Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البيت الأبيض: نعمل على التهدئة وهدفنا سلام دائم في غزة

مقتل عشرة فلسطينيين في الضفة وناقلات نفط تطلب تحويل وجهتها عن ميناء عسقلان

  

على وقع الهجمات الصاروخية المتبادلة بين إسرائيل وحركة حماس لليوم الخامس، كررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة 14 مايو (أيار)، التأكيد على أنها تعمل لخفض التصعيد بين الطرفين ولتحقيق سلام دائم في قطاع غزة، قائلةً إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، للصحافيين، إن تركيز الإدارة الأميركية ينصب الآن على استخدام علاقاتها في المنطقة لحل الأزمة بين إسرائيل وحركة حماس بالسبل الدبلوماسية، مشيرةً إلى أن المساعدة الإنسانية للفلسطينيين ستستمر.

وأطلقت إسرائيل قذائف مدفعية وواصلت القصف الجوي، الجمعة، على شبكة من أنفاق النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة وصفتها بأنها "مترو" في حين واصل الفلسطينيون الهجمات الصاروخية على بلدات إسرائيلية.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنه على الرغم من مشاركة قوات برية في الهجوم الذي استمر 40 دقيقة قبل الفجر، فإن أياً منها لم يدخل قطاع غزة مع دخول الأعمال القتالية يومها الخامس من دون أي مؤشر على التراجع، وسرعان ما أعقب ذلك إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل

وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 126 على الأقل قتلوا في غزة، بينهم 31 طفلاً و20 امرأة، وأصيب 950 آخرون حتى الآن.

ومساء الجمعة، أُطلقت ثلاثة صواريخ من سوريا في اتجاه إسرائيل، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع دوامة العنف بين الجيش الإسرائيلي و"حماس، وفق ما أفاد مصدر عسكري إسرائيلي.

وقال المصدر إنّ صاروخاً سقط في الأراضي السورية، في حين سقط صاروخان آخران في مناطق غير مأهولة في شمال إسرائيل.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، سُمع من محافظة القنيطرة دويّ انفجارات ضربت المنطقة قرب الحدود مع الجولان المحتلّ.

وأوضح المرصد أنّه "لم ترد معلومات حتى اللحظة عمّا إذا كانت ناجمة عن إطلاق صواريخ من المنطقة هناك باتّجاه الجولان المحتلّ، أم أنها تأتي في إطار التوتر القائم في قرية أم باطنة ومحيطها والتي شهدت اليوم صباحاً استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية إلى محيطها واستهدفت القرية بقذائف هاون وهدّدت باقتحامها".

قذائف وصواريخ

وقالت السلطات الإسرائيلية، إن عدد القتلى في إسرائيل بلغ ثمانية، وهم جندي كان يقوم بدورية على حدود غزة وستة مدنيين إسرائيليين بينهم امرأة مسنة سقطت في طريقها إلى ملجأ، اليوم الجمعة، وطفلان وعامل هندي.

وفي الأجزاء الشمالية والشرقية من غزة، تردد دوي قذائف المدفعية والقصف في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.

وتواصل القصف العنيف، ليل الخميس الجمعة، على قطاع غزة، بينما كانت دفعات الصواريخ تنطلق من القطاع في اتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، لا سيما الجنوبية منها، في اليوم الرابع من نزاع تسبب في مقتل أكثر من 100 فلسطيني.

وحصل، بعض الوقت، لغط حول توغل لقوات إسرائيلية في قطاع غزة المحاصر أعلنه المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس، قبل أن يتراجع ويقول إن الجنود لم يدخلوا القطاع، بل حصل خطأ داخلي "في التواصل"، وأثار الإعلان خشية من تصعيد جديد في النزاع الأخطر منذ حرب 2014 بين إسرائيل وحركة "حماس".

دفعات متتالية من الصواريخ

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة في حسابه على موقع "تويتر" أن قواته البرية والجوية تهاجم غزة حالياً، مضيفاً أن "على سكان المستوطنات على مسافة 4 كيلومترات من قطاع غزة البقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر". إلا أن مراسل "اندبندنت عربية" في غزة أفاد بأنه "خلافاً لما يشاع، لا يوجد قرار بدخول بري للجيش الإسرائيلي إلى القطاع".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "هذه العملية ستسمر وفق الحاجة بغية استعادة الهدوء والأمان لإسرائيل". وأضاف "سنجبي ثمناً باهظاً للغاية من حماس ومن باقي التنظيمات الإرهابية وسنواصل ذلك بقوة كبيرة".

 

وسبق ذلك عملية قصف وغارات كثيفة، مساء الخميس 13 مايو الحالي، بينما قال أبو عبيدة، المتحدث باسم "كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في بيان إن "العدو ينفذ غارات استعراضية للتدمير ولن تؤثر في قدراتنا". وقالت "كتائب القسام" إنها استهدفت مدناً إسرائيلية هي عسقلان وأسدود وبئر السبع وسديروت بـ100 صاروخ رداً على تلك الغارات.

وحذر أبو عبيدة من أن "أي توغل بري في أي منطقة في قطاع غزة سيكون، بإذن الله، فرصة لزيادة غلتنا من قتلى وأسرى العدو، وجاهزون لتلقينه دروساً".

ناقلات النفط تغير وجهتها

من جهة ثانية، قالت مصادر بقطاع الشحن اليوم الجمعة إن اثنين على الأقل من مالكي الناقلات التي تشحن النفط الخام إلى إسرائيل طلبا التحويل من عسقلان إلى ميناء حيفا في إسرائيل بسبب القتال.

وأصيبت منطقة صناعية بالقرب من عسقلان يوم الثلاثاء بصاروخ من غزة، مما ألحق أضرارا بصهريج تخزين تابع لشركة مملوكة للحكومة تدير شبكة من خطوط أنابيب نقل الوقود.

ولدى إسرائيل مصفاتان. واحدة تديرها باز أويل بالقرب من عسقلان بطاقة 100 ألف برميل يوميا، والأخرى تديرها مجموعة بازان بالقرب من حيفا بطاقة 200 ألف برميل يوميا.

وقالت المصادر إن الناقلات التي طلبت تغيير الميناء كانت تحمل نفطا من منطقة البحر الأسود.

مقتل عشرة فلسطينيين في الضفة

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد الفلسطينيين الذي قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة ارتفع إلى عشرة في حوادث منفصلة بالضفة الغربية. وقالت إن أحدث قتيل سقط في مواجهات شهدتها بلدة عصيرة القبلية وسبقه قتيل في قرية سالم القريبتين من نابلس، إضافة إلى آخر في قرية الريحية في منطقة الخليل.

وادانت الرئاسة الفلسطينية "عمليات القتل الوحشية المبرمجة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس".

وطالبت الرئاسة في بيان "الإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري والسريع لوقف هذا العدوان الإسرائيلي كي لا تخرج الأمور عن السيطرة". ودعت الرئاسة "مجلس الأمن الدولي، وأطراف الرباعية الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية إلى تحمل مسؤولياتها لوقف هذه الاعتداءات حفاظا على الأمن والسلم وفق أحكام القانون الدولي".

وتشهد العديد من المناطق في الضفة الغربية مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بعد صلاة الجمعة اليوم، تلبية لدعوات الفصائل الفلسطينية، أصيب خلالها العشرات منهم بعضهم بالرصاص الحي.

وذكرت الوزارة أن هناك عشرات الإصابات في المواجهات التي تشهدها مناطق مختلفة في الضفة الغربية معظمها بالرصاص الحي مع وجود عدد من الإصابات الخطيرة.

ولم يصدر بيان بعد من الجيش الإسرائيلي حول ما تشهده الضفة الغربية من مواجهات.

صواريخ من لبنان

ونشر الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الماضية آليات ومدرعات قرب الحدود مع قطاع غزة، فيما أطلقت ثلاثة صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل، ما يثير مخاوف من توسع التصعيد الذي يدعو المجتمع الدولي إلى وقفه.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ سقطت في البحر قبالة سواحل البلاد الشمالية، بينما ذكر مصدر عسكري لبناني أن إطلاق الصواريخ حصل من بساتين قريبة من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف. وأكد مصدران مقربان من "حزب الله" الذي يتمتع بنفوذ كبير في المنطقة وخاض حرباً مدمرة ضد إسرائيل في 2006، أنه "لا علاقة للحزب بإطلاق الصواريخ".

كذلك أعلنت قيادة الجيش اللبناني ـــ "مديرية التوجيه" في وقت لاحق من ليل الخميس – الجمعة على حسابها الرسمي عبر "تويتر" أن "وحدات الجيش عثرت على ثلاثة صواريخ في محيط مخيم الرشيدية في منطقة صور".

 


التحضير لتوغل محتمل

ودفعت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع مئات العائلات الفلسطينية إلى إخلاء منازلها القريبة من الحدود الشرقية مع إسرائيل، بحسب مصوري وكالة الصحافة الفرنسية وشهود، ونشرت إسرائيل، الخميس 13 مايو الحالي، دبابات ومدرعات على طول الحدود مع قطاع غزة، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن جاهزون، ونواصل الاستعداد لسيناريوهات مختلفة".

وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تفقد، الخميس، موقع بطارية لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في وسط البلاد، أن "الأمر سيستغرق وقتاً، لكننا سنعيد الاطمئنان إلى إسرائيل".

صواريخ غزة
وأُطلقت، مساء الخميس، عشرات الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه أشدود وعسقلان في جنوب إسرائيل، وفي اتجاه تل أبيب ومطار بن غوريون.

