Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة وإسرائيل تتبادلان الضربات ونتنياهو يتوعد بتكثيف الهجمات

القاهرة أجرت اتصالات مع تل أبيب للتهدئة والأمم المتحدة تعمل لخفض التوتر

أطلق مسلحون في قطاع غزة اليوم الثلاثاء زخات من الصواريخ على إسرائيل لليوم الثاني على التوالي، في حين قصفت طائرات حربية إسرائيلية غزة في صراع محتدم سقط فيه 26 قتيلاً على الأقل بالقطاع واثنتان في إسرائيل. وبحسب شهود عيان، انهار برج سكني من 13 طابقاً في غزة بعد ضربة جوية إسرائيلية، وطُلب من السكان إخلاء المبنى.

وهذا هو أعنف قتال بين الفصائل المسلحة في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل منذ عام 2019، وانطلقت شرارته إثر مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى بالقدس.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده ستكثّف ضرباتها في غزة بعد تسارع وتيرة الهجمات الصاروخية. وأوضح في بيان عبر الفيديو "في ختام تقييم للوضع، اتُّخذ قرار بزيادة قوة الهجمات ووتيرتها".
 

الأمم المتحدة

 قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة تعمل بشكل عاجل لخفض التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين وأن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشعر بالحزن "حيال العدد الكبير المتزايد من الضحايا، وبينهم أطفال، نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، وسقوط قتلى إسرائيليين بسبب الصواريخ التي أطلقت من غزة".

وقال دوجاريك للصحافيين اليوم الثلاثاء "على قوات الأمن الفلسطينية أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس وأن تضبط استخدام القوة. إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر عشوائياً على مراكز سكنية إسرائيلية غير مقبول".
 

اتصالات مصرية

في المقابل، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري الثلاثاء إن بلاده أجرت اتصالات مع إسرائيل خلال الأيام الماضية من أجل التهدئة في القدس الشرقية المحتلة، لكنها "لم تجد الصدى اللازم".

وأكد شكري في كلمته أمام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بدأ بعد الظهر لبحث الأوضاع في القدس "إزاء كل هذه الانتهاكات (الإسرائيلية)، تحرّكت مصر بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية، فقامت بنقل رسائل إلى تل أبيب وكافة الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل كل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع في القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم".
وأضاف "لا تزال مصر تجري اتصالاتها المكثفة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس الشريف".
وقال مصدر فلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية إن "مصر أجرت اتصالات قبل يومين بالفصائل الفلسطينية ودعتها إلى التهدئة، مؤكدة أنها تبذل في الوقت ذاته مساعي مع إسرائيل من أجل التهدئة ولكن القاهرة لم تتلقَّ ردّاً إيجابياً من تل أبيب".
وانتقد شكري موقف مجلس الأمن تجاه تدهور الأوضاع في القدس، موضحاً "كنا نتمنى أن يصدر مجلس الأمن أمس (الاثنين) موقفاً يعكس إدراكه لخطورة ما يجري في الشرق الأوسط ، ولكن للآسف دأب المجلس على التنصّل من مسؤولياته بما يفقده مصداقيته".
وشدد وزير الخارجية المصري على أن أهداف بلاده "لا تقتصر على تهدئة الوضع في القدس، فالمواجهة الحالية لم تندلع من فراغ وإنما على خلفية الغياب الكامل لكل أفق سياسي لتسوية القضية الفلسطينية عبر إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولذا فإن مثل هذه الأزمات ستتكرر طالما لم تُحلّ القضية الأساس".
من جهته، لوّح أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني في كلمته أمام الاجتماع بأن علاقات بلاده بتل أبيب قد تتأثر. وقال "سيكون لاستمرار إسرائيل في عدوانيتها وعنجهيتها انعكاسات خطيرة على كل شيء، بما في ذلك العلاقات الأردنية-الإسرائيلية".
وفي ختام الاجتماع، قرر الوزراء تشكيل لجنة وزارية عربية تضم وزراء خارجية الأردن والسلطة الفلسطينية وقطر ومصر والمغرب وتونس والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط للقيام بحملة دبلوماسية لدى "الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المؤثرة دولياً" لدفع إسرائيل إلى وقف انتهاكاتها.
كما دعا الوزراء المحكمة الجنائية الدولية إلى "المضي قدماً في النظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".
وكانت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسوده أعلنت في مارس (آذار) فتح تحقيق في جرائم مفترضة ارتكبتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 

موقف فرنسي

من جهة ثانية، دعت باريس السلطات الإسرائيلية إلى عدم استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، بعد مقتل 26 شخصاً في ضربات إسرائيلية في قطاع غزة ومواجهات عنيفة مع متظاهرين في القدس الشرقية المحتلة.

