Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يضرب عددا من المقربين لعبدالله صالح في صنعاء

طال الفيروس شيوخا قبليين وبرلمانيين وعسكريين ورجال إعلام

وزير الدفاع اليمني الأسبق عبد الملك السياني آخر من أعلن وفاته بكورونا من رجال صالح (مواقع التواصل الاجتماعي)

بين حين وآخر تأتي الأنباء من صنعاء الواقعة تحت قبضة الميليشيات الحوثية، تخبر عن تزايد ملحوظ لحالات الوفاة في صفوف قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي أسسه الرئيس اليمني الراحل علي صالح، جراء مضاعفات إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، تواترت أنباء التعازي في وفاة قيادات مؤتمرية من الصفين الأول والثاني بالوباء المستجد في ظروف مفاجئة، عدها البعض طبيعية جراء انفجار الوباء في مناطق سيطرة الجماعة التي تناقض بأرقامها المعلنة حجم التفشي الواضح، فيما ذهب آخرون للخوض في نظرية المؤامرة بتعرض قيادات المؤتمر لتصفية مع تصاعد الخلافات بين طرفي الانقلاب، أخيراً.

ومنذ ظهور الوباء قضى العديد من قيادات الحزب الذي تأسس في عام 1982 على يد الرئيس الراحل صالح، ورفيق دربه الزعيم القبلي، عبد الله بن حسين الأحمر، لعل أولهم الصحافي أحمد محمد الحبيشي، وآخرهم وزير الدفاع الأسبق عبد الملك السياني الذي قضى قبيل يومين.

وزير الدفاع يسقط أمام كوفيد

ويعد السياني أحد أبرز القيادات العسكرية الموالية للحوثيين، وتولى عدة مناصب خلال أكثر من ثلاثة عقود مضت في مؤسسة الجيش اليمني إبان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أبرزها وزير الدفاع.

ويتهم بأنه أحد أبرز القيادات العسكرية الموالية والمتعاونة مع الحوثي، إلا أن المؤسسة العسكرية التي نعت وفاته قالت إنه توفي "بمرض عضال" لم تسمه.

رجال الإعلام

وعُرف عن الصحافي أحمد الحبيشي بعلاقته الوثيقة بالرئيس الراحل وأحد أكثر الإعلاميين التصاقاً وإخلاصاً له، كما عرف بتصريحاته المثيرة للجدل التي تمجد "الزعيم" السابق، خصوصاً بعد توليه مناصب عليا في إدارة عدد من المؤسسات الصحفية، كان آخرها رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة "14 أكتوبر" ورئيساً لتحريرها، وبقاءه في صنعاء ونشره بين الحين والآخر بعض التغريدات التي كان آخرها طلبه النجدة من طبيبه الخاص وإنقاذه من أعراض حمى وآلام شديدة في صدره، ليأتي خبر وفاته بعدها بساعات جراء إصابته بـكوفيد-19.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأخيراً، خطفت مخالب الوباء نائب رئيس قطاع التلفزيون القناة الأولى، عبد الله الحرازي المعروف بعلاقته الوثيقة بمكتب الرئيس الراحل، ومرافقته له وإشرافه على جل المواد والتقارير التلفزيونية والإخبارية التي لعبت دوراً ترويجياً للرئيس السابق ومنجزاته، وخصوصاً في أشهر الانتخابات.

وعُد الحرازي رجل صالح الوفي في قطاع التلفزيون اليمني طوال المرحلة السابقة، وهو ما جعله يحتفظ بمنصبه لنحو 3 عقود، على حد وصف عاملين في التلفزيون اليمني.

ابن حبتور والغولي

من بين الضحايا أيضاً، الشيخ ورجل الأعمال عمر ناصر ذياب بن حبتور، القيادي المؤتمري وقريب رئيس الوزراء في حكومة الحوثيين، عبد العزيز بن حبتور، وهو الرجل الذي ظل على صلة وثيقة بقيادة الحزب منذ عقود.

إضافة إلى أحمد علي الغولي، شيخ قبلي آخر، عرف بعلاقته الوطيدة بـ"عفاش" بصفته شيخ موالٍ من محافظة عمران، استمر في تأييده خصوصاً أثناء احتجاجات عام 2011، عندما ظل يحشد عناصر مسلحة من قبيلته لمساندة صالح حينها.

كما عرف بمواقفه المعارضة للرئيس هادي، إضافة لمعارضته ميليشيات الحوثي قبيل اجتياحها صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014.

عضو برلماني ضحية أخرى

ومن بين ضحايا الوباء المستجد، عضو مجلس النواب في الحزب، محمد هاشم طاهر البطاح الأهدل، عن محافظة إب (وسط اليمن).

ووصف مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي (أعلى هيئة سياسية حوثية) وفاة رفيقه "إثر مرض عضال"، بـ"الخسارة على مجلس النواب خاصة والوطن بشكل عام".

الحوثي يعزي في وفاة والد أركان هادي

ومن الشخصيات القبلية الرفيعة التي قتلها الفيروس، الشيخ القبلي البارز حمود أحمد عزيز، والد رئيس هيئة أركان القوات الحكومية الشرعية، اللواء صغير بن عزيز، عن عمر ناهز 120 عاماً.

ومن المفارقات العجيبة في مشهد الأحداث اليمني، أن رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين، بصنعاء عزّى في وفاة والد رئيس أركان الجيش الحكومي الذي يقاتله، وقال إن له "دوراً واضحاً في مناهضة العدوان الغاشم على الوطن".

الخروج من الوضع الخطر

وامتداداً للإصابات التي تعصف برجال صالح، يقيم منذ أسابيع، رئيس حكومة الإنقاذ التابعة لميليشيات الحوثي، عبدالعزيز بن حبتور، في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء لتلقي الرعاية الطبية اللازمة بعد أن أظهرت التحاليل إيجابية حالته، وهو في وضع صحي حرج.

وفي ظرف مماثل، غادر وزير التعليم العالي في حكومة الانقلاب الحوثية، حسين حازب، المستشفى السعودي الألماني بالعاصمة صنعاء عقب شهر ونصف الشهر من تلقيه الرعاية الطبية اللازمة بداخله جراء إصابته بكورونا وتخطيه مرحلة الخطر كما نشر على صفحته بموقع "فيسبوك".

ويعد حازب من أكثر مشايخ محافظة مأرب قرباً من الراحل، قبل أن يعلن فجأة ولاءه للميليشيات وزعيمها عبد الملك الحوثي بعيد مقتل صالح، ويذكر ذلك بين حين وآخر في أحاديثه.

الأحول في الأردن

وفي الآونة الأخيرة، أثار القيادي المؤتمري البارز ووزير التعليم الفني في حكومة الحوثيين، غازي الأحول، جدلاً واسعاً بعيد وصوله العاصمة الأردنية عمان لتلقي العلاج، بعد أن ساءت حالته الصحية.

وارتبط الأحول ووالده محافظ المحويت، أحمد علي محسن، بعلاقات تاريخية بصالح كان أبرزها إسهامهم في تسهيل دخول قواته إلى محافظة شبوة التي ينتسبون لها خلال حرب صيف 1994، وسعيهم لحشد القبائل لدعم صالح في شتى المراحل مقابل توليهم مناصب عليا في الدولة. 

كما اتهم غازي بالمشاركة في قتل شباب الساحات فيما عرف بـ"مجزرة جمعة الكرامة" خلال الاحتجاجات الشعبية ضد نظام صالح عام 2011، باستخدام منزله من قبل القناصة، وفقاً للرواية التي يرددها المحامون عن الضحايا.

كورونا يصطاد الرجل الثاني للتحالف

والأحد، توفي القائد العسكري المؤتمري السابق، اللواء يحيى الشامي المطلوب الثاني في قائمة التحالف العربي جراء إصابته بفيروس كورونا بعد يومين من تشييع نجله زكريا ثم زوجته للسبب ذاته، كما تقول الرواية الحوثية.

وظل الشامي على رأس قائمة المطلوبين من التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية، الذي رصد 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات عنه.

تبع ذلك أخبار متطابقة تفيد باغتيال قياديين من آل الشامي، أحدهم قُتل في كمين مسلح بجوار مطار صنعاء ونجاة آخر بعد أيام من تعيينه، في منصب نائب مدير الأمن والمخابرات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات. 

"الموت مثل البعير"

وبعد أسابيع من ظهوره المثير للجدل في برنامج تلفزيوني بإحدى القنوات في صنعاء متحدثاً عن الوباء، توفي مستشار وزارة الخارجية التابعة للحوثيين والناشط المؤتمري، شفيع ناشر العبسي، بالفيروس الذي قال خلال تصريحه الشهير إنه "من الأفضل أن يموت اليمني وهو يقاتل في الجبهة في صفوف القوى الوطنية بدلاً من أن يموت مثل البعير" من فيروس كورونا.

الأمر الذي دفع ناشطين لتداول المقطع المصور الذي ظهر به قبل نحو شهرين، وهو يدعو اليمنيين إلى الموت في جبهات الحوثي بدلاً من الموت في منازلهم بوباء كورونا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير