Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل توقف ترحيل عائلات من "الشيخ جراح" تحت الضغط

واشنطن تعبر عن "قلق عميق" إزاء الاشتباكات في القدس ونتنياهو يقر بالرضوخ لمطالبات دولية

إسرائيل تتعهد بإرساء الهدوء في القدس الشرقية (أ ف ب)

أجبرت الاحتجاجات الشعبية والتهديدات الفلسطينية والضغوط الدولية والإقليمية، إسرائيل على وقف تنفيذ عملية إخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس، في خطوة وصفها الفلسطينيون "بالانتصار"، وأثارت غضب اليمين الإسرائيلي.

وبطلب من مكتب رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أجّلت المحكمة العليا الإسرائيلية إصدار قرار نهائي كان يُتوقَع أن يأمر بطرد العائلات الفلسطينية الأربع من منازلهم فوراً.

وطلب المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت من المحكمة تأجيل قرارها بهدف النظر بمشاركته في ملف القضية، قبل أن تعلن أنها ستحدد موعداً جديداً بعد شهر، وأمرت بتأجيل تنفيذ الحكم القضائي الذي يأمر باخلاء العائلات من منازلها. 

وأضاف مندلبليت، أن "القضية تثير حساسيات من اتجاهات أخرى، لذلك فإنه يريد تقديم رأي إلى المحكمة يستند إلى الجهات السياسية ذات الصلة".

وتعهّدت إسرائيل إرساء الهدوء في القدس الشرقية، وقال نتنياهو الأحد "سنطبّق القانون ونفرض النظام بحزم ومسؤولية"، مضيفاً إن إسرائيل "تستمر في ضمان حرية المعتقد لكنّها لن تسمح بأعمال شغب عنيفة".

"قلق أميركي"

من جهته، ذكر البيت الأبيض في بيان أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي، الأحد، عن "قلقه العميق" إزاء الاشتباكات التي وقعت في القدس في الأيام الأخيرة.

وأضاف البيان في قراءة لنص المحادثة بين سوليفان ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات "أكد السيد سوليفان مجدداً أيضاً قلق الولايات المتحدة العميق بشأن الطرد المحتمل لأسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح"، وفقاً لوكالة "رويترز".

وقال البيت الأبيض "اتفق الاثنان على أن الهجمات الصاروخية والبالونات الحارقة (التي تطلق) من غزة على إسرائيل غير مقبولة وينبغي التنديد بها".

وتقيم 28 عائلة فلسطينية في منازل بنتها لهم وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة على قطعة أرض منحتها لها الحكومة الأردنية في عام 1955 عقب تهجيرهم عام 1948. لكن جمعيات استيطانية تدعي ملكيتها لتلك الأراضي منذ 140 عاماً، وهو ما تنفيه العائلات الفلسطينية قائلةً، إن الوثائق التي بحوزة المستوطنين مزورة.

ورفضت العائلات الفلسطينية الأسبوع الماضي، مقترحاً من جمعية "نحالات شمعون" الاستيطانية يقضي بالاعتراف بملكيتها للمنازل، مقابل "تسجيل كل منزل من المنازل المهددة بالإخلاء باسم أحد ساكنيه كمستأجر محمي على أن تعود المنازل للجمعية بعد وفاته".

الضغط حتى في الإفطار

في موازاة ذلك، قال عبد الفتاح السكافي، صاحب أحد المنازل المهددة بالإخلاء، إن "قرار التأجيل كان متوقعاً بسبب الاعتصامات اليومية هنا والضغوط الدولية"، لكنه شدد على "مواصلة الاعتصامات والاحتجاجات حتى إنهاء القضية لأن التهديد لم ينته". وكان عبد الفتاح السكافي يتحدث  لـ"اندبندنت عربية" خلال تناوله طعام الإفطار من على مأدبة طويلة نُصبت أمام منزله بمشاركة أكثر من 200 متضامن فلسطيني وأجنبي.

وتقع أمام منزله أربع بنايات سكنية استولت عليها جميعات استيطانية، يعيش فيها المستوطنون منذ أكثر من عشر سنوات. وبعد ساعات من الإفطار تعرض عبد الفتاح ومَن معه من المعتصمين، إلى هجوم بالحجارة من المستوطنين قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية للتفريق بينهم.

وأُصيب السكافي برضوض في جسده، لكنه أكد أن "المعتصمين عادوا إلى التجمع من جديد، ولن يستسلموا". ورأى أن "نتنياهو يسعى إلى التهدئة لأنه في مأزق، بسبب فشل نهج القوة المفرطة في التعامل معنا. المتضامنون الفلسطينيون والأجانب لا يتوقفون عن زيارتنا أمام المنازل المهددة بالإخلاء في الحي منذ أسابيع عدة".

وأوضح سكافي أنه هُجّر عام 1948 من قرية البقعة غرب القدس، ويملك أوراقاً تؤكد ملكيتها، لكنه لا يستطيع المطالبة بها، "حتى بعد طردنا منها قبل أكثر من 70 عاماً، يريدون تكرار ذلك، وطردنا مرة ثانية لإسكان المستوطنين مكاننا".

وأشار السكافي إلى أن عائلته "لا تعرف طعم النوم منذ أسابيع خوفاً من هجوم المستوطنين الذي يقيمون في بنايات مقابلة، ويُعدون من أشد المستوطنين تطرفاً ويعملون على طرد وقتل العرب في القدس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضغوط الأصدقاء

في السياق، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه، إن "النصر الذي تحقق على يد أبناء شعبنا البطل في القدس لن تتم المساومة عليه، ولن تُكسر إرادته وعزيمته".

في المقابل، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعرضه لضغوط ممَن وصفهم بـ"أصدقاء إسرائيل" حول العالم، لكنه أشار إلى أن "لكل دولة الحق في البناء في عاصمتها وكذلك نحن، هذا ما فعلناه وهذا ما سنواصل القيام به".

مصر تستدعي سفيرة إسرائيل

وفي خطوة نادرة، استدعت وزارة الخارجية المصرية السفيرة الإسرائيلية في القاهرة أميرة أورون، وطالبتها بضرورة "توفير الحماية للمصلين في المسجد الأقصى، والسماح لهم بالصلاة في أمان وحرية، إضافة إلى توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في القدس".

وسبق ذلك بيان من اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تتكون من (الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة) طالب إسرائيل بالتوقف عن إخلاء أهالي حي الشيخ جراح معبراً عن "القلق البالغ من احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها التي عاشوا فيها لأجيال في حي الشيخ جراح".

وفي العاصمة الألمانية برلين، شارك آلاف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية في وقفة، احتجاجاً على قمع الشرطة الإسرائيلية المصلين في المسجد الأقصى، ومخططات التهجير في حي الشيخ جراح.

وأطلقت مؤسسات أميركية حملة واسعة تشمل إقامة عشرات التظاهرات على مستوى المدن الأميركية الرئيسة، وحملةً داخل الكونغرس للضغط على الإدارة الاميركية للتدخل السريع والعاجل، والضغط على تل أبيب لوقف الاستيلاء على بيوت أهالي الشيخ جراح.

غوتيريش يحث إسرائيل على ضبط النفس

بدوره، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش عبر عن اعتقاده بضرورة التزام إسرائيل "بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في حرية التجمع السلمي".

وذكر المتحدث ستيفاني دوجاريك في بيان "يعبر الأمين العام عن قلقه العميق إزاء استمرار العنف في القدس الشرقية المحتلة وأيضاً إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية من ديارها... لقد حث إسرائيل على وقف الهدم والطرد".

وأضاف المتحدث أن الأمين العام حث على الحفاظ على الوضع الراهن في المواقع المقدسة واحترامه.

المزيد من الشرق الأوسط