وكانت حركة "حماس" أعلنت في وقت سابق إطلاق صاروخ "عياش 250" الذي يتجاوز مداه 250 كيلومتراً في اتجاه مطار رامون في جنوب إسرائيل، ثاني أكبر مطار في الدولة العبرية، رداً على مقتل عدد من قادتها، الأربعاء، و"نصرة للمسجد الأقصى"، وفق بيان صادر عنها.

ودعت "حماس" "شركات الطيران العالمية إلى وقفٍ فوريٍ لرحلاتها إلى أي مطار في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة".

ولم يُعرَف مكان سقوط الصاروخ وما إذا كان تسبب بأضرار، بعد ما ذكرت "حماس" أن "قدرته التدميرية كبيرة". وعلقت شركات طيران عدة خدماتها إلى الدولة العبرية، خوفاً على أمن ركابها.

وبلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع حتى الآن، بحسب الجيش الإسرائيلي، نحو 1750. بينما نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 600 ضربة على القطاع المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بايدن يضغط لإعادة الهدوء في الشرق الأوسط

أميركياً، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يضغط من أجل وقف العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال للصحافيين، "لم يكن هناك رد فعل مبالغ فيه" من جانب الإسرائيليين على الهجمات، وأضاف، "السؤال هو كيفية الوصول إلى نقطة يحدث فيها تقليص كبير في الهجمات، لا سيما الهجمات الصاروخية التي تُطلق بشكل عشوائي على المراكز السكانية، إنه عمل جار في الوقت الحالي".

لا اجتماع لمجلس الأمن
وكان التصعيد بدأ، الإثنين 10 مايو، بإطلاق "حماس" أول دفعة من الصواريخ بعد أيام من مواجهات بين قوى الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية، لا سيما في محيط المسجد الأقصى على خلفية تهديد عائلات فلسطينية بإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح مستوطنين يهود. وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة أكثر من 900 شخص بجروح.

ويثير النزاع قلقاً دولياً بالغاً، إلا أنه على الرغم من ذلك، عارضت الولايات المتحدة عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الجمعة 14 مايو، لبحث التصعيد، بينما تحدث دبلوماسيون عن عقد اجتماع لمجلس الأمن، الأحد 16 مايو الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش، حول النزاع الإسرئيلي الفلسطيني

وأوضح دبلوماسي أن "الولايات المتحدة غير موافقة على عقد اجتماع اليوم (الجمعة) عبر الفيديو"، فيما قال مصدر دبلوماسي آخر، إن واشنطن تفضل عقد الاجتماع، الثلاثاء المقبل، ما سينزع عنه إلى حد بعيد طابعه الطارئ.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي أن بلاده "تؤيد" عقد اجتماع "بداية الأسبوع المقبل".

وقبلت الولايات المتحدة منذ الإثنين عقد اجتماعين عبر الفيديو خلف أبواب مغلقة وبصورة طارئة حول التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني، لكنها رفضت إعلانين مشتركين يطالبان بإنهاء الأعمال العدائية، معتبرة أنهما "سيأتيان بنتائج عكسية" في هذه المرحلة، بحسب دبلوماسيين.

بذلك، يؤيد الأميركيون موقف حليفهم الإسرائيلي الرافض لأي تدخل لمجلس الأمن في النزاع.

 

إدانات دولية
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، في بيان بعد لقاء بينهما عبر تقنية الفيديو، "مع تصاعد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، نرى أن الأولوية هي لإنهاء العنف من الجانبين وسلامة السكان المدنيين".

ودان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بشدة إطلاق الصواريخ الذي تبنته حماس وجماعات إرهابية أخرى"، ويضع "سكان تل أبيب في خطر كبير"، ويقوض "أمن دولة إسرائيل"، وفق ما أفادت الرئاسة في بيان.

وأثارت التطورات الأخيرة غضباً بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالباً مع متطرفين يهود أو مع القوى الأمنية. وتخللت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق أعمال عنف كهذه منذ سنوات طويلة.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس، بإرسال "تعزيزات مكثفة" من القوى الأمنية إلى تلك المدن.

ومساء الخميس، فتح رجل النار من سلاح خفيف على مجموعة من اليهود فأصاب أحدهم بجروح في ساقه في مدينة اللد التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أيام، وفق ما أفاد شاهد والشرطة.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد، إن "الشرطة تبحث عن مشتبه بهم".

ووقعت مواجهات ليل الثلاثاء - الأربعاء في مدينة اللد المختلطة بوسط إسرائيل بين عرب ومجموعات من اليهود المتطرفين، قُتل خلالها موسى حسونة (32 سنة).

وتم على الإثر إحراق كنيس وعدد من السيارات، ما حمل السلطات على إعلان "حال الطوارئ" فيها وفرض حظر تجوال اعتباراً من الساعة 20:00 بتوقيت غرينيتش.

المزيد من الشرق الأوسط