Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة تعيش أعنف ليلة قصف منذ الاقتتال العسكري عام 2008

أغار الجيش على أكثر من 500 هدف في القطاع رداً على 1000 قذيفة صاروخية وصلت تل أبيب

لا يزال الجيش الإسرائيلي (الطائرات المقاتلة، المدفعية والزوارق الحربية)، يواصل شن ضرباته على أرجاء قطاع غزة، فيما استمرت الفصائل المسلحة في إطلاق القذائف الصاروخية نحو مدينتي تل أبيب وبئر السبع، ومطار بن غوريون الدولي، والتجمعات السكانية القريبة من الحدود.

وراح ضحية القصف الإسرائيلي المستمر لليوم الثالث على التوالي، 43 قتيلاً على الأقل، بينهم 13 طفلاً، وثلاث سيدات، وأصيب نحو 300 آخرون، فيما قتل خمسة إسرائيليين وأصيب عدد جراء إطلاق الصواريخ من غزة.

أعنف استخدام للنار

خلال ساعات الليلة الماضية، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية أكثر من 1300 غارة على 500 هدف في أرجاء القطاع، ويعد هذا القصف الأشد عنفاً على غزة منذ الاقتتال العسكري عام 2008.

ويأتي القصف الإسرائيلي رداً على إطلاق الفصائل المسلحة في غزة أكثر من ألف قذيفة صاروخية (أكبر قصف صاروخي ينطلق من القطاع منذ قيام دولة إسرائيل)، باتجاه مدينتي تل أبيب، وبئر السبع (تقصف لأول مرة)، ومطار بن غوريون الدولي. ويقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن القبة الحديدية نجحت في صد 85 في المئة منهم. لكن قادة الأجنحة العسكرية أكدوا سقوط أكثر من 850 قذيفة داخل إسرائيل.

ويبدو أن الفصائل المسلحة بدأت في زيادة استخدام القوة لديها، إذ أدخلت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الصواريخ الموجهة (كورنيت) في التصعيد العسكري، استهدفت بها جيباً عسكرياً متمركزاً بالقرب من حدود غزة.

ويوضح أدرعي إنه تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع من شمال قطاع غزة، باتجاه "نتنيف هعسراه"، وأثناء عملية الإخلاء، جرى إطلاق صاروخ مضاد آخر. وبحسب مصادر حركية فإن الأجنحة العسكرية للفصائل المسلحة بدأت في الاستعداد لمعركة شاملة صفرية مع إسرائيل، تشمل البر والبحر والجو.

إحصائية الخسائر

في المقابل، يقول مسؤول الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف إن إسرائيل قصفت أكثر من 500 وحدة سكنية ما بين هدم كلي وجزئي، بينها مبنييْن متعددي الطبقات، وتضرر بسبب الغارات ما لا يقل عن ألف وحدة سكنية.

وبحسب معروف، فإن الغارات الأشد عنفاً التي سقطت على غزة، واستهدفت 52 مقراً حكومياً، ومقار الشرطة والأمن ومرافق خدماتية، مشيراً إلى أن ذلك تسبب في تضرر سبعة مدارس بشكل بالغ، وعدد من عيادات الرعاية الصحية، فيما تضررت أكثر من 50 وسيلة نقل خاصة بقيمة تصل إلى نصف مليون دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهر معروف أن الغارات الإسرائيلية الكثيفة ألحقت ضرراً في بنى تحتية ممثلة في شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، بقيمة خسائر تزيد عن مليوني دولار.

مقار حكومية وأبراج

وكرد فعل انتقامي، قصفت إسرائيل خلال أقل من نصف ساعة جميع المقار الأمنية الحكومية في غزة (التابعة لحماس)، وهذه هي المرة الثانية التي تقصف فيها إسرائيل مبانٍ حكومية، كانت الأولى عام 2008.

في سياق متصل، يقول المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم إن جميع المباني الأمنية في مقر قيادة الشرطة تدمرت بشكل كامل، وأثر القصف الأشد عنفاً على غزة على عدد من منازل المواطنين، وشقق في عمارة سكنية، كما طال القصف الإسرائيلي عدداً من مواقع المقاومة والشوارع والبنى التحتية، لافتاً أنهم لا زالوا يمارسون عملهم في حماية الجبهة الداخلية وحفظ الأمن.

وللمرة الثانية، تشمل الغارات الإسرائيلية مبانٍ متعددة الطبقات (أبراج)، إذ استهدفت مبنيين، نتج من ذلك تشريد أكثر من 240 عائلة كانت تسكن طبقات الأبراج، ودمر الجيش 12 مقراً إعلامياً ومؤسسات صحافية أخرى.

يقول نائب نقيب الصحافيين تحسين الأسطل إن تل أبيب تحاول وقف التغطية الإعلامية من خلال استهداف "برج الصحافيين" (أحد المباني التي قصفتها إسرائيل)، وذلك ضمن الخطة التي وافق عليها رئيس الوزراء هناك بنيامين نتنياهو.

إعادة الهدوء لازالت بعيدة

ويشير الأسطل إلى أنهم أطلعوا المؤسسات الصحافية الدولية والسلطات المعنية في العالم على استهداف المؤسسات الإعلامية في التصعيد الأخير، لافتاً أن الأمر يستوجب على الجميع التحرك بشكل عاجل لوقف جريمة تدمير 12 مؤسسة إعلامية.

وفي محاولات إعادة الهدوء، علمت "اندبندنت عربية" أن تور وينسلاند المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، اقترح على إسرائيل وحماس خطة وقف إطلاق نار فورية، لكن الطرفين رفضاها، بذريعة أن هناك خسائر لم يتم الرد عليها عند كل طرف.

وتشير معلومات خاصة إلى أن وفداً من جهاز الاستخبارات المصرية من المقرر أن يزور المنطقة (إسرائيل وغزة)، في محاولة لاحتواء التصعيد المتزايد، بخاصة بعد رفض الطرفين تفاهمات وقف إطلاق النار المتبادل، وتدهور الأوضاع الأمنية وزيادة استخدام السلاح.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات