Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فحوص ثلاثية الأبعاد للقلب تسرع علاج المرضى في بريطانيا

يعتقد المدير الطبي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا أن التقنية الجديدة ستنقذ "آلاف الأرواح"

مسعفان يخلعان معدات الوقاية الشخصية بعد الاستجابة لبلاغ خاطئ عن إصابة أحد المرضى بنوبة قلبية في بورتسموث (غيتي)

تعكف "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس" NHS) في بريطانيا على طرح تقنية جديدة في مؤسساتها من شأنها أن "تحسن سريعاً" معدل التشخيص بأمراض القلب التاجية التي تتهدد أرواح المرضى، مقلصةً فترة الانتظار قبل تلقي العلاج نحو خمس مرات مقارنةً بالفحوص المعمول بها راهناً.

يتوقع أن يستفيد عشرات الآلاف من الأشخاص سنوياً من التقنية الجديدة، التي في مقدورها أن تحول الأشعة المقطعية العادية CT إلى صورة ثلاثية الأبعاد 3D image، ما يسمح للأطباء بتشخيص المرضى في غضون 20 دقيقة فقط، وفق هيئة "الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا" (أن أتش أس إنجلترا) NHS England.

قبل الآن، كان على المرضى الخضوع لتصوير للأوعية الدمويةangiograms  في المستشفى عبر عملية تتطلب إدخال قسطرة طويلة مرنة عبر مجرى الدم، وتستغرق وقتاً طويلاً.

أما وقد توفرت تقنية المسح الضوئي "هارت فلو 3 دي" HeartFlow 3D  (تدفق القلب 3 دي) الجديدة، كما سميت، والتي اعتمدت للمرة الأولى في أبريل (نيسان) ويقدر أنها تخفض حجم تكلفة الفحوص نحو 391 جنيهاً إسترلينياً لكل مريض، فمن المتوقع الآن معاينة المرضى وتشخيصهم وعلاجهم بمعدل خمس مرات أسرع، مقارنة بغيرها من فحوص.

نحو مئة ألف شخص يستوفون شروط استخدام هذه التكنولوجيا التي يمكن أن تنقذ أرواح مرضى القلب على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ما يجعل مستوى الاستفادة منها في بريطانيا، وفق "أن أتش أس إنجلترا"، أعلى منه مقارنة بأي مكان آخر في أوروبا، أو الولايات المتحدة، أو اليابان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في تطور متصل، رحبت "مؤسسة القلب البريطانية" British Heart Foundation بهذا التقدم التكنولوجي باعتباره "يكتسي أهمية بالغة" في ضوء التعطيل الذي يشوب تقديم خدمات الرعاية الصحية المعتادة لمرضى القلب والدورة الدموية خلال جائحة "كوفيد- 19".

تحدث في هذا الشأن الدكتور ديريك كونولي، استشاري في أمراض القلب التداخلية في مستشفيات "ساندويل آند ويست برمنغهام أن أتش أس ترست" Sandwell and West Birmingham Hospitals NHS Trust التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية، فقال إن التقنية الجديدة سبق أن تركت "أثراً مفيداً في مستشفياتنا، عبر الارتقاء بتشخيص وعلاج السبب الرئيس للوفاة" (أمراض القلب).

بعد الحصول على تشخيص للداء، تتراوح العلاجات بين الجراحة أو الأدوية، وتركيب دعامةstent  للقلب. ويعطى المرضى الذين يعانون حالات أقل خطورة نصائح حول اتباع أسلوب حياة صحي، أو تناول أدوية لخفض نسبة الكوليسترول في الدم.

وقال الدكتور كونولي، إنه "من بين كل خمسة مرضى خضعوا لتصوير القلب المقطعي المحوسب وتحليل تدفق القلب، يعود أربعة مرضى إلى منازلهم مع علمهم أنهم لا يحتاجون إلى إجراء طبي آخر. سيتناول نصف هؤلاء المرضى أقراصاً لخفض الكوليسترول لأنهم في مرحلة مبكرة من المرض، في حين أن النصف الآخر يتمتع بشرايين تاجية طبيعية".

في الواقع، تعتبر تلك التقنية جزءاً من "الخطة الطويلة الأجل في هيئة أن أتش أس"NHS Long Term Plan  التي تهدف إلى خفض عدد النوبات القلبية والسكتات الدماغية بمقدار 150 ألف حالة.

وقال ستيفن بويس، المدير الطبي لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" إنه "عبر التحسين السريع لمعدل تشخيص مرضى القلب وعلاجهم، سننقذ آلاف الأرواح، ونؤكد أنه علاوة على تنفيذ برنامج التطعيم (ضد كوفيد- 19) الأكثر نجاحاً في تاريخ الخدمة الصحية، أن "أن أتش أس" قادرة على تقديم الخدمات الروتينية على نحو أسرع مما كانت عليه قبل جائحة" كورونا".

بدوره، قال مات ويتي، مدير قسم "الابتكار وعلوم الحياة" في "أن أتش أس إنجلترا"، إن تقنية "هارت فلو" الثلاثية الأبعاد حققت "نجاحاً هائلاً" في التجارب السريرية، وستساعد الآن "عشرات الآلاف من الأشخاص سنوياً في الحصول على تشخيص سريع وعلاج، وتنقذ الأرواح في نهاية المطاف".

إذ رحب بالاستفادة الواسعة من التقنية، قال البروفيسور نيليش ساماني، المدير الطبي في "مؤسسة القلب البريطانية"، قال إنها "ستعود بالنفع على المرضى وعلى "أن أتش أس" عبر الحيلولة دون حالات دخول لا داع لها إلى المستشفى لتصوير للأوعية الدموية، وتوفير المعلومات بسرعة تتيح للمرضى الحصول على أفضل طريقة لعلاج حالتهم".

وخلص البروفيسور ساماني إلى أن التقنية تشكل خطوة بالغة الأهمية في وقت نواجه فيه تحديات كثيرة فرضها "كوفيد- 19" في ما يتصل بتقديم الرعاية المعتادة لمرضى يكابدون أمراضاً في القلب والدورة الدموية".

(أسهمت برس أسوسييشن في إعداد التقرير)

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة