Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عدد المستشارين الإعلاميين للبغدادي يفوق مستشاري أي ممثل هوليوودي!

إلى ماذا رمى البغدادي في الشريط التسجيلي؟

البغدادي في لقطة من شريطه الدعائي الأخير (أ.ف.ب)

قد يبدو فيديو البغدادي للوهلة الأولى أنّه تسجيل فيديو منزليّ مُرتجل فحسب، ولكنّ أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم شديد الحرص على صورته.

فالمقطع المصوّر الذي بُثّ يوم الاثنين وظهر فيه أبو بكر البغدادي وهو يتحدّث بشكلٍ عادي أمام القادة المؤتمرين بأمرته، هو الثاني من نوعه له منذ أصبح زعيم "داعش". وشأن شريط الفيديو السابق، يبدو أن كلّ جزء من الفيديو معدّ بشكلٍ دقيق وبعناية فائقة.

"جاء التسجيل الجديد أقصر مدة ممّا كنّا نتوقّع، ولكن، لا شك في أنّهم أمضوا وقتاً طويلاً يُفكّرون في كلّ تفصيل من تفاصيل تلك الغرفة، وفي موقع كلّ شخص من الأشخاص في تلك الغرفة، وحرصوا على إعداد كلّ شيء على نحوٍ يُكمّل النّص الرئيس في الفيديو"، يقول تشارلي وينتر، أحد كبار الباحثين في "المركز الدّولي لدراسات التطرّف والعنف السّياسي".

إذن، ما الذي كان يُحاول البغدادي قوله؟ للإجابة عن هذا السّؤال، من الضّروري إلقاء نظرة أعمق على حال "داعش" اليوم. ففي الشهر الماضي، تمكّنت "قوّات سوريا الديمقراطية"، وهي ميليشيا عربيّة-كرديّة مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، من بسط سيطرتها على آخر منطقة كان التنظيم يحكم قبضته عليها.

وكانت الأشهر الأخيرة من تلك المعركة حرب استنزافٍ مضنية. ومع تقلص رقعة خلافة "داعش" التي كانت ذات يوم قوية، مرّت على مناصري التنظيم المستميتين في الدفاع عنها أياماً عديدة لم يتذوّقوا فيها الطعام. ولمّا خرجوا من بلدة الباغوز الصغيرة، وهي قرية سورية عادية على الضفاف الشرقية للفرات، معقل "داعش" الأخير، تساءل العديد منهم: أين هو البغدادي؟

يرمي شريط الفيديو هذا، إلى حد ما، إلى الجواب عن هذا السؤال. فهو دليل على بقاء البغدادي على قيد الحياة ومواصلة مشروعه. وفيه، يظهر زعيم "داعش" وهو يطلع على خطط حربيّة مختلفة ومستندات إستراتيجية قدمها إليه مستشاروه.

وأبلغ وينتر صحيفة "الاندبندنت" بأن "الرّسالة الرئيسة في الفيديو، إظهار أنه لا يزال يُمسك بمقاليد التنظيم، ومكانته الوازنة، وأنّه شخص وثيق الصلة بالتنظيم ومطّلع على قضاياه اليومية، وليس بعيداً منه ويعيش في كهفٍ مُختبئاً من الأعداء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان مضمون خطاب البغدادي مهمّاً أيضاً. فالهزيمة المادية التي مُنيَ بها جيش الخلافة كانت متوقّعة منذ سنوات. وعلى امتداد تلك المدة، عمد التنظيم إلى تغيير تعريف نفسه أكثر من مرّة.

وعندما كانت سيطرة التّنظيم على الأرض في ذروتها، ركّزت أنشطته الإعلامية الماكرة على إظهار الخلافة على أنّها جنّة مخصّصة للمسلمين الساخطين أو المحبطين في أصقاع العالم. لكن أخيراً صار داعش يخرج صورته على أنها تنظيم عالمي- أخوية عابرة للحدود.

وفي مقطع الفيديو، أشاد البغدادي بـ"الإخوة" في ليبيا وبوركينا فاسو ومالي، وتبنى شن "92 عملية في ثمانية دول" انتقاماً لسقوط الباغوز. كما وجّه رسائل أقلّ بروزاً كانت في مثابة تحية إلى التقليد الجهادي.

ولاحظ محللون أن ثمة أوجه شبه كبيرة بين اللباس العسكري للبغدادي وموقع البندقية إلى جانبه وبين مظهر أبي مصعب الزرقاوي، مؤسس التنظيم الذي صار يُعرف بـ"الدولة الإسلامية".

كلّ هذه التفاصيل قد يُغفلها الأشخاص العاديون، ولكنّها مهمة جداً في أوساط من تُوجه إليه. الردود الأولية على شريط الفيديو تشير إلى أنها خلفت التأثير المنشود.

"خلال السنوات التي كنتُ أرصد فيها مناصري "داعش" وتحرّكاتهم عن كثب، لم أرَهم على هذا القدر من الحماسة منذ زمنٍ طويل. مشاهدة خليفتهم كانت لحظة مثيرة جداً بالنسبة إليهم"، قال وينتر. ويرجّح أن يكون تعزيز معنويات جيش من مؤيدي داعش المنتشرين عبر الحدود مصدرَ قلقٍ لوكالات مكافحة الإرهاب حول العالم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط