Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عشرات الجرحى في صدامات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين بالقدس

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بإنهاء عمليات الإخلاء القسري وواشنطن تدعو إلى الهدوء وضبط النفس

تحول حي الشيخ جراح في شمال القدس، منذ أكثر من أسبوعين، إلى ما يشبه ساحة المعركة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، على خلفية صراع على ملكية أرض يقيم عليها مئات الفلسطينيين منذ سبعين عاماً، وتدعي جمعيات استيطانية ملكيتها لها قبل مئة وأربعين عاماً.

وأصيب أكثر من 175 فلسطينياً وستة شرطيين إسرائيليين بجروح ليل الجمعة في اشتباكات دارت خصوصاً في باحة المسجد الأقصى بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية التي دخلت الباحة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه أحصت 178 جريحاً فلسطينياً على الأقل، بينهم أكثر من 80 استدعت إصاباتهم نقلهم إلى المستشفيات، في حين قالت الشرطة الإسرائيلية إن ستة على الأقل من عناصرها أصيبوا بجروح في المواجهات.

ودارت أعنف المواجهات في باحة المسجد الأقصى، وقد أشعل فتيلها بحسب الشرطة الإسرائيلية إلقاء شبان فلسطينيين حجارة وزجاجات فارغة على عناصرها، في حين اتهم شبان فلسطينيون قوات الأمن الإسرائيلية بأنها هي من بادر إلى الاعتداء على مجموعة منهم عند مدخل الأقصى.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أكد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية وسيم بدر وقوع "اضطرابات عنيفة". وتداول نشطاء مقاطع فيديو صورت من داخل باحات الأقصى أظهرت مواجهات عنيفة بين الجانبين تخللها إلقاء شبان فلسطينيين حجارة باتجاه قوات الأمن الإسرائيلية التي أطلقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية.

وقالت الشرطة الإسرائيلية التي تحرس مداخل باحة المسجد "ألقى مئات من مثيري الشغب حجارة وزجاجات وأشياء أخرى في اتجاه عناصر الشرطة الذين ردوا عليهم".

وبحسب مصادر إسرائيلية فان ستة من أفراد الشرطة الاسرائيلية أصيبوا خلال هذه المواجهات. وفجر السبت خيم هدوء حذر على القدس الشرقية، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة" عما يجري في مدينة القدس عموماً والمسجد الأقصى خصوصاً.

وقال عباس في اتصال هاتفي مع تلفزيون فلسطين إنه طلب من ممثل فلسطين في الأمم المتحدة "العمل على عقد جلسة لمجلس الأمن لتنفيذ القرارات المتعلقة بمدينة القدس". وأضاف "من جانبنا كل الدعم والتأييد لأهلنا الأبطال في المسجد الأقصى". وطالب عباس المجتمع الدولي بـ "توفير الحماية للفلسطينيين في القدس".

وتبادل الطرفان ليل الخميس رشق الحجارة والكراسي خلال تناول فلسطينيين متضامنين طعام الإفطار على مأدبة في الشارع، قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية لفصلهم، وتعتقل 15 فلسطينياً.

ويتهدد الإخلاء الفوري أربع عائلات فلسطينية، وأربعاً أخرى خلال الأشهر المقبلة بقرارات من المحاكم الإسرائيلية، لكن تلك العائلات لجأت إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لوقف قرار إخلائها.

وقررت المحكمة البت في قرارها يوم الاثنين المقبل بعد رفض العائلات الفلسطينية التنازل عن مليكتها منازلها، مقابل البقاء فيها كمستأجرين لفترة محددة.

ووفقاً للقانون الإسرائيلي، إذا تمكن يهود من إثبات أن عائلاتهم كانت تعيش في القدس الشرقية قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، يمكنهم المطالبة باستعادة "حقهم في الملكية". ولا يشمل القانون الفلسطينيين الذين فقدوا ممتلكاتهم خلال الحرب.

وأثار قرار المحكمة غضب الفلسطينيين الذين طعنوا فيه ونظموا احتجاجات أدت في كثير من الأحيان إلى صدامات مع الشرطة.

لكن عضو لجنة الدفاع عن أهالي حي الشيخ جراح، صلاح دياب، توقع أن تؤجل المحكمة قرارها، بسبب حالة التوتر الشديد في الحي، والمواجهات شبه اليومية، مشيراً إلى "أنه لا يثق بالمحاكم الإسرائيلية، لأنها ذراع للمستوطنين في سعيهم لتهويد القدس".

إسرائيل وحقوق الملكية

وبعد تهجيرهم من ديارهم عام 1948 لجأت ثمانٍ وعشرون عائلة فلسطينية إلى الحي، وأقاموا في منازل بنتها وكالة "الأونروا" بموجب اتفاق مع الحكومة الأردنية التي كانت تسيطر على شرق القدس.

"الفلسطينيون المهددون بالرحيل هم المالكون الشرعيون لبيوتهم كما تثبت وثائق سلمها الأردن للأشقاء في دولة فلسطين"، قال وزير الخارجية الأرني أيمن الصفدي، مشيراً إلى أن "إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال ملزمة وفق القانون الدولي بحماية حقوق الملكية هذه المنازل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن نائب رئيس بلدية القدس الإسرائيلية، أرييه كينغ، طالب بتطبيق القانون الإسرائيلي، وإخلاء الفلسطينيين، معتبراً أن "نجاح اليهود في الاستقرار في القدس أمر مبارك".

وقال كينغ إن الحكومة الأردنية لم تنقل ملكية الأرض رسمياً للفلسطينيين، مضيفاً "لو كان الأردنيون جعلوا المستأجرين مالكين، لما كانت هناك طريقة لليهود لاستعادة ممتلكاتهم".

مخاوف واقتراح

وخلال الأيام الماضية، أصبح حي الشيخ جراح رمزاً للصراع بين الجانبين، إذ يتوافد إليه الفلسطينيون للتضامن مع العائلات المهددة بالإخلاء، في مقابل وجود المستوطنين وقادة الأحزاب اليمينية الإسرائيلية.

ونقل عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، مكتبه البرلماني إلى الحي تأكيداً على "يهودية المكان"، قبل أن يتراجع، الجمعة، تحت ضغط من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خشية تصعيد الأوضاع، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وفي حالة خوف من طرده من منزله في الحي، يعيش الفلسطيني عبدالفتاح السكافي وعائلته على أمل أن لا يتكرر تهجيره بعد أن طرد من منزل عائلته في حي البقعة في القدس الغربية عام 1948.

وأصدرت محكمة إسرائيلية في سبتمر (أيلول) الماضي قراراً يقضي بإخلاء ثماني عائلات فلسطينية من الحي، قبل أن تؤكد المحكمة العليا الإسرائيلية القرار، وتأمر بإخلاء أربع عائلات هذا الشهر، وأربع أخرى في أغسطس (آب) المقبل.

ورفضت أربع عائلات فلسطينية مقترحاً تقدمت به جمعية "نحالات شمعون" الاستيطانية يقضي بالاعتراف بملكية الجميعة للمنازل، مقابل "تسجيل كل منزل من المنازل المهددة بالإخلاء باسم أحد ساكنيه كمستأجر محمي على أن تعود المنازل للجمعية بعد وفاته".

واعتبرت العائلات ما يرتكب بحق سكان الحي "جريمة حرب بامتياز"، ودعت الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية، في بيان، إلى التوجه بشكل عاجل إلى محكمة الجنايات الدولية لوقف الجريمة ضدهم".

وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد قدمت، الاثنين الماضي، بلاغاً إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، فاتودا بنسودا، في شأن "جريمة التهجير القسري" في حي الشيخ جراح، وطالبت بتضمينها في التحقيقات التي بدأتها المحكمة حول ارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية.

الولايات المتحدة تدعو إلى الهدوء

ودعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة يوم الجمعة إلى الهدوء وضبط النفس بينما نددت دول أخرى ومنها الأردن بإجراءات الطرد المحتملة.

وفي الإطار ذاته، حثت الأمم المتحدة إسرائيل، الجمعة، على إنهاء جميع عمليات الإخلاء القسري بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية، محذرة من أن أفعالها قد تشكل "جرائم حرب".

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف، "ندعو إسرائيل إلى إنهاء كل عمليات الإخلاء القسري على الفور".

وأضاف كولفيل "نود أن نؤكد أن القدس الشرقية لا تزال جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويسري عليها القانون الإنساني الدولي".

وشدد كولفيل على أن "إسرائيل لا تستطيع فرض منظومتها التشريعية في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

وتابع المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "ندعو إسرائيل كذلك إلى احترام حرية التعبير والتجمع، وهذا يشمل المحتجين على عمليات الإخلاء، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة".

مقتل فلسطينيين في الضفة

بالتزامن، أعلن حرس الحدود الإسرائيلي مقتل مسلحين فلسطينيين وإصابة ثالث بجروح خطيرة بعدما أطلقوا النار على قاعدة تابعة له في الضفة الغربية المحتلة، الجمعة.

ولم ترد تقارير عن إصابة أحد بين الإسرائيليين في الواقعة التي حدثت في قاعدة سالم بالقرب من حدود إسرائيل مع مدينة جنين الفلسطينية بشمال الضفة الغربية.

وقال حرس الحدود في بيان، إن الفلسطينيين الثلاثة "أطلقوا النار على بوابة القاعدة ورد ضباط حرس الحدود وجندي (من الجيش الإسرائيلي) بإطلاق النار عليهم وتحييدهم".

وذكر البيان أنه جرى التحفظ على ثلاثة أسلحة نارية وثلاثة أسلحة بيضاء وطلقات نارية في مكان الحادث، مضيفاً أنه جرى نقل الفلسطيني المصاب إلى مستشفى في العفولة شمال إسرائيل.

وفي الآونة الأخيرة تتزايد أعمال العنف والتوترات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم فيها.

وقتلت القوات الإسرائيلية، الأربعاء، شاباً فلسطينياً في اشتباكات قرب مدينة نابلس الفلسطينية، وتوفي فتى إسرائيلي متأثراً بإصابته في وقت سابق من الأسبوع برصاص قيل إن مسلحاً فلسطينياً هو من أطلقه عليه.

المزيد من الشرق الأوسط