Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع حرارة المياه يسرّع ذوبان أكبر جرف جليدي في العالم بعشرة أضعاف

يكشف البحث عن التأثير المتزايد للاحترار الشمسي في محيط القطب الجنوبي

صار ذوبان الجليد في القطب الجنوبي ظاهرة مقلقة وبلغ مرحلة حرجة (بي إكس هير)

حذّر علماء من تعرّض أكبر جرف جليدي عالميّاً للذوبان بمعدل يفوق السرعة المتوقعة بعشر أضعاف بسبب تفاقم الاحترار الشمسي في منطقة المحيط المتجمّد الجنوبي الذي يحيط بالجرف. ويُغطي جرف "روس" مساحة تقارب حجم فرنسا، وتبلغ سماكته عدة مئات من الأمتار ويقع 90 في المئة من جليده تحت سطح البحر.

وجمعت الدراسة التي أجراها فريق علمي عالمي واستغرقت أربع سنوات، بيانات حول كيفيّة تفاعل الجزء الشمالي الغربي من الجرف الجليدي مع المحيط تحته.

ووجدت الدراسة أن الجليد يذوب بسرعة أكبر بكثير مما كان متوقعاً في السابق، بسبب مياه دافئة.

"هناك اعتقاد عام بأن استقرار الجروف الجليديّة يرتبط بتعرضها للمياه الدافئة في أعماق المحيط، لكننا وجدنا أن المياه التي تسخن بفعل حرارة الشمس عند السطح لها دور جوهري أيضاً في ذوبان الجروف"، بحسب الدكتور كريغ ستيورات المؤلّف الرئيس للدراسة وهو يعمل في "المعهد الوطني لبحوث المياه والغلاف الجوي" (اختصاراً "نيوا" NIWA) في نيوزلندا، وبدأ بحثه أثناء دراسته لنيل درجة الدكتوراه من "جامعة كامبريدج" في المملكة المتحدة.

وتؤثّر التفاعلات التي تحدث بين الجليد والمحيط على عمق مئات الأمتار من سطح الجروف الجليديّة، بشكل مباشر على مستوى المياه في البحار على المدى الطويل.

يعتبر جرف "روس" الجليدي حاجزاً طبيعياً هاماً يؤمن استقرار الغطاء الجليدي في غرب القارة الجنوبيّة المتجمدة، بفضل حجز الجليد الذي يطفو باتجاهه آتياً من بعض أكبر الأنهار الجليديّة في العالم.

وبحسب الدكتور بول كريستوفرسن من معهد "سكوت للأبحاث القطبيّة" في "جامعة كامبريدج"، "أظهرت الدراسات السابقة أنه عندما تنهار الجروف الجليديّة، فإن سرعة تدفق الأنهار الجليديّة المغذية لها قد تزداد ضعفاً أو ضعفين أو ثلاثة أضعاف... يكمن الاختلاف في الحجم الكبير لجرف "روس" الجليدي، الذي يفوق بمئات الأضعاف حجم الجروف الجليديّة التي شهدنا اختفاءها سابقاً".

 

إذا تعرض الغطاء الجليدي في غرب القارة المتجمدة للذوبان برمّته، فمن المتوقّع أن تتسبب كمية المياه الهائلة الناجمة عن ذلك، في رفع منسوب المياه في البحار عالميّاً بـ 4.8 أمتار (ما يعادل 16 قدماً).

جمع الفريق البيانات من أداة لمسح المحيطات عمل فريق من أعضاء"نيوا" بتثبيتها أسفل جرف "روس" الجليدي.

وكذلك عمل الفريق على قياس درجة الحرارة، والملوحة ومعدلات الذوبان وتيارات المحيط في التجويف الواقع تحت الجليد، بواسطة أجهزة أُنزِلَتْ عبر ثقب أُحدِثَ لخدمة غايات سبر الجليد، يصل عمقه إلى 260 متراً.

وأظهرت الأجهزة المثبتة على تلك الأداة أن المياه التي تسخن عند السطح بفعل حرارة الشمس، تتدفق إلى داخل تجويف تحت الجرف الجليدي القريب من جزيرة "روس"، متسببة بارتفاع معدلات الذوبان بما يقارب ثلاثة أضعاف خلال أشهر الصيف.

وهناك مساحة مائيّة مفتوحة تقع مباشرة أمام الجرف الجليدي. وتُعرَفُ تلك المنطقة الخالية من الجليد باسم "ممر بحر روس"، وتمتص حرارة الشمس بسرعة في الصيف، وتؤثر هذه المياه الدافئة على ذوبان الجليد في تجويف الجرف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبيّن نتائج الدراسة أن الأوضاع في التجويف تحت الجرف الجليدي لها صلة وثيقة مع سطح المحيط والظروف المحيطة، بأكثر مما كان سائداً الاعتقاد به. ويعني ذلك أيضاً أنّ معدلات ذوبان الثلوج بالقرب من واجهة الجرف ستستجيب بسرعة للتغيّرات الناجمة عن ارتفاع حرارة المياه في الطبقة العليا من مياه المحيط.

ولاحظ الدكتور ستيورات أن "التغيّر المناخي سيؤدي في الغالب إلى كميّات أقل من الجليد في البحار ومياه أكثر سخونة عند سطح المحيط في بحر "روس"، ما يشير إلى أن معدلات الذوبان سترتفع في المستقبل".

وأضاف الدكتور كريستوفرسن، "إن عمليات الرصد التي أجريناها في واجهة الجرف الجليدي لها دلالات مباشرة بالنسبة لعدد من الأنهار الجليدية الضخمة التي تصب في الجرف الجليدي، ويبعد بعضها عن تلك النقطة مسافة تصل إلى 900 كيلومتر".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة