Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يتحرك قبل تحول المواجهة الفلسطينية - الإسرائيلية إلى حرب برية

إطلاق 3 صواريخ من الجانب اللبناني وأعمال عنف في مدن مختلطة ولا اجتماع لمجلس الأمن الجمعة من دون تهدئة في الأفق

في اليوم الرابع من التصعيد الأعنف منذ حرب عام 2014، يتواصل تبادل إطلاق الصواريخ بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي حشدت قواتها على طول الحدود مع غزة ونفذت غارات جديدة مكثفة على القطاع المحاصر، بينما تواجه في الداخل جبهة أخرى تتمثّل في أعمال الشغب والصدامات في المدن المختلطة اليهودية- العربية، فيما لا تهدئة في الأفق بعد على الرغم من كل الدعوات الدولية إلى خفض التوتر.

وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 83 قتيلاً في غزة، بينهم 17 طفلاً، إضافةً إلى نحو 487 جريحاً. وفي إسرائيل، قُتل سبعة أشخاص، بينهم طفل وجندي، وسقط مئات الجرحى.

ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس 13 مايو (أيار) إلى خفض التصعيد في العنف في الشرق الأوسط مع اشتداد الصراع في غزة، قائلاً إنه يريد أن يرى تراجعاً كبيراً في الهجمات الصاروخية.
وأضاف خلال حديث مع الصحافيين في البيت الأبيض أنه يتوقع إجراء مزيد من المحادثات مع قادة المنطقة. وتابع إننا نتواصل مع شركائنا في الشرق الأوسط باستمرار بشأن التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، و"هناك حاجة ملحة للتهدئة بشكل فوري".

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يجري حشد قوات قتالية على الحدود مع القطاع، وإن تل أبيب في "مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية".

خراب ودمار

في قطاع غزة، خرج بعض السكان صباح اليوم الأول من عيد الفطر، الخميس، إلى الشوارع ليروا مشهداً مأساوياً جديداً من الخراب بعد أن دمرت الغارات أبنية كاملة وألحقت أضراراً جسيمة بالطرقات.

وفي القدس، أدى نحو 100 ألف مسلم الصلاة في المسجد الأقصى، وعلّق عدد من الذين أمّوا المسجد صوراً لقادة "حماس" وأعلاماً لها في محيطه.

وكانت حماس أطلقت أول دفعة من الصواريخ الاثنين، بعد أيام من مواجهات بين قوى الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد عائلات فلسطينية بإخلاء منازلها في حيّ الشيخ جراح في القدس لصالح مستوطنين يهود، أسفرت عن إصابة أكثر من 900 شخص بجروح.

 

تشييع قتلى حماس 

وشُيّع الخميس ستة من قادة "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، وسبعة آخرون من مرافقيهم الذين قضوا الأربعاء في غارة إسرائيلية على قطاع غزة، ولم يشارك أي من قيادي حماس البارزين في الجنازة.

وأعلن الأربعاء مقتل قائد لواء غزة في "كتائب القسام"، باسم عيسى، وخمسة قادة آخرين في غارة إسرائيلية على موقع للحركة.

وفي كلمة بثتها فضائية الأقصى التابعة لحماس، قال الناطق باسم الكتائب، أبو عبيدة، إن القتلى هم بالإضافة إلى عيسى "جمعة طحلة وجمال الزبدة وحازم الخطيب وسامي رضوان ووليد شمالي".

وسجي 13 جثماناً في جنازة شارك فيها نحو ألفي شخص في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، قبل أن تنطلق باتجاه مقبرة الشيخ رضوان شمال المدينة لمواراة الجثامين الثرى. وردّد المشيعون هتافات منها "لا نخشى القصف، لا نخشى الموت".

وكان جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الداخلي (شين بت) أعلن مقتل باسم عيسى وثلاثة قادة آخرين في حماس. وسمى أيضاً جمعة طحلة، الذراع الأيمن لمحمد ضيف، قائد الكتائب، وجمال زبدة، مسؤول تطوير القدرات التقنية للحركة، وكاظم الخطيب، مسؤول قسم الهندسة في حماس.

وقالت إسرائيل إن قرابة عشرة مسؤولين آخرين في حماس قتلوا، بالإضافة لإلى مقتل كوادر في حركة "الجهاد الإسلامي".

وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إنها تتحرى وفاة  أشخاص عدة خلال الليل، تشتبه في أن موتهم نجم عن استنشاق غاز سام. وأضافت أن عينات تخضع للفحص ولم يتم بعد التوصل إلى نتائج نهائية.

 

استهداف المدن الإسرائيلية

ودوّت الخميس مجدداً صفارات الإنذار في مدن إسرائيلية قريبة من القطاع، مؤذنة بسقوط صواريخ جديدة، بعد أن طالت تلك التي أطلقتها "حماس" ومجموعات أخرى خلال الأيام الثلاثة الماضية مدينة تل أبيب وأقصى شمال إسرائيل. وقالت الشرطة إن صاروخاً أطلق من غزة سقط على بناية قرب تل أبيب، موقعاً خمسة جرحى.

وقالت مارجو آرونوفيتش، وهي طالبة في تل أبيب عمرها 26 سنة، "إسرائيل كلها تحت الهجوم. إنه وضع مرعب حقاً". وبلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، حتى الآن أكثر من 1600، بحسب الجيش الإسرائيلي.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية الأخيرة الخميس مواقع عدة في قطاع غزة، بينها بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق، ومبانٍ مرتبطة بعمليات "مكافحة التجسس" لـ"حماس"، ومنزل القيادي في الحركة إياد الطيب.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف الأربعاء برجاً مكوّناً من أكثر من 10 طوابق، يضم مكاتب قناة الأقصى الفلسطينية التي أسستها "حماس" قبل بضعة أعوام، فدمّره بالكامل.

استهداف مطارات إسرائيل 

وأطلقت "حماس"، الخميس، صاروخاً مداه 250 كيلومتراً، في اتجاه مطار رامون في جنوب إسرائيل، وهو ثاني أكبر مطار في الدولة، رداً على مقتل عدد من قادتها، وفق ما أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، نفى مسؤول إسرائيلي أن يكون مطار رامون استُهدف بصاروخ فلسطيني، قائلاً إنه يعمل كالمعتاد.

ويأتي ذلك بعد إعلان سلطات مطار بن غوريون، الخميس، تحويل مسار جميع الرحلات المتوجهة إلى هذا المطار الدولي في تل أبيب إلى مطار رامون حتى إشعار آخر، بسبب إطلاق صواريخ من القطاع.

وقال أبو عبيدة في كلمة بثتها فضائية الأقصى، إنه "بأمر" من قائد القسام محمد الضيف، "انطلق باتجاه مطار رامون جنوب فلسطين وعلى بعد نحو 220 كيلومتراً من غزة، صاروخ عياش 250 بمدى أكبر من 250 كيلومتراً بقوة تدميرية هي الأكبر". وأضاف أن العملية جاءت "نصرة للأقصى وجزءًا من ردنا على اغتيال قادتنا ومهندسينا الأبطال"، داعياً "شركات الطيران العالمية إلى وقف فوري لرحلاتها إلى أي مطار في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة".

وقالت "كتائب القسام" في رسالة عممتها، إنها "نفذت هجمات عدة ضد أهداف صهيونية عبر طائرات مسيّرة انتحارية"، مشيرةً إلى أنها ستعلن "لاحقاً" عن تفاصيل هذه العمليات.

وأطلقت القسام بعد ظهر الخميس أيضاً "رشقات صاروخية" في اتجاه مدن إسرائيلية مثل تل أبيب وبئر السبع، وفق بيانها.

هذا وذكرت قنوات إخبارية نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيلية أنّه سجّل إطلاق عدد من الصواريخ من بلدة القليلة جنوب لبنان باتجاه إسرائيل ليل الخميس.

وأضافت المعلومات أن ثلاثة صورايخ أطلقت من جنوب لبنان صوب الجليل الأعلى في إسرائيل، وسقطت في مستوطنة شلومي بالجليل.

تعليق الرحلات من وإلى تل أبيب

وألغت الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز) وشركة "فيرجن أتلانتيك" وشركة "إيبيريا" الإسبانية، رحلاتها من وإلى تل أبيب الخميس، لتنضم الناقلات الأوروبية إلى نظيراتها الأميركية في تجنب السفر إلى إسرائيل وسط تصاعد الصراع هناك.

وقالت الخطوط الجوية البريطانية، "سلامة وأمن زملائنا وعملائنا أولوية، ونواصل مراقبة الموقف عن كثب".

وذكرت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا"، الخميس، أنها ستعلّق كل الرحلات إلى تل أبيب حتى يوم الجمعة 14 مايو. وأوردت في بيان، "لوفتهانزا تتابع الوضع الراهن في إسرائيل وتواصل عن كثب الاتصال مع السلطات وأجهزة الأمن وموظفينا على الأرض".

وأفادت شركة "ويز إير" بأنها أجّلت رحلتها المقررة اليوم الخميس من أبو ظبي إلى تل أبيب إلى الجمعة.

في المقابل، قالت شركة "فلاي دبي" الإماراتية إنها ستواصل تسيير رحلات يومية من دبي إلى تل أبيب.

والأربعاء، ألغت شركات الطيران الأميركية "يونايتد إيرلاينز" و"دلتا إيرلاينز" وأميريكان إيرلاينز" جميع رحلاتها بين الولايات المتحدة وتل أبيب.

وذكرت شركة الطيران البريطانية "إيزي جيت" أنها لم تلغِ رحلاتها إلى تل أبيب بعد. وقالت متحدثة باسمها، "سنواصل بالطبع مراقبة الوضع".

اجتماع مجلس الأمن

من جهة أخرى، عارضت الولايات المتحدة عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الجمعة 14 مايو (أيار) الحالي، لبحث التصعيد العنيف الجاري حالياً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنها أكدت انفتاحها على عقد اجتماع بداية الأسبوع المقبل.
وقال متحدث باسم الرئاسة الصينية لمجلس الأمن الخميس لوكالة الصحافة الفرنسية "لن يكون هناك اجتماع لمجلس الأمن غداً (الجمعة)"، في وقت أكد دبلوماسيون أن الولايات المتحدة عارضت ذلك.
وأوضح دبلوماسي أن "الولايات المتحدة غير موافقة على عقد اجتماع غداً عبر الفيديو"، فيما قال مصدر دبلوماسي آخر إن واشنطن تفضل عقد الاجتماع الثلاثاء المقبل، ما سينزع عنه إلى حد بعيد طابعه الطارئ.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي أن بلاده "تؤيد" عقد اجتماع "بداية الأسبوع المقبل".
وقال "آمل أن يمنح ذلك الدبلوماسية بعض الوقت لتحقيق نتائج ومعرفة ما إذا كنا سنصل إلى خفض حقيقي للتصعيد".
ويتطلب عقد هذه الاجتماعات عبر الفيديو موافقة جميع الدول الـ15 أعضاء مجلس الأمن.
وقبلت الولايات المتحدة منذ الإثنين عقد اجتماعين عبر الفيديو خلف أبواب مغلقة وبصورة طارئة حول التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني، لكنها رفضت إعلانين مشتركين يطالبان بإنهاء الأعمال العدائية، معتبرةً أنهما "سيأتيان بنتائج عكسية" في هذه المرحلة، حسب دبلوماسيين.
بذلك، يؤيد الأميركيون موقف حليفهم الإسرائيلي الرافض لأي تدخل لمجلس الأمن في النزاع.
وطلبت اجتماع الجمعة عشر من أصل 15 دولة أعضاء في المجلس، هي تونس والنروج والصين وإيرلندا وإستونيا وفرنسا والمملكة المتحدة وسانت فنسنت وجزر غرينادين والنيجر وفيتنام.
وأكدت الولايات المتحدة في مواقفها المتعاقبة منذ بدء الأزمة الحالية "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بوجه الصواريخ التي تطلقها حركة حماس من قطاع غزة"، لكنها دعت كذلك إلى خفض التصعيد. كما طلبت من إسرائيل بذل "كل ما في وسعها لتفادي سقوط ضحايا مدنيين".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تحدث إلى الرئيس الأميركي جو بايدن عبر الهاتف مساء الأربعاء، شدد على أنه يريد "المضي" في ضرب "القدرات العسكرية" لحركة "حماس" وإضعافها.

