Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صاحبة موقع إعلامي روسي تحذر من بناء السلطة "جدار برلين" حول الحقيقة

غالينا تيمشنكو من "ميدوزا" ترى أن روسيا انزلقت إلى "ديكتاتورية عسكرية شريرة" بعد أيام من وصف الكرملين وسيلتها الرائدة في السوق بأنها "عميلة أجنبية"

غالينا تيمشنكو (إلى اليسار) ترتاح على أرضية مكتب "ميدوزا" مع زملائها (أوليفر كارول)

ليست غالينا تيمشنكو، مؤسسة أكثر موارد الأخبار المستقلة شعبية في روسيا، غريبة عن النزاع المباشر مع الكرملين. فقد كانت إقالتها من وسيلتها الإعلامية السابقة "لنتا" – بأوامر من الإدارة الرئاسية كما يبدو – حافزاً لها لتأسيس وسيلتها الإعلامية الواثقة بنفسها التي انتهى بها المطاف كذلك [مثل تيمشنكو] شوكة في خاصرة أسياد روسيا.

لكن الآن، وفي أعقاب الوصف المثير للجدال لـ"ميدوزا" بأنها "عميلة أجنبية"، الذي صدر الجمعة، يبدو أن تيمشنكو تسلم بالهزيمة.

تقول: "أعتقد أن اللعبة انتهت بالنسبة إلى وسائل الإعلام المستقلة في روسيا. للمرة الأولى نرى رؤساء تحرير يعتقلون. لم يحدث ذلك من قبل. إنها بداية حظر كامل على المهنة".

فالتحرك لإدراج "ميدوزا" في القائمة، التي لم تتضمن في السابق إلا وسائل إعلام تمولها حكومات أجنبية، فسر على نطاق واسع باعتباره بداية هجوم نهائي وحاسم من قبل الكرملين على أصوات داخلية ناقدة.

ومع جمهور شهري بلغ في المتوسط أكثر من 10 ملايين زائر فريد، وقفت "ميدوزا" في مقدمة جبهة الدفاع الأخيرة في وجه الشمولية.

وهذا – فضلاً عن استقرار الوسيلة الإعلامية المتعمد خارج روسيا – جعل منها لقمة سائغة [في متناول] أمام القيادة الروسية الأكثر حزماً وعدائية.

وتروي  تيمشنكو: "كنا أول من غير المشهد [احتلال الصدارة]، لذلك من غير المستغرب أن نكون أيضاً أول المستهدفين".

وما يعنيه التصنيف الجديد من الناحية الفعلية هو أن "ميدوزا" أصبحت الآن ملزمة بتقديم تحذير طويل وعريض ومكتوب بأحرف كبيرة يتألف من 24 كلمة في مقدمة منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي والمقالات كلها. ويعرض عدم القيام بذلك الوسيلة الإعلامية إلى غرامات خانقة.

ويبدو أن هذا الإجراء مصمم لفصل الوسيلة الإعلامية عن جماهير جديدة محتملة، فضلاً عن استنفاد جمهورها الحالي. ويعرض صحافيي "ميدوزا" ومصادرها المحتملة إلى خطر تصنيفهم جواسيس. وتصنيف "العميلة الأجنبية" مصمم أيضاً لضرب "ميدوزا" في أكبر مكامن ضعفها: التدفقات المالية.

فالعام الماضي، اعتمدت الوسيلة الإعلامية البالغة من العمر ست سنوات على عوائد الإعلانات بنسبة 80 في المئة. ويتطلب القانون الجديد الصادر عن الكرملين تقديم المحتوى الإعلاني نفسه بالتحذيرات العريضة نفسها. وسيشعر معظم الشركاء المؤسسيين بالقلق.

تقول تيمشنكو: "هذه الكلمات الـ24 توازي النجمة الصفراء النازية".

وتضيف المحررة والإدارية الإعلامية المخضرمة، أن فريق "ميدوزا" لم يتلقَ تحذيراً في شأن التصنيف الجديد، لكن التصنيف لم يكن تطوراً غير متوقع على الإطلاق نظراً إلى الضوابط المفروضة في أماكن أخرى من البلاد.

وتقول تيمشنكو، إن الكرملين تبنى فكرة "العزلة الذاتية" في شكل كامل، وهو يبني ببطء "جداراً" [ستاراً] حول الحقيقة.

وتضيف: "لا أزال أتخيل برلين في الستينيات من القرن العشرين. كيف سار الناس ذات يوم إلى العمل عبر المعبر الحدودي نفسه. كيف لاحظ البعض الرجال الذين وضعوا الطوب. وكيف لم يلاحظهم بعض آخر. ثم استيقظ الجميع ذات يوم مع إدراك حياة أخرى وأن أحبابهم أصبحوا الآن على الجانب الآخر من الجدار".

وتصف القوانين الجديدة الصادرة عن الكرملين بـ"طوب" في "جدار برلين" جديد داخل روسيا.

ويبدو أن حملة الكرملين الجديدة على الوسائل الإعلامية تمثل تحولاً أكثر جوهرية في النظام في عام تصدى فيه لانتفاضة في بيلاروس المجاورة وتداعيات تصرفاته مع أليكسي نافالني.

وفي نظر تيمشنكو، فإن أفضل وصف للنظام السياسي في البلاد الآن هو أنه "ديمقراطية عسكرية شريرة"، وأن حكامه "عصابة من الرجال المسنين".

وقالت: "ولدت الزعامة في الاتحاد السوفياتي وتسعينيات القرن العشرين [التي هيمن عليها رجال العصابات]. فالجميع حظوا بتعليم رديء، وكانوا قليلي الاطلاع، ويحولون دون سماع الآراء الأكثر عقلانية في الكرملين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن من المؤسف بالنسبة إلى تيمشنكو أن هذه المجموعة من الرجال المسنين تقاتل الآن على نحو غير متكافئ "ميدوزا". ومن غير المرجح أن يتوقفوا عند هذا الحد، إذ أصبحت شركات وسائل التواصل الاجتماعي الأميركية العملاقة و"يوتيوب" الآن في مرماهم.

وذهبت الإعلامية المخضرمة إلى أن الأمور التي تدعو إلى التفاؤل ليست كثيرة. ومن بين سيناريوهات البقاء السبعة المحتملة التي رسمها فريقها، استبعد أربعة بالفعل. ولم يكن من الواضح ما إذا كان أي من الثلاثة المتبقية قد ينجح.

وأضافت: "الأمور على وشك أن تصبح مظلمة للغاية وبالغة الصعوبة، لكن كما قال الأستاذ دمبلدور ذات يوم لهاري بوتر، تجعلكم الحياة في بعض الأحيان تختارون بين ما هو سهل وما هو صحيح. لم نصبح صحافيين في روسيا بسلوك الطريق السهل".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات