Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يفعل فيلق القدس الإيراني في أفريقيا؟

تمتلك طهران استثمارات بمئات ملايين الدولارات في القارة السمراء وهدفها إقامة جماعات مذهبية وقومية وصنع سياسيين فاسدين

تسعى إيران باستمرار على مدى السنوات القليلة الماضية إلى توسيع نفوذها إلى مناطق جديدة (أ ف ب)

بعد يومين من اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، فجر الثالث من يناير (كانون الثاني) عام 2020 بالقرب من مطار بغداد، شنّت مجموعة مسلحة هجوماً على قاعدة عسكرية في كينيا، وقُتل عسكري أميركي وموظفان في وزارة الدفاع الكينية.

هذا الهجوم نفّذته "حركة الشباب" المحسوبة على تنظيم "القاعدة"، قاعدة حركة الشباب في الصومال، ومكان الهجوم كذلك كان قاعدة جوية، حيث تتمركز القوات الأميركية والكينية، ويقع معسكر "سيمبا" في منطقة لامو جنوب شرقي كينيا، بالقرب من الحدود الصومالية، وهو أحد معاقل متمردي حركة الشباب في أفريقيا.

وضاع هذا الحدث في خضم أخبار التوتر والحرب المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران، وإدارة ترمب لم تصرّ على ربط الهجوم بمقتل سليماني، ولم تتحدث عن ذلك، بهدف تقليل التوتر غير الضروري.

وعلى الرغم من إعلان طهران الهجوم الصاروخي في الـ 8 من يناير (كانون الثاني) على قاعدة عين الأسد في العراق كرد فعل على مقتل سليماني، لكن يبدو أن هجوم "حركة الشباب" قبل ثلاثة أيام من هجوم قاعدة عين الأسد كان رداً بالوكالة عن إيران.

وفي بيان للحركة بمناسبة نجاح المهمة، فإن هذه الخطوة جاءت في إطار خطة عملياتها تحت عنوان "القدس لن تصبح يهودية أبداً". وقبل عام من ذلك، شنّت هجوماً على أحد الفنادق في العاصمة الكينية نيروبي، وبعد مقتل 21 شخصاً، شددت الحركة في بيان لها على أن الهدف هو "مواجهة تهويد القدس".

هجوم "حركة الشباب" في الـ 5 من يناير 2020 على القاعدة الأميركية الكينية المشتركة، على عكس هجوم العام الماضي، الذي جرى على عجلة وبشكل أعمى. ويبدو أن الجماعة في عجلة من أمرها للقيام بذلك. فهناك اختلاف في طريقة التخطيط للعملية وتنفيذها، إذ إن الهجوم على القاعدة العسكرية وقتل ثلاثة أميركيين كان رد فعل غير مباشر لإيران على اغتيال قاسم سليماني.

لكن، ما العلاقة بين فيلق القدس وجماعة الشباب؟ ولماذا أقدمت الحركة المنتمية إلى تنظيم "القاعدة" على الهجوم على أهداف أميركية بعد يومين من مقتل سليماني؟ وماذا يفعل فيلق القدس في أفريقيا وما علاقته بقضايا القارة؟

أفريقيا نحن قادمون!

قبل بضع سنوات، عندما سيطرت جماعة أنصار الله في اليمن على صنعاء، ادّعى علي رضا زكاني، عضو مجلس الشورى الإيراني في ذلك الوقت والعضو السابق في الباسيج، في خطاب أن بلاده لديها الآن سيطرة كاملة على أربع عواصم في المنطقة.

هذه التصريحات وعلى الرغم من اللوم المتزامن لأصدقاء زكاني وخصومه السياسيين، إلا أنها تُعدّ تعبيراً واضحاً لا لبس فيه عن الوضع الذي وجدت إيران نفسها فيه بتكلفة كبيرة بعد فشل أميركا في حرب العراق بمنطقة الشرق الأوسط.

نفوذ إيران في دول المنطقة التي يصفها المرشد علي خامنئي بـ "جغرافية المقاومة" في العقدين الماضيين، كان عامل الاختلاف الأكثر أهمية في النزاع بين طهران ودول الشرق الأوسط الأخرى والقوى العالمية. هذا النفوذ، الناجم عن إيجاد مجموعات موازية للقوة في هذه البلدان، مكّن إيران من الرد على التهديدات العسكرية ضدها من خلال التهديد بزعزعة استقرار جميع مناطق الشرق الأوسط. وهذا ما سمّاه علي خامنئي في خطابه يوم الأحد، رداً على الكشف عن ملف صوتي لمقابلة ظريف بـ "الدبلوماسية السلبية".

لكن إيران ليست راضية فقط عن الشرق الأوسط، وسعت باستمرار على مدى السنوات القليلة الماضية إلى توسيع نفوذها إلى مناطق جديدة. بداية من أكتوبر (تشرين الأول) 2020 وقبل 3 أشهر من اغتيال قاسم سليماني، أشاد علي خامنئي، خلال لقاء مع المجلس الأعلى لقيادات الحرس الثوري، بتوسع أنشطة هذا الأخير العابرة للحدود في منطقة الشرق الأوسط، وعدم الاكتفاء بالشرق الأوسط وحده، وتوسيع نفوذ الحرس الثوري الإيراني ليشمل أجزاء أخرى من العالم: "لا تضيعوا جغرافية المقاومة الشاسعة، ولا هذه النظرة العابرة للحدود، دعونا لا نكتفي بمنطقتنا. هذه النظرة الواسعة العابرة للحدود، وهذا الامتداد للعمق الاستراتيجي يكون أحياناً أكثر ضرورة من أهم واجبات الدولة. هذه الرؤية لتلك المنطقة الجغرافية الشاسعة، والتي هي جزء من واجبات ومسؤوليات الحرس الثوري الإيراني، لا تدعوها تضعف بداخلكم".

بعد أيام قليلة، تحدث اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري لمجموعة من أنصار الحرس انطلاقاً من تنفيذ فكرة قائد إيران، فقال: "الحرس سوف يوسع جغرافية المقاومة، وعندما يرى العدو اتساع جغرافية المقاومة وخطاب الثورة الإسلامية سوف يغادر المكان ولن يكون لديه خيار آخر".

هل الكعكة الأفريقية جاهزة للابتلاع؟

السؤال، ما الدول والمناطق التي ستكون أهدافاً تالية لإيران لإنشاء خط نفوذ؟ أميركا الجنوبية وأوروبا منطقتان فشلت فيهما طهران حتى الآن بإنشاء مجال للنفوذ. في أوائل السبعينيات، سعت إيران إلى التسلل إلى البلقان من خلال إحداث صراعات عسكرية بين البوسنة وصربيا. فالسياق السني للمنطقة وتركيز الجهود الأمنية للاتحاد الأوروبي وأميركا منعا طهران من تحقيق أهدافها في المنطقة.

وفي السبعينيات والثمانينيات، هناك نقطتان لفتتا انتباه المسؤولين الإيرانيين في أميركا الجنوبية، المشاعر المعادية للاستعمار بين أبناء تلك المنطقة ووجود حكومات يسارية، ما أتاح لطهران البقاء في الفناء الخلفي للولايات المتحدة، فالمسافة الجغرافية واختلافات الثقافات والأيديولوجيات، إلى جانب ضغط واشنطن على دول المنطقة، تسببت في فشل إيران في المنطقة، على الرغم من التكاليف الباهظة.

وفي الوقت الذي تسعى إيران إلى الحصول على موطئ قدم في أوروبا وأميركا الجنوبية، بذلت جهوداً أوسع للتسلل إلى القارة الأفريقية.

استفادت طهران من وجود الجاليات اللبنانية في كل الدول الأفريقية، والعمل على إيجاد حضور إقليمي مستدام عن طريق إقامة مراكز ثقافية وإيجاد تواصل معلوماتي في  القارة الأفريقية.

والمحاولات لإيجاد نفوذ في أفريقيا على عكس المنطقتين الأخريين كانت مزيجاً من النجاح والفشل. على مدى العقدين الماضيين، حاول الحرس الثوري استغلال الانقسامات العميقة التي سببتها الأزمات السياسية والمشكلات الاقتصادية في البلدان الأفريقية واستخدام قدرات قوى المعارضة والمتمردين في تغيير الهيكل السياسي للدول الأفريقية لصالح إيران.

وتستثمر الوحدة 400 في فيلق القدس، المسؤولة عن تنفيذ هذه السياسات في أفريقيا، في القدرات الناتجة من الاختلافات العرقية والمذهبية، وعدم الكفاءة الاقتصادية في شرق القارة وغربها.

والوحدة 400، أو "مقر العمليات الخاصة"، التابعة لقيادة اللواء حامد عبد الله، تواكب خطط تلك القوة في أفريقيا، إذ يبدو أن استراتيجية إيران الجديدة تقوم على استهداف المناطق التي تتمتع بإمكانية أكبر لتوسيع نفوذها، لكن ما الدول الأفريقية التي سيهتم بها الحرس الثوري الإيراني؟

كينيا... نقطة تلاقي بين "القاعدة" وإيران

اسم كينيا أصبح متورطاً باسم الوحدة 400 للحرس الثوري، ففي عام 2012، اعتقلت الشرطة الكينية، وفق معلومات استخباراتية مع دول أخرى، إيرانيَّين اتّهما بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد بريطانيا والسعودية وأميركا وإسرائيل. وأثناء التحقيق، قال المتهمان إنهما ضمن أعضاء الوحدة 400 التابعة للحرس الثوري، كانوا يتطلعون إلى إنشاء قاعدة لهذه القوة في كينيا، وعلى الرغم من الحكم عليهما بالسجن 15 عاماً، إلا أنه أفرج عنهما بموجب اتفاق بين كينيا وإيران وجرت إعادتهما إلى بلدهما.

وتتركز الأنشطة الإيرانية في كينيا على المدينة الأكثر أهمية مومباسا الساحلية، حيث تقطنها غالبية مسلمة. والاستثمار الإسرائيلي في المجتمعات السياحية الكينية كان سبباً لجعل المدينة هدفاً مهماً لقوات فيلق القدس. والحكومة الكينية منعت إنشاء مراكز إسلامية شيعية في مومباسا حتى الآن، مما حال دون تنظيم قوات محلية قريبة من إيران في البلاد.

التعاون الاستخباراتي الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الغربية مع الحكومة الكينية أيضاً، منع نشاط الحرس الثوري هناك، فجرى اعتقال إيرانيين اثنين عام 2011. وفي 2015، أوقفت الشرطة الكينية خلية تجسس. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2016، أُلقي القبض على محاميين إيرانيين بتهمة الارتباط بفيلق القدس ومحاولة تحديد أهداف إسرائيلية بغية التخريب.

كينيا تُعرف بالكونفيدرالية الأميركية لمواجهة "حركة الشباب" الصومالية، لهذا السبب أراد الحرس الثوري أن تكون هناك صلات مشتركة مع هذه الجماعة التابعة لتنظيم "القاعدة". وهدفهم المشترك هو إخراج إسرائيل وأميركا من كينيا. و"حركة الشباب" لها أنشطة منتشرة في الصومال، وإيران تريد جذب كينيا إلى دائرة "جغرافية المقاومة".

إريتريا ومحاولات السيطرة على باب المندب

إيجاد ساحة نفوذ في إريتريا له أهمية استراتيجية لإيران، إذ تقع شرق أفريقيا وتطلّ على البحر الأحمر. ومدينة عصب وميناؤها هما الحدود الغربية لمضيق باب المندب، ويلعبان دوراً مهماً في نقل النفط من البحر الأحمر.

وميناء عصب كان مهماً بالنسبة إلى الحرس بقدر أهمية جارته في الجنوب جيبوتي. وخلال الأعوام الماضية، أثار حضور السفن البحرية الإيرانية وغواصة واحدة على الأقل للحرس في الميناء حفيظة السعودية والإمارات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك التقارير عن نشر صواريخ إيرانية متوسطة المدى في إريتريا، طبعاً هذا الخبر لم يقترن بدلائل واضحة حتى الآن. ووقّعت طهران وأسمرة قبل بدء حرب اليمن اتفاقيات عسكرية واقتصادية، باستثناء مساعدة الأولى في حماية نفط هذا البلد، يمكنها أن تبني قاعدة عسكرية بالقرب من ميناء عصب وقاعدة على جزيرة من جزر إريتريا في البحر الأحمر.

إريتريا في بداية الحرب الداخلية اليمنية دعمت الحوثيين بسبب علاقاتها الاقتصادية والتجارية الكبيرة مع إيران، ومع استمرار التصعيد في اليمن وتشكيل تحالف عسكري بين السعودية والإمارات، جرى توقيع اتفاقيات عسكرية - أمنية بين الإمارات وإريتريا. ووفق هذه الاتفاقيات، ستنشئ الإمارات قاعدة عسكرية في ميناء عصب لتقوم بالشؤون اللوجستية والعسكرية لقوات التحالف في القتال ضد اليمن.

اتفاق حكومة إريتريا مع الإمارات يبعد الأولى عن إيران، ويقرّبها من التحالف الإماراتي السعودي، وطهران لا تزال تأمل في إعادة إريتريا، وتترصد الفرصة لإحياء نفوذ ضائع في دولة أفريقية مهمة.

السودان... حليف قديم

يعود الحضور الإيراني في السودان إلى عام 1991، إذ واجهت الحكومة تحدياً كبيراً في التعامل مع الانفصاليين في الجنوب. قدّم هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإيراني في ذلك الوقت، بخلاف المساعدات المالية، حزمة من الأسلحة للجيش لقمع الانفصاليين، ومقابل مساعدة إيران للسودان، صدرت تصاريح لعمل الحرس الثوري الإيراني في البلاد.

ومنذ حرب اليمن، انضم السودان إلى الجبهة السعودية الإماراتية في منعطف واضح، وأدار ظهره لحليفه القديم. وجرى تقليص أنشطة القوات الإسلامية السودانية وقوات فيلق القدس في الخرطوم بشدة بعد تغيير المواقف.

وأدى سقوط حكومة عمر البشير خلال الاحتجاجات الشعبية وغموض الوضع في البلاد إلى استئناف الحرس الثوري أنشطته فيها. وستحدد أحداث الأشهر المقبلة ما إذا كان السودان سيعود إلى محور نفوذ فيلق القدس في أفريقيا أو أنه سيبقى مع السعودية.

السنغال... مركز دبلوماسي

السنغال الواقعة في غرب أفريقيا هي نقطة أخرى مهمة، إذ تتمتع داكار في الأعوام الأخيرة بعلاقات وثيقة مع طهران، وهي نوع من المحور الدبلوماسي الإيراني في أفريقيا، وتجري معظم الأنشطة الثقافية والسياسية والدبلوماسية الإيرانية في أفريقيا عبر داكار.

وخلال رئاسة محمود أحمدي نجاد، تبرّعت طهران بخط إنتاج سيارات "سمند" لتوسيع نفوذها في البلاد، لكن على الرغم من استثمار 100 مليون دولار، ظل خط الإنتاج غير نشيط، بسبب عدم قدرة الشبكة الكهربائية في السنغال على توفير الطاقة المطلوبة.

المغرب... الصحراء الغربية لنا

إيلان بيرمان، نائب رئيس المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، ومقره واشنطن، وأكثر من مسؤول مغربي رفيع قال: "لم يعُد الحديث عن وجود طهران في غرب أفريقيا دقيقاً. الإيرانيون موجودون الآن في كل مكان في القارة الأفريقية".

وإيران و"حزب الله" يدعمان جبهة "البوليساريو" على الأقل منذ 2017. كانت جبهة تحرير الصحراء الغربية، أو "البوليساريو"، في حالة حرب مع المغرب منذ عقود للسيطرة على الصحراء الغربية بأكملها، وحمّلت الرباط مراراً طهران مسؤولية نقل أسلحة وأموال إلى المتمردين.

كان هذا التعاون مقلقاً للغاية، ما دفع المغرب إلى تقليل علاقاتها مع إيران عام 2018، وتوجد تقارير كثيرة تشير إلى أن القادة العسكريين لجبهة "البوليساريو" سافروا إلى لبنان من أجل التعليم والتدريب. كذلك لدى طهران وجود مؤثر في دول جوار المغرب مثل موريتانيا وتونس.

نمط تلك الحركات معروف جداً، ويعود تاريخ ذلك إلى جهود إيران في أميركا اللاتينية خلال 15 عاماً، التي تهدف إلى إنشاء "منطقة حماية" في نصف الكرة الغربي، للمساعدة في الالتفاف على العقوبات الدولية والتعامل مع أنظمة معادية للولايات المتحدة وبناء خلايا نائمة يمكن تنشيطها وتحريكها ضد أميركا. كانت نتائج تلك الأنشطة رائعة.

اهتمام إيران بأفريقيا، والمغرب بكل تأكيد ازداد منذ اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في العراق في يناير 2020، وتزداد مخاوف المسؤولين السياسيين الأفارقة من أن تنتقم طهران في نهاية المطاف عبر استهداف المصالح الأميركية أو المتحالفة معها في القارة السمراء.

جميع مواضع القلق تزداد في المغرب، وتتزامن معها مساعي الرباط لمراقبة أنشطة إيران و"حزب الله" في جوارها. ليس لدى المسؤولين المغاربة شك في أن الهدف الرئيس لإيران ذو وجهين: تعزيز نفوذ الشيعة واستخدام هذه القوة كنفوذ سياسي ونفوذ في المنطقة، وخلق قدرة عملياتية خفية يمكن استخدامها ضد الولايات المتحدة.

نيجيريا... قاعدة الشيعة في أفريقيا

نيجيريا بها أكبر عدد من الشيعة في غرب أفريقيا، وهي محور الأنشطة الدينية لطهران. منذ 2006، دخلت إيران نيجيريا كجزء من برنامج اقتصادي. التأسيس والتوسع السريع للمركز الثقافي والخدمي الشيعي في البلاد، ساعدا طهران على جذب قوة متنوّعة من الشيعة النيجيريين.

قبل هذا الوجود الواسع، أنشأت طهران، بدعم من شخصيات مثل إبراهيم زكزاكي وحافظ محمد سعيد، قواعد للترويج للمذهب الشيعي على نطاق أوسع في العاصمة أبوجا. وقبل خمسة أعوام، ومع استثمارات الدول العربية، حاولت الحكومة النيجيرية الحد من قواعد النفوذ الإيراني في البلاد من خلال تغيير مسار علاقاتها مع طهران.

وفي أعقاب الترتيب السياسي الجديد، حظرت الحكومة النيجيرية الحركة الشيعية في البلاد، ووصفتها بأنها إرهابية. اليوم، وعلى الرغم من سجن الزعيم الشيعي إبراهيم زكزاكي، لا يزال لدى إيران نفوذ كبير في البلاد.

هل تنضم أفريقيا إلى "جغرافية المقاومة"؟

لدى إيران استثمارات في أفريقيا بمئات ملايين الدولارات. هذه الاستثمارات ليست بهدف إقامة مجتمعات صناعية واقتصادية، بل لإقامة جماعات مذهبية وقومية وسياسيين فاسدين في غالبية الأحيان.

من المفترض، فتح ممر لإيران للوصول إلى القارة الأفريقية وترسيخ مكانتها هناك. لكن لدى أفريقيا لاعبين ومنافسين أقوياء سيجدون صعوبة في ترسيخ نفوذ طهران. أميركا وإسرائيل وفرنسا والسعودية والصين لديها نفوذ في القارة السمراء أكثر من إيران، وعلى الرغم من الانقسامات السياسية والمنافسة على امتلاك الثروات والسلطة في القارة سمحت بوجود نفوذ لطهران، لكن المتغيرات في القارة سريعة جداً.

وعلى الرغم من أن المهمة الحالية لفيلق القدس هي أن يكون له تأثير دائم في القارة، فإن الوصول إلى أفريقيا لن يكون ميسّراً، إلا عندما تجد إيران خطاً آمناً لنقل القوات والأسلحة إليها، كما يقول علي خامنئي. "املأوا أيدي الجماعات المدعومة بالسلاح".

بالنسبة إلى إيران، هناك بلد هو مفتاح الوصول إلى أفريقيا. دولة خلال الأعوام الماضية غرقت في الاضطرابات والحرب الأهلية، من أجل تغيير المعادلات السياسية هناك لصالح حكام طهران. يجب على إيران أن تبقي اليمن في مدارها من أجل الوصول إلى أفريقيا.

اندبندنت فارسية

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير