Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القدس الشرقية مسرح لصدامات فلسطينية - إسرائيلية متواصلة

كثير من الجرحى أصيبوا بأعيرة مطاطية أو بشظايا قنابل صوتية

تجددت الصدامات، مساء السبت، الثامن من مايو (أيار)، بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في عدد من أحياء القدس الشرقية المحتلة، وشهدت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ولا سيما في الحرم القدسي، وأوقعت أكثر من 200 جريح.

وقال متحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الغالبية العظمى من هؤلاء الجرحى، وبينهم قُصّر، أصيبوا بأعيرة مطاطية أو بشظايا قنابل صوتية، في حين شاهد أحد مصوري الوكالة امرأة فلسطينية مُدمّى وجهها.

واستخدمت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية وخراطيم المياه الآسنة لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين.

ورشق قسم من المتظاهرين قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة، وبمقذوفات أخرى، ما أسفر، بحسب الشرطة، عن إصابة أحد عناصرها بجروح في رأسه.

عشرات آلاف الفلسطينيين

وليل السبت، في ليلة القدر، اكتظت باحة المسجد الأقصى بعشرات آلاف الفلسطينيين الذين أدوا الصلاة فيها في ظل هدوء نسبي، ودعا مدير المسجد الأقصى المصلين إلى "الهدوء".

وفي حي الشيخ جراح الذي شهد احتجاجات يومية على مدى الأيام الماضية ضد احتمال إخلاء عائلات فلسطينية لمصلحة مستوطنين إسرائيليين، نزل فلسطينيون، مساء السبت، إلى الشوارع ورشقوا قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت شخصين لاستخدامهما "رذاذ الفلفل" ضد عناصرها.

وفي غمرة هذه التطورات، أطلق من غزة صاروخ في اتجاه إسرائيل التي قالت إنها ردت على هذا القصف باستهداف مواقع لحركة "حماس" التي تسيطر على القطاع.

مخاوف دولية

وغداة صدامات وقعت بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية وأثارت مخاوف من تجدد العنف، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى ضبط النفس ووقف أعمال العنف في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وليل السبت، أبدت اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) "قلقها البالغ" إزاء أعمال العنف في القدس الشرقية، وقالت اللجنة في بيان إن مبعوثيها "يعربون عن قلقهم البالغ إزاء الاشتباكات اليومية والعنف في القدس الشرقية، ولا سيما المواجهات التي وقعت ليل أمس (الجمعة) بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية"، داعية "السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس وتجنب إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع خلال هذه الفترة من الأيام الإسلامية المقدسة".

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت، خلال النهار، أنها فرضت قيوداً على دخول القدس الشرقية لمنع الفلسطينيين من "المشاركة في أعمال شغب عنيفة"، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين، وفق ما نقل عنه أحدهم، إن "إسرائيل تتحرك في شكل مسؤول لفرض احترام النظام والقانون في القدس مع ضمان حرية العبادة".

205 فلسطينيين

ويتصاعد التوتر منذ أسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، حيث تظاهر فلسطينيون رفضاً لقيود على التنقل فرضتها إسرائيل في بعض المناطق خلال شهر رمضان، وضد قرارات بإخلاء منازل في حي الشيخ جراح من سكانها الفلسطينيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي يوم الجمعة الأخير من رمضان، تجمع عشرات آلاف المصلين في حرم المسجد الأقصى، حيث اندلعت مواجهات مع عناصر شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية.

وظهرت، في تسجيل فيديو نشره شهود عيان، القوات الإسرائيلية وهي تداهم الباحة الواسعة أمام المسجد وتطلق قنابل الصوت داخل المبنى، حيث كانت حشود من المصلين بينهم نساء وأطفال يؤدون الصلاة في يوم الجمعة الأخير من رمضان.

وشاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية مئات الفلسطينيين يرشقون الشرطة بالحجارة والزجاجات والمفرقعات، مشيراً إلى أن عناصر الشرطة أغلقوا أبواب المسجد الأقصى وحاصروا المصلين لمدة ساعة على الأقل.

وقالت الشرطة، إن عناصرها ردوا بإطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، وإن 18 من عناصرها أصيبوا بجروح. وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن 205 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف في الأقصى وفي أنحاء القدس الشرقية، بينهم أكثر من ثمانين نقلوا إلى المستشفيات، موضحاً أنه أعد مستشفى ميدانياً بسبب امتلاء غرف الطوارئ في المستشفيات.

"حماس" تهدد

والمواجهات الحالية في القدس هي الأعنف منذ 2017، عندما تسبب وضع إسرائيل بوابات إلكترونية في محيط المسجد الأقصى باحتجاجات ومواجهات انتهت بإزالة الحواجز.

وحضت حركة "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، الفلسطينيين على البقاء في المسجد الأقصى حتى صباح الخميس مع انتهاء شهر رمضان، محذرة من أن "المقاومة مستعدة للدفاع عن الأقصى بأي ثمن"، وهددت الحركة بشن هجمات ضد إسرائيل إذا ما صادقت المحكمة العليا، الاثنين، على قرار إخلاء منازل في حي الشيخ جراح من سكانها الفلسطينيين.

وفي غزة، على مقربة من السياج الفاصل بين القطاع الفلسطيني والأراضي الإسرائيلية، أطلقت القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين فلسطينيين، وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن بالونات حارقة أطلقت من غزة باتجاه جنوب إسرائيل لم توقع أضراراً.

السعودية ترفض خطط إسرائيل

وفي ردود الفعل، أكدت السعودية، السبت، رفضها خطط إسرائيل وإجراءاتها لإخلاء منازل فلسطينية في القدس الشرقية، وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، رفض السعودية "لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها".

وصدرت إدانات مماثلة من إيران وتونس وباكستان ومصر والأردن.

المزيد من الشرق الأوسط