Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوى أوروبية تحث إسرائيل على وقف سياسة التوسع الاستيطاني

22 جريحاً و11 معتقلاً في اشتباكات حي الشيخ جراح في القدس

أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الخميس السادس من مايو (أيار)، ارتفاع حصيلة الإصابات خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية الليلة الماضية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية إلى 22 إصابة، في وقت تعقد المحكمة الإسرائيلية العليا جلسة استماع للبحث في قضية تتعلق بملكية عقارات في المنطقة.

وقالت الجمعية في بيان، إنها "نقلت إصابتين بآلام شديدة في الصدر إلى المستشفى". وأضيفت إلى الإصابات المسجلة سابقاً، وهي "ثماني إصابات بالاختناق وست بالرصاص المطاطي وإصابتان بالضرب المبرح وثلاث بقنابل الصوت وواحدة بغاز الفلفل".

وأكدت الشرطة الإسرائيلية من جهتها اعتقال 11 شخصاً مساء الأربعاء خلال احتجاجات في الحي يقودها فلسطينيون معارضون للأمر بإخلاء منازلهم لصالح جمعية استيطانية.

القضية  

وكانت المحكمة المركزية في القدس قضت في وقت سابق من العام الحالي، بإخلاء أربعة منازل يسكنها فلسطينيون يقولون إن لديهم عقود إيجار معطاة من السلطات الأردنية التي كانت تدير القدس الشرقية بين عامي 1948 و1967، تثبت ملكيتهم للعقارات في الحي.

ونشرت وزارة الخارجية الأردنية وثائق تخص 28 عائلة في الحي الذي كان يخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية، قبل أن تسيطر عليها إسرائيل عام 1967 وتضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، لدعم موقف الفلسطينيين في القضية.

ويطالب مستوطنون يهود بملكية منازل في الشيخ جراح، بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرّت في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل.

وتصدر المحاكم أحكاماً تدعم هذه المطالب، بينما لا يطبق الأمر ذاته على أملاك وبيوت كان يسكنها فلسطينيون وانتقل إليها يهود بعد مغادرة الفلسطينيين.

الاستيطان

وتسعى الجمعيات اليهودية المطالبة بالأملاك حالياً إلى إخلاء منازل 58 فلسطينياً آخرين، وفقاً لمنظمة "السلام الآن".

ويقول الفلسطينيون إن خطر الإخلاء يهدد بشكل عام نحو 500 شخص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعيش في القدس الشرقية أكثر من 200 ألف مستوطن بين 300 ألف فلسطيني. ويعد الاستيطان غير قانوني بموجب القانون الدولي.

وتعقد في المحكمة الإسرائيلية العليا، الخميس، جلسة استماع لبتّ مصير العائلات الأربع.

وطلبت المحكمة العليا، الأحد، من طرفي النزاع التوصل إلى تسوية بينهما والرد عليها، الخميس، وذلك بعد طلب استئناف قدمته عائلات فلسطينية.

وبحسب محامي العائلات سامي أرشيد، فإن جمعية "نحالات شمعون" الاستيطانية اقترحت على العائلات الاعتراف بملكيتها (الجمعية الاستيطانية) للمنازل".

مقابل ذلك، تقوم الجمعية بشكل مؤقت "بتسجيل كل منزل من المنازل المهددة بالإخلاء باسم أحد ساكنيها الفلسطينيين كمستأجر محمي على أن تعود المنازل إليها (الجمعية الاستيطانية) بعد وفاته"، لكن العائلات ترفض هذا المقترح.

رفض فلسطيني

وقالت الفلسطينية منى الكرد بعد الإفراج، الأربعاء، عن شقيقها الذي اعتقل في مواجهات، "يريد المستوطنون أن نعترف بملكيتهم للمنازل وهذا مستحيل". وتضيف، "هم لا يمتلكون أي أوراق تثبت ملكيتهم... نرفض ذلك رفضاً تاماً".

أما الناشط في جمعية "نحلات شمعون" الاستيطانية، يوناتان يوسف، فقال، إن كل يهودي يملك أرضاً سيتصرف بها كما يريد إذا كان قرار المحكمة لصالحه. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، "رفض الفلسطينيون أي حل وسط، وهذه مشكلتهم".

وتجمّع أهالي الحي وعشرات النشطاء مساء الأربعاء على مائدة إفطار اليوم الـ23 من رمضان، ونصبت طاولة بطول نحو 15 متراً في الشارع وسط الحي، الذي تفوح منه رائحة المياه العادمة التي تستخدمها الشرطة كواحدة من أساليب قمع المحتجين إذ ترشها لتفريقهم.

وقالت المعالجة الفيزيائية أفنان (28 سنة)، التي كانت عادت للتو من وظيفتها في مدينة رعنانا في وسط إسرائيل عبر مشوار طويل توقفت خلاله في تل أبيب لتستقل حافلة نحو القدس، "كان من المهم أن أصل وأقف إلى جانب أهالي الشيخ جراح". وأضافت، "لا أشعر أنني أفعل الكثير، هو فقط تضامن معنوي لنقول لهم لدينا الوجع ذاته ونحن معكم إلى النهاية".

وشاركت أفنان عقب الإفطار النشطاء بتوضيب الأغراض وتفكيك الطاولات البلاستيكية والكراسي وتنظيف المكان استعداداً لبدء الاحتجاج.

دعوة أوروبية

وحثت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، الخميس، إسرائيل على تعليق قرارها بالمضي قدماً في بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية.

وقالت الدول الأوروبية في بيان مشترك "نحث حكومة إسرائيل على العدول عن قرارها بالمضي قدماً في بناء 540 وحدة استيطانية في (هار حوما إي) في الضفة الغربية المحتلة ووقف سياسة التوسع الاستيطاني في أنحاء الأراضي الفلسطينية".

وأضاف البيان "إذا تم تنفيذ ذلك القرار ببناء مستوطنات في هار حوما، بين القدس الشرقية وبيت لحم، فسيتسبب ذلك في إلحاق مزيد من الضرر بفرص قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار بوجود القدس عاصمة لكل من الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية".

اشتباكات بعد الإفطار

ووصلت قوات الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود إلى الحي مباشرةً بعد انتهاء الإفطار.

وتتواصل الاحتجاجات في الحي منذ أكثر من 10 أيام بعد ساعات الإفطار، إذ يتجمع الأهالي والنشطاء وسط الحي ويرددون الأغاني والهتافات الوطنية ويرقصون الدبكة الفلسطينية الشعبية.

ومساء الأربعاء، بدا الحي الذي سطعت منه الإضاءة القوية فضاءً واسعاً للموسيقى التي بثها المحتجون عبر مكبرات للصوت كبيرة، ورد عليهم المستوطنون الذين سبق أن استحصلوا على عقار في المنطقة، بإطلاق الأغاني العبرية.

وبين وقت وآخر، كانت الشرطة تتدخل محاولةً تفريق الفلسطينيين، ومستخدمةً المياه العادمة وقوات الخيالة وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

المزيد من الشرق الأوسط