الأعظمية شمالي العاصمة، إذ دعا إليها ديوان الوقف السني في جامع أبو حنيفة النعمان الشهير في بغداد.
كما شهدت مدن الموصل والبصرة وتكريت والرمادي وديالى وكركوك وإقليم كردستان إقامة صلاة العيد سواء للسنة والشيعة، ولكن بأعداد ليست كبيرة، كما كان الحال في الأعوام السابقة.

شوارع خالية

واكتفى العراقيون بتبادل التهاني من خلال الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما كانت الشوارع شبه خالية، لا سيما الرئيسة منها، وغالبية مَن خرجوا، فعلوا ذلك بغرض التسوق لشراء الحاجات الأساسية. ويُعتبر عيد الفطر في العراق من الأعياد المهمة، وتبدء الاستعدادات له مبكراً من خلال شراء المواد الغذائية لإعداد أطباق العيد والحلوى، فضلاً عن شراء الهدايا والملابس استعداداً لقضاء أيامه بالتنزه وارتياد المطاعم وتبادل الزيارات بين الأقارب، إلا أن إجراءات حظر التجوال التي فُرضت من قبل الجهات الأمنية حدت من وتيرة هذه الاستعدادات، ليقتصر معظم التسوق على شراء وتخزين الأطعمة الضرورية.

احتجاجات على الحظر

ويبدو أن القرار الحكومي أثار حفيظة بعض المحافظات ومنها الأنبار والنجف والمثنى ونينوى، التي طالبت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، باستثنائها من إجراءات حظر التجوال الشامل من أجل مراعاة أصحاب الدخل المحدود والكسَبة، مع التأكيد على التزام الإجراءات الصحية والتباعد الاجتماعي من قبل المواطنين.
وجوبه قرار حظر التجوال برفض شعبي كبير في بغداد وبعض المحافظات، ففي الكاظمية التي تضم مرقد سابع أئمة المسلمين الشيعة موسى بن جعفر، خرجت تظاهرات حاشدة تطالب بإلغاء حظر التجوال ورُفعت خلالها لافتات كُتب عليها "خلية الأزمة شوية رحمة" و"ماكو شغل ماكو عيشة"، كنوع من التعبير عن السخط بسبب تأثير الحظر الشامل على معيشة العديد من الأسر التي تعتبر العيد مصدراً مهماً لكسب معاشهم بسبب حركة التسوق.
وشهدت محافظة ذي قار تظاهرات تطالب بكسر حظر التجوال وفتح عدد من الشوارع المغلقة والمحلات التجارية. وفي المثنى التي تُعتبر المحافظة الأكثر فقراً في العراق بحسب إحصاءات وزارة التخطيط، طرد متظاهرون القوات الأمنية المكلفة بفرض الحظر في "السماوة"، عاصمة المحافظة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أيام ذهبية

وتشهد عادة مدن النجف وكربلاء والكاظمية التي تضم مراقد للأئمة الشيعة، وخصوصاً النجف حيث توجد "مقبرة السلام" إحدى أكبر وأقدم المقابر في البلاد، إقبالاً كبيراً من قبل الزائرين القادمين من كل مدن العراق خلال أيام العيد، الذي يُعد من "المواسم الذهبية" للحركة التجارية بالنسبة لأصحاب الفنادق والمطاعم والمحال التجارية وسيارات الأجرة والباصات الصغيرة بسبب الزخم الكبير الذي تشهده هذه المدن خلال العيد.

خسائر كبيرة

وانتقدت غرفة تجارة بغداد حظر التجوال وتحدثت عن خسائر كبيرة بمئات الملايين، في ناحية العظيم بقضاء الخالص التابع لمحافظة ديالى، بسبب عدم تسويق محصول "الرقي" وامتلاء العلوة (مكان تجمع الفلاحين لبيع محاصيلهم) دون إقبال على الشراء.
بدوره قال عضو "مفوضية حقوق الانسان" في العراق فاضل الغراوي في بيان إن "إجراءات الحظر الشامل أمنية وليست صحية وتصل إلى حالة الشدة في تنفيذها في بعض الأحيان دون مراعاة الحالات الإنسانية".
وأضاف الغراوي أن "آلاف العائلات تعيش على قوتها اليومي الذي حُرمت منه بسبب الحظر إضافة الى الخسائر بالمليارات التي لحقت الأسواق الاقتصادية"، لافتاً إلى أن "العراق لا يحتاج إلى حظر أمني بل يحتاج إلى تعزيز إجراءات الوقاية وحض المواطنين على أخذ اللقاح".
وطالب الغراوي خلية الأزمة وقيادة العمليات المشتركة بإلغاء الحظر الشامل والسماح لكل مواطن يحمل بطاقة التلقيح بالتحرك وفتح كافة المراكز الصحية صباحاً ومساء وحض المواطنين على أخذ اللقاح.
ويبدو أن قرار الغلق في بغداد كان أكثر صرامة، حيث أُقفلت شوارع عدة وجسور رئيسة بالكتل الكونكريتية، ما عدا جسرين اثنين.

الصحة توصي بإلغاء الحظر الشامل

وعلى وقع الاحتجاجات الشعبية والانتقادات ضد قرار حظر التجوال الشامل، أوصت وزارة الصحة بإلغائه والعودة إلى الحظر الجزئي مع تطبيق كل إجراءات التباعد الاجتماعي لمنع انتشار فيروس كورونا.
وذكرت مصادر حكومية رفيعة أن القرار برفع الحظر من عدمه سيُتخذ خلال اليومين المقبلين من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد مناقشته مع قيادات الأجهزة الأمنية في عموم مناطق البلاد.

المزيد من صحة