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فأجرى من جهته محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، طلب منه خلالها العمل على "وقف الهجمات الإسرائيلية".

وكتب بلينكن في تغريدة على "تويتر"، أنه أبلغ عباس "بضرورة وضع حد للهجمات الصاروخية وتخفيف التوتر".

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس، إن لندن تريد أن ترى خفضاً لوتيرة العنف في إسرائيل على وجه السرعة. وأضاف للصحافيين، "بالتأكيد نحن في المملكة المتحدة نشعر بحزن بالغ لرؤية ما يحدث... أعتقد أن من المهم أن نكسر هذه الدائرة ونضع حدّاً لفكرة الأعمال الانتقامية وأعتقد أن الكل يريد أن يرى خفض التصعيد بشكل عاجل".

الاشتباكات في المدن المختلطة

وأثارت التطورات الأخيرة غضباً بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالباً مع متطرفين يهود أو مع القوى الأمنية. وتخللت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. ولم تشهد هذه المناطق أعمال عنف كهذه منذ أعوام طويلة.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس، بإرسال "تعزيزات مكثفة" من القوى الأمنية إلى هذه المدن. وقال في بيان، "نحن في وضع طوارىء بسبب العنف الوطني، ومن الضروري الآن تعزيز القوات بكثافة على الأرض، وسيتم إرسالها فوراً لتطبيق القانون والنظام".

وكانت المواجهات تأججت ليل الثلاثاء- الأربعاء في مدينة اللد المختلطة، بعد مقتل عربي بالرصاص، واتهم العرب يهودياً يمينياً متطرفاً بقتله.

وتظاهر ليل الأربعاء- الخميس ناشطون من اليمين المتطرف في عدد من أنحاء إسرائيل، وساروا في مدينة حيفا مرتدين ملابس سوداء، وحملوا عصيّاً وهتفوا "الموت للعرب" وقاموا بتكسير وتحطيم سيارات يملكها عرب.

وجرت مواجهات بين يهود يمينيين والعرب في مدينة عكا كذلك.

ويتهم العرب الشرطة بعدم تدخلها لحمايتهم، لكن المتحدث باسمها ميكي روزنفيلد، أكد أن الشرطة "تمنع حدوث مذابح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى". وقال إن المئات تظاهروا في مدينة كفر قاسم العربية وأحرقوا إطارات مركبات وأضرموا النار في سيارات الشرطة.

وبحسب روزنفيلد، تم استدعاء حوالى ألف عنصر من شرطة الحدود للحدّ من العنف، وتم اعتقال أكثر من 400 شخص.

وبُثّت في إسرائيل مساء الأربعاء لقطات تلفزيونية مباشرة على قناة "كان"، تظهر حشداً من الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين يهاجمون بالقرب من تل أبيب في مدينة بات يام رجلاً قيل إنه عربي. وتبدو في الصور حشود تجبر رجلاً على الخروج من سيارته ثم يتعرّض للضرب على أيدي عشرات الأشخاص، حتى فقد وعيه.

تأثير في التصنيف السيادي لإسرائيل

وعلى الصعيد الاقتصادي، حذرت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية، الخميس، من أن العنف المتصاعد بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة قد يكون له أثر سلبي في التصنيف السيادي لإسرائيل.

وكانت "فيتش" أكدت في يناير (كانون الثاني) تصنيف إسرائيل البالغ "A+" مع نظرة مستقبلية مستقرة، لكنها قالت إن المخاطر السياسية والأمنية ذات التأثير الخطير طويل الأمد على الاقتصاد قد تكون دافعاً "لتحرك نحو تقييم سلبي".

وقال محللو الوكالة في تقرير نُشر الخميس، "أعمال العنف الأحدث قد تهدد النظرة المستقبلية".

المزيد من الشرق الأوسط