اختتمت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الأربعاء، الخامس من مايو (أيار)، أول اجتماع حضوري لها منذ عامين باتهام الصين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وقمع قادة الحراك الديمقراطي في هونغ كونغ، كما عبرت عن قلقها من العداء الروسي لأوكرانيا.
ودعا وزراء خارجية بريطانيا المستضيفة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، إيران إلى الإفراج عن مزدوجي الجنسية المحتجزين "تعسفياً"، وهددوا المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار منذ انقلاب الأول من فبراير (شباط) بعقوبات جديدة.
جاء كل ذلك في بيان ختامي تناول أبرز القضايا الجيوسياسية العالمية، بما في ذلك التغير المناخي والتعافي على إثر الجائحة.
في المقابل، دانت الصين "بحزم" بيان وزراء خارجية دول مجموعة السبع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، للصحافيين، إن "وزراء مجموعة السبع وجهوا اتهامات لا أساس لها ضد الصين وتدخلوا بشكل صارخ في شؤونها الداخلية".
قيود صارمة
والتزم وزراء "السبع" الذين اجتمعوا في وسط لندن في ظل قيود صارمة للوقاية من فيروس كورونا، بتقديم الدعم المالي لبرنامج "كوفاكس" لتشارك اللقاحات، لكن لم يصدر إعلان فوري عن تمويلات جديدة لتحسين فرص الحصول على اللقاحات على الرغم من الدعوات المتكررة الموجهة إلى مجموعة السبع لبذل المزيد في مساعدة البلدان الفقيرة.
وهذا الاجتماع تمهيد للقاء زعماء مجموعة السبع في كورنوال جنوب غربي إنجلترا الشهر المقبل، والذي سيكون أول نشاط دولي للرئيس الأميركي جو بايدن.
العمل معاً
وقال البيان الختامي الذي تجاوز نصه 12 ألف كلمة، "ندرك أننا نجتمع في سياق استثنائي ومتغير بسرعة" وأضاف، "نلتزم بالعمل معاً ومع الدول الشريكة وداخل النظام المتعدد الأطراف لتشكيل مستقبل أقل تلوثاً وأكثر حرية وعدلاً وأماناً للكوكب"، وتابع، "نحن عازمون على مواصلة العمل معاً على قضايا ونتائج ملموسة وفي شراكة مع العديدين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووجه وزراء خارجية دول مجموعة السبع أشد انتقاداتهم إلى الصين الصاعدة، وحثوا العملاق الآسيوي على الإيفاء بالتزاماته بموجب القانون الدولي والوطني، وأعربوا عن "القلق البالغ" حيال الانتهاكات في حق أقلية الـ"إيغور" المسلمة في إقليم شينجيانغ، وحثوا على وقف استهداف حقوق المتظاهرين في هونغ كونغ، لكنهم أبقوا الباب مفتوحاً أمام التعاون مستقبلاً مع بكين، وأضافوا، "نبحث عن فرص للعمل مع الصين لتعزيز السلام والأمن والازدهار الإقليمي والعالمي".
موقف مشترك
وشدد وزراء خارجية مجموعة السبع على الحاجة إلى موقف مشترك لمواجهة التهديدات العالمية، على النقيض من النزعة الأحادية المتزايدة في السنوات الأخيرة والانسحاب من المؤسسات العالمية، بخاصة خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
كما انتقدوا روسيا لما وصفوه بأنه "سلوك غير مسؤول ومزعزع للاستقرار" من خلال حشد قوات على الحدود الأوكرانية و"النشاط الإلكتروني الخبيث" والمعلومات المضللة والنشاط الاستخباري الضار، وقالوا "سنواصل تعزيز قدراتنا الجماعية وقدرات شركائنا للتصدي وردع السلوك الروسي الذي يهدد النظام الدولي القائم على القواعد".
وكانت دول مجموعة السبع فرضت عقوبات على الجنرالات العسكريين الذين أطاحوا بالزعيمة المدنية المنتخبة ديمقراطياً في ميانمار، لكنهم لوحوا باستعدادهم "اتخاذ المزيد من الخطوات إذا لم يغير الجيش مساره".
وحث نشطاء مجموعة السبع على تكثيف الجهود لمعالجة التفاوتات الصارخة في مكافحة جائحة فيروس كورونا، مع تكثيف الدول الغربية حملات التطعيم واستئناف النشاط الاقتصادي.
تعزيز الأمن الصحي
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق غوردون براون أن هناك حاجة إلى بذل المزيد وحث مجموعة السبع على توفير الجزء الأكبر من 60 مليار دولار التي قال إنها مطلوبة على مدى العامين المقبلين لتطعيم العالم بأسره ومساعدته على التعافي الاقتصادي، وأقرت مجموعة السبع في بيانها بالحاجة إلى "انتعاش شامل ومستدام" وأعربت عن دعمها لكل الآليات الموجودة لإتاحة اللقاح، بما في ذلك من خلال "كوفاكس".
وكانت المجموعة قد وعدت بتوفير أكثر من 10,7 مليار دولار لتحقيق ذلك، لكن لم يتم الإعلان عن تمويلات إضافية، واكتفوا بتشجيع "جميع الشركاء على زيادة دعمهم كخطوة حاسمة تالية في السيطرة على الوباء وتعزيز الأمن الصحي".