Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاح غير "أسترازينيكا" في بريطانيا لمن هم دون الأربعين

لن يؤثر التغيير في سعيها إلى تقديم جرعة تحصينية أولى لكل البالغين مع نهاية يوليو

مع استمرار نشر لقاح "أسترازينيكا"، تتبدل المعطيات بشأن تأثيراته (غوف.يوكيه)

في المملكة المتحدة، ستُعرض على الأشخاص دون سن الأربعين، نسخة بديلة عِوض لقاح "أسترازينيكا" AstraZeneca، فيما يتنامى دليل على أن الشباب أكثر عرضة للإصابة بتجلطات دموية نادرة بسبب هذه الجرعة التحصينية، كما علمت "اندبندنت".

حاضراً، يسري هذا التدبير [في بريطانيا] على الأشخاص دون الثلاثين من العمر، بيد أن "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" Committee on Vaccination and   Immunisation  (JCVI) في المملكة المتحدة أوصت برفع الحد الأدنى لعمر من يجب أن يأخذوا لقاحاً بديلاً لـ"أسترازينيكا"، وذلك بعدما أبلغت جهة منظمة للأدوية عن أرقام جديدة خاصة بحدوث تجلطات في الدم، الأسبوع الماضي.

ولكن شدد مصدر حكومي رفيع على أن ذلك التغيير لن يترك أي تأثير سلبي على هدف المملكة المتحدة الذي يرمي إلى تقديم جرعة لقاح أولى لكل سكانها البالغين بحلول نهاية شهر يوليو (تموز) المقبل، وذلك مرده، كما قال، إلى إمدادات تطعيمية وفرتها شركتا "فايزر" Pfizer و"موديرنا" Moderna.

وأضاف المصدر أن القرار الاحترازي بتقديم حقنة بديلة للفئة العمرية دون الأربعين، كان مدفوعا أيضاً بـ"المرونة" التي يتميز بها برنامج طرح اللقاحات في المملكة المتحدة وانخفاض إصاباتها من "كوفيد- 19"، ما يعني عموماً، أن خطر حدوث تجلطات دموية بات الآن أكبر لدى الفئات العمرية الأصغر.

وفق أحدث الأرقام الأسبوعية الصادرة عن "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" MHRA البريطانية، تبلغ نسبة حدوث التجلطات الدموية الدماغية النادرة المصحوبة بانخفاض في عدد الصفائح في الدم 10.5 حالة لكل مليون جرعة معطاة من "أسترازينيكا".

وقال المصدر الحكومي إن "معدل تفشي "كوفيد" منخفض في البلاد، ونظراً إلى قوة برنامج التطعيم، فنحن في وضع يسمح لنا بالتصرف بحذر شديد وتقديم لقاح مختلف للفئات الأصغر سناً".

"اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين"، التي تقدم للحكومة البريطانية توصيات وليس سياسات، صاغت بياناً في وقت سابق من الأسبوع الحالي، ومن المقرر إصدار إعلان في هذا الشأن يوم الجمعة. ويُذكر أنه لم تثر حول اللقاح أي مخاوف جديدة تتعلق بالسلامة.

تُظهر أحدث البيانات الصادرة عن "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية"، أنه إلى غاية 28 أبريل (نيسان) الماضي، سجلت البلاد 242 حالة من اضطراب تخثر الدم النادر، بعد التطعيم بحقنة "أسترازينيكا"، علماً أن البلاد شهدت توزيع 28 مليون جرعة تحصينية من هذا اللقاح، حتى الآن.

وتوزعت الإصابات بين الفئات العمرية الآتية، 24 حالة تقريباً لدى الفئة العمرية بين 18 و29 سنة، 31 حالة في الثلاثينيات من العمر، و38 في الأربعينيات من العمر، و68 في الخمسينيات من العمر، و67 حالة في صفوف من تتراوح أعمارهم بين 60 سنة فما فوق، فيما لم تُعرف الأعمار في الحالات المتبقية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهرت البيانات أن أكثر من خُمس التجلطات الدموية النادرة طالت أشخاصاً دون سن الأربعين، فيما ظهر ثلثاها لدى الفئة العمرية التي تجاوزت الستين سنة.

ولكن في الحقيقة، تتناقض البيانات السابقة مع نسبة البريطانيين الملقحين الموزعين على الفئات العمرية المختلفة. فبحلول 25 أبريل، تلقى 5.5 ملايين شخص دون سن الـ45، جرعة أولى من اللقاح، في مقابل 22.6 مليون شخص ممن يبلغون 45 سنة فما فوق، ما يشير إلى ارتفاع معدل التجلطات لدى الشباب.

بالنسبة إلى الأشخاص في العشرينيات من العمر، يماثل خطر دخول المستشفى بسبب "كوفيد- 19" خطر الضرر الذي يشكله اللقاح، وهو عامل دفع "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" إلى طرح التدبير الأول (الذي يمنع اللقاح عمن هم دون الثلاثين). ويُعمل الآن على تحقيق توازن مماثل بين المخاطر (دخول المستشفى بسبب كوفيد وتجلطات اللقاح) بالنسبة إلى من تخطوا الثلاثين سنة، وذلك مرده إلى انخفاض معدلات إصابات كورونا في المملكة المتحدة، على الرغم من أن هذه الفئة العمرية ما زالت أكثر عرضة لمواجهة مضاعفات خطيرة نتيجة الفيروس.

وصرحت "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" أنه لا وجود لدواء أو لقاح خال من أي مخاطر، مشددة في الوقت عينه على أن تجلطات الدم (بسبب لقاح أسترازينيكا") كانت "نادرة جداً".

وقالت الدكتورة جون رين، الرئيسة التنفيذية في "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية"، "ما زالت فوائد اللقاح تفوق المخاطر بالنسبة إلى معظم الناس".

وأضافت، "يبقى من المهم جداً أن يتقدم الناس للحصول على التطعيم عند دعوتهم إلى ذلك".

"نطلب من كل شخص يشتبه في تعرضه لأثر جانبي مرتبط بلقاح كوفيد- 19، الإبلاغ عن ذلك عبر الموقع الإلكتروني لبرنامج البطاقة الصفراء الخاص بفيروس كورونا، في المملكة المتحدة"، استناداً للدكتورة جون رين.

الجدير بالذكر أنه سبق إخبار النساء الحوامل أنه حري بهن الحصول على بديل للقاح "أسترازينيكا"، لكن أطباء عامين نبهوا إلى أن "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس" NHS) البريطانية تلاقي صعوبات في تطبيق هذه السياسة.

وتنص الإرشادات الرسمية في بريطانيا على أنه يُفضل تقديم لقاحي "فايزر" و"موديرنا" إلى الحوامل، بيد أن خدمة الحجز لأخذ اللقاح لدى "أن أتش أس" تفيد أنها لا تملك أي معلومات حول كيفية التوصل إلى ذلك، وتحيل تلك النساء إلى طبيب الأسرة. بناء عليه، دعا قادة الأطباء إلى تغييرات في نظام الحجز الرسمي الذي يترك الأمهات الحوامل عاجزات عن إيجاد اللقاح المناسب.

وفي غضون ذلك، قال خبراء في الدم، إن متلازمة تخثر الدم النادرة نجمت غالباً، على ما يبدو، لدى أشخاص تلقوا الجرعة الأولى من لقاح "أسترازينيكا"، وليس الجرعة ثانية.

"من المؤكد أن ذلك صحيح، كما يبدو. نظرياً، ربما يكون (حدوث التجلطات) أقل احتمالاً (عند أخذ الجرعة الثانية)، ذلك أنه في حال لم يطرأ رد فعل مناعي شديد بعد الجرعة الأولى... فلن يعانيه المتلقون بعد أخذ الجرعة الثانية"، قالت الدكتورة سو بافورد، استشارية في أمراض الدم في "مستشفيات جامعة أكسفورد"Oxford University Hospitals.

وأوضحت الدكتورة بافورد إن متوسط أعمار الحالات التي عالجها فريقها حتى الآن كان 49 سنة.

"يبدو أن التجلطات تصيب الذكور والإناث على حد سواء وكل الشرائح العمرية، ولكن من المهم جداً فهم حقيقة أننا نشهدها (بالخصوص) لدى شباب أخذوا اللقاح، علماً أن معدل التطعيم أقل بين صفوف هذه الفئة العمرية"، ذكرت الدكتورة بافورد خلال ندوة عبر الإنترنت عقدتها "الجمعية الملكية للطب"Royal Society of Medicine  الخميس الماضي.

عليه، تعتقد الدكتورة بافورد أن "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" تراقب تلك الحالات فعلاً. ويبحث المعنيون لدى الهيئة بحوادث تستند إلى العمر، بالحالة الصحية للأشخاص الذين تم تلقيحهم، مقارنة مع بيانات إحصائية لعدوى "كوفيد- 19" ونسبة الوفيات لكل فئة عمرية.

بالنسبة إلى من يدخلون إلى المستشفى بسبب هذه الحالة، بدأ الأطباء في علاج المرضى بالغلوبولين المناعيimmunoglobulin  (أو مضاد مناعي) عن طريق الحقن الوريدي. ويساعد العلاج في رفع عدد الصفائح الدموية المنخفض لدى المرء "بنجاح كبير"، على ما قالت الدكتورة بافورد.

في تطور متصل، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، "إن هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، واللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين، ما زالتا على موقفهما بأن فوائد لقاح أكسفورد- أسترازينيكا تفوق المخاطر بالنسبة إلى الغالبية العظمى من الفئة الراشدة".

وأضاف، "حققنا هدفنا المتمثل في إعطاء اللقاح للجميع في المرحلة الأولى من برنامج التطعيم، ونحن في طريقنا إلى تلقيح جميع البالغين بحلول نهاية يوليو المقبل. اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين تبقي توصياتها قيد المراجعة كي تتماشى مع النصيحة العلمية الأخيرة."

وللإشارة فإن 34.9 مليون شخص في بريطانيا تلقوا جرعاتهم الأولى من لقاح "أسترازينيكا"، بينما أخذ 16.2 مليون شخص الجرعتين كلتيهما، ما وفر لهم كل الحماية التطعيمية ضد "كوفيد- 19".

© The Independent

المزيد من صحة