Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتقال المئات في احتفالات يوم العمال في أنحاء العالم

أوقف عدد من المتظاهرين في فرنسا وروسيا وتركيا خلال تظاهرات مطلبية

شرطة مكافحة الشغب الروسية تحاول اعتقال متظاهرين ضدّ الرئيس فلاديمير بوتين في بطرسبرغ (أ.ب)

لمناسبة يوم العمال في الأوّل من مايو (أيار)، شهدت دول عدة حول العالم الأربعاء مسيرات مطلبية تقليدية، غير أنها تحوّلت إلى اشتباكات وحملات اعتقال في كلّ من فرنسا وروسيا وتركيا.

"السترات الصفر" يثيرون الشغب

في فرنسا، استغلّت حركة "السترات الصفر" مسيرة العمال السنوية للاحتجاج على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون. وشهدت العاصمة أعمال شغب دفعت الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لدفع محتجين ملثمين تقدّموا المسيرة إلى التراجع.

وأفادت وكالة "رويترز" بأنّ عدداً من المحتجّين، ممّن غطّوا وجوههم أو ارتدوا السترات الصفر، بادلوا الشرطة بمقذوفات متنوعة، فيما أظهرت لقطات تلفزيونية شاحنةً تهشّمت نوافذها.

 

ولم تتمكّن المسيرة الرئيسة للعمّال، في جنوب باريس، من استعادة التحرّك بهدوء نسبي، إلّا مع اقتراب ساعات العصر. وأعلنت الشرطة، التي بلغ عدد أفرادها في باريس حوالى 7400 عنصر، القبض على 200 شخص.

وعقب الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، ندّد الاتحاد العام للعمال في فرنسا (سي جي تي) بعنف الشرطة، وقال في بيان: "على الرغم من أنّ مسيرة النقابات كان محدّداً أن تبدأ الساعة 14:30 (12:30 بتوقيت غرينتش) فإنّ قمعاً لم يسبق له مثيل وعشوائياً وقع بعد أحداث عنف من بعض الأطراف".

وجاء في بيان الاتحاد اليساري أنّ أعضاءً فيه، ومنهم أمينه العام، تعرّضوا لإطلاق الغاز المسيل للدموع، وأنّ "هذا السيناريو الحالي، الذي يمثل فضيحة ولم يسبق له مثيل، غير مقبول في بلدنا الديمقراطي".

 

كذلك شهدت مدن فرنسية أخرى مسيرات احتجاجية، منها مارسيليا وتولوز وبوردو. وحاول حوالى 300 من محتجي السترات الصفر اقتحام مركز للشرطة في بلدة بيزانسون، الواقعة في منطقة جبال الألب.

وكانت الشرطة الفرنسية حذّرت، الثلثاء، من اشتباكات محتملة في عيد العمال مع جماعات فوضوية تنتمي إلى اليسار المتطرّف، معروفة بجماعات "بلاك بلوك"، بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للمتطرّفين بالخروج إلى الشوارع. وتوقّعت السلطات مشاركة حوالى 2000 محتج من جماعة "بلاك بلوك" من فرنسا وأنحاء أخرى في أوروبا على هامش مسيرات عيد العمال.

تظاهرات ضدّ بوتين

أمّا في روسيا، فسار حوالى 2000 شخص في تظاهرات ضدّ سياسة الكرملين والرئيس فلاديمير بوتين. واعتقلت قوات الشرطة والحرس الوطني أكثر من 100 شخص، مستخدمة العنف والقوّة المفرطة أحياناً أثناء التوقيفات، وفق ما أفاد شهود لـ "رويترز".

وقالت جماعة "إو في دي-إنفو" لمراقبة حقوق الإنسان إنّ 124 شخصاً أحتجزوا في مختلف أنحاء روسيا، منهم 68 شخصاً في سان بطرسبرغ، حيث خرج بضع مئات إلى الشوارع للمطالبة بإجراء انتخابات نزيهة. وذكرت وسائل إعلام روسية أنّه من بين المعتقلين أنصار للسياسي المعارض أليكسي نافالني.

وحمل بعض المحتجين لافتات كُتب عليها "من أجل انتخابات نزيهة" و"بوتين ليس خالداً" و"بطرسبرغ ضدّ روسيا المتحدة"، في إشارة إلى الحزب الحاكم في روسيا الذي يدعم بوتين. وهتف بعض المتظاهرين "بوتين سارق" وردّدوا شعارات معادية له.

 

وخرج أيضاً كثر من أنصار الحزب الشيوعي في مسيرات بشوارع موسكو ومدن روسية أخرى، ملوّحين بأعلام حمراء تحمل بصمات الاتحاد السوفياتي.

حظر التظاهر في ميدان تقسيم

في تركيا، أعلنت شرطة إسطنبول أنّها اعتقلت 127 شخصاً، الأربعاء، لمحاولتهم تنظيم تظاهرات بشكل غير قانوني في أجزاء مختلفة من المدينة، احتفالاً بعيد العمال.

وعلى الرغم من تطويق القوى الأمنية ميدان تقسيم في وسط إسطنبول، إلا أنّ مجموعات صغيرة من المتظاهرين تمكّنت من التجمّع فيه.

 

وردّد المتظاهرون هتافات منها "الميادين ملك للناس، لا يمكن إغلاقها" و"يعيش الأول من مايو"، رفضاً لحظر السلطات التظاهرات، بينما دفعت الشرطة المحتجّين بعيداً وغطت أفواههم لمنعهم من الهتاف.

وفي وقت سابق الأربعاء، سمحت الشرطة بإقامة احتفال نظّمه زعماء النقابات العمالية في ميدان تقسيم، ووضعت مجموعة أخرى الزهور في شارع قريب. وتزامناً، أقيم احتفال مرخّص في حي باكيركوي البعيد من وسط المدينة.

وتعدّ تظاهرات عيد العمال حدثاً سنوياً في تركيا، وعادةً ما كانت تتركّز في ميدان تقسيم، حيث قتل 34 شخصاً أثناء تظاهرات الأوّل من مايو 1977.

المزيد من دوليات