وقال سكرتير الدولة لشؤون الخارجية جان باتيست لوموين في الجمعية الوطنية "ندعو بوضوح السلطات الإسرائيلية إلى استخدام متناسب للقوة".
ودعت الحكومة الفرنسية الاثنين "جميع الأطراف إلى التزام أكبر قدر من ضبط النفس"، محذّرة من "تصعيد واسع النطاق"، وهو موقف اعتبره جزء من اليسار الفرنسي مؤاتياً للغاية لتل أبيب.
ونددت باريس خصوصاً بـ"إطلاق صواريخ من قطاع غزة استهدفت (ليل الأحد الاثنين) الأراضي الإسرائيلية".
وقالت النائب الشيوعية إلسا فوسيلون، "بعد الصمت جاء العار، العار من تصريح يُظهر ما يسمّى التوازن، هذا التوازن الذي ينسى إدانة سياسة الاستيطان والفصل العنصري التي تروّج لها الحكومة الإسرائيلية".
 

130 "هدفاً عسكرياً

في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، 11 مايو (أيار)، أنه قصف 130 "هدفاً عسكرياً" في غزة، رداً على إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ على إسرائيل، وقال المتحدث باسم الجيش، جوناثان كونريكس، في تصريحات للصحافيين، "قصفنا 130 هدفاً عسكرياً، غالبيتها لحركة "حماس"، مضيفاً، "وفقاً لتقديراتنا، قتل 15 ناشطاً تابعون لحركة حماس والجهاد الإسلامي".

وقال رئيس خدمة الإسعاف الإسرائيلية، إيلي بين، للصحافيين الثلاثاء، إن صواريخ أطلقها فلسطينيون في قطاع غزة تسببت في مقتل امرأتين ببلدة عسقلان في جنوب إسرائيل.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بـ"تكثيف" الهجمات على حركة حماس بعد مقتل إسرائيليتين. وقال في مقطع مصور وزعه مكتبه، "نفذ الجيش منذ الأمس مئات الهجمات على حماس والجهاد الإسلامي في غزة... سنكثف قوة هجماتنا". وأضاف أن حماس "ستتعرض لضربات لم تكن تتوقعها".

قتلى بينهم أطفال

وتصاعدت الاشتباكات في القدس بشكل كبير، وقال مسؤولو الصحة في غزة، إن 20 شخصاً على الأقل، بينهم تسعة أطفال وقيادي في حركة "حماس" قتلوا في غارات جوية إسرائيلية بعد أن أطلقت جماعات فلسطينية مسلحة صواريخ بالقرب من القدس.

وخلفت الاشتباكات العنيفة التي دارت في الحرم القدسي بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين أكثر من 500 جريح، في تصعيد للعنف غير مسبوق منذ سنوات.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، "بدأنا بشن غارات على غزة وأكرر أننا بدأنا (...) استهدفنا قائداً كبيراً في حماس" التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر.

وأكد مصدر في حماس أن "الاحتلال استهدف القيادي في كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة)، محمد فياض، في بيت حانون في شمال قطاع غزة"، مؤكداً مقتله.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 20 شخصاً قتلوا وأصيب 65 آخرون بجروح نقل عدد منهم إلى مستشفى بيت حانون في شمال القطاع.

كما قتل قياديان ميدانيان وأصيب قيادي ثالث في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، في غارة إسرائيلية الثلاثاء استهدفت شقة في برج سكني غرب مدينة غزة، وفق ما قال مصدر في الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مصدر طبي، "وصل إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة قتيلان وثمانية مصابين آخرين بينهم امرأة وطفلاها"، مشيراً إلى أن أحد المصابين حالته "حرجة".

مواجهات في اللد

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربات جوية استهدفت جماعات مسلحة ومنصات صواريخ ومواقع عسكرية في غزة بعدما أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة بالقطاع النار على القدس لأول مرة منذ حرب عام 2014 في تطور وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه تجاوز "لخط أحمر".

واستمر إطلاق الصواريخ والضربات الجوية الإسرائيلية حتى وقت متأخر من ليل الاثنين/ الثلاثاء، وأبلغ الفلسطينيون عن انفجارات مدوية بالقرب من مدينة غزة وفي مناطق بالقطاع الساحلي.

150 صاروخاً على إسرائيل

وقبل قليل من منتصف الليل بالتوقيت المحلي، قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا نحو 150 صاروخاً على إسرائيل اعترضت أنظمة الدفاع الصاروخية العشرات منها.

ومساء الاثنين، أعلنت الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ في اتجاه إسرائيل رداً على "العدوان الإسرائيلي في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدس المحتلة".

وبحسب مسؤول عسكري، كانت هناك "رشقات صاروخية باتجاه القدس المحتلة وتل أبيب وعسقلان"، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء الاثنين، مشاورات مع قادة عسكريين وأمنيين، بعد تجدد المواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى.

"حارس الأسوار" 

وأطلق الجيش الإسرائيلي تسمية "حارس الأسوار" على ما قال إنه "العدوان الذي تشنه حركة حماس على إسرائيل".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، في تغريدة على "تويتر": "حارس الأسوار هو اسم العملية العدوانية التي تشنها حماس علينا. سنحرس الجدران والسماء وندافع عن إسرائيل".

 

واشنطن تحول دون صدور بيان عن مجلس الأمن

عقد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، جلسة طارئة للبحث في المواجهات في القدس، لكنه لم يتمكن من إصدار بيان، إذ إن الولايات المتحدة اعتبرت أن من "غير المناسب" في الوقت الحالي توجيه رسالة علنية بهذا الشأن، وفق دبلوماسيين.

وعلى أثر حصول مزيد من المشاورات بعد الظهر حول إمكان تبني نص مشترك يدعو إلى وقف التصعيد، قال دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية، إنهم لا يتوقعون تبني نص الاثنين.

ونهار الاثنين، قالت الولايات المتحدة لشركائها الـ14 في المجلس خلال مؤتمر بالفيديو عقد خلف أبواب مغلقة، إنها "تعمل خلف الكواليس" لتهدئة الوضع، و"إنها غير متأكدة من أن (إصدار) بيان في هذه المرحلة سيساعد".

واكتفى متحدث باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة بالقول، إن"الولايات المتحدة منخرطة بشكل بناء من أجل ضمان أن يسهم أي إجراء في مجلس الأمن إلى تخفيف التوترات".

 

وخلال الاجتماع الذي عقده المجلس بوقت سابق بناءً على طلب تونس، قدمت النرويج وتونس والصين مشروع إعلان يدعو "إسرائيل إلى وقف أنشطة الاستيطان والهدم والطرد" للفلسطينيين، "بما في ذلك في القدس الشرقية".

وتضمنت مسودة الإعلان، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إعراب المجلس عن "قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية"، حيث خلفت المواجهات مئات الجرحى خلال يوم الاثنين وحده.

وشدد النص على "أهمية أن يمتنع (جميع الأطراف) عن اتخاذ إجراءات أحادية تؤدي إلى تفاقم التوترات وتقوض قابلية تطبيق حل الدولتين". ودعا كذلك إلى "ضبط النفس والامتناع عن كل استفزاز وخطاب (تحريضي) والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة واحترامه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعوات دولية للتهدئة

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "جميع الأطراف" المعنيين بتجدد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "احتواء التصعيد".

وصرح بلينكن للصحافيين خلال استقباله نظيره الأردني في واشنطن بأن إطلاق "حماس" الصواريخ من قطاع غزة "يجب أن يتوقف فوراً"، مضيفاً "العنف ينبغي أن يتوقف، على كل الأطراف التزام احتواء التصعيد وخفض التوترات واتخاذ إجراءات ملموسة للتهدئة".

وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، ندد بدوره بإطلاق حركة "حماس" صواريخ على إسرائيل، داعياً إلى "احتواء فوري للتصعيد من جميع الأطراف". وكتب على "تويتر"، "العنف الراهن في القدس وغزة يجب أن يتوقف. نحتاج إلى احتواء فوري للتصعيد من جميع الأطراف وإلى وقف استهداف المدنيين".

من جانبه، أعلن متحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاثنين، أن "التصعيد الكبير في العنف" في قطاع غزة والقدس الشرقية "يجب أن يتوقف فوراً". وقال المتحدث في بيان، إن "إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على السكان المدنيين في إسرائيل أمر غير مقبول على الإطلاق ويغذي التصعيد".

واعتبر الاتحاد الاوروبي، أن "التصعيد الكبير في أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وكذلك في غزة ومحيطها، يجب أن يتوقف على الفور". وأكد أن "جميع القادة لديهم مسؤولية للعمل ضد المتطرفين. يجب احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة بالكامل".

وقال الاتحاد، "نكرر دعوتنا إلى جميع الأطراف للمشاركة في جهود خفض التصعيد"، مشدداً على أن "الأولوية يجب أن تكون لتجنب سقوط مزيد من الضحايا المدنيين". 

وحذرت فرنسا بدورها من "تصعيد واسع النطاق" في القدس، ودعت جميع الأطراف إلى "أكبر قدر من ضبط النفس والامتناع عن أي استفزاز".
 

"تغطية خادعة"

وفي حين تزايدت الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد، أعلن نتنياهو دعمه للشرطة في ما قال إنه "نضال عادل"، مندداً بما اعتبره "تغطية خادعة وخاطئة لوسائل الإعلام الدولية" لما يحدث في القدس.

في المقابل، وصفت الرئاسة الفلسطينية الأحداث في المسجد الأقصى بأنها "اعتداء وحشي على المصلين، وتحدٍ جديد للمجتمع الدولي"، في حين أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أن "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي. ستكون كلمتها هي كلمة الفصل في المعركة".

تصاعد العنف

وبدأ الاثنين بمواجهات في الصباح الباكر عند المسجد الأقصى في قلب البلدة القديمة بالقدس. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن مئات الفلسطينيين أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة التي أطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع. وقالت الشرطة الإسرائيلية، إن 21 شرطياً أصيبوا في الاشتباكات.

وجاء تصاعد العنف مع إحياء إسرائيل ذكرى احتلالها القدس الشرقية في حرب عام 1967.

وفي محاولة لنزع فتيل التوتر، غيرت الشرطة مسار مسيرة يوم القدس التقليدية، حيث يسير الآلاف من الشبان الإسرائيليين ملوحين بالأعلام في البلدة القديمة. ودخلوا عبر بوابة يافا متجاوزين باب العامود خارج الحي الإسلامي، الذي كان بؤرة ساخنة في الأسابيع الأخيرة.

وعلى الرغم من انحسار التوتر بحلول منتصف الصباح كانت هناك نقاط توتر محورية أخرى، بما في ذلك حي الشيخ جراح في القدس الشرقية شمال البلدة القديمة مباشرة، حيث تواجه العديد من العائلات الفلسطينية احتمال الطرد من ديارها بمنطقة يدعى مستوطنون يهود ملكيتهم لها، وذلك في نزاع قضائي طويل.

وأمهلت حركة "حماس" إسرائيل حتى الساعة السادسة مساءً (15:00 بتوقيت غرينتش) لسحب قواتها من الأقصى ومن حي الشيخ جراح.

وحتى عندما تم توجيه المتظاهرين نحو بوابة يافا، أطلقت صفارات الإنذار لتحذير الإسرائيليين من صواريخ قادمة من غزة، ما أجبر المتظاهرين والإسرائيليين الآخرين على الفرار للاحتماء في القدس والبلدات المجاورة وفي تجمعات إسرائيلية بالقرب من غزة.

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها، بما في ذلك الجزء الشرقي الذي ضمته بعد حرب عام 1967 في خطوة لم تحظَ باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة يسعون إليها في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وتصاعد التوتر منذ أسابيع خلال شهر رمضان وسط اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين، ما أثار مخاوف دولية من خروج الوضع عن السيطرة.

المزيد من الشرق الأوسط