Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عمران خان في السعودية بعد أعوام من العلاقة الباردة

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان في مقدمة مستقبليه بمطار جدة

في فترة تتأرجح فيها العلاقة بين السعودية وباكستان بعد أن أخذت السياسة الخارجية البينية مساراً لم تعهده العلاقة التاريخية بين الدولتين الحليفتين، يبدو أن العاصمتين الإسلاميتين بدأتا تأخذان بموازنة العلاقة من جديد.

وبدأ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الجمعة، زيارة رسمية إلى السعودية، حيث وصل إلى مطار جدة، وكان في مقدمة مستقبليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

واستقبل ولي العهد السعودي رئيس الوزراء الباكستاني، في قصر السلام في جدة، وعقدا جلسة مباحثات جرى خلالها التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين وأهمية توسيع وتكثيف آفاق التعاون والتنسيق الثنائي وتعزيزه في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار.

وناقش الجانبان سبل تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين من خلال استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية السعودية 2030، وأولويات التنمية في باكستان، وأكدا رضاهما عن متانة العلاقات العسكرية والأمنية الثنائية، واتفقا على مزيد من التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة بين البلدين.

وأكد الجانبان أهمية دعم الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216.

وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني بالدور القيادي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في تعزيز الوحدة الإسلامية، والدور الإيجابي للمملكة في حل القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية ومساعيها من أجل السلام والأمن الإقليمي والدولي.

كما رحب بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر اللتين أطلقهما الأمير محمد بن سلمان، مشيداً بأثرهما على المنطقة وسكانها، كما رحب ولي العهد بمبادرة رئيس الوزراء الباكستاني "باكستان نظيفة وخضراء"، وكذلك مبادرة "عشرة مليارات شجرة تسونامي" الناجحة.

 

وكان الأمير محمد بن سلمان قد التقى قائد الجيش الباكستاني الفريق أول قمر جاويد باجوا، الخميس، في جدة، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية خصوصاً في المجالات العسكرية والدفاعية، وبحث فرص تطويرها، إضافة إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.

ونقلت وسائل إعلام باكستانية نية البلدين العمل خلال الزيارة على تفعيل المجلس التنسيقي الذي أعلن عنه أثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى إسلام آباد في 2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

علاقة متأرجحة

ولا تمر العلاقة السعودية الباكستانية التاريخية بأفضل مراحلها، إذ شابتها خلافات خلال الأعوام الماضية، في وقت يسعى فيه الطرفان إلى التقليل من التصادم بين البلدين.

ويأتي التوتر على خلفية اشتراك باكستان في محاولة تأسيس تجمع إسلامي بالمشاركة مع تركيا وماليزيا، ليكون موازياً لرابطة العالم الإسلامي التي تملك فيها الرياض نفوذاً كبيراً.

وبلغت الأزمة ذروتها بعد تصريحات لوزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، الذي قال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية في 2019 "إذا لم يتمكنوا من عقده، فسأكون ملزماً بالطلب من رئيس الوزراء عمران خان الدعوة إلى اجتماع للدول الإسلامية التي لديها استعداد للوقوف معنا في قضية كشمير ودعم الكشميريين المقموعين"، في إشارة إلى إحجام منظمة التعاون الإسلامي، التي تقودها السعودية، عن عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن كشمير التي تتنازع باكستان مع الهند على سيادتها، بعد أن مالت الدولة الخليجية إلى الخيار الدبلوماسي للتواصل مع نيودلهي.

وردت السعودية على إسلام آباد، بتجميد تسهيلات ائتمانية نفطية بقيمة 3.2 مليار دولار، وفقاً لما نقلته الصحيفة البريطانية "فايننشال تايمز".

وصرح مسؤولان عسكريان بأن "الرياض مستاءة من انتقادات باكستان لموقفها بشأن إقليم كشمير المتنازع عليه"، الأمر الذي دفع الجنرال قمر جاويد باجوا إلى زيارتها لاحتواء الأزمة.

ويوجد في السعودية نحو 10 ملايين من العمالة الأجنبية، يشكل الباكستانيون ربعها، وامتازت العلاقات بين البلدين على مدى سنوات بالقوة والتعاون على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، كما منحت الرياض إسلام آباد عام 2018، قرضاً بقيمة 3 مليارات دولار